بسم الله الرحمن الرحيم

مَنْ هم الذين استثناهم الله من حدود دينه؟!


الدين هو مجموعة تعاليم الهية هدفها الحفاظ على الانسان كروح وجسد باحسن حال ممكن. فاذا استطاع مجتمع ما ان يطبق حرفيا ما موجود في الدين فان البشر يصبحون عبارة عن ملائكة تسير على الارض! اذن فان الدين شيء جيد لضبط السلوك والحفاظ على الفرد من السوء الذي يضر في جسده او روحه ولكن الدين يصبح اخطر من اللادين اذا صار بايدي الجهلاء والطائفيين للافتاء به. هنا يصبح خطر الدين كخطر قنبلة شديدة الانفجار بيد معتوه لايفهم مدى خطورتها او يتعمده

ان الله تعالى لم يقل لرسوله ولا لانبياءه من قبل بان يقتلوا الناس ويجبروهم على الايمان بل ينصحوا ويذكروا فقط. قال تعالى
(ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. اية: 99 سورة يونس)
(فذكر انما انت مذكر. لست عليهم بمصيطر. اية: 22-23 الغاشية)

ان الله تعالى يعلم بان الدين لو اصبح بأيدي طائفية ومنافقة فانها تكون اخطر من اللادين ولهذا وقد يستغرب البعض لماذا قال الله تعالى
الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم (اية: 9 سورة التوبة)

ولعل احدنا لو قرا الاية يستغرب لماذا قال الله ذلك؟ لماذا يريد هؤلاء ان لا يعرفوا حدود ما انزل على رسوله رغم ان الدين جاء للناس كافة كما وصفه الله تعالى
(وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لايعلمون. اية: 28 سورة سبأ)

فاذا كان الدين للناس جميعا لماذا جاء الاستثناء للاعراب ولم ياتي للهنود او الصينين او النيبالينين او الاروبيين او الاسكيمو او الشياطين؟! ان الله يعلم حيث يجعل رسالته فالو صار الدين بايدي طائفية ومنافقة فانها سوف تكون اخطر من الدين

ان اصحاب الفكر التكفيري والطائفي ومخرجي الارهاب الذين افتوا عام 1990 بدخول القوات الامريكية الى بلدانهم وتدمير العراق هم انفسهم الذين افتوا البارحة بمباركة الارهاب في العراق وبحماية الارهابيين القتلة. وهم الذين لم يحركوا ساكنا للافتاء بعدم جواز الحصار الذي قتلوا به العراقيين لكي يتمتعوا بالسيارات الامريكية الفارهة ولكي يتمتعوا بوجبات كنتاكي ومكدونالد وامريكانا التي فتحت لها فروعا خاصة في مكة والمدينة. لا بل لكي تبني لهم الشركات الغنية عن التعريف الفنادق المجاورة للحرم في مكة! هؤلاء الذين افتوا بالارهاب هم انفسهم الذين يعاملون الشيعة في المنطقة الشرقية وفي المدينة كمواطنيين من الدرجة الرابعة ولو سنحت لهم الفرصة لقتلوهم. انهم اجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله! فهل اشد نفاقا من ان يفتون للامريكان بالنزول في بلدهم لضرب العراق وبعد ان تحرر العراق من النظام الذي احتل الكويت صار الذين افتوا لهم بتحطيم العراق محتلين للعراق بعد ان حرروه من ذلك النظام. فيا له من نفاق شديد! انها الطائفية البغيضة التي صارت واضحة كالشمس في منتصف النهار

لقد انتظرنا 12 عاما في شهر رمضان المبارك نستمع الدعاء من مكة لعلنا نسمع دعاء صغير جدا لرفع الحصار عن المحاصرين في العراق ولم نسمع شيء حتى جاءت البارحة بالمفاجأة عندما دعى شيخ او امام الصلاة في مكة بالدعاء لرفع الحصار عن المحاصرين!! فيا للعجب العجاب لقد نام هذا الشيخ نومة اهل الكهف فاستيقض وتذكر حصارنا ودعى لنا!! بل انه الدعاء للمحاصرين منهم ممن جاؤوا الى ارضنا لقتلنا! فياسلام على هكذا اسلام! ولله دركما ودر ابيكما

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter