بسم الله الرحمن الرحيم

لو عاد رسول الله


تفخر الامم والشعوب احيانا بان لديها تاريخ عريق مليء بالعادات والتقاليد الانسانية العريقة كالكرم والجود واجارة الملهوف ومساعدة الضعيف والعفو عند الاستطاعة واكرام الضيف وصلة الرحم والقربى وغير ذلك من الصفات الحسنة
بعد مئة سنة من الان سيكون سكان الارض كلهم غير الذين يتواجدون عليها في هذه اللحظة وسنكون نحن مجرد تاريخ اما يفتخر به او يلعنه اللاعنون ولا يكون الا مثال للسوء والسخرية. وهنا لابد ان نشير الى ان التاريخ من الان فصاعدا سوف يكون مختلفا تماما عن التاريخ الذي مضى. فان البشرية اليوم ستخلف تاريخا ليس مدونا فحسب بل مسجل بالصوت والصورة وبمختلف طرق التدوين الحديثة. كان التاريخ ينقل وعليه فان السلطات الظالمة والدكتاتورية كانت هي التي تتحكم بنوعية ومدى النقل حسب ما يتماشى مع توجهاتها. اما اليوم فلا حدود ولا موانع للتدوين والنقل وسيتطور الامر الى ما هو ابعد

ماذا سيقول التاريخ عن من يقتل امرأة ضعيفة ومسنة و قد دخلت الاسلام بعد ان تركت سُنة قومها المسيحية وهجرت ارضهم لتعيش في ارض العراق؟ وخاصة اذا عرفنا ان هذه المرأة تعمل من اجل الايتام والاطفال المعوقين من العراقيين وانها متزوجة من مسلم هو من ابناء البلد الذي يعيش به هؤلاء القتلة! هل هي من شيم الانسان ان يقتل امرأة مختطفة ام هي من شيم الدين؟ هل ان ذلك سيرضي الله ام يغضبه؟ وهل سيحاسب عليه ام لا؟ ان هذه المرأة ذهبت ان لم نقل شهيدة فهي مظلومة كما ظلم غيرها. وحتى لو افترضنا ان هذه المرأة لم تدحل الاسلام اليس من الاجدر ان تُحترم وتحفظ كرامتها وحياتها حسب الاسلام؟

ان الدين لايأخذ جريرة احد باحد حتى اذا كان الاخر قريبا من الاول فكيف تاخذ جريرة مواطن بسياسات حكومته لو افترضنا ان حكومته قامت بخطأ؟! الم يقل القران الكريم

ولاتزر وازرة وزر اخرى وان تدع مثقلة الى حملها لايحمل منه شيء ولو كان ذا قربى. 18 – فاطر

وقد تكرر ذكر ذلك في القران خمسة مرات اي بعدد اصابع اليد الواحدة لتوكيد اهميتها! حيث جائت في 164 -الانعام و الاسراء-15 و 18- فاطر و 7-الزمر و النجم-38

ليس ذلك فقط بل سيحفظ التأريخ التمثيل بالقتلى بعد حرق جثثهم بالصوت والصورة! فكيف سيذكر التاريخ افعال وخصائص من يمثلون بالميت بعد قتله وحرق جثته؟ الم ينهى الاسلام عن ذلك حتى ان الرسول راح الى ابعد من ذلك ونهى التمثيل بجثة الكلب العقور

ففي احدى المعارك مع المشركين ظفر احد المسلمين بمن كان سيده الذي اذاقه الذل والهوان قبل الاسلام فقتله وفرح بذلك فعمد الى مكان قرط في اذن هذا القتيل وشد فيه خيط واخذ يسحب الرأس فراه رسول الله (ص

فزجره الرسول واوقفه بقوة قائلا له
مه!!! اي توقف!
نزعت الرحمة من قلبك؟؟
المثلة حرام ولو بالكلب العقور!

فماذا سيقول عن جماعات تقتل وتمثل وتاخذ بالجريرة والاختطاف باسمه اي باسم (محمد) وبيافطات سوداء مخطوط عليها دينه بل واسم الله؟ هل سيتبرأ من هؤلاء ام لا؟

ان هذا السؤال ليس غريب لو عرفنا ماذا سيقول هذا الرسول الكريم لو عاد بشأن امة قتلت ابن بنته الذي كان يسميه ابنه اي الحسين (ع)؟! ليس هذا فقط بل وسُبيت عياله (اي عيال النبي) من الاطفال والنساء وعرضتهم الى ابشع الضروف من الاهانات الى الضرب والتجريح من كربلاء الى دمشق عاصمة الظلم والسنة الاموية اليزيدية. بل انهم كانوا يطوفون ببنات النبي في المدن والقصبات التي مروا بها بطريقهم الى يزيد الملعون على انهم خوارج حاملين رأس بن بنت رسول الله امام عيون بناته ونساء ال الرسول (ص)؟! ماذا سيقول الرسول لو عاد وهو يرى ما حل باهل بيته؟!

ان الرسول (ص) تبرأ من افعال مشابهة الى الله كما ذكر لنا التاريخ في هذه القصة

قال
ابن إسحاق : فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيا، ولم يبعثه مقاتلا، ومعه قبائل من العرب : سليم بن منصور ومدلج بن مرة فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة فلما رآه القوم أخذوا السلاح فقال خالد ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا
قال
ابن إسحاق : فحدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال: لما أمرنا خالد أن نضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد والله ما بعد وضع السلاح إلا الإسار وما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق والله لا أضع سلاحي أبدا . قال فأخذه رجال من قومه فقالوا : يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا ؟ إن الناس قد أسلموا ووضعوا السلاح ووضعت الحرب وأمن الناس . فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد
قال
ابن إسحاق : فحدثني حكيم بن حكيم عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك
فكتفوا ، ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم

فلما انتهى
الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال

اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد

ان هذه ادلة واضحة على ان اصحاب القتل باسم الدين والمسميات الدينية انما الدين منهم براء بل انهم شوهوا الدين واعانوا اعدائه عليه. فالذين تسلطوا على الابرياء من ابناء الفلوجة واجبروهم على اتباع ملتهم الاموية انما تسببوا باعانة امريكا على ان تدخل المدينة وتهدمها كما اعان صاحبهم الاهوج صدام من قبل امريكا بحروبه الحقيرة للقدوم الى المنطقة والتمركز فيها بموافقة دول الخليج جميعا وباقي دول الاعراب

ان الرسول ودينه الكريم واخلاقه الراقية وربه الرحمن الرحيم بريء من هكذا افعال واصحابها الد اعداء الدين

ان القران الكريم انكر وحرم قتل النفس دون ان يحدد هويتها ومهما كانت

فانطلقا حتى لقيا غلام فقتله
قال: اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا! 74 – الكهف

من قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. 32 – المائدة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter