بسم الله الرحمن الرحيم

العراق وجيرانه


لقد عانى العراق واهله على مر العصور من جيران العراق بلا استثناء الويلات المتتالية التي لم تؤدي الا الى الدمار الذي لايزال جاثمنا على صدر العراق منذ عصور

ان ارتكاب ابشع الجرائم بحق العراقيين من القتل وتحطيم البنية التحتية وحرق خيرات العراق كالنفط وانابيبه وسرقة ثروته الحيوانية واثاره الحضارية تتم الان وباعتراف منفذيها على ايدي اعرابية منحطة وسافلة لا تعرف الحضارة ولا التحضر ولا تتقن ابسط مهنة الا مهنة القتل والدمار. من هم هؤلاء الرعاع من الاعراب الذين يدمرون بلدنا ومن الذي سمح لهم بالدخول اليه والعيش على ماءه وارضه وسماءه والاكل من خيراته ثم الاعتداء على ابناءه؟! لا نريد الاجابة على هذا السؤال لاننا نعرف هؤلاء الذين لا يدخلون البيوت الا من ظهورها واذا قيل لهم ارجعوا لايرجعون لانهم كالكلب الذي ان تترككه ينبح او تحمل عليه ينبح. اننا نعرف انهم خريجو مدرسة التكفير والهدم والقتل التي تخرج قطاع الطرق واكلة لحوم بشر واغبياء لا يفقهون من الدين غير اللحى المترهلة والثياب القصيرة والمساويك المقززة

ماذا اعطت دول الاعراب للعراق غير سرقة خيراته ومص دماء ابناءه بعد دفعهم الى الموت الزؤام بايدي الطائفيين منهم مثل الجرذ الحقير الذي جعلوا منه اسدا كارتونيا كبيرا؟. ماذا جنى العراق من سوريا غير تصديرها اليه مجموعة من السفلة الذين يقتلون شعبنا ليل نهار وغير الفكر الشوفيني الفاشستي الاعرابي الذي حرق الاخضر قبل اليابس؟! وماذا جنى العراق من الاردن و حكوماتها غير سرقة نفطه مجانا و عبر كوبونات النفط الذي عندما استفلسوا منه اخذوا باحراق انابيبه وتدمير خزاناته. ان الطريق البري الذي يربط الاردن بالعراق احرى بان يسمى طريق القاطرات النفطية لكثرة ما نقل عبر شريطه الطويل نفط العراق الممتاز مجانا الى الارد التي كان ملكها (حسين) يرتدي زيه العسكري ويضع مسدسه في خصره قبل ان يتوجه الى بغداد ليصب النفط على النار التي اشعلها صدام والخميني. وهو نفسه الذي سال لعابه لكعكة الكويت عندما غص بها صدام ولكنه سرعان ما تجشأها ليغصص بها الشعب العراقي. الاردن الذي لم يصدر للعراق الا المتسكعين ممن لا يتقنون حرفة ولا يحسنون صنعة غير السرقات والقتل والارهاب. منهم من جاء للعراق ومنهم من بقي هناك متمتعا بالدولار الذي تفوح منه رائحة النفط العراقي او الذي سرقته الزمر المنحطة ومقابل ذلك لاعليه الا ان يعربد باسم العروبة او الاسلام على غير علم ولا هدىً ولا كتابٍ مبين

وماذا جنى العراق من السعودية غير التدخل بشؤنه الداخلية بشكر ماكر ما خفي منه اكثر مما اعلن او عر؟. فهل ننسى هجمات ال سعود والوهابيين على النجف وكربلاء في اوائل القرن الماضي وبقرهم لبطون الحوامل وقتلهم للاجنة وهدمهم للجوامع والمساجد وقبور ال البيت كعلي والحسين واهل بيت النبي من ابناءهم! وهم الذين صدروا الفكر التكفيري الذي يعتبر الشيعة كفرة وملحدين ويبيح سفك دماءهم بل ويجعل قتلهم مفتاح من مفاتيح الجنة التي اصبحت من ممتلكات من هب ودب! هذه المفاتيح التي كان يوزعها الخميني على اطفال ايران ليرسل بهم الى محرقة صدام الذي ساندته عند ذاك السعودية والكويت والامارات واليمن وكافة دول الاعراب. ان السعودية هي مصدر شقاء للعراق كبير ومصدر ارهاب تخرج منه معظم الذين يقومون بالارهاب العالمي باسم الاسلام الان. لا عجب اذن ان يقول فيها الرسول (ص) من هنا يخرج قرن الشيطان، وهو يشير الى تلك الارض! من هذه السعودية خرجت الفتاوى عام 1991 لتتيح للقوات الامريكية وحلفاءها للقيام بالحرب العالمية الثالثة والتي ادت لتحطيم بنية العراق التحتية ثم منها و من دول الاعراب الاخرى تم تطبيق الحصار على العراقيين مما قتل شعبه وادى الى تفكيك بنيته الاجتماعية وتغير تركيبتها السوشيولوجية. لقد كان بالامكان ان يتم تغيير النظام بعد انتهاء حرب الكويت بسهولة حيث كان جرذ العوجة ينتظر اللحظات ليغادر العراق ولكن السعودية دست خبثها خوفا من ان يحكم العراق الشيعة. وحين ذاك وقع العراق بين مكرهم ودسائس العجم الذين بعثوا بافراد حرسهم الذي قام بتخريب ما لم تتمكن القوات الامريكية وحلفاءها من تخريبه وجاء معهم الملالي من اصحاب العمائم الذين لا يفقهون من الدين الا ما غسلت ادمغتهم به. وبهذا تم اجهاض انتفاضة الجنوب والشمال من قبل تدخل الشاهنشاهيين والبدو. ونتج عن ذلك بان سميت المحافظات الجنوبية من قبل صدام بالمحافظات السوداء وتم ايضا انفصال الشمال بشكل عملي تحت حماية دولية. ولقد كان من الممكن توفير نفس الحماية للجنوب ولكن نفس الاطراف الخبيثة السابقة لعبت دورا خفيا بعرقلة ذلك خوفا من الشيعة! بل ليس خوفا بالمعنى العام ولكن كرها وحقدا وطائفيةً

والشيء نفسه ينطبق على تركيا الجار الشمالي التي افقرت العراق خلال الحكم العثماني البغيض! لم تنشر فيه الا الامراض والاوبئة والجهل والعنصرية. وعندما جاء المحتلين اصحاب الامبراطورية العظمى استخدموا اسلوب (فرق تسد) ورسخوا اسس الطائفية التي رفضها العراق ولازال يرفضها كشعب وليس كحكومات ومنتفعين. وبعد ذلك قامت الحكومات الطائفية الحقيرة والمنتفعين منها بترسيخ الطائفية وشددت عليها مابين عام 1964 حتى وصلت اوجها في استيلاء السلطة من قبل اقزام العوجة مثل طلي خسن المخيس و هدام أخسيس و عرت القوري وطاوة الجزر واتباعهم

اما دول ما بعد الجوار من الاعراب فان مواقفهم الخبيثة تحتاج الى مجلدات للكتابة عنها وليس لمقالة

لقد مات شعب العراق من الجوع والمرض والتشريد والاغتراب خلال فترة الحصار البغيض مابين 1991 الى 2003 وبتطبيق فعلي من قبل دول الجوار الاعرابية والاعجمية. ان هذه الدول اصبحت تنتفع من الحصار بالتهريب والسرقات و الضرائب والترنسيت لان منفذ العراق صار لايمر الا بنفاياتها! وفي الوقت الذي كان به العراقيين يموتون من النقص المادي والمعنوي والنفسي ومن لم يمت منهم جسده فان نفسه صارت تموت كل يوم مئة مرة في هذا الوقت نفسه يتربع على عرش العراق المريض ملك الملوك (شاهنشاه عصره) وامبراطور الاباطرة جرذ العوجة ويبني القصور التي لاترد الا في قصصه الخيالية. وفي نفس الوقت تعمل بين يدي ابنيه المقبورين شبكات من القوادين الذين يستوردون المومسات من الدول الاخرى بعد ان شبعوا من المومسات المحليات والاعتداء على غيرهن


و لعل سائل يتساءل وما ذا عن الشعب العراقي نفسه؟
وهنا فاننا لانبرأ انفسنا ولعل افضل الامور هو الاعتراف بالاخطاء. فالعراقيين قدموا التضحيات على سبيل التحرر من النظام الطائفي الشوفيني ولكن قسم منهم رضخ واخذه الخوف واستكان واخذ يخوف ابناءه واقرباءه واصدقاءه فصار الخوف من النظام الجبان كالداء المعدي يسري بشكل وبائي خطير. لقد كان كثير من الناس يكتبون التقارير ويتجسسون لصالح حتى قتل اقرباءهم وجيرانهم. صحيح ان صدام كان يسحق من يعارضه لانه جبان ويخاف ولكن الشعب اعطاه فرص عديده لكي يكون اسد لا يقدر عليه احد. هناك حالات كثيرة لم يكن الشخص مجبرا بها بان يقول لصدام بان ابناءه الذين قتلوا في جبهات القتال مع ايران (فدوة لهدام!) وقد قيل ذلك له مئات المرات من قبل نساء ورجال. وصفق له الناس حتى ضحك وسخر منهم المقبور الحقير (اخسين ناقص) عندما هرب من بطش (عري بن صدام وحماره الاكبر) الى الاردن حيث قال ساخرا من العراقيين بانهم صفقوا له عندما ارسلهم للحرب مع ايران وصفقوا له عندما ارسلهم للكويت وفي الحصار فانهم يصفقون له

ان الرئيس الارجنتيني عندما خسرت قواته المعارك في حرب فوكلاند مع بريطانيا تحمل المسؤولية كاملة واستقال ولو لم يعمل ذلك لقتله الشعب وصدام قتلنا ملايين المرات وكنا نصفق له حتى ظن العالم في الخارج اننا نحبه والحقيقة اننا كنا نصفق له كرها وحقدا عليه والكثير منا خوفا من بطش جلاوزته. ولكن كان ذلك يمكن له ان يتوقف على الاقل بعد ان احترق العراقيين في طريق الموت بعد ان اعطاهم لقمة سائغة للطائرت والقنابل الامريكية. صحيح انتفض قسم كبير ولكنهم خاب املهم لان من قمع انتفاضتهم ليس الامريكان ولكن ابناء جلدتهم العراقييون ليس فقط من ابناء مثلث برمودا بل من حثالات الفرات الاوسط والجنوب بعد ان اختطف انتفاضتهم اصحاب العمائم الخمينية من ايران وقم

ان جروح العراق عميقة ومؤلمة ولم تتوقف بسبب استمرار الطعنات المتتالية من جيرانه وابناءه ولكن الذي علم البشرية القراءة والكتابة ووضع القوانين وخطط المدن واسس البنوك وسن علوم الزراعة والري والطب واخترع العجلة وقسم الزمن الى اجزاءه المعمول بها حاليا ومبتدع اول تقويم سنوي وصانع اول بطارية تنتج الكهرباء قبل الاف السنين لا يمكن ان يموت بسبب الجروح. قد يكبو ولكنه سيتعافى ليبدع فيفيد نفسه والانسانية بما يرضي الله وبما هو خير البشر وليمت اعداء العراق من طائفيين وشوفينين وعنصريين و كلاب سائبة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter