بسم الله الرحمن الرحيم

وزراء الجعفري امام مهام صعبة


تعسرت ولادة الحكومة العراقية المؤقتة حتى ضننا بانها سوف لن ترى النور الا وهي بين الحياة والموت كما ارادت لها بعض الجهات الحزبية والاعلامية العراقية وغير العراقية. يبدو ان الولادة المتعسرة قد قاربت على ان تأتي بوليدها الديمقطراي البكر وهذا لايعني بالضرورة ان يكون هذا الوليد الجديد يمتلك الحلول التي ينتضرها الشعب لانه لايمكن ان يقول للشيء كن فيكون ولكن يجب ان يقدم خطط وبرامج واضحة فيما يتعلق بالقضاء على الارهاب وتوفير الامن واعادة البناء وربط العراق جواً مع العالم الخارجي وانهاء محاكمة المجرمين الذين اوصلوا العراق الى ما هو عليه على مدى الاربعين سنة الماضية

ان الحكومة الجديدة امام مهام غاية في الصعوبة ولكنها اذا ما نجحت بما لم تتمكن الوزارة السابقة من تحقيقه في الملف الامني فانها ستكسب اصوات الشعب الى جانبها في المرحلة اللاحقة من الانتخابات. ان اول شيء يتمسك به الانسان الديمقراطي المتحضرهو انه اذا فشل فانه يكون ذا شجاعة تمكنه من الاعتراف والانسحاب وهذا ما يجب ان يعتمد عليه الجعفري ووزراءه. انه من الجبن ان يفشل الانسان ويصر على فشله خاصة اذا كان ذلك يضر بغيره

ان توفير الامن في اي بلد وخاصة في العراق في هذا الوقت يقتضي وجود قانون وقضاء يقتص بشكل صارم من المجرمين والا فلايكون هناك ردع لمن تسول له نفسه. وهذا ما ينتضر الحكومة الجديدة وخاصة وزير داخليتها والامن. يجب ان يكون ولاء الاجهزة الامنية والدفاعية للوطن وليس للاحزاب ويجب ان ينظر الى نتائج افعالها بناءاً على ذلك وليس على اساس حزبي او طائفي. يجب تكريم الاجهزة الامنية التي توفر الامن للمواطنين كما ينبغي لكي يشجع غيرهم ومعاقبة الذين يتعاونون مع المجرمين او يتساهلون معهم. وهذا شأن اخر ينتظر الحكومة الجديدة. ومن العناصر المهمة لكل دولة هو وجود جيش قوي وتسليح حديث وبضمن ذلك وجود قوة جوية ودفاع جوي وبحري وهو ما يجب ان تفعله الحكومة رغم وجود الاحتلال. وهنا يمكن ان يستفاد من دولة الاحتلال لتوفير التسليح الجيد

اما ما يخص اعدة البناء فهو في رأس القائمة خاصة في المناطق المستقرة. اذ يمكن البدأ بها للاعمار مما يوفر وضائف للشباب ويقلل من البطالة والتسكع والجريمة. يجب فتح باب الاعمار ومطالبة الدول للمساعدة في ذلك خاصة المانحة منها وهنا يجب عودة تصديرالنفط على افضل حال. ان العراق بحاجة الى اتصال جوي مع العالم الخارجي لانه سيبقى محاصراً بعدم وجود ارتباط مباشر مع العالم. وهنا على الحكومة القادمة المباشرة بالعمل لايجاد بديل لمطار بغداد حتى يستتب الامن فيه ويجب ان لايكون هذا المطار بعيداً جداً عن العاصمة. هناك بدائل كثيرة ومهمة على كافة الاصعدة مثل كربلاء او النجف او السماوة كمناطق يمكن اتخاذ مطار فيها و يمكن تطويره بالتدريج ليصبح مطاراً كبيراً في المستقبل اضافة الى مطار بغداد

هناك امور كثيرة تتعلق بتطوير التعليم والصحة والنقل والكهرباء والاتصالات البريدية والهاتفية وحل مشاكل الملكية التي نشأت من جراء التهجير وذلك بتعويض المتضررين من الذين اشتروا تلك الممتلكات ودفعوا فيها امولاً طائلة واصحابها الذين عادوا للمطالبة بها فلا يجوز اصلاح الضرر بضرر اخر على الاطلاق

اذن هناك امور كثيرة تنتظر حكومة الجعفري وسنرى ذلك في الاسابيع القادمة وكيف سيعمل وزراء الجعفري الجدد

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter