بسم الله الرحمن الرحيم

الحرب الاهلية والفراغ الامني السياسي


يجب ان يتم التفريق بين تفادي الشيعة او السنة للقيام بعمليات ضد الارهابيين والمجرمين وبين تفادي عمليات قد تؤدي الى نشوب حرب طائفية اهلية

ان تطهير البلد من المجرمين سواء كانوا سنة او شيعة او عرب او اكراد او غيرهم هي مسؤولية كل عراقي شريف بغض النظر عن مذهبه او قوميته او انتمائه. ولايجب ان ينظر الى ذلك على انه اثارة للحرب او الفتنة بل ان العكس هو الصحيح اي ان السكوت والتستر على الارهابيين والمجرمين هو سبب مباشر لاثارة الفتة بل والاشتراك فيها. وعلى هذا الاساس فان سكوت الشيعة على تعرضهم للقتل والارهاب بكافة انواعه وعلى مدى السنتين التي تلت سقوط النظام لايخدم تفادي وقوع حرب اهلية لان ذلك سوف يشجع الارهاب ضدهم مما سيؤدي الى حالة من اللاعودة لايمكن عندها تفادي حرب اهلية

ان الارهاب يجب ان يردع لانه كالسرطان الذي اذا لم يعالج فانه سيؤدي الى الفتك بالجسم كله. وعليه فان المطلوب من الشيعة ومع عجز الدولة من حمايتهم هو القيام بتشكيل قوى ردع من الشيعة في كل منطقة من مناطق العراق من القرى حتى المدن ويكون لها عناصر مخابراتية لتجميع المعلومات عن عناصر الارهاب في عقر دارها ومتابعة تلك العناصر والاقتصاص منها اذا اقدمت على ارتكاب جريمة او تقديم معلومات عنها الى السلطات الامنية قبل قيامها بالاقدام على تنفيذ جريمتها. وهنا لابد من الاشارة الى ان الكثير من الادلة تشير الى ان قسم من الجرائم المنفذة لحد الان لايمكن تنفيذها دون وجود عناصر في الهرم العلوي من هيكل الحكومة المؤقتة الحالية سواء في تشكيلات وزارة الداخلية او المؤسسات الامنية وذات العلاقة الاخرى. وهنا تأتي مسؤولية كل مواطن شريف لكشف تلك العناصر المخربة لقطع دابر الارهاب والتخلف

ان الحقائق الاخيرة كشفت بما لايقبل الشك بأن الولايات المتحدة الامريكية لايهمها الا مصالحها ولايهمها في العراق الا أمن جنودها وبناء قواعد عسكرية ثابتة وآمنة. وأن عدم الاستقرار وجرائم الارهابيين لم تخدم الا أمريكا وذلك لاطالة امد الوجود والاحتلال بحجة القضاء على الارهاب وكذلك للتنصل من اعادة البناء والابقاء على العراق مدمراً. أن تعطيل قطف ثمار الانتخابات التي قام بها العراقييون وفرض شروط على الاحزاب الفائزة باعطاء الحقائب الامنية بيد الاحزاب التي تثق امريكا بولاءها التام قد خلق حالة من الفراغ الامني الكبير واليأس في صفوف الشعب والقوى الامنية ذات التوجه الشريف. أن العقلية الدكتاتورية هي التي تحرك توجهات بعض الاحزاب لاسيما بعض العناصر في الحكومة المؤقتة الحالية وكذلك في قائمة الائتلاف. اما بالنسبة للاكراد فأنهم يلعبون على كافة الحبال لتحقيق غاياتهم وانهم يضغطون بنفس الاتجاه الذي تريده امريكا بغض النظر عن مصلحة العراق كبلد

أن اختيار الائتلاف لابراهيم الجعفري اثبت فشله لحد الان والكثير من المتتبعين يعتقدون بأن هناك خيارات كان يمكن ان تكون افضل بكثير ولكن مع ذلك فأن الوقت لايزال مناسباً لكي يتخذ الجعفري وائئتلافه قراراً اما بتشكيل الحكومة دون التوسل بهذا وذاك وفضح كافة الضغوط التي يتعرض لها والتي تنافي مطاليب الشعب العراقي. فهل سيبقى الجعفري يتوسل والشعب العراقي يدفع الثمن ام انه سيتخذ القرار الذي ضل بعيداً عنه رغم كثرة الصيحات وتعالي الاصوات؟ ولابد ان نذكر المثل المصري الذي ينطبق على كافة الاحزاب التي لاتستحق صوتاً عراقياً واحد : (اللي اختشوا ماتوا), فالذي يرى بام عينيه الشعب العراقي يذبح يوميا وهو لايهمه الا الفوز بوزارة او كرسي غير جدير بتحمل ابسط مسؤولية. وان الفراغ الامني الذي استغلته عناصر الارهاب قد يؤدي الى حرب طائفية رغم تكاتف السنة والشيعة العراقيين الشرفاء

وهنا لايسعنا الا ان ندعو الاخوة العراقيين من السنة والشيعة ان يفوتوا الفرصة على اعدائهم وأن يوحدوا جوامعهم بحيث يقوم السنة والشيعة بالصلاة المشتركة في كافة الجوامع ولايهم ان يكون الامام سني او شيعي وان يقف كافة المصليين العراقيين السنة والشيعة صفاً واحداً بين كل سني وسني شيعي وبين كل شيعي وشيعي سني والنصر للعراق والموت للارهاب والمجرمين

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter