بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يعمل الطلاب في جامعة البصرة؟


قال تعالى في محكم كتابه الكريم

{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ. لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (21-22) سورة الغاشية

وقال تعالى

{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} (99) سورة يونس

ان ماحدث من اعتداء على بعض الطلاب في جامعة البصرة من قبل البعض ممن لفوا على رؤوسهم خرق بيضاء فصاروا شيوخا يتنافى كليا مع الدين والقيم والاخلاق حتى لو افترضنا بان هؤلاء الطلاب خرجوا عن حدود الادب المقبول اجتماعيا في الاماكن العامة

كان الاجدر بهؤلاء الذين قالوا بانهم يمتلكون تسجيل فديوي لممارسات الطلبة ان يتقدموا الى الجهات المعنية بهذا التسجيل وان يمارسوا ضغوطا حضارية وقانونية تمنع تكرار مثل هذه الممارسات فيما لوحصلت فعلا. بهذه الطريقة فقط يمكن منع وقوع ممارسات غير مقبولة اجتماعيا او دينيا لان الطالب المعني عندما يواجه بطريقة قانونية تهدد مستقبله فأنه لابد ان يرتدع من ممارسة اي سلوك غير لائق خاصة أن كان ذلك يؤدي الى ادراج ذلك السلوك بصحيفة عمله الدراسي والوضيفي. اما مواجهة الخطأ بالضرب والاهانة فان ذلك سيرتد على المتسبب بالاعتداء وسيزيد من الاصرار على الخطأ ان كان فعلا قد حدث

ان التربية الخاطئة التي تربي بها الناس ابنائهم في العراق وباقي بلاد المسلمين باعتبار كل من لبس خرقة بيضاء على رأسه وسماها عمامة بانه شيخ (جليل) يجب ان تزول والى الابد. ان العراق قد شبع الى حد التخمة من الدكتاتوريات المطلقة ومنها دكتاتوريات من يسمون انفسهم برجال الدين. ان الذين يلبسون العمائم ما هم الا طلاب ارادوا التخصص بدراسة الدين وهذا من حقهم ولكن ليس من حقهم ان ينصبوا انفسهم امراء على الناس شأنهم كشأن امراء الارهاب من الوهابيين الارهابيين

ان جميع الناس معرضون للخطأ وهذا ما عبر عنه عيسى (ع) عندما رأى اناس يريدون ان يرجموا امرأة اتهموها بالزنى فقال لهم: من ليس فيه خطيئة منكم فليرجمها! فهرب الجميع! وبعد ذلك تحولت مريم المجدلية الى افضل تلامذة المسيح

فهل هؤلاء افضل من المسيح (ع) وهل هم افضل من الامام موسى الكاظم (ع) الذي زج به هرون (اللارشيد) في السجن في بغداد فوصلته الاخبار بان موسى بن جعفر (ع) لاينفك عن عبادة الله راكعا ساجدا ليلا نهارا. فاشار عليه بعض الجلاوزة الكلاب من ان يرسل معه جارية غناء وجميلة جدا لتضله! وبعد يوم من ارسالهم الجارية رجعوا الى هرون فقالوا له انه اغواها فهي قائمة ساجدة راكعة مثله! فهل ضربها الامام او صرخ بهم بان يخرجوها ام انها رأت منه وسمعت ما لم تسمعه وتراه من غيره فاهتدت بالاسلوب المتحضر

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل

ان المدعو (السعدي) الذي تكلم مع قناة الفيحاء من البصرة يوم امس قال بانه استخدم العصي والخراطيش لضرب الطلبة وليس الرصاص! ان هذا اقرار بالاعتداء واضح وعليه فان المعتدى عليهم يجب ان يقوموا بتقديم دعوى قضائية لكي يحاسب هذا الشخص وينال عقابه ويقوم هو ومن دفعه بالتعويضات جراء الاضرار المادية والمعنوية والاخلاقية والدراسية لجميع الضحايا. كما وعلى هؤلاء الطلاب بالتوجه للشكوى لدى منظمات حقوق الانسان العالمية والمحلية (وليست العربية) ضد ممن ينتسب اليهم هذا المعتدي من تيارات متخلفة فكريا وعقليا وغير متحضرة اسلاميا بل تتبع منهج الرعاع من مجموعات طالبان المتوحشة

ولابد ان نذكر بانه قد ساء الكثيرين من المثقفين والمفكرين سماعهم لبعض المتصلين وكذلك لمقدم البرنامج من قناة الفيحاء بمناداة هذا المعتدي بالشيخ (الجليل)! فكيف ينادى المعتدي الذي اختطف القانون بيده ليكون رقيبا على غيره بالضرب والاهانة ب (الجليل) وهل الجلالة الا لله؟! اليس ذلك من مهازل التربية الخاطئة والاصرار عليه؟

خلاصة القول ان تصحيح الممارسات الخاطئة يجب ان يمر عبر النصح والارشاد وان لم ينفع فعبر الجهات المسؤولة والقانون وليس عبر قول هذا الجاهل (السعدي) بان كل مسلم هو (جمهورية اسلامية) فهذا يدل على جهل هؤلاء بابسط القواعد والاصول ليست الدينية فحسب بل الاجتماعية والادبية

واخيرا ندعو الطلاب المتضررين بان يتقدموا بالدعوى ضد المعتدين ومتابعتها قانونيا لان هذا اعتداء سافر نتج عنه ضرر خطير وحتى ان كانوا قد فعلوا مايسيء للاخلاق او الادب فان ذلك لايمنع من متابعة المعتدين قضائيا لانهم اولا معتدين وثانيا تصرفوا بصفة رجال القانون او الامن وهي ليست من مسؤوليتهم

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter