بسم الله الرحمن الرحيم

المشوشون على حرية الشعب وعلى الديمقراطية


بعد ان خرج الشعب العراقي وبضمنه الكثير من السنة باجراء انتخابات حضارية تدل على نضوج هذا الشعب ومدى تحضره وعراقة تاريخه اصبح اعداء هذا الشعب تحت امر واقع لامفر منه. لقد هيأ اعداء الحرية والتحضر عدتهم قبيل الانتخابات بناءا على تكهناتهم المريضة بان الشعب سوف لن يشارك بسبب الخوف من تهديدات الشياطين ومن يساندهم من هيئات معروفة للقاصي والداني. ولكن خاب ضن هؤلاء وتفاجئوا هم كما تفاجأ اصدقاء العراق من النجاح الباهر الذي تحقق في الانتخابات. وعليه فقد خرج محمد بشار المتحدث باسم مما يعرف ب (هيئة علماء المسلمين – وهي هيئة لا تمثل كل السنة بل ممن يتبع مذهب بن تيمية منهم خاصة اي الوهابية السلفية) ليقول بانهم سوف يتعاملون مع الحكومة المنتخبة بشكل محدود كحكومة تسيير اعمال فقط واضاف هذا بان الشريحة التي لها ثقل لم تنتخب وعليه فان الحكومة هذه غير شرعية! الا تسأل تلك الهيئة نفسها بأنها هي التي قاطعت الانتخابات ولم يجبرها احد على ذلك. واين كانت هذه الهيئة من حكومة صدام التي كانت تدعمه بكافة الاشكال حتى اوصلوا العراق الى الاحتلال والتدمير؟ ان محمد بشار ومن يمثلهم هم ممن يدعون الى نسبة المئة بالمئة لانهم تعودوا عليها منذ مئات السنين حتى وان كان رأس الذي ينتخبونه كانه زبيبة

اين كان هذا الذي يتحدث عن الدستور من دستور المقابر الجماعية والظلم والتعسف والسجون والتشريد والحروب المتتالية؟ ام ان الدين كما يحلو لهم؟ لماذا لم تتحرك عقيرة هؤلاء عندما كتب صاحبهم المقبور حسين كامل على دباباتهم (لا شيعة بعد اليوم) وهي في طريقها لدك مرقد الامام الحسين واخيه العباس؟ الم يكن الاجدر بهؤلاء ان يدينوا الارهاب ويشاركوا بالانتخابات لكي يعجلوا من رحيل القوات المحتلة وهم يعرفون جيدا بان ذلك هو الحل الامثل لرحيل تلك القوات. اذن فان المعلن هو خلاف الحقيقة المستورة. ان هؤلاء لايهمهم الاحتلال بقدر ما يهمهم السيطرة على مركز القوة للحكم وابقاءه بيد فئة مذهبية واحدة تفرض نفسها ومذهبها بشكل رسمي على الاخرين وتعطي لنفسها الحق بمصادرة ما تراه مناسبا لها من الاخرين وبالقوة والقهر كما كان معمولا في عهد الحكومات السابقة على مر العصور

ان الذين يتخذون من الاحتلال غطاءا لافعالهم السلبية تجاه الشعب ومحاولة فرض انفسهم بالقوة والخروج بانفسهم بعيدا عن عموم الشعب المنتخب لكي يظهروا بانهم افضل منه انما هم انفسهم يرضون بوضع ايديهم بايدي الاحتلال دون راي الشعب لو اعطاهم المحتل نفس الامتيازات التي لطالما قمعوا بها غيرهم

ان العراقيين هم ابناء وطن واحد لافرق بينهم مهما كانت مذاهبهم واديانهم واحزابهم وميولهم. وعليه فان الافضل لهم هو صندوق الاقتراع والحرية والديمقراطية ولا مكان لمن يريد ان يفرض نفسه عليهم بالتغريد خارج السرب مما يشوش على حركة الجميع ويؤخر من خروج المحتل ويضعف الوطن

ان على العراقيين ان ينتبهوا الى من يشوش خارج السرب لغاية في نفس يعقوب وعلى الحكومة المتخبة ان تلتزم بمباديء الديمقراطية وان تنتبه بان الذي اعطاها صوته اليوم سوف لن يفعل غدا فيما لو اعطت تلك الحكومة تنازلات للذين يشوشون على مسيرة الشعب العراقي لاغراضهم او مذاهبهم فحسب

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter