بسم الله الرحمن الرحيم

الديمقراطية الالهية وتكريم الانسان


عندما خلق الله الانسان اعترضت الملائكة على خلق هذا الكائن المدمر (بضم الميم وفتح الدال)! قال تعالى( واذ قال ربك للملائكةاني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماءونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون) سورة البقرة اية 30. هنا لا بد ان نشير الى نقطة مهمة جدا الا وهي ان الله رغم سلطته المطلقه كان يسمح بالديمقراطيه والا لما سجلت الملائكة اعتراضها هذا على الاقل

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الله تعالى كرم الانسان ليس لانه افضل من غيره من المخلوقات فهي امم مثل الانسان ولكن لان التكريم هو مقدمة للحساب الذي لابد ان يتبعه الثواب او العقاب والا لما كرم الانسان على غيره. اي بالعقل فقط كرم الانسان وعليه وجب تكريمه وكان تكريم الملائكة له بالاستغفار له عند الله. اما الانسان فانه كان ظلوما جهولا يقتل باسم الله ويسلب باسم الله ويفعل الموبقات بحق نفسه وابناء جنسه باسم الله والله بريء من هذه الافعال الخسيسة. ولقد اثبت علم النفس الحديث بان تبرير هذه الافعال مثل ما يفعل الارهابيون البرابرة اليوم انما هو للخلاص من عقدة الذنب والتحقير النفسي التي تتلو افعال القتل الذي لايفعله الا من اصيب عقله بمرض نفسي يشبه الانفصام بالشخصية. وقد وجد ان هناك مراكز كيمياوية ومرسلات عصبية تكون مختلة وان هؤلاء المرضى لابد انهم تعرضوا للاضطهاد النفسي والجسدي وقسم منهم تعرض للاغتصاب الجنسي مما يولد عندهم عقدة من الحقارة تجاه كل ما هو يتنافى مع اعتقادهم وكل ما هو متحضر حسب رايهم. وبالتالي فانهم يلجأون للقتل وماشابهه

ان ما نراه اليوم من قتل واحتجاز رهائن ثم المقايضه بهم ان دل على شيء فانما يدل على قيمة الحياة البشرية والانسان عند الغرب ومدى تحقير ذلك ورخص الانسان كمخلوق عند العرب والشرق وحكوماتهم

ان الله سبحانه وتعالى ينظر الى عمل العبد فيعجبه ويثيبه عليه والعمل عبادة وقد يكون هذا العمل من اي انسان سواء كان مسلم او غير مسلم. وينظر الله الى عمل المسلم السيء فلا يرضى به ولا تكون صلاته ماحية لعمله السيء بل يجازى به وان كان مثقال حبة من خردل وتكن في صخرة في الارض او في السماء ياتي بها الله يوم القيامة

هنا نعود الى نقطة البدأ فان التكريم الالهي للانسان جاء من اعطاءه العقل المفكر فالله يجازي بالعقل لان العقل ضد الجهل والجهل لايهدي الا الى الضلال بينما العقل الصحيح يهدي الى الطريق السليم. وعليه فان الدين الاسلامي علمنا تكريم الانسان وان العمل عبادة وان الديمقراطية اول ما نشات بين الله والملائكة وبالتالي فان الدين لايستقيم الا مع العقل المبدع الذي يجتهد مع العصر ولا يقف عند المسواك الذي يدس صعودا ونزولا ويمينا وشمالا في الفم ولا عند الثياب القصيره نسبة الى مقصرها الذي مضى ولا الى اللحى الطويلة التي تصل الي كعبي القدمين ولطالما اخبرنا القران الكريم ان اياته هي لاولي الالباب وليس للذين قال بهم انهم اجدر بان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله لانهم منافقون! والمنافقون يؤولون ما يناسبهم حتى انهم قالوا لا يوجد فشل ولا نجاح بل الكل ناجح في عمله لان الذي يخطأ له اجر فهو ناجح والذي يصيب فله اجران اي انه ناجح مرتين! ولله دركما ودر ابيكما

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter