بسم الله الرحمن الرحيم

المتربصون


يبعث بعض الاعراب بعشرات الرسائل الالكترونية (ايميل) الى بعض المواقع العراقية والاشخاص الذي يكتبون من اجل الديمقراطية والتحرر من عبودية الحاكم الظالم ومن اجل الاستقرار والازدهار والسلام وضد الارهاب والتخلف والتدمير. و لاتحتوي هذه الرسائل الخبيثة الا ما يدل على نفوس هؤلاء المريضة لما تحمله من شتائم وسباب واوصاف لاتليق الا بمن ارسلوها

ان الفرق بين الانسان المتحضر والانسان المتخلف هو ان الاول يؤمن بمبدأ الاختلاف والحوار الحضاري واما الثاني فانه لايعرف غير اسلوب واحد هو العنف والاساءة لمن يختلف معه في الرأي او المبدأ. ان الاول يتمسك بمباديء الدين والثاني لامبدأ له لأن الدين لا أكراه فيه ويعني الحرية الفكرية ما لم تؤثر سلباً على الآخرين. فان الله تعالى علمنا في القران الكريم بانه تحاور حتى مع ابليس عند معصيته واستجاب لطلبه رغم ان ابليس كان يضمر شرا يعلمه الله

ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين
قال: ما منعك الا تسجد اذ امرتك
قال: انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
قال: فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين
قال: انظرني الى يوم يبعثون
قال: انك من المنظرين
قال: فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرون
(الاعراف: 11-17)

ومن المفارقات ان تأتي معض هذه الرسائل من اعراب يسكنون في دول الغرب (الكافرة) ومنهم من باع كل ما لديه من كرامة وجازف بحياته لكي يحصل على موطأ قدم في هذه الدول ويعيش على هبات اهلها من اموال دافعي الضرائب من (الكافرين حسب اعتقاده هو) او يلجأ الى طرق غير قانونية ولا مقبولة من اجل التجنس علما بان بعض هذه الدول قد تعطي حق البقاء لديها لمن يدعي بانه (لوطي او مثلي) ومن يتزوج من (مومس) وغير ذلك كثير

يكتب هؤلاء الذين يعيشون على (هبات دافعي الضرائب من الكافرين) متهمين ألعراقيين الاشراف بالخيانة وعدم محاربة المحتلين و يدعون للقائد الفذ الذي اوصل المنطقة والعراق الى ما هي عليه قبل ان يهرب مختبئا في جحر ضب طالبين من ربهم ان يرجعه لكي يقتص من هؤلاء (الكلاب) الخونة. وهؤلاء بعملهم هذا يثبتون بانهم اما حمقى لايفهمون شيئاً مما عمل قائدهم او انهم منافقون همهم ما كان يدخل في جيوبهم من سيد نعمتهم و يتعلقون بكل قشة بسبب الاحباطات المتتالية والضروف التي اوصلتهم اليها سياسات التعسف والدكتاتورية التي توالت منذ وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم

ان منافقين امثال هؤلاء يدفعون كل شيء في سبيل العيش في بلاد الغرب ولكنهم في ذات الوقت يمارسون ارهابا من نوع اخر الا وهو الارهاب الفكري او تأيدهم للارهاب الفعلي. ان الذين يسمون تدمير انابيب النفط والفنادق الجامعات والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومحطات تنقية المياه والجسور والمواد الغذائية ومراكز الشرطة ومواطني البلد الابرياء في الجوامع والكنائس ودور العبادة الاخرى وقتل غير المسلمين من ابناء البلد يسمونها بالمقاومة انما هم ارهابيون لايقلون عن الذين يقومون بهذا التدمير. وخير مثال على ذلك منافقي قناة الارهاب والارهابيين الجزيرة التي اوردت تسجيل صوتي لابن لادن البارحة يدعو فيه لتدمير ثروة الشعب العراقي من النفط بتدمير انابيبه ويبارك فيه افعال (الزرقاوي) التي تركزت على قتل متعمد للعراقيين الشيعة خاصة وتفجير المساجد والكنائس والبنية التحتية للبلد ومحاولة خلق حرب طائفية بغيضة و قطع رؤوس الابرياء دون ذنب والقتل مع سبق الاصرار وغير ذلك من افعال يسمو عليها الاجرام العادي. فهل يتناسب هذا مع الدين الاسلامي ورسالته السماوية العضيمة

ولو شاءَ ربُكَ لامَنَ مَنْ في ألارض كلهم جميعاً أفأنتَ تُكرِهُ الناسَ حتى يَكونوا مُؤمنين. يونس: 49

ان هؤلاء المنافقين يعتبرون كل عراقي يطالب بالديمقراطية والحرية ونبذ التسلط والدكتاتورية خائن لا لشيء بل لان تركيبة عقولهم تركيبة سطحية متخلفة لاتمت الالواقع التسلط والدكتاتورية بصلة. ان الذين ينظرون الى تدمير البنية التحتية للعراق وقتل الابرياء من العراقيين وتهديم الجوامع والكنائس على انه مقاومة انما يعبرون عن الحقد الدفين الذي يكنونه لغالبية الشعب العراقي والدليل هو التقدير الذي يعلنوه للجلاد وتمنياتهم بان يعود هذا الجلاد لكي ينال من الشعب. ان هؤلاء الشراذم من الذين يعيشون على هبات دافعي الضرائب انما هم اكبر شرا من المنافقين ومن المتخلفين عقليا

ومِنَ الاعرابِ مَن يَتَخِذُ ما يُنفِقُ مَغرَمَا ويَتَرَبصُ بِكمُ الدوائِرَ عليهم دائِرَةُ السَّوءِ واللهُ سميعٌ عليمٌ. التوبة: 98

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter