بسم الله الرحمن الرحيم

مسميات ليس لها معنى


بعد ان تحرك الشعب العراقي في يوم 31 (ديسمبر) 2004 وشارك بكل حرية وبشكل حضاري في الانتخابات رغم صعوبة الاوضاع والتهديدات الارهابية خرج ألبعض ممن اعتبر هذه الانتخابات غير شرعية. وقد اعطوا اسباب هزيلة لتبرير قولهم هذا منها بأن الانتخابات تمت تحت الاحتلال وبأن جزء من الشعب لم يشترك بها وما الى ذلك من اسباب واهية. أن اقل ما يقال في هذه التبريرات الواهية هو ان الذين كلفوا انفسهم عناء تلك التصريحات لم يدر في خلدهم انهم في عدم اعترافهم بشرعية تلك الانتخابات انما يقرون بانهم لايعترفون بشرعية وارادة الجماهير التي اقرتها وعبرت عن ذلك من خلال صناديق الاقتراع
أن كافة الانتخابات في العالم تحدث بشكل نسبي اي ان جزء من الناس تذهب للتصويت لانهم احرار في ذلك ولا تتوقف الانتخابات ولا نتائجها لان الشعب لم يشترك كله

أن القوى التي فازت في الانتخابات لها الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً ولا يجوز أن تملي القوى التي كانت تدعو الى عدم المشاركة ارادتها بعد ذلك بل يجب ان تقبل بما يعطى لها وهي شاكرة

أن وجود بعض التنظيمات والتجمعات التي تسمي نفسها بمسميات وطنية مختلفة مثل الحوار الوطني والتجمع الوطني وما الى ذلك انما تسعى الى فرض واقع غير الواقع الذي اقره الشعب في صناديق الاقتراع وعليه فأن توجهاتها مشبوهة وتحاول من خلالها فرض بعض الطوائف والقوى والشخصيات بصيغ غير ديمقراطية. أن هذه القوى والشخصيات لو كانت لديها توجهات ديمقراطية لخدمة العراق بدون العنصرية الطائفية لكانت قد اعدت نفسها للمساهمة والتنافس الديمقراطي الشريف في الانتخابات القادمة

يجب ان لايسمح من الان فصاعداً لاي شخص يحاول استغلال الطائفية او يتكلم باسمها لان ذلك تهديد مبطن ضد الاخرين باسم الطائفة ويجب ان يكون الفيصل الاول والاخير هو الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع بغض النظر عن الطائفية. ان الذين يمثلون طائفة معينة لا يمكن لهم ان يكونوا منصفين وعادلين في بلد متعدد الطوائف والمذاهب. ان العراق بحاجة الى من يمثله دون تسميات طائفية او مذهبية وما الذين يمثلون مذهب دون غيره الا قصيري النظر ولايمكن ان يضعوا مصلحة البلد الا بعد مصلحة الطائفة

اين كان هؤلاء الذين يتشدقون اليوم بانهم يمثلون طوائف بعينها من انتخابات البيعة الهمجية التي جعل فيها (قائدهم الضرورة) العراقيين اضحوكة للعالم كله؟ فقد تم اجبار العراقيين تحت التهديد والوعيد بقطع لقمة العيش (التمويني) المُذِل بالخروج بشكل همجي متدافع لكتابة كلمة (نعم) للبيعة التي كان أول من أيدها هم انفسهم الذين رفضوا الانتخابات الحرة الحضارية الاخيرة. لقد خرج الشعب العراقي مكرهاً فقال (نعم) لسقوط الطاغية وضنها الطاغية بانها نعم لبقاءه. فقد كان معنى ال (نعم) في ضمير الشعب غير معناه الظاهر في خيال الطاغية واعوانه الطائفيين

يجب ان يصبح من الان فصاعداً القانون هو الذي يحكم وليس الحركات والتجمعات التي تدعي الوطنية او القومية او التي تتخذ لها مسميات طائفية ومذهبية. لقد اثبت الواقع المرير بأن التجمعات والتنظيمات التي تنادي بالوحدة وما شابه انما تتسلق على رقاب الشعوب بالشعارات البراقة للحصول على مكاسب ذاتية وسلطوية سرعان ما تتحول من ايدي الطائفة الى ايادي الحلقات الاضيق فالاضيق حتى تصير الى ايدي العائلة او الفرد
أن من واجب الدولة ان تحاسب بالقانون كل من يحاول ان يخل بأمن الناس ومن ذلك من يعمل خارج حدود القانون. أن القانون يجب ان يحدد اسس تكوين التجمعات والمنظمات ويحاسب بغرامات وعقوبات قاسية كل من يخل بذلك. فما معنى الحوار الوطني والمصالحة بعد أن تمت الانتخابات وافرزت حكومة وجمعية وطنية ووضعت مواعيد للدستور والانتخابات القادمة؟

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter