بسم الله الرحمن الرحيم

الدور السعودي الوهابي الخطير في تخريب العراق والمنطقة


اتضح من التقارير الواردة من بعض المصادر الموثوقة بأن زيارة ولي عهد المملكة السعودية عبد الله الى واشنطن ولقاءه بالرئيس جورج بوش لم تكن تتركز على النفط وطمأنة الولايات المتحدة والغرب بزيادة صادرات النفط السعودي لخفض اسعار النفط بقدر ما كانت تتعلق بمحاولة السعودية للعلب نفس الدور المخرب الذي لعبته لتحطيم العراق والدول المجاورة للسعودية

ان رفع او خفض انتاج النفط لايحتاج الى عناء الذهاب الى امريكا من قبل عبد الله بل اقصى ما يحتاجه هو ايعاز من البيت الابيض بسيط لكي تستجيب السعودية الى ما يريده منها راعي البيت الابيض الامريكي

هناك دولتان لعبتا الى جانب صدام دوراً مخرباً في العراق على مدى العقود الماضية وهما السعودية وايران. لانريد ان نعيد الى الاذهان الدور السعودي بشن الحرب وتحطيم العراق بعد غزو الكويت ولا خلال الحصار الحقير الذي يندى له ضمير القردة والحيوانات المفترسة لان ذلك غني عن التعريف ولكن لابد من المرور ولو بشكل عابر على تلك الفترة. اذ انه بعد تخريب البنية التحتية للعراق عام 1991 وانطلاق الانتفاضة الشعبية في العراق لعبت السعودية وايران دورين اساسيين في افشال الانتفاضة واقناع امريكا بالابقاء على صدام مما جعل العراق يعيش بين ظلم الطاغوت وحصار الجبابرة وفي بلد محطم. ان ايران قد افسدت الانتفاضة عندما دست عناصرها المتخلفة عقلياً والتي دخلت الى العراق رافعةُ صور الخميني في حين ان العراقيين لايزالون يعيشون في مأساة حرب الخميني وصدام. لقد استغلت السعودية ذلك وخوفا بل جبناً منها وسوست في اذن امريكا بان صدام بلا اسنان خير من الشيعة وايران! وهكذا اعطت امريكا الضوء الاخضر لصدام لقمع الشعب المنتفض بكافة الاشكال وقدمت له الثوار على طبق من حديد حامي ليقوم بقتلهم على مرأى من دبابات جنوده داخل العراق. فأثاع حسين (ناقص) الذي قتله صدام فيما بعد فساداً وقتلاً وهتكاً للاعراض هو وشلة المجرمين من امثال علي حسن مجيد وعزت دوري ومحمد حمزة وامثالهم

لقد كشفت الاحداث الاخيرة في العراق والمنطقة بان الوهابية السعودية كانت تستحسن وجود الطاغية صدام وزمرته المجرمة لكي يقتل الشعب العراقي هو و الحصار لان غالبية هذا الشعب من الشيعة الذين لطالما كرر الوهابيون عدائهم الاجرامي والتدميري ضدهم ومن الاكراد الذين ليسوا من الشعوب التي تستطيع الوهابية تطويعها بسهولة

ان واحدة من اهم الاسباب لزيارة عبد الله هو لاكمال المخطط الخبيث الذي بدأته الوهابية التكفيرية في العراق بعد سقوط النظام تحت مسمياتهم الواضحة جداً. لقد اتت هذه الزيارة في وقت حرج وحساس بالنسبة للعراق وبعد ان بدأ العد العكسي للقضاء على العصابات التكفيرية التي اتضحت مصادر تمويلها وفتاويها وعند ولادة اول حكومة منتخبة في العراق. وهناك معلومات تشير الى ان بعض الاطراف التكفيرية العراقية قامت ولاتزال على اتصال بالسعودية من خلال المجموعات التكفيرية الوهابية هناك بالايعاز لحكومة تلك الدولة للتدخل لدى امريكا بحجة منع قيام دولة شيعية في العراق. وهذا ما حدى بعبد الله ان يقوم بطرح هذا الملف على الرئيس الامريكي وادارته فيجب على العراقيين من الحكومة الجديدة والمهتمين بالامر متابعة هذا الموضوع بجد وعدم السماح للخبث الوهابي ان يمر هذه المرة كما حصل سابقاً

يجب قلب الموازيين على هؤلاء والوقوف مع الشعب العربي في منطقة الاحساء والقطيف والذي كان دولة مستقلة قبل الغزو السعودي الوهابي وهو يمكن ان يكون دولة من اغنى دول المنطقة نفطياً وزراعياً وسياحةً. ان المنطقة الشرقية تحتوي على عناصر بشرية ذات كفاءات عالية تستطيع ان تبدع ولكنها رغم ذلك لايسمح لهم بتسنم ابسط الوضائف. فهناك دعوات وهابية لمنعهم حتى من التدريس الابتدائي ومن ابسط الوضائف في الدولة ناهيك عن عدم السماح لهم بالتعيين في الجيش او الشرطة او الحرس الوطني او الوزارات فلا يوجد وزير شيعي واحد في السعودية. رغم ان هؤلاء مواطنون سعوديون الا انهم يتعرضون للتمييز المذهبي والديني. فلا يسمح لهم باتخاذ مساجد ما عدا تلك التي في مناطق سكناهم في الشرقية ولكن الكثير منهم يعيش في الرياض وكذلك في المدينة. وهناك فتاوي وهابية تمنع التحدث والنقاش مع الشيعة ولاتجيز الزواج منهم او اليهم وتحرم اكلهم او حتى الاكل معهم وتعتبرهم اكثر كفراً وخطورةً من اليهود والنصارى

ان السعودية عليها احترام حقوق الانسان بحق شعوبها قبل ان تتدخل بشؤون غيرها ولكن هذا هو ديدنها منذ البداية وهي تتبع مبدأ خلق المشاكل لغيرها لكي تعيش هي بدون مشاكل ولكن الذي يحفر الحفر لغيره لابد ان يقع باحدها يوماً ما و لعل هذا اليوم اصبح قريباً

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter