بسم الله الرحمن الرحيم

ان الله يمهل ولايهمل


الانسان مخلوق ضعيف خلق من ضعف وبني على وهن ويمكن لاضعف المخلوقات (الفيروسات) ان تفتك به فتكا لا ينفع معه دواء كما وان خلل بسيط في انزيم ما يمكن ان يتسبب بفقدان التوازن الجسدي والذهني والسلوكي بشكل كبير

والعجب كل العجب ان هذا الانسان ومنذ خلقه يمتلك في داخل نفسه مقومات التجبر والطغيان التي لاتتناسب مع قدرته الجسدية الحقيرة والمحدودة والتي تنتهي به الى ضعف ثم الى موت. وهو بعد الموت يصبح روح وجسد حيث تدخل الروح الى عالم اخر يسمى (البرزخ) لاتسري عليه احكام الزمن والمكان. فالزمن عبارة عن ناتج لتحول المادة ويقاس بالعلاقة التي تربط الارض بالشمس والكون المادي الموجود. فاذا اصبح الشيء خارج هذا النطاق صار في حدود اللازمن اي يكون الزمن عليه صفرا. وعليه فان هذه الروح اذا رجعت الى جسدها فان الانسان يشعر وكأنه مضت عليه ساعات فقط وان كانت الاف السنينين

وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما او بعض يوم - الكهف: 19

قال كم لبثتم في الارض عدد سنين. قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فسئل العادِّين. - المؤمن: 112- 113

ورغم ذلك فان الانسان ليطغى ويظن انه خالدا الى الابد وحتى لو فكر انه سيموت فانه يظن ان الحساب الذي ينتظره سوف لن يكون الا بعد الاف السنين. والحقيقة ان مابين ذلك الحساب وبين الانسان هو فقط معدل مايعيش في هذه الحياة مضافا اليها صفر وهو زمن اللازمن الروحي البرزخي ثم يجد نفسه بانه كان في الحياة الدنيا مجرد طالب في قاعة امتحان بعث الان ليلقى نتيجة ما عمل

وهناك سيكون العمل مسجلا بالصوت والصورة وعند ذاك يطول حساب بعض الناس ومنهم الطغاة والذين يتحملون مسؤولية حكم الناس امثال الملوك والرؤساء ومن لف لفهم خاصة الذين ينصبون انفسهم على الناس غصبا او وراثةً او تسيسا للدين

ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه
ويقولون: ياويلتنا! ما لهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة الا احصاها
ووجدوا ما عملوا حاضرا
ولا يظلم ربك احدا. - الكهف: 49

ان اقصى عقوبة ينالها المجرمون في هذه الحياة هي الموت ولكنه يتمنى الموت هناك فلا يجده لان الله يبدل فسلجة الجسم هناك فينزع عنه المورثة الجينية المسؤولة عن الشيخوخة والموت والتي تخلق مع الانسان في هذه الدنيا فاذا نزعت نزع الموت عنه وخلد في عذاب لم يعذب به احد من قبل

ان الله يمهل ولا يهمل
فكم طغى وتكبر وتجبر (علي حسن المجيد). انه لم يراقب الله والضمير والانسانية لحظة واحدة في حياته المليئة بالاجرام. كم قتل من البشر الابرياء وكم شرد وكم يتم وكم ارملة اوجد وكم دمر من الحرث والنسل؟! والان وفي شيخوخته المليئة بالاجرام يجلس لينال ذليلا عقاب الدنيا وحسابها ولكنه سينال ويحاسب بما لايستطيع احد ان يحيط به في هذه الدنيا مهما كان قضاءها عادلا ودقيقا هناك في الحياة الابدية التي من اجلها خلقت هذه الحياة القصيرة. هناك سيرى الظالمون ما عملوا بلا محامين ولا مدافعين ولا اعراب الا مهطعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم كل يقول يانفسي

ان الله يمهل ولايهمل
فهل يتعض اللاحقون ام ان الانسان هو الانسان فانه ليطغى ان رءاه استغنى وينسى ان الى ربه الرجعى ويظن ان ماله اخلده. كلا لينبذن بالحطمة وما ادراك مالحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة. لقد كان مشغولا عن ذلك بالملذات التي من اجلها قتل حتى صار عنده القتل بحد ذاته متعه لارضاء نفسٍ اصبحت سادية حتى ظنت ان القتل يرضي الله ويدخل الجنة لا لشيء بل من اجل (النكاح الحوري) الذي لاتكفي به انثى واحدة ولا اثنين ولا حتى اربعة بل اكثر من سبعين ملكة جمال والاف غيرها. حتى صاروا يسمون نساء الدنيا بنساء الطين ونسوا انهم من طين كذلك! واول ما يتبادر الى اذهان المجرمين اذا ماتوا هو ليس الحساب والكتاب بل النكاح فهم يحسدون ذلك الذي قضى لانه الان مشغول فقد اعطي قوة لاتنتهي و (***) طويل اذا انتصب لا يرتخي وشهوة لايملكها حتى الف بعير و (***) يدوم اكثر من خمسين سنة

ويلٌ للمجرمين الا يعلمون بان الله يرى

ان الله يمهل ولايهمل
فياله من فرق بين (علي حسن المجيد) بالامس و (طلي بخس الذليل) اليوم وما اذله يوم الدين

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter