بسم الله الرحمن الرحيم


من الذي يحكم العراق؟


لقد ابتلي العراق منذ اقدم العصور بالحكام المتسلطين والانظمة التعسفية التي تتخذ من الشعارات ستارا لتمرير مخططاتها الطائفية وجرائمها الارهابية. ففي زمن النظام الصدامي المقبور استخدمت الشعارات من اجل ارهاب الشعب وتخوفيه من اجل مصلحة مجموعة معينة بل وشخص واحد هو وحاشيته المقربة. وعادة ما تتصف تلك الانظمة بالجهل والتخلف والسطحية لذلك فانها غالبا ما تتسبب بتدمير البلاد والعباد في نهاية المطاف وهذا ما حصل للعراق رغم توفر كافة العناصر اللازمة لتوفير اعلى مستوى معيشي لافراده و من كافة البلدان المجاورة

ويوم بعد اخر ينكشف لنا ان الذين يحكمون العراق بما يسمى بالحكومة المؤقته اليوم لايختلفون كثيرا عمن سبقهم بالنسبة لخدمة مصالحهم الخاصة او مصالح احزابهم او طوائفهم على حساب الغالبية الساحقة من الشعب

ان تدهور الحالة الامنية وقتل هذا العدد الكبير من الشرطة والحرس العراقيين بشكل يومي ومستمر هو فشل ذريع اخطر بكثير من فشل فريق كرة قدم يستقيل مدربه بعد ذلك الفشل. فمن غير وزير الداخلية يتحمل هذا الفشل الا اياد علاوي؟

ان العقلية الدكتاتورية لاتزال تحكم العراق ولايزال المسؤول المتسلط يرفض تحمل المسؤولية بل وقد يكون هو المتسبب المباشر او غير المباشر لكافة المشاكل

اذا كان صدام قد جلب للعراق في بداية حكمه (ابو طبر واحد) فان العراق اليوم فيه اكثر من مئة الف ابو طبر. واذا كان صدام قد كشف عن ابو طبر بحكاية خرافية لم تنطلي على احد انهت حكايته فان مسؤولي الامن في العراق الديمقراطي الحالي يطبقون اعلى درجات الديمقراطية التي تمنح ابو طبر الحرية ليفعل ما يشاء تماشيا مع الحرية التي كان محروما منها

المشكلة الاخرى بان وزراء اياد علاوي كشكول متنوع واحد يجر بالطول والثانية تجر بالعرض واياد يجر باتجاه اخر

اما الياور فقد فشل باقناع امريكا وحلفاءها بانه برداءه الخليجي يمكن ان يجعل من العراق مشيخة نفطية كباقي المشايخ النفطية المجاورة

ان تشكيل حكومة بالمحاصصة الحزبية والطائفية لا تنفع العراق لانها لاتختلف عن سابقاتها في مسألة محاولة الاستئثار بالسلطة ولو كانت على مستوى وزارة او وزير بلا وزارة. ان الديمقراطية الحقيقية هو التنافس لخدمة العراق وشعبه وليس التنافس على حكمه وسرقته

واخيرا فان تاجيل الانتخابات لا يحقق الا هدفا واحدا هو نفس الهدف الذي يسعى اليه الارهابيون اليوم. اي ان تأجيل الانتخابات لايعني الا انتصارا واحدا فقط هو انتصار الارهاب ليس على امريكا بل على شعب العراق التواق للتغيير الذي طال انتضاره منذ الزمن الاموي البغيض

ان تأجيل الانتخابات يعطي دفعة للارهاب لتحقيق المزيد من الضربات والتدمير وسوف يعاود الارهاب ضرباته بشكل اشد قبل اي موعد للانتخابات لاحق حتى لو اجلت. ان المطلوب من كافة العراقيين هو التلاحم والاتحاد والتكاتف ضد الارهاب وليس التراجع امام ضرباته

ان الذين يدعون الى تاجيل الانتخابات يعرفون اكثر من غيرهم بان ذلك تراجع امام الارهاب وان الحل الامثل هو التكاتف وليس الانسحاب وعليه وبما انهم يفهمون ذلك جيدا فاننا نستطيع ان نستنتج بان دعوتهم هذه لا تصب الا بمصالحهم الشخصية او الطائفية او الحزبية وقد تدفع البلاد الى حرب اهلية يخطط لها الارهابيون ومن يدفعهم من دول اقليمية ومجموعات تكفيرية عديدة

ولله درك ياعراق

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter