بسم الله الرحمن الرحيم


اخر الزمان يقترب كثيرا والانسان يجلب الكوارث


انتهى عام 2011 بحصول مآسي واحزان وسالت به دماء وقتل به ابرياء وولد فيه اشقياء وربما القبيل منهم سيكونون سعداء في ما نحن البشر نحوه سائرون. يبدو وهذا هو المؤكد الصحيح ان البشر يسيرون نحو هلاكهم المحتوم ونهاية جنسهم البشري على هذه الارض بسبب عدائهم لانفسهم بانفسهم. فالانسان ظلوم جهول مناع للخير اثيم وهو اكثر الاشياء والمخلوقات جدلا. هذا هو ما قاله به خالقه بل واكثر من ذلك فالقران الكريم يشهد على ان قليل من عباد الله الشكور وقليل منهم القنانعين وقليل منهم الصابرين وقليل جدا منهم المخلصين. وعلى هذا المنوال فقليل جدا المتدبرون والمتفكرون والعابدون والخاشعون بل وحتى الذين يعلمون الى اين هم صائرون.

الانسان قد طغى بل وان خالقه الكريم اكد ذلك بقوله الكريم أن الانسان ليطغى! فالطغيان هنا سبقه الله بلام التوكيد. والانسان قد ظلم اخيه بل وقتله دون ان يعرفه وبلا ذنب وهل يكون ذلك الا في آخر الزمان؟! بلى ورب الكعبة انه كذلك. فلا دين بعد الاسلام ولانبي بعد سيد المرسلين وسيد الكائنات والخلق اجمعين الى يوم الدين محمد المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم). اذن قد ختم الزمان بخاتم سيد المرسلين وهو الذي حدد لنا علامات هذا الزمان الاخير. فلم يبقى الا القليل وحتى حين ظهور المهدي المنتظر الذي ينتظره كل مظلوم ومقهور وطريد وشريد وغريب واسير ومتهم بريء في كل انحاء الارض وحتى بعد الظهور سوف لن يبقى من الزمن الا القليل القليل.

لقد انتشر الظلم والتعسف والقتل دون معرفة القتيل وهتك الاعراض وقطع صلة الرحم والعقوق والتكبر والفساد والحروب دون سبب وقتل شعوب كاملة من قبل حكامها او دول اخرى تسمى عظمى زورا وبهتانا لانها اصغر من صغرى. لقد انتشر الزنى وشرب الخمر في كل مكان وانقلبت الموازين فصار الحلال حراما والحرام حلالا بل وخلقا ومنهاجا وسلوكا وانتشرت العنصرية واصبحت المرأة جسدا رخيصا يباع ويشترى للاعلانات رخيصة الثمن. ولقد اصبحنا في زمن تنقرض به القيم والاخلاق والدين والمباديء بل وحتى القيم الوطنية اخذت تضمحل في عالم اصبح كالمحلة الصغيرة بل وكالزقاق الصغير الذي يعرف فيه الجميع بعضهم البعض دون تعاون ولامحبة ولا تعاضد. انها معرفة الانترنيت والستلايت التي الغت الحدود ولكن ضيعت الكثير من القيم.

كما ان الزمن يتسارع بتكنولجيا العصر فهو يتسارع نحو الهاوية الحتمية. فلقد قيل بعام 2012 الكثير عن حدوث كوارث وما الى ذلك وسواء حدثت تلك ام لم تحدث فانها قادمة دون ادنى شك. لماذا؟ لان الانسان طغى وسيطغى اكثر وعليه فهو سيدفع ثمن طغيانه لان الله تعالى خلق كل شيء بميزان وامر الانسان ان لايطغى في الميزان فان طغى حق عليه العذاب. اننا لانرغب بذلك ولكنه لامحالة كائن وقد يرونه بعيدا ولكننا نراه قريبا. انه كقلم الرصاص الموضوع على طرفه المدبب لايمسكه الا الله فان تركه وقع وهذا هو مصير البشر ان لم يهتدوا ولن يهتدوا.

ان الله لايقبل باشياء وقد يمهل على اشياء. فالبشر كان في السابق في عصرنا الحالي يعمل الفواحش ويفسد ولكنه لم يصل درجة الطغيان ويعلن بالفساد وتصبح الفاحشة قيما مقبولة وتصير القيم شيء غريب بل ومرفوض وينتشر الظلم وسفك الدماء والعنصرية والاستعلاء الا حديثا وبشكل متسارع. وهذه كلها لا ولن يقبل بها الله فحاشا لله ان يقبل باستمرار الظلم او القتل او العنصرية او الاستعلاء او انقلاب الموازين الطبيعية. ان هذه الامور تنذر بكوارث او كارثة كبرى سوف تنزل على البشر. هناك من يقول بان كوكبا يدعى (نبيرو) او الكوكب اكس قادم وهناك من يقول ان عاصفة شمسية سوف تضرب الارض وتعطل الطاقة الكهربائية لعدة اشهر في جميع الدول الاوربية مما يتسبب بامور رهيبة. ولكن نحن نقول ان الاقرب من ذلك هو ان ينظر الانسان الى ما احدثه من امور لايقبلها الله وهي التي اكبر خطرا عليه من نبيرو والعواصف الشمسية واذا كان العديد يشككون او ينفون نبيرو وغيرها فانهم لايستطيعون على الاطلاق نفي طغيان وفساد وتكبر وظلم البشر وما شاكل ذلك. ان هذا يحصل على المستوى الجماعي والفردي والاسري وهو الخطر القادم. ان ذلك سيعجل من انتقام الله وهناك علامات ظهرت واخرى ستظهر قريبا ولا امل بان يتعض البشر ابدا لان ذلك ما قاله الله في القران وهو الذي يعلم بخلقه وهو الذي يعلم بالماضي والحاضر والمستقبل.

كلمة اخيرة هي ان الماسك على دينه في هذا الزمان هو كالماسك على جمرة من النار. واقول لكم كلمة مهمة جدا جدا: لايغتر احدكم ويقول لنفسه انا استطيع ان اهتدي واكون من المؤمنين بالله والمرابطين على صراطه! ان هذا هو الغرور فابليس كان يسمى بطاووس الملائكة لانه كان يعبد الله احسن عبادة على مدى مئات الالاف من السنين وبسسبب غروره بعبادته وعدم امتثاله لامر الله بالسجود لادم ظنا منه ان ذلك لايجوز لانه اصيب بالغرور فقد عصى الله مرة واحدة فقط كانت كافية لاقصائه من رحمة الله. وبدلا من قول احدكم انه قادر على التمسك على دينه بنفسه عليه ان يسأل الله دوما وابدا بان يهديه لانه لاهداية دون هدي الله. اي من اراد ان يهتدي فعليه ان يسأل الله التثبيت دوما لان ابليس سوف يأتيه من حيث لايحتسب وسوف يكون دبيب ابليس له كدبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء أي لايشعر به. اذن الحذر والدعاء من الله ان يثبت الايمان والهدى بقلب صاحبه ليس بارادة الفرد نفسه على الاطلاق بل بارادة الله. ان الله يهدي من يشاء (ان يهتدي) اي بارادة الله والا فكيف يمكن للانسان ان يمسك على جمرة حارة ان لم يكن ذلك بقدرة الله وبمعجزة منه. فاتعظوا بالله تفلحوا!

نسأل الله الهداية لنا ولكم بالاسلام والدين الحق والصراط المستقيم ولاييأس من لديه ذنوب ان يستغفر لانه سوف يجد الله غفورا رحيما ولو كانت ذنوبه مابين الارض والسماء. ولتكن بدايات الاعوام والشهور والدهور لكم بالقران والصلاة والدعاء وليس غير ذلك.

اللهم عجل بظهور الامام المهدي المنتظر تعجيلا عظيما لعله يكون اليوم او غدا ليقيم دينك ويرفع كلمة التوحيد على مشارق الارض ومغاربها ولايبقي مظلوما ولامقهورا ولابريئا ولاطريدا ولامستضعفا الا وانتصر له بك يالله آمين.

التهور في الحكم مصيره الفشل سواء كان في الحكومة او المعارضة العراقية والحكم يبقى مع الكفر ولايبقى مع الظلم


لهؤلاء الذين يقتلون الابرياء ويدمرون الممتلكات ويعيثون في الارض فسادا في العراق ماذا يظن هؤلاء بافعالهم الاجرامية الدنيئة ان يحصلوا عليه غير الاجرام الذي سوف يحاسبهم عليه اولا واخرا الله سواء في الدنيا او بالتاكيد في الاخرة؟!

لماذا كلما حصل خلاف بين الكتل العراقية المتكالبة على السلطة يختل الامن وتحصل اعتداءات ارهابية على الابرياء من الشعب؟
هذه الكتل لديها خلافات بينها فلماذا يقتلون الشعب؟ وهل يبقى هذا الشعب صامتا؟ وهل تريد هذه الكتل ان ترجع امريكا وبريطانيا لاحتلال البلد ثانية؟ لماذا يريدون تمزيق العراق وشعبه الواحد؟ مفهوم انهم لايهمهم سوى مصالحهم الخاصة ولكن العديد منهم يأتمرون باوامر جهات خارجية متعددة وهذا يعتبر خيانة لهذا الوطن الذي لم يتبقى من وطنيته شيء في اجندات هؤلاء!

الارهاب متعدد الوجوه وللاسف فلقد اجتمعت جميع هذه الوجوه في العراق حتى اصبح هذا البلد ساحة لتصفية الحسابات الداخلية والخارجية.

وبغض النظر عن الاسباب والمسببات وما يتعلق بها فأن مسؤولية استتباب الامن تقع على عاتق الدولة وحكومتها وبالخصوص الاجهزة الامنية. والذي يتحمل المسؤولية هو رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية وباقي الاجهزة المختصة وهي جميعا بيد نوري المالكي. وعلى هذا الاساس فليس من السهولة ان تلقي الحكومة باللوم على بعض الجهات دون ان تكون هي تتحمل مسؤولية منع هذه الجهات من تحقيق اهدافها بزعزعة الامن الوطني للشعب. ان اكالة التهم فقط هو تنصل من المسؤولية بل والاعتراف بالتقصير بشكل مباشر لان الحكومة يجب ان تكون مستعدة كل الاستعداد لاجهاض كل ما يتسبب بزعزعة الامن. وليس من المقبول القول بان ذلك يحدث في جميع الدول لان الذي حصل في العراق ويحصل هو شيء متكرر ومنسق وكبير ولايحدث الا بوجود خلل كبير في الامن او اشتراك تلك العناصر الامنية بذلك.

العراق اليوم بحاجة الى قيادات حكيمة ومنتبهة وتعمل على توحيد الصفوف والشعب وبعيدة عن التهور والاجرام. والجميع يعلم ان التهور نتيجته الفشل والدليل واضح فعندما خاض صدام ثلاثة حروب طاحنة لم تكن النتيجة مرضية له ولا للشعب ونفس الشيء ينطبق على غيره. ولانستثني هنا خوض الخميني مع صدام الحرب الاولى فاذا كان صدام يتحمل 6 ايام منها فالخميني يتحمل الباقي لانه هو الذي اصر عليها. ولو كان صدام حكيما لما صار ما صار اليه هو والشعب ولاصبح العراق بلد ذو اقتصاد كبير بل ولربما افضل بلد في المنطقة. اذن على هؤلاء القادة في العراق ان ياخذوا العبرة وان يبتعدوا عن التهورات سواء الذين في السلطة او شركائهم او في المعارضة. التاريخ والشعب وقبل ذلك وفوقه الله سوف يحاسبهم حسابا عسيرا فالحكم يبقى مع الكفر ولايبقى مع الظلم.

ان الذي يحصل في العراق ظلم كبير لابرياء يتم قتلهم دون حق وهذا الظلم له وجوه متعددة منها ما يتعلق بالتقصير في حمايتهم من قبل المسؤولين عن ذلك ومنها ما يتعلق بالذين يتسببون بهذا القتل والدمار والتخريب. ان القتل والظلم والفساد في الارض قد اعد الله للذين يقمومون به عذابا عظيما لو كان اهل الارض يعلمون بهذا العذاب ما ظلم منهم احد حشرة صغيرة فكيف لو وقع الظلم على شعب كامل؟ ولو يعلم ساسة العراق اليوم بما سيلاقونه من عذاب من الله لتركوا السياسة الظالمة بل كل ما يتعلق بالسياسة والسلطة والحكم. ان بين هؤلاء وبين ذلك العذاب مقدار ما يعيشون من سويعات في هذه الدنيا. ولابد ان يشمل ذلك جميع الذين يساعدون الذين يتسببون بالظلم والقتل والتخريب في العراق سواء على مستوى اشخاص او مجموعات او دول.
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا. وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ
لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ. وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين
وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ. وَذَ‌ٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ
لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ. وَكَذَ‌ٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ. وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا



يجب ان يبدأ العراق صفحة جديدة تستند على الوطنية والمهنية وليس
المحاصصة الطائفية


يحتاج
العراق الى بداية صفحة جديدة خالية من الاحتلال اولا ثم خالية من الفساد المستشري
فيه والاهم من ذلك كله بداية جديدة خالية من الحكومة القائمة على المحاصصة
الطائفية المقيته.

لقد جائت
المحاصصة الطائفية مع الاحتلال وهذا ما كانت اجندة الاحتلال تقوم عليه بواسطة فرق
تسد. ان الديمقراطية الحقيقية هي التي
تنبع من معاناة الشعوب ومن المواطنة الحقيقية القائمة على خدمة الوطن والمجتمع
وليس على المحاصصة الطائفية. العراق بلد
فيه اعراق وقوميات متعددة وهذا يجب ان يعطي البلدان قوة وليس تشرذما بسبب تنوع
الثقافات والمفاهيم التي يمكن ان توضف لصالح البلدان. فتنوع الخبرات والثقافات كتنوع الخيرات يزيد
البلدان قوة اذا ما احسنت استخدامها بشكل مهني يعتمد على المواطنة وليس على
المحاصصة. ان المحاصصة الطائفية المقيته
يجب ان تموت وترحل مع الاحتلال الانكلوسكسوني الامريكي الخبيث.

على
العراقيين ان يبدأوا صفحة بيضاء جديدة تعتمد على الخبرات والمهنية وتطوي صفحة
الطائفية والفساد. ويجب ان يبدا الجميع
بمصالحة حقيقية لاتستثني احدا الا الذين تلطخت ايديهم بدماء الابرياء. العراق بحاجة الى حكومة وطنية متكاملة تستند
على المهنية والخبرات وليس المحاصصة وهذا لايتحقق الا بنبذ الطائفية من قبل
الجميع. يجب بناء ديمقراطية مستندة على
تنافس حقيقي لبناء العراق كبلد مسالم لجميع جيرانه وباقي الدول وقادر على الدفاع
عن نفسه بنفسه. وهذا لايتم مع المحاصصة بل
بحاجة الى مجموعات او احزاب تقوم على الوطنية دون التمييز بين عرق او طائفة او جنس
او لون.

الحروب الامريكية في العراق منذ عام 1991 حتى 2011 وهزيمتهم النكراء بعد فضائحهم الهمجية



انهزم الامريكان وقبلهم الانكليز من العراق بفضائح واكاذيب وقتل وتدمير وحروب ودماء وانتهاك حرمات وضياع للاموال بشكل طائل وغير مبرر. لقد تسارع هروب الامريكان تحت جنح الظلام مرعوبين خوفا وبتستر كبير لانهم خائفون من الهجمات التي قد تباغتهم. والسبب معروف لانهم دمروا العراق واستباحوا ارضه وكان احدهم يسير بتعالي واستعلاء في شوارع العراق وارضه وعلى اهله. ولقد كانوا قد عملوا ذلك من قبل بواسطة مفتشي الاسلحة المستهترين بكل القيم الانسانية والاخلاقية منذ حرب المجرم جورج بوش الاب عام 1991. ولقد استخدموا كافة انواع الاسلحة المحرمة دوليا فخلفوا ورائهم عراق مدمر تنتشر فيه الامراض والفساد الاداري والمالي والسياسي.

ولقد كذب جورج بوش الابن وتوني بلير على شعوبهم بوجود اسلحة دمار شامل لتبرير الغزو وصرفوا اموال تبلغ تريليونات الدولارات مع قتل وجرح ما لايقل عن مئة الف جندي من جنود التحالف الشيطاني عام 2003. صحيح ان نظام صدام حسين كان نظام دكتاتوري رهيب ولكن الطريقة التي تمت فيها اسقاطه ابشع بكثير منه وخلفت بعدها مئات الدكتاتوريات المتخلفة.

ان جورج بوش ووتوني بلير يجب ان يقدموا كمجرمي حرب الى محكمة دولية لا لكي يتم حسابهم ولكن رافة بهم حتى يخفف عنهم الحساب العسير الذي ينتظرهم في الاخرة باسفل درك من النار والله لهم ولمن كان معهم بالمرصاد.

لم تخلف امريكا وبريطانيا في العراق غير الامراض والبنية التحتية المدمرة والفساد الاداري والعراق المبني على اسس عرقية وقومية تمزقه ناهيك عن فضائحهم في ابي غريب وسجون البصرة وغيرها مما سوف لن يرحمهم التاريخ على الاطلاق.

ان الارواح البريئة التي تم قتلها من قبل امريكا وبريطانيا وغيرهم سوف لن تهدأ وهي عند بارئها الا اذا انتقم لها الله واخذ بثارها وان ذلك على الله ليس ببعيد وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.



المفهوم الخاطيء للحرية الغربية مقارنة بالمفهوم الصحيح للحرية التي يريدها الله






هناك الكثيرون من البشر الذين ينخدعون بمعنى الحرية حسب المفهوم الغربي. فاذا ما اخذنا حرية التعبير فهي غير متكاملة وشبه معدومة احيانا او مقيدة بقيود قوانين وضعية لاتكفل للانسان حرية وافية دون تمييز حسب اللون والعنصر والقومية وغيرها. وحديثنا هنا هو ليس فيما يتعلق بحرية التعبير او الرأي المحدودة والمتفاوته بين الدول كلها بما في ذلك الدول الغربية ولكن حديثنا هو عن الحرية الفردية بمعناها العام خاصة فيما يتعلق بالتصرفات والسلوك.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس احرارا في كل شيء ولكنه جعل ايضا لكل شيء ميزان خاص به وجعل العقل حاكما طبيعيا فوق كل شيء لمن اراد. وبالعقل سيحاسب الله الناس حسب اعمالهم في هذه الدنيا. والعقل يعني ان يضع الانسان الشيء في موضعه الصحيح او يجيب على المسائل بشكل صحيح ليس فيه خطأ. وعكس العقل هو الجهل والذي يعني عدم التمكن من وضع الشيء في موضعه الصحيح او عدم اعطاء الاجابة الصحيحة او المنقوصة التي تعني القصور في العقل. ومن اكبر الامور واعضمها هو ان يتمكن الانسان ان يرد الاشياء والامور الى خالقها. فمثلا العالم الذي لايوصله علمه الى عظمة الخالق لايكون علمه كاملا بل فيه قصور تبعا للمسافة التي وقف فيها عن تلك الحقيقة المطلقة. اما اذا كان علمه يجعله يكون ضد الحقيقة المطلقة لله سبحانه وتعالى فهذا هو الجهل. فقد يكون العالم عارفا ومتخصصا بعلوم الدنيا ولكنه جاهل في وضع هذه العلوم موضعها الصحيح النهائي.

ولقد خلق الله البشر وهم مخيرون بين ما يشاؤون ولكنهم محاسبون على ما يفعلون. وما الدنيا الا متاع الغرور فهي القصيرة المهلكة طلابها المحشوة بالافات والمشحونة بالنكبات والتي لايفوز فيها الا العاقل الحكيم الذي يرشده فهمه كما هي فطرته الى الصراط المستقيم. وهذا هو طريق الحرية السليم والذي ليس فيه ضرر. اذ ان هناك فرق شاسع بين الحرية الغربية التي تكبل الانسان بمفاهيم اجتماعية وضعية ومادية صرفة خالية من القيم الروحية بقيود تتبع الشهوات واللذات الجسدية فقط. وهذه القيود هي نفسها التي هدد باتباعها ابليس لكي يغوي البشر وفعل فاتبعوه اكثرهم. ومن ابسط الامثلة على ذلك لنأخذ مثلا شرب المسكرات كالكحول فهو شيء يعتبر مباح بل واجتماعي يقدم في المناسبات والاحتفالات الغربية بينما اضراره لاتعد ولاتحصى سواء على الفرد كجسد وكروح اوعلى المجتمع والجرائم والاموال الطائلة التي تصرف بسبب آثاره الجانبية كلها. وهكذا بالنسبة للقمار والفساد الجنسي والفساد الاقتصادي والعقوق والقتل والتفرقة العنصرية والاخلاق المنحلة واستخدام جسد الانثى من اجل الدعاية الرخيصة وغيرها. وعادة ما يقيد الانسان نفسه في هذه القيود لاسباب اجتماعية مثل اتباع الاصدقاء او فردية او اسرية او ما شابه.

اذن فالفرق واضح هو ان الاسلام يريد للانسان التحرر من قيود الشيطان واتباع العقل الذي يصل به الى الحقيقة المطلقة في كل مجال فيكون الانسان مكتمل العقل وذلك بوضعه الشيء في مكانه الصحيح الذي لايسبب له ضرار في نفسه او جسمه او مجتمعه او بيئته. ويعود الفرق بين الحالتين هو ان الاسلام قانون قد تم وضعه من الخالق لهذا الانسان وبيئته وكل ما في الكون بينما المفاهيم المادية والرأسمالية ما هي الا قوانين وضعية يصوغها الانسان حسب اهوائه وشهواته ولربما حسب المنظمة التي ينمتي اليها او الفئة او الجماعة وهذا ما لايخدم الانسانية ولا حتى تلك الجماعة نفسها لانه يهمل دائما الجانب الروحي من المعادلة. وهذا هو ما دأبت عليه الحرية الغربية وخاصة الرأسمالية منها.

الانسان خلقه الله سبحانه وتعالى واحسن خلقه وكرمه ولكن الانسان اهان نفسه والذي تهون عليه نفسه فيهينها ينتهي به المطاف الى ما سيندم عليه يوم لاينفع الندم ويوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.


يوم أم المهازل العراقية الامريكية


لقد كانت احتفالية يوم (الوفاء) التي حضرها الصهيوني جو بايدن وسفيره وعدد كبير من قادة قواته الغازية في العراق عبارة عن مهزلة لاتمثل العراقيين الا من حضرها.

لقد قتلت امريكا وبريطانيا وحلفائها منذ عام 1991 على يد المجرم جورج بوش الاب ثم الحصار البربري الجائر ثم حرب المجرم جورج بوش الابن ملايين العراقيين ومزقت بلادهم اربا اربا. لقد خلفت امريكا بعدها عراقا ممزقا تحكمه الطائفية ويفتقر الى الامن والى ابسط الخدمات. ويسقط من ابنائه يوميا عدد هائل من الابرياء ما بين القتل او الموت بسبب المرض وانعدام العلاج الصحيح او بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمته امريكا او بسبب عدم توفر الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والنقل والمسلتزمات الاخرى التي تقي من الامراض وما شاكلها. لقد خلفت امريكا عاصمة (بغداد) تم تصنيفها كأسوأ عاصمة في العالم!
تركت امريكا الموت والدمار وانعدام الامن وانعدام الخدمات علاوة على دفع العراق لتعويضات مخزية للكويت بينما يموت ابنائه جوعا ومرضا! انه العار الذي سيلاحق المجرمين في الدنيا وفي الاخرة. لماذا لم تتقدم امريكا بالاعتذار الى العراقيين عما لحق بهم من جراء حروبها وحصارها البربري الجائر؟ ولماذا لم تقوم بتعويض العراقيين المتضررين بنفس الاسلوب الذي اجبرت به العراق على دفع تعويضات طائلة للكويت دون حق؟

كيف يعتبر جو بايدن ونوري المالكي العراق بلد ذو سيادة وهو لايزال تحت طائلة البند السابع سيء الصيت؟!
وهل نست امريكا وبريطانيا فضائح جنودها في تعذيب العراقيين بابشع الوسائل في سجن ابو غريب وفي سجون البصرة؟!

انه من الغريب ان يقوم جلال الطالباني بتسليم مداليات او دروع كما اطلقوا عليها الى سفراء دول شاركت بتدمير العراق واذلال اهله وقتل اطفاله؟ ان جلال الطالباني لايمثل الا نفسه وان الذل الذي وضع نفسه فيه لايمثل اي عراقي شريف حر. ولماذا قام الطالباني بوضع يده اليسرى على قلبه عند عزف السلام الوطني لدولة محتلة لبلده بينما لم يضع بايدن ولاسفيره ايديهما عندما عزف السلام الوطني العراقي او النشيد الوطني العراقي؟!

انها لمهزلة ان نرى احتفالية بيوم الوفاء بينما لايزال اكثر من اثني عشر الف جندي امريكي يحتلون العراق؟! وعلى الاقل وجود هذا العدد الهائل من جنود الاحتلال لايعطي للعراق سيادة متكافئة كما كذب على الذقون بايدن والمالكي؟! نحن نسأل المالكي والطالباني أين هي انجازاتكم منذ 2003 حتى الان ما عدا القتل والتهجير والطائفية والارهاب وانعدام الامن وانعدام السيادة والعراق لايزال مكبل بتعويضات وعقوبات البند السابع؟! هل يضحك هؤلاء على الذقون بينما يمارسون السرقة ويموت الشعب جوعا ومرضا وينحدر نحو هاوية لايعلمها الا الله؟!

انهم لايزالون يعلقون كل شيء على شماعة النظام الصدامي ونحن لاندافع عن ذلك النظام ولكنهم لم يقدموا بناء ولا خدمات ولا ثروات مثل ما فعل النظام البائد على الاقل ايام السبعينات قبل مجيء الخميني الى السلطة ثم حصول الحرب الخمينية الصدامية التي قتل فيها ملايين ودمر فيها الاقتصاد والجميع يعلم بأن الحرب استمرت بسبب اصرار الخميني عليها لمدة ثمان سنوات!

حقا ان يوم (الوفاء) يمكن ان يطلق عليه بأم المهازل حيث يتقدم كل من جلال طالباني ونوري المالكي بشكر جورج بوش على تدميره للعراق وبشكر اوباما على استكمال ذلك التدمير بترك العراق يغرق في بحور من الظلام والتخلف! انها ام المهازل!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter