بسم الله الرحمن الرحيم

احذروا الحرب الاهلية واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا


ولدت اولى الحضارات البشرية كما هو معروف في بلاد وادي الرافدين في سومر التي تقع في جنوب البلاد. ومنها ابتدأ الانسان الكتابة والتدوين وتخطيط المدن واختراع العجلة البرونزية. وفيها اسست البنوك لاول مرة ووضعت اسس الزراعة والري والبريد والمؤسسات الاجتماعية والدينية وسنت القوانين المدونة ومنها قانون حمورابي الذي يعد اول قانون بشري يصلنا بشكل كامل ومكتوب ويشمل كافة نواحي الحياة. كما وتم في ما يعرف بالعراق اليوم اختراع علم الرياضيات والفلك وما مقاييس الزمن الحالية بالنسبة للثواني والدقائق والساعات الا هي نفسها التي وضعها السومري الاول. في بلاد ما بين النهرين وضع اول تقويم سنوي

وهنا ايضا وجد ان العراقيين اول من اخترع البطارية التي تولد تيارا كهربائيا يعود تأريخها الى ماقبل اكثر من الفي عام ويعتقد انها كانت تستخدم للعلاج في الطب. هنا وضع اول قانون لتنظيم المهن كافة ومنها مهنة الطب

ولاغرابة ان يكون العراق مهبط الرسالات السماوية حيث يوجد فيه اكثر من اثر يدل على ان اول انسان استعمر الارض ترعرع فيه وهو (ادم). ثم يكاد ان يكون قد مر به جميع الانبياء ومنهم نوح (عليه السلام). ومن مواطنيه السومرين ابو الانبياء ابراهيم (عليه السلام) وعليه فان اصل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو من العراق بل من جنوب العراق بالذات. ولعل هذا هو السبب الذي يجعل من ذريته (ال محمد) يحبون ذلك الجزء من العراق بل والعراق كله على مر العصور حتى يومنا هذا لانه بلد جدهم الاصلي ابراهيم

ولقد جاء ذكر العراق في كافة الكتب السماوية وخاصة التوراة وكتب العهد القديم وذكر في القران في اكثر من مرة

ان الفرق بين حضارات وادي الرافدين وخاصة السومرية والحضارة الفرعونية هو ان بلاد وادي الرافدين صدرت علومها بواسطة الكتابة والرقع الطينية الى ابعد نقطة في الصين والى اصقاع اخرى في الشمال والغرب والجنوب من اوربا وافريقيا واسيا. ففي الوقت الذي بقيت فيه الكتابة الهيروغليفية في مصر انتشرت الكتابة المسمارية في الارض. اضف الى ذلك فان الملك (الفرعون) في مصر كان يملك كل شيء وبضمنه الارض والبشر كحق مطلق بينما كان الملك في بلاد وادي الرافدين يتملك كباقي الناس وليس له الحق المطلق بل كانت الارض والاملاك تعد ملكا للرب. وكان للمرأة مكانة خاصة ومميزة في المجتمع السومري والبابلي

ومنذ بداية الحضارة الاولى التي جلبت الرخاء صار العراق محط اطماع القبائل المجاورة التي كانت تحسده وتطمع في خيراته فاخذت تعد العدة للانقضاض عليه. وقد تنبه الملك سرجون لذلك فمد سلطان ملكه الى حدود مصر وفلسطين وجمع الذين لاعمل لديهم فوضع لهم برامج ضخمة في الري او الزراعة وغيرها ووضفهم بشكل جماعي كبير مما حسن احوالهم الاقتصادية ودفعهم الى نبذ العنف والاقتتال والسرقة وقطع الطرق. فحولهم من غزاة و قطاع طرق وسراق الى حرفيين ذوي مهن واعمال

ومع مرور الزمن تكالبت العصابات وقطاع الطرق والتقت مصالحها مع مصالح الدول البعيدة والقريبة فاخذت تدمر هذه الحضارة طمعا في خيراتها

وعندما انهارت تلك الحضارة وولدت غيرها مر العراق بفترات لايحسد عليها ومنها فترات مظلمة. فلم يمت ذلك الحقد والحسد على بناة الحضارة الاولى

ان الله عندما استخلف الانسان في الارض انما اراد منه اعمارها وليس تدميرها. ان الارض هي فندق (عشرة نجوم) او (مليون نجم) مجاني واغلى شيء فيه هو الانسان. والانسان عبارة عن مخلوق معقد التركيب والطبع وغريب الاطوار ولايزال مجهولا كما قال فيه الكسيس كارل وسيبقى كذلك. فيه تجلت قدرة الله وخاصة بعقله الذي سيحاسب به بناءا على كيفية توجيهه

ومن الفترات المظلمة التي مر بها العراق هي فترة السنوات السابقة وخاصة بعد سقوط نظام بهلوي في ايران حيث وجدت امريكا في صدام مطية طيعة لتنفيذ مخططها بالقيام بتهديد ايران ثم دفعت الطرفين للاقتتال الذي دام ثماني سنوات عجاف سقط فيها ملايين القتلى بلا هدف ولاذنب. وبعد ان توقفت الحرب ورأت واشنطن بان عميلها صدام قد انتهت مهمته رفض الاخير ذلك فدفعته بسهولة (بسبب غباءه) لغزو الكويت التي مدته بالمساعدة في حربه ضد ايران على مدى الثمان سنوات. فصارت حرب الخليج الثانية (الحرب العالمية الثالثة) والتي استخدمت بها كافة الاسلحة المحرمة والجديدة ومنها اليورانيوم المنضب. وتم تدمير العراق بالكامل وذلك بخروج قرن الشيطان من ارض نجد والحجاز

ولم تكتفي امريكا بتدمير العراق ولم تسقط صدام بل بالعكس سمحت له لقمع الانتفاضة وابقته في السلطة ثم داست على كرامة العراقيين على مدى سنوات الحصار. حتى ان الملعونة وزيرة خارجيتهم عندما سألت عما اذا كان قتل ملايين الاطفال في العراق يبرر الحصار قالت نعم

لاغرابة ابدا ان امريكا هي السبب الاول في معاناتنا منذ ان نصبت عميلها صدام. وهي الان وبعد اكثر من عام على احتلالها للعراق تتضح ملامح استعمار من نوع اخر لاتهتم فيه امريكا الا بمصالحها وامن جنودها فهاهو العراق يسير في نفق مظلم جديد لاندري ما نهايته

ان الحكومة المؤقتة الحالية يجب ان تعلن استقلاليتها عن الطرف المحتل وان توفر الامن واعادة البناء وتطهير نفسها من العملاء والمندسين والضعفاء

ان الشعب العراقي مصاب بالاحباط سواء شيعة او سنة او عرب او اكراد او مسيحيين او تركمان او صابئة او غيرهم. وان امريكا كان بامكانها ان تمنع الارهابيين ولكن لايهمها الا امن جنودها وبناء القواعد العسكرية الدائمة في العراق

ان المطلوب من العراقيين اليوم هو الوحدة لان عدوهم يستخدم قاعدة فرق تسد. لقد كان المستعمر البريطاني يرسل الهندي لكي يطالب العراقي بالضرائب فيذهب العراقي الى البريطاني ليشتكي لديه وياخذه الاخير بالاحضان والصداقة ليصور له بان الهندي هو العدو والبريطاني هو الصديق الحميم. وكذلك فعل بارسال السوداني الى المصري


ان الشيعة والسنة في العراق اخوان وابناء بلد واحد وهناك طرفان دخيلان عليهم هما الارهابيون من العرب وغيرهم ومنهم التكفيريون والمستعمرون وكلاهما لايهمه مصالحنا

ايها الاخوة في العراق ان مصالحنا لاتهم غيرنا فانتبهوا جيدا لان هناك بوادر حرب اهلية تعد لها بعض الاطراف المعروفة وغير المعروفة على قدم وساق. وعلى الاخوان الشيعة والسنة وكبار رجال دينهم ان يلتحموا وان لايتحزبوا بشكل طائفي وان يعملوا لنبذ الارهاب لقتل العراقيين او تدمير ممتلكاتهم. ولنعمل الان بتاسيس دولة دستورية وحكومة منتخبة بشكل حر لكي تعمل بمطالبة المحتل والمحافل الدولية على رحيله

ان الارهاب لايخدم الا بقاء المحتل كذريعة للامن ويتخذ من ذلك ذريعة لعدم البدأ بالاعمار. اذن فلنعمل على ايقاف الارهاب لكي لايبقى عذر للاحتلال وحذار من حرب اهلية تطبخ في مطابخ قريبة وبعيدة وداخلية. وعلى رجال الدين السنة الانتباه وادانة قتل الشيعة بل والعمل على ايقاف ذلك قبل فوات الاوان وقد اعذر من انذر

ولله درك ياعراق

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter