بسم الله الرحمن الرحيم

مجزرة الحلة وصمة عارعلى جبين اهالي الفتاوي الباطلة والمتشدقين بالجهاد والمقاومة


ان ما حصل في الحلة البارحة وما هو حاصل في العراق كله من جرائم قتل واختطاف وسرقات واعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وتدمير لما تبقى من بنية اساسية للبلد وفساد اداري رهيب وتفشي البطالة وعدم وجود خدمات اساسية في البلد كالماء والكهرباء مع تردي الوضع الصحي والبيئي والحالة النفسية للشعب كلها وغيرها من امور تدعو الى اعادة النظر بالواقع الحالي وخاصة ما يتعلق بفشل الحكومة المؤقتة لادارة الدولة

ان حادث التفجير الذي نتج عنه العشرات من القتلى والجرحى في الحلة مر على وزير داخلية علاوي وكأنه لم يكن! فيا لسخرية القدر ان يبتلى العراق بالخروج من نفق الى نفق اظلم واكبر منه. ذلك القدر الذي يجعل من السيد مايرز (رئيس اركان الحرب السابق الامريكي) بالتصريح بان القضاء على الارهاب في العراق يتطلب على الاقل عشرة سنوات! فهل يقبل هذا الافندي (مايرز) ان تقبع امريكا تحت نير الارهاب لمدة عشرة ايام فقط؟ ام انها سخرية القدر الذي يجعله يتشدق ويريد ان يقول لنا بان الوضع سوف يبقى كذلك كما كانوا يقتلون بحصارهم الشعب العراقي بينما يتنعم صدام واعوانه بالمزيد من اللذات بل وكذلك ايتامه من (حرامية) كوبونات النفط بينما يعيث المستهترون من مفتشي كوفي عنان ركلا بالاحذية على كرامة الشعب العراقي وقد انكشفت فضائح سرقاتهم العفنة اخيرا

ان الحادث الاجرامي الذي حصل في الحلة ادانته الدول والشعوب المتحضرة والعجب كل العجب فان اصحاب السيادة من الذين صوت لهم الشعب اصبحوا فوق مستوى هذا الشعب. ويبدو انهم لايدركون كيف يتعاملون مع احداث بلدهم المحزنة والمؤلمة. فهل يعقل ان يصدر من مكتب ابراهيم الجعفري بيان ادانة للعملية! ادانة: ياسلام!! اما وزير الداخلية فانه بحاجة لفحص غدته الدرقية لعل لديه قصور في عملها يجعله غير قادر على اداء عمله بالشكل الطبيعي ولكن ان تبين انها تعمل بشكل عادي فانه يجب ان يحاسب على تقاعسه ويقدم للمحاكمة. ان المسؤول الاول هو رئيس وزراءه الحالي الذي لم يقيله فحسب بل انه متشبث بالسلطة القائمة على دماء الشعب. ألم يكن الاجدر بعلاوي والجعفري ترك الصراع على السلطة والقيام بزيارة سريعة لمكان الحادث في الحلة للاطلاع على ذلك والايعاز بفتح تحقيق لمحاسبة المقصرين في الامن؟ اليس هذا اقل ما يمكن عمله؟

لقد اثبتت الاحداث بعد سقوط النظام بان الامن هو العنصر الاهم لتقدم واستقرار البلد وان الحكومة المؤقته الحالية قد فشلت في تحقيق ذلك وهناك ادلة تتحدث عن اختراقات خطيرة من قبل عناصر مختلفة في الاجهزة الامنية تعمل لصالح الارهابيين ولكن لم يتخذ اي شيء لدرءها. ان الشرطة العراقية تعاني من ضعف التسليح وانعدام القيادة وتخبط القرار واندساس العناصر الارهابية وقد سمعنا ذلك من قادتهم الميدانيين ليس في الحلة فقط بل في عدة مناسبات. ولم يتخذ اي شيء بهذا الخصوص. فلعل الجانب الامريكي ممتنع من تسليح الشرطة والجيش بل ويقوم بالتفاوض مع الارهابيين اخيرا

ان الضعف وسوء اتخاذ القرار ووجود المندسين الذين يزودون الارهابيين بالمعلومات عن اماكن واوقات تجمع المتطوعين هي بعض العوامل التي ادت الى قتل الابرياء في الحلة بنفس الاسلوب الذي تم فيه قتل العشرات من العراقيين في عمليات مماثلة جدا في مناطق اخرى. وهنا لابد من الاشارة الى ان وزارة الداخلية والمسؤولين عن الامن اما انهم لايستفيدون من خبراتهم ولايتعلمون من الدروس او انهم لايبالون بالشعب ان يموت او السببين معا! ويبدو ان النقطة الاخيرة هي الاصح

اما بالنسبة للسيد السيستاني فانه كان الاجدر به ان يصدر فتوى لاتحتاج الى استنباط وتفكير طويل يحرم بها اي عمل او تعامل مع الارهابيين مهما كان ويوضح بها بان هؤلاء القتلة سوف لن ينالوا الا الجحيم يصلونها وبئس المصير. ولعل تصريح من مكتبه لايكفي. ان فتوى من السيستاني مهمة جدا في هذه المرحلة تكون واضحة وصريحة ليس بعدم التعامل مع هؤلاء القتلة بل باتخاذ كافة التدابير للقضاء عليهم من قبل ابناء الشعب ومن يمسه سوء من الارهابيين فله اجر وان مات فهو شهيد. اننا نشيد بمن يعمل مع السيد علي السيستاني ان يوصل له ما يريده الشعب ضمن ما يريده الله والدين وليس غير ذلك

اما بالنسبة لشذاذ الافاق والمتخلفين عقليا من اهل الفتاوي الجهادية الرنانة من اصحاب القنوات الفضائية من امثال القرضاوي وبن جبيرين والبوب كليب 26 سعودي المتخلف عقليا وحضاريا (26 منضر للارهاب من شيوخ الوهابية السعودية) ومنضري الفضائيات ممن امتهن الدين للاثراء وقنوات العهر الارهابية كالجزيرة ومن على شاكلتهم فانهم ينكشفون يوما بعد يوم. وقد كان الاهم عند بعضهم ان يحزموا حقائبهم للدفاع عن تمثال بوذا من ان يصدروا تصريحا لادانة مجزرة الحلة وغيرها من مجازر. بل ان منهم من يبارك ذلك من (علماء) (او الاجدر جهلاء) الوهابية الذين يهدرون الدم الشيعي في كل مكان بما في ذلك السعودية في المنطقة الشرقية وغيرها. وفي الوقت الذي ادانت به المنظمات المسيحية والكنائس وحتى بعض اليهود هذا العمل الاجرامي فان علماء الازهر وغيرهم لم يتفوهوا ببنت شفة! واين عمرو موسى وجامعته الاعرابية التي شاخت ولم تتقاعد

ان ما من احد الا وسمع البارحة بالمواجهات المسلحة التي حصلت بين السودانيين الذين جاء بهم النظام السابق والساكنين في بغداد وبين قوات الشرطة والتي قتل على اثرها عدد من الاشخاص وقوات الشرطة. وسمعنا ورأينا بعد طول انتظار بعض الاعراب من مختلف الجنسيات ممن عمل ودرس وترعرع في العراق لاكثر من عشر سنوات يعترف بذبح العراقيين بيديه القذرتين التي تربى دمها ولحمها من خيرات العراق ومن بركات اهله على امثاله. ان الحل الامثل الان هو طرد كافة العرب من العراق وتقديم من تلطخت ايديهم منهم بدماء العراقيين الى محاكم عسكرية ونكرر عسكرية او خاصة عاجلة لانزال اقصى درجات العقاب بهم وبدون رحمة. كما وان هذه المحاكم يجب ان تشمل وبشكل عاجل عناصر النظام السابق الذين طال وجودهم دون محاكمة

ان بريطانيا وبعض الدول الاخرى وحتى امريكا نفسها ادخلت قوانين جديدة لمكافحة الارهاب تسمح لهم باتخاذ اجراءات مشددة دون اللجوء الى القضاء ضد الذين يشك بانهم يهددون الامن القومي للبلد فلماذا يتعب العراق طريق الديمقراطية مع الارهاب وكأن الديمقراطية ماجاءت الا من اجل صدام وزبانيته والارهابيين! اليس هذا من سخرية القدر التي يجب ان يتحرر منها شعب العراق حالا وله في الشعب اللبناني اسوة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter