بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين بن علي: دمٌ لازال يراق وثورة مستمرة ضد الطغاة


اليوم هو التاسع من محرم الذي فيه حوصر الحسين بن علي عليهم السلام في الصحراء المحرقة في كربلاء او الغاضرية في العراق من قبل الجيش الاموي الذي بعثه يزيد بن معاوية الاموي بقيادة عمر بن سعد من دمشق
في مثل هذا اليوم لم يحاصر الحسين لوحده بل كان معه اهله من ال بيت النبي محمد (ص) ونسائه واطفاله مع ثلة من اصحاب النبي وانصار الحسين. لقد حوصر الجميع وقطع عنهم الماء قبل ان يشتد بهم العطش والارهاق لينقض عليهم الارهابيون القتلة الذين اتوا بجيش جرار يقدر باكثر من اربعة الاف جندي ومرتزق لملاقاة اهل بيت النبي محمد واصحابه الذي لا يزيد عددهم على 77 رجلا

لقد اقتادوا اهل بيت النبي الى ما يعرف بموقعة الطف على الجانب الغربي من نهر الفرات. هناك اختبر الله هذه الامة الاسلامية باختبار سوف يبقى الى امد الدهر فانقسمت الامة الى قسمين كما صرح بذلك الحسين (ع) قبيل مقتله عندما خطب بالقوم لكي يلقي الحجة عليهم وكانه يعلم بهذا الاختبار السماوي. القسم الذي بقي مع الحسين وكان على استعداد للتضحية من اجل المباديء والقيم والحرية التي هي ضد العبودية للحاكم الظالم. والقسم الاخر وهو السواد الاكبر الذي انحاز لسبب او لاخر الى الحاكم الظالم اما خوفا او طمعا او جهلا او كفرا او فجورا

يذكر التاريخ بان المسلمون قبل واقعة الطف التي قتل فيها الحسين بكثير وعندما فتحوا شرق اوربا وجدوا بيت من الشعر العربي منقوش على جدار احدى الكنائس يقول

اترجو امة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب

فعندما سألوا عنه قيل لهم بان يدا خرجت من الجدار قبل مبعث نبيكم فخطت هذه الحروف التي بقيت معجزة لانعرف معناها لحد هذه اللحظة. فان كان هذا صحيحا فانه دليل على ما يمثله الحسين من نقطة تحول كبير توازي ظهور الاسلام الى الوجود. وان لم يكن صحيحيا اي ان الشعر من نظم بشري فان ما ورد فيه حقيقة ناصعة كالشمس في قلب السماء الصافية. اي ان الرسول محمد (ص) وكما عرفنا بانه شفيع من يشفع له يوم الحساب سوف لن يشفع لمن قتل ابنه وسبى عياله او من رضي بذلك
ان بيت الشعر المذكور لا يعني القتل فحسب بل السكوت عليه او اتباع سنة معاوية وابنه يزيد الاموي

ان الذين يتصورون بان معركة الحسين قد انتهت بانتصار الدم على السيف مخطئون لان دم اتباع الحسين لازال جاريا الى يومنا هذا ولازال اتباعه يقتلون في كل زمان ومكان ومن قبل اتباع المذهب الاموي البغيض

ففي عام 2003 قطع زوار الحسين اربا اربا في نفس المكان الذي قتل فيه الحسين في كربلاء من قبل اتباع الاموي معاوية ويزيد واتباعهم من اللاحقين. واليوم قتل اتباع المذهب التكفيري الاموي من الارهابين احفاد يزيد بن اكلة الاكباد هند وعبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن واحفاد احفادهم قتلوا ما لايقل عن خمسون من اتباع الامام الحسين في بغداد وذلك بتعرضهم لهم بواسطة الصواريخ وبواسطة الهجمات الانتحارية الارهابية على تجمعات لاحياء ذكرى مقتل الحسين واهل بيت النبي

ان المعركة بين الحق والباطل والمتمثلة بمحمد واله وبالامويين واتباعهم لم تنتهي بعد. وما اشبه اليوم بالبارحة فقد جاء اتباع بني امية اليوم من نفس المكان الذي اتى منه جيش يزيد و بنفس الفكر الذي يقطع الرؤوس ويدمر الحرث والارض والنسل من اجل فكر فاسد يحمله ارهابيون فاسدون

ان الدماء التي سالت على ارض كربلاء قبل 1400 سنة لا تزال تسيل على نفس الايدي وبنفس الفكر الاجرامي المريض

لعن الله امة قتلت بن بنت رسول الله ولعن الله امة رضيت بذلك

والسلام على ابا عبد الله الحسين وعلى اهل بيته واصحابه الذين قتلوا معه والسلام على زينب بنت علي وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد
الحسين وعلى امه الصديقة وابيه المرتضى وجده المصطفى اولا واخرا ما بقي الدهر

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter