بسم الله الرحمن الرحيم

الاستعمار الغربي الجديد وفتن آخر الزمان
يخطأ من يضن بأن الدول الاستعمارية قد انتهت من مخططاتها الاستعمارية بعد ان انسحبت قواتها من البلاد التي تم استعمارها.  كل ما تغير هو الخطط الاستعمارية فبعد رفض الشعوب لبقاء قوات الاحتلال العسكري في اراضيها تم تغيير المخططات واصبحت تشكل خطورة اكبر من الاستعمار القديم.  فبعدما كان الاستعمار واضحا ومكشوفا بواسطة الجيوش صار يدار ويخطط له بشكل سري وماكر ومن خلال اجندات غير عسكرية بالنهاية تهدف الى السيطرة على خيرات الشعوب واستعبادها بشكل يجوز لنا ان نسميه استعمار حضاري!
ومن اخطر المخططات الاستعمارية الحديثة التي اصبحت خيوطها تتضح شيئا فشيئا هو احداث الفتن مختلفة الاشكال والانواع كما حصل ويحصل من خلال ركوب هذه الدول الاستعمارية على خط  ثورات الشعوب المحرومة وذلك باثارة هذه الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية.  هذه الفتن هي جزء لايتجزأ من فتنة المسيح او الاعور الدجال التي تحاول اخضاع الشعوب لسيطرة هذا الدجال الذي ينظر الى الامور بعين واحدة هي عين المادية التي لاتأمن بالله ولابالحساب ولا بالبعث. 
لقد اصبحت الفتن تحيط بنا من كل مكان وبمختلف الانواع.  والفتن هي ان يصبح الانسان لايستطيع ان يميز بين الحق والباطل او الصحيح والخطأ بل ولعله يسمع هذا فيصدقه صباحا ويمسي ليسمع الرأي المخالف فيصدقه.  والاخطر من ذلك هو ان يجد الانسان نفسه في ظلام حالك لايستطيع الاهتداء فيه الى سبيل.  والفتن التي تحيط بالناس اليوم هي من نسيج ابليس الذي توعد باغواء البشر والقعود لهم في كل طريق.  وهذه الفتن على انواع كلها تصب في ابعاد البشر عن الطريق الذي يريده الله لهم فمنها ما هو طائفي او عرقي او مذهبي او تكفيري او مثل الفتن التي تجعل البشر يتبعون اهوائهم ويبتعدون عن الله كما في الغرب.
لقد قالها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بان المؤمن في هذا الزمان وهو يمسك على دينه كالماسك على جمرة وذلك لما يحيط به من كثرة الفتن.  ولكن هناك حقيقة واحدة يكاد ينساها الجميع الا وهي ارادة الله فالله سبحانه وتعالى يمهل البشر ولايهملهم وهو للظالمين والمشركين والمفسدين بالمرصاد واذا جاء مكر الله بهؤلاء بعد ان يضنوا انهم لايقدر عليهم احد حينها يحاط بهم ويدمرهم الله ويظهر دينه الحق على الدين كله.  انه وعد الله الذي سيكون دون ادنى شك.  فليكفر بالله من يشاء وليجحد نعمة الله من يشاء وليبتعد عن الله من يشاء فان هؤلاء لاينقصون بكفرهم ولابجحودهم ولابصدهم من ملك الله من شيء بل انهم لانفسهم يمهدون طريقا لو كشف لهم الغطاء لتمنوا ان يكونوا ترابا دون ان يسلكوه!  انه الطريق الى الجحيم! 
ان الفتنة اشد من القتل وهذه قاعدة اسلامية ومنطقية وهي كالشيء الموجود ولكنه في سبات فلعن الله من ايقضها الى يوم الدين.  ولابد ان نفرق هنا بين الفتنة وبين الاختلاف فالفتنة هي تضليل الناس وتركهم يموجون في الظلام مستغلين اختلاف الناس الذي زرعه فيهم ابليس.  فالخلاف يجب ان يناقش لكي يتم الوصول الى الطريق الحق ولدحض مؤامرة ابليس بينما ابليس يوحي الى التفرقة والتصلب في الرأي والاعتداد في التفكير والتمذهب وهذه الامور من جملة اسباب الفتن.  فابليس يوسوس للناس بالقول لهم بانك انت الذي على حق وغيرك ليس على شيء بل وكافر ومشرك وما الى ذلك.  والصحيح هو ان تناقش الاراء وتدرس الحقائق ويطرح التأريخ للبحث والتمحيص دون الاساءة ثم يترك الفرد حرا كما اراد الله له ان يختار وهو مسؤول عن اختياره. 
نعوذ بالله من فتن العصر ما ظهر منها وما بطن وندعو الله ان يثبتنا ويهدينا فلا يهتدي احد دون هداية الله له اي عليه التوكل والعمل وركوب الطريق الصحيح ثم ان يسأل الله تثبيته!  والله خير حافظا والله ارحم الراحمين وصلى الله على رسوله الكريم خير الكائنات الى يوم الدين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.


مظاهرات الرمادي في العراق ما لها وما عليها؟
العراق بوضعه الحالي الذي صار عليه ما بعد الاحتلال الامريكي البغيض لم يتغير فيه الشيء الكثير.  فبعد سقوط الدكتاتورية الصدامية حلت فيه دكتاتوريات متعددة الاشكال والانواع والتيارات واصبح الفساد ينخره من قمة رأسه حتى اخمص قدمه!  ولقد شمل سوء الخدمات والادارة والفساد الاداري وما شابه ذلك كافة الشرائح الاجتماعية العراقية الا الذين اثروا من وراء الفساد.  وعلى هذا الاساس يكون تقييم كل من يقوم بالتظاهر والمعارضة.  أي ان الاساس هو الوطنية العراقية الخالصة والمبتعدة عن المذهب والطائفية والتشرذم.  فاذا كانت التظاهرات تقوم على اساس طائفي وعنصري سني او شيعي فهي لاتختلف عن الفساد الادراي الذي اختار تقاسم السلطة على اساس طائفي رغم وجود انتخابات حرة!
ان تظاهرات الرمادي اذا كانت شعبية عراقية وطنية خالصة فيجب ان ترفع شعارات بعيدة عن الطائفية والمذهبية لكي لاتقع في نفس الخطأ الذي تقع فيه السلطة الان!  ابناء الرمادي هم ابناء العراق لهم ما للعراقيين وعليهم وما على العراقيين جميعا.  عليهم ان تكون مطالبهم عراقية تمتد من الجنوب الى الشمال دون ان تحدد نفسها بمذهب واحد لانهم يجب عليهم اولا كسب قلوب وتفاعل المذاهب العراقية الاخرى ولاتكون مطالبها مقتصرة على امور محدودة.  الطائفية فتنة لاتخدم الا اعداء الدين والبلد والوحدة الوطنية ورفع شعارات من خارج الحدود وصور وضع قد انقضى لاتخدم السنة ولا الشيعة.  ان هناك فساد وسياسة تعتمد الطائفية مرفوضة من كافة اطياف الشعب العراقي وهناك وضع اقتصادي وسيادي ناقص وسرقات كبيرة وتعطيل لاعادة بناء البلد وهذا وضع لايخدم العراقي سواء في الجنوب او الوسط او الشمال.  وعلى هذا الاساس يجب ان تكون شعارات كل تظاهرة حتى لا تتحول الى فتنة يستغلها اعاداء العراق لتفتيت شعبه.
العراق شعب واحد لافرق بين سني وشيعي ومسيحي وغيرهم وعليه فمن يتظاهر يجب عليه ان يبتعد عن الطائفية التي تفتح باب الفتنة التي هي اشد من القتل عند الله!  على ابناء الانبار ان لايسمحوا للذين يريدون زرع الفتنة بالدخول فيهم وان لايقصروا شعاراتهم على طائفة محدودة مما يجعلها سهلة الانتقاد والرد من قبل الحكومة.  يجب ان تكون عراقية وطنية لاسنية ولاشيعية وليست تابعة لاحد خارج الحدود فالعيب كل العيب ان تنتقد احدا وانت تأتي بمثل ما انتقدته به والحليم تكفيه الاشارة!
فلو كانت تظاهرات الرمادي تدافع عن العراقي اين ما كان سواء في الجنوب او الوسط فسوف يكون حجمها بقدر العراق بينما اذا كانت مطالبها عنصرية مذهبية فهي تقزم نفسها في حدود ضيقة هي لاتحسد عليها!  ومن يدري لو كانت تلك المظاهرات عراقية وطنية غير طائفية فان ذلك قد يدفع غيرها من كافة المحافظات الجنوبية للاندفاع والمطالبة بقطع دابر الفساد والسرقات.  كما وان الحكومة مرتاحة للشعارات الطائفية لانه يسهل عليها اقناع الاخرين بان هذه التظاهرات تدعو للطائفية ليس الا!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter