بسم الله الرحمن الرحيم

المتصارعون على السلطة والشعب المتحضر


لقد اثبت الشعب العراقي للعالم من خلال ممارسته الحضارية للانتخابات رغم التحديات الخطيرة بانه شعب متحضر لم تنقطع جذوره عن ابناء سومر واكد ولكش واشور وبابل اصحاب الحضارة الانسانية الاولى

ان اي شعب اخر تعرض للاغلاق والتعسف والظلم والحروب على مدى اكثر من 50 سنة علاوة على الارهاب والاحتلال لايمكن له ان يؤدي ما قام به شعب العراق

والسؤال هو هل يستحق هذا الشعب ان يحكم من قبل هؤلاء المتصارعين على كراسي الحكم دون ادنى اعتبار للعراق كوطن وكشعب؟

عندما فازت قائمة الائتلاف العراقي بغالبية شبه متوقعة نجد ان الصراع على كرسي السلطة اخر من الاعلان عن الذي سيجل على كرسي الحكم ولو لفترة قصيرة لاتتعدى عشرة شهور. وان هذا الائتلاف يعلم بان هذا التأخير ليس من مصلحة البلد الذي يمر بضروف غاية في الصعوبة الغير خافية. لقد نسوا الشعب والوطن وتنافسوا على السلطة الدنيوية. وبعد ان تراجع هذا وانسحب ذاك وكثرت الاقاويل والتكهنات بدت خلالها تلك الشخوص والاحزاب بحجم ضئيل بالنسبة للشعب الذي انتخب ظهر ان الامر لايتعدى واحد من اثنين! واخيرا وبعد ملل شديد وتمييع لفرحة الخطوة الاولى من الديمقراطية تم اختيار ممثل الائتلاف العراقي الذي اخطأ ليس بحق الوطن بتأخره ولكن بحق نفسه كذلك لانه منح لمنافسيه فرصة التكتل والمناورة

اما من ناحية اياد علاوي فان قائمته لم تحصل الا على نسبة قليلة من الاصوات وهو بدلا من ان يتزعم المعارضة في الجمعية الوطنية والقيام بتشكيل حكومة ضل على الغرار البريطاني فانه اصبح يعرقل ويحاول ان يساوم على المناصب. وان الصراع الذي يدور سوف يدفع ثمنه الشعب وسوف ينعكس سلبا بسبب التنازلات التي ينوي تقديمها كل من اياد علاوي والجعفري للاحزاب الكردية لتشكيل ائتلاف معها والمستفيد الوحيد هنا هو تلك الاحزاب الكردية. فان هذه الاحزاب سوف تساوم من يتقدم بتنازلات اكثر! ان هذه التحركات السلطوية ستؤدي بالتالي الى تقسيم العراق الى اربعة او خمسة اجزاء ولا تخدم الا بقاء الوضع المزري على حاله

كان الاجدر اولا بائتلاف العراق ان يعلن مرشحه بسرعة لانه لم يكن يحتاج للانتظار لما بعد النتائج بل كان يفترض به ان يكون جاهزا للاخذ بالمبادرة سياسيا واقتصاديا وغيره ذلك مباشرة بعد النتائج! وكان الاجدر باياد علاوي ان يبارك لمن فاز ويقرر بانه لم يحصل على اصوات كافية ويتصرف كما هو حاصل في البلدان الديمقراطية المتحضرة

الخلاصة هو ان الشعب العراقي قدم اجمل صورة عكست بالضبط عكس ما اراد اليه صدام والارهابيون ولكن للاسف فان من انتخبهم لايستحقون وهم في صراع على المراكز السلطوية فما ابعدهم عن هذا الشعب وما ابعد هذا الشعب عنهم

ان الايام القادمة ستعكس افرازات وارهاصات تمثل حقائق بقيت غير معروفة وان الزمن القادم كفيل بان يغربل الكثير من هذه الحقائق

ان الشعب العراقي لايريد صداميون جدد ولا يريد من يفرض مبادئه او طريقة تفكيره عليه

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter