نتنياهو و حسابه العسير عند الله: دلائل قرآنية على عقوبة الظالمين
بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، يمثل نموذجًا صارخًا للظلم والطغيان في عصرنا الحديث، حيث تتكشف جرائمه يوماً بعد يوم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. والقرآن الكريم، منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، قد رسم بوضوح مصير الطغاة والظالمين، وجاءت آياته تحذيراً لهم وبشرى للمظلومين بالعدل الإلهي والنصر المؤزر. فالظلم الذي يرتكبه نتنياهو وجنوده ليس خافياً على الله، الذي يقول في محكم كتابه: **"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"** (إبراهيم: 42). فالتأخير في العقوبة ليس إهمالاً، بل هو اختبار وتمهيد لعذاب أليم، كما حدث مع الأمم السابقة التي طغت وتجبرت فكان مصيرها الدمار والهلاك.
لقد أخبرنا القرآن عن سنّة الله في إهلاك الظالمين، من فرعون وقوم عاد وثمود، الذين تجاوزوا الحدود فكان عاقبتهم الخسران المبين: **"فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"** (العنكبوت: 40). فالكيان الصهيوني، بقيادة نتنياهو، يسير على نفس النهج الطاغوتي، ويُمعن في القتل والتدمير، لكن سنّة الله لا تتغير، ومصيره سيكون كمصير من سبقه من الجبابرة.
ولا يخفى على أحد حجم الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان بحق الأطفال والنساء والعُزّل في فلسطين، وهي جرائم لا تُغتفر، وقد توعد الله مرتكبيها بأشد العقاب: **"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"** (النساء: 93). فكل طفل قُتل، وكل أمٍّ شُوّهت، وكل بيت دُمّر، هو دين ثقيل في رقبة نتنياهو وأعوانه، وسيحاسبون عليه حساباً عسيراً يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ويحاول نتنياهو أن يخدع العالم بمكره ودهائه، لكن القرآن يذكرنا بأن مكر الظالمين لا يُجدي أمام قدرة الله: **"وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ"** (النمل: 50-51). فمهما بلغت قوة الظالم، ومهما امتلك من أدوات القتل والتضليل، فإن نهايته محتومة، وسيُدمر كما دُمّرت الأمم الظالمة من قبله.
وفي المقابل، يعد الله المظلومين بالنصر والتمكين، مهما طال الزمن واشتد البلاء: **"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ"** (القصص: 5). فالشعب الفلسطيني، برغم كل ما يعانيه من قتل وتشريد، سيرث الأرض بإذن الله، وسينال الظالمون جزاءهم الأوفى.
فالقرآن الكريم لم يترك ظالماً إلا وحذره من عاقبته، ولم يترك مظلوماً إلا وبشره بالفرج القريب. ونتنياهو، بجرائمه التي لا تُحصى، قد جمع لنفسه حسابات عسيرة عند الله، وسيكون مصيره كمصير كل طاغية في التاريخ: زوالٌ وهلاك، بينما يبقى الحق منتصراً، لأن الله غالب على أمره، **"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"** (يوسف: 21).
القتل الوحشي للأطفال، وتجويع الأبرياء، وتدمير المستشفيات والمدارس، ليست أفعال شجاعة، بل هي أعمال جبانة لا يقوم بها إلا الضعفاء الذين يخافون مواجهة الحق بقوة الحق، فيلجأون إلى قوة البطش والدمار. فالجبان هو من يقتل الأطفال وهم نيام في بيوتهم، وهو من يحاصر المدن ويمنع الطعام والدواء عن العُزّل، ظانًّا أن هذه الجرائم ستديم له البقاء. لكنهم لا يعلمون أنهم، بكل طلقة يطلقونها، وكل قنبلة يُلقونها، يدقون مسمارًا آخر في نعش كيانهم الوهمي.
لقد كتب الصهاينة بأيديهم نهاية وجودهم في المنطقة، فما عاد لهم مكان بين شعوب ترفض الظلم وتأبى الذل. فالأمة العربية والإسلامية لن تنسى دماء الأبرياء، ولن تقبل بأن يبقى كيان اغتصب الأرض وقتل الأطفال شوكة في جنبها. كل جرح، كل دمعة، كل شهيد، هو وقود لثورة لن تنطفئ حتى يتحرّر كل شبر من فلسطين. فالنهاية لم تكتمل بعد، ولكنها قادمة لا محالة، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.
وها هم الصهاينة اليوم، رغم كل قوتهم الزائفة، يعيشون في خوف دائم، لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم غرباء عن هذه الأرض، وأن وجودهم مبني على الظلم والدم، والظلم لا يدوم. فكما سقطت كل الإمبراطوريات الطاغية في التاريخ، سيسقط هذا الكيان، وسيرحلون كما رحل غيرهم، تاركين خلفهم ذكرى مخزية، بينما تبقى فلسطين شامخة بأهلها، منتظرة نصر الله الذي وعد، وهو خير الواعدين.
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" (الإسراء: 7).
تفسير الآية في سياق كيان الاحتلال:
هذه الآية تتحدث عن بني إسرائيل، وكيف أن الله تعالى إذا حقق وعده الأخير (وعد الآخرة) سيجعلهم يذلون، ويدخل أعداؤهم المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة (أي يحققون نصراً عليه)، ويهلكون كل ما بنوه من قوة وسيطرة. وهذا تحذير واضح بأن الظلم لا يدوم، وأن الله قادر على قلب الموازين وإذلال الظالمين، مهما بلغت قوتهم.
فالكيان الصهيوني اليوم، بجرائمه وطغيانه، يسير نحو مصيره المحتوم، لأن سنّة الله لا تتغير: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" (آل عمران: 140). فالنصر آتٍ، والعدل الإلهي قادم، وكل ظالم سيلقى جزاءه في الدنيا والاخرة.
الدرس الأكبر الذي يجب أن نتعلمه من كل هذا الظلم والقتل والتجويع والإذلال هو أن نعمل بقول الله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ" (الأنفال: 60).فالقوة ليست في السلاح وحده، بل في كل الجوانب العسكرية والاقتصادية والعلمية، وفي سلاح النفط والمقاطعة الشاملة، وفي وحدة الصف ورفع راية الجهاد بكل أشكاله.
فلا مكان للضعفاء في معركة المصير، ولا نصر بغير إعداد وتضحيات. فلتكن هذه الجرائم وقوداً لإرادتنا، ولنعمل بكل ما أوتينا من قوة حتى لا نُذلّ مرة أخرى، وحتى نكتب النهاية الحتمية لكل ظالم اغتصب أرضنا وسفك دماءنا. فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون.





<< Home