بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش اليمني يجب ان يحسم الامر كما فعل الجيش المصري البطل والجيش التونسي الحر



لقد اثبت الشعب اليمني العريق اصراره على نيل حريته ولم يكن الجيل الشبابي الجديد ليختلف كثيرا عن شباب مصر او تونس او غيرهم من الجيل العربي الجديد المتطلع للكرامة والحرية. بل ولقد اثبت الشباب اليميني بان لديهم اصرار كبير على تحقيق اهداف ثورتهم السلمية وذلك باقصاء نظام علي عبدالله صالح المستبد وابداله بحياة دستورية مدنية ومتحضرة تتماشى مع مستحقات العصر والتحضر وحقوق الانسان.

ومن اهم ما تم تحقيقه الى حد الان في ثورة الشعب اليمني هو تعرية نظام صالح من حيث استهتاره بالشعب اليمني ومقدراته وعدم اهتمامه حتى بارواح هذا الشعب. فلقد ظل هذا الدكتاتور المتسلط يكذب ويتلاعب ويمكر من اجل البقاء في السلطة حتى ولو كلف ذلك حرق اليمن واهلها وتدمير مقدراتها. ولايخفى على احد ما فعله هذا الدكتاتور في السنوات الماضية من ممارسات قمعية وتدليس وصلت الى حد السماح لامريكا بقتل الشعب بينما يتبنى هو فعل القتل بحجة تنظيم القاعدة. حيث اصبح تنظيم القاعدة شماعة ليست امريكية فحسب ولكن تعلمت الانظمة الدكتاتورية من استخدام هذه الشماعة من اجل مصالحها الفردية والحزبية.

ان علي عبد الله صالح قد تمادى كثيرا في غيه وفي استهتاره بارادة الشعب اليمني. ولقد اثبتت الوقائع المتتالية بان هذا الدكتاتور سوف لن يتنازل عن السلطة الا بعد حرق البلاد وتهديم اقتصادها الفقير اساسا من جراء سياساته. والدور الضعيف الذي يلعبه الجيش اليمني هو الذي جعل من هذا الدكتاتور يتمادى كثيرا. فالجيش اليمني لم يكن مثل الجيش التونسي والمصري بالقيام بولائه للشعب بل ضل وبشكل كبير يلقي ولائه وراء الدكتاتور الا بشكل محدود. ان المطلوب اليوم من الجيش اليمني والسلطات الامنية المرتبطة ان تخلع نفسها من الدكتاتاور وتنظم الى شعبها.

ان اليمن ومستقبله لاتحدده جهات اجنبية سواء عربية او غير عربية بل يحدده ابناء اليمن انفسهم فهم الذين رزخوا تحت حكم الدكتاتور وعانوا منه وحريتهم لايمكن ان تعطى لهم من قبل جهات خارجية هي نفسها لاتعطي الحرية لشعوبها ولا جهات استعمارية لايهمها الا مصالحها. المطلوب هو ان يقوم الجيش اليمني بدوره الكبير وبشكل لا لبس فيه ويقول كلمته ليحسم الامر قبل ان تصبح اليمن تغرق في حمام من الدم وهذا ما يريده صالح. الجيش اليمني يمكن له ان يحرر نفسه من النظام الدكتاتوري ويمكن ان يكرر تجربة الجيش المصري فيكون هو الفيصل الذي يجبر صالح على التنحي ويقوم بتشكيل مجلس عسكري على غرار ثورة مصر وتكوين حكومة مؤقته تعمل على التحضير لانتخابات باقرب فرصة. كما وان رفض علي صالح لجميع المبادرات ورفضه الرضوخ لارادة الشعب تجعل محاكمته امر لابد منه والجيش اليمني يستطيع ان يقوم بذلك فيكون محل اعتزاز ليس للشعب اليمني فقط بل للشعب العربي كله.

النصر للشعب اليمني والحرية لكافة الشعوب العربية التي لاتزال ترزح تحت نير الدكتاتورية والقمع والاساليب البالية التي لاتتماشى مع تطلعات الشباب العربي الجديد ولا مع حقوق الانسان والعصر الحديث.

استمرار الكويت بالحاق الاضرار في العراق قنابل موقوته ستنفجر يوما ما



بغض النظر عن كيف صارت الكويت وهي جزء من ولاية البصرة دولة فانها ومنذ ذلك الوقت بقيت تكيل للعراق الدسائس ولاتترك فرصة فيها مجال للاضرار به الا واستخدمتها. والادهى من ذلك فأنها تفعل ذلك بشكل خبيث احيانا خفي واحيانا اخرى في العلن. ومن المعروف والبديهي هو ان اهمية الكويت تأتي من وجود النفط فيها ومن وقوعها على موانيء مباشرة على الخليج يتيح للدول المهتمة بذلك بشرائه بسهولة لاتتوفر لغيرها من البلدان. وكما هو معلوم فأن النفط كغيرها من المعادن ثروة زائلة مع تقادم الزمن ومع استهلاك تلك الثروة. ونفط الكويت من النوع الذي سوف ينفذ خلال فترة ليست بالبعيدة. حينذاك سوف تقل اهمية الكويت كثيرا ولربما تنعدم.

لقد تسببت الكويت باضرار هائلة للعراق خاصة بعد محاولة صدام حسين باسترجاع الكويت للعراق باعتبارها جزء منه. ولقد تم استغلال هذا الامر بشكل خبيث ومعد مسبقا من قبل الدول الاستعمارية الطامعة بخيرات المنطقة ولاسيما امريكا مما مهد لصدام باسترجاع الكويت والقيام باعطائه الضوء الاخضر حتى آخر اللحظات ومن ثم ضرب العراق وايقاع الكويت بفخ التعمير والتحرير وما رافق ذلك من فصول مسرحية معروفة. ولاتزال فصول مسرحية تحرير الكويت تتتابع واحدة تلو الاخرى وكلها قد دفعها العراق ثمنا غاليا من دماء ابنائه وعرق جبينهم وباستقطاع نسب هائلة من ثروة العراق النفطية ناهيك عن تسبب الكويت بمشاكل كبيرة جدا متعلقة بذلك. ومن هذه المشاكل مسألة محاصرة الخطوط الجوية العراقية ومسألة ترسيم الحدود وسرقة المزارع والاراضي العراقية والاعتداء على المياه الاقليمية وعلى الصياديين العراقيين وهلم جرى. ولاننسى دورها في الحصار البربري الذي قتل فيه مليون طفل عراقي بعد (مسرحية تحرير الكويت) وتم تدمير البنية والنسيج العراقي وتهجير ملايين العراقيين من ديارهم ووطنهم. ولو اردنا سرد وتعداد الاضرار الكويتية على العراق لاحتجنا الى صفحات عديدة ومواضيع لاتعد ولاتحصى لكي نتمكن من سرد هذه التفاصيل. ولم يقتصر الاذى الكويتي على العراق بعد استرجاع صدام لها ولكن كان ذلك اثناء فترة حرب العراق وايران حيث صبت الكويت الزيت على تلك الحرب مما تسبب بتدمير البلدين.

أن الخطأ الذي وقع به صدام هو خطأ مركب بالنسبة للكويت حيث ان صدام حسين لو كان قد استرجع الكويت اثناء فترة الحرب مع ايران وخاصة في بداية الحرب لما تفوهت أية دولة اخرى ببنت شفة لان في ذلك الوقت كانت الدول الكبرى والاقليمية خائفة من امتداد ثورة الخميني اليها. وعليه فان هذه الدول كانت مستعدة للتنازل عن الكويت لصدام مقابل استمراره بحرب ايران كما وكان بامكان صدام ان يتحجج بحجة دخوله الكويت ليس من اجل استرجاعها او احتلالها ولكن من اجل حماية حدود العراق الجنوبية من ايران وقد يكون ذلك مقبولا ومع استمرار الحرب مع ايران يصبح الوجود العراقي هناك تحصيل حاصل. والخطأ الاخر الذي وقع فيه صدام هو احتلاله للكويت لانه لو بقي خارج الكويت مع الابقاء على قوة العراق كما هي بعد حرب ايران لما بقيت الكويت كما هي عليه الان. كان صدام بامكانه مع احتفاضه بقوة العراق وجيشه ان يحصل على ما يريد سواء من الكويت او غيرها وحتى ان يؤثر في احداث تغييرات جوهرية في داخل الكويت نفسها دون الحاجة الى غزوها. وكانت الكويت على استعداد بأن تعطي للعراق في عهد صدام ليست جزيرة وربة او بوبيان ولكن الاكثر من ذلك. والجميع يتذكر ان صدام عندما كان يحرك كتيبة دبابات واحدة على الحدود العراقية الجنوبية في قاطع البصرة يرتفع سعر النفط في العالم بشكل حاد ومفاجيء. وقد حصل ذلك عدة مرات.

ان الكويت بافعالها في سرقة نفط العراق في حقل الرميلة الحدودي وهو حقل عراقي معروف وحقول اخرى مماثلة وسرقة المزارع العراقية من مالكيها والتعدي على حدود العراق في المونيء العراقية والاستمرار بالحاق الضرر بالعراق في المحافل الدولية واستخدام الرشاوى لتحقيق ذلك وغير ذلك ما هو الا قنابل موقوته لزمن متشنج لايعلمه الا الله. ولقد كان اخر ما تريد الكويت عمله هو بناء ميناء ضخم مقابل الميناء العراقي الوحيد مما سيتسبب باغلاقه بشكل كبير امام الملاحة الضخمة خاصة. وبما ان العراق لايمتلك موانيء على الخليج فانه بذلك سيكون مضطرا لتحميل وافراغ بضائعه في هذا الميناء الكويتي مما سيحمله اضرار اضافية ومما سيجعل الكويت تثري على حساب العراق كما هو الحال منذ ما يسمى بحرب تحرير الكويت في عام 1991. والمصيبة هنا هو عدم وجود حكومة عراقية قوية تستطيع الدفاع عن مصالح العراق بل وان الحكومة الحالية ليس لديها حس وطني ولاتهتم الابمصالح احزابها الطائفية واشخاصها والكثير منهم كان ولايزال له مصالح شخصية مع حكام الكويت. ولكن الوضع متغير ولابد من ان تأتي حكومة اخرى تأخذ على عاتقها وفي اولوياتها مصلحة الوطن العليا فوق كل شيء. حينها سوف يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. ولابد للظلم أن ينتهي يوما ما سواء من قبل الدول او الاشخاص. واذا كان البعض الكثير من العراقيين لم يوافق صدام على حرب استرجاع الكويت فأن توالي الاحداث وانكشاف المخططات الكويتية سوف يجعل كافة العراقيين ينظرون الى ذلك بشكل آخر. واذا حصل هذا فأن الكويت تمهد الى ما لايحمد عقباه سوف تتحمل هي وحدها مسؤوليته اذا هي استمرت ببرامجها التدميرية للعراق. والمطلوب حاليا من الحكومة العراقية الحالية هو اعادة مواقفها الاقتصادية والسياسية من الكويت وتفعيل الضغط الشعبي والدولي على الكويت وفي كافة المحافل من اجل اعادة الحقوق العراقية وايقاف بناء الميناء الكويتي. ويمكن التقدم بشكوى حول ذلك الى المؤسسات الدولية ذات العلاقة خاصة وان هذا الميناء سوف يمنع من تصدير النفط العراقي التبادل التجاري المباشر مع الدول. كما وان للعراق حق بمطالبة الكويت بتعويضه عن الاضرار التي اصابته من خلال الحصار الجائر منذ عام 1991 والذي كانت الكويت طرفا رئيساً فيه وفيه كما ذكرنا قتل مليون طفل عراقي للكويت مسؤولية مباشرة فيه ناهيك عن حرب احتلال العراق عام 2003 وما تلى ذلك من حروب وارهاب وتدمير.

الوضع العربي ثورة ضد الذات المهزومة


تمتلك الامة العربية والاسلامية مقومات ارتقاء نحو المراتب الحضارية والانسانية العليا ما لايتوفر لغيرها من الامم. ومن اهم مقومات الامة العربية تلك هو بزوغ شمس الديانات المختلفة واخرها الاسلام لكي تملأ الارض بالقيم العليا لتلك الاديان. كما وتمتلك تلك الامة من الموارد والطبيعية والبشرية والحضارات الانسانية ما لايستهان به. فلقد بزغت اولى الحضارات البشرية التي اتحفت الانسانية بالكتابة ومختلف العلوم في سومر وبابل في العراق وفي حضارة مصر الاولى ناهيك عن تعدد الحضارات الت تلت ذلك وعلى رأسها الحضارة الاسلامية المتدة من اسوار الصين شرقا حتى اوربا غربا.

لم يكن يروق للعديد من الامم الاخرى ان ترى تلاك المقومات دون ان تتمنى ان تكون كلها او بعضها لها هي دون غيرها مما حدى بالعديد من هؤلاء بالتربص للنيل من الحضارة الاسلامية رغم انها لم تبخل عليهم بالعلوم ومقومات الرقي والتقدم. ومما ساعد على ذلك التربص هو سقوط الامة بيد حكام كان ولايزال همهم الاوحد هو السلطة والهيمنة وجمع الثروات والمتع الشخصية. ولم يكن الصراع على السلطة وليد العصر الحديث بل فلقد امتد منذ العصور الاولى للدولة الاسلامية. ولقد اصبح هذا الصراع هو سمة العصور الحديثة من خلال الانقلابات العسكرية والحروب الطاحنة. ومن اكبر الكبائر التي هزت كيان الامة العربية هو لجوء العديد من الطامعين في السلطة الى الاستعانة بالدول الاجنبية التي وجدت الفرصة سانحة لكي تتدخل بشكل كبير من خلال هؤلاء. وبعد الحرب العالمية الاولى والثانية وخاصة مع اكتشاف الثروات النفطية الهائلة في البلدان العربية وبعد زرع الكيان الصهيوني في قلب الامة اصبح دور الحكام العرب لايتعدى ما تحدده لهم الدول التي استعمرت الدول العربية ثم خرجت منها بعد زرع الفتن وبؤر التوتر فيها.

اتخذ الحكام العرب في العصر الحديث من فلسطين وقضيتها ذريعة لاظهار انفسهم كالثوار والمدافعين عن فلسطين بينما يعقدون الصفقات والاتفاقيات السرية المناقضة لذلك. وفي نفس الوقت ادخلوا شعوبهم في متاهات وصلت بالقسم منهم الى حد استعباد هذه الشعوب وسلب حريتها وامتهان كرامتها مما جعلها شعوب مهزومة لاتشعر بالذات الا من خلال هؤلاء الحكام المتسلطين على الرقاب. فهناك دول صارت تنسب الى حكامها واخرى اصبحت تسمى باسماء العوائل الحاكمة وصارت الحقوق هبات يهبها الحاكم او يسلبها حيث شاء هو وافراد اسرته او المقربين اليه. ولقد اتخذ هؤلاء الحكام لهم واجهات دينية او حزبية او قومية لكي يسهل عليهم البقاء في الحكم دون منازع. فظهرت احزاب دينية او قومية واخرى تدعي الوطنية وهي عنها بعيدة وتشكلت عصابات داخل هذه الاحزاب لكي تجعل تمحور الاهداف والشعارات حول شخص او شخوص الحكام والاسر الحاكمة. والاتعس من ذلك كله ظهر دعاة باسم الدين يسمون انفسهم أئمة او فقهاء او مشايخ وغيرها من التسميات على اعتاب الحكام او انهم تقاسموا السلطة معهم. فالبعض من هؤلاء تقاسموا السلطة مع الحكام الذين ارتضوا بالحكم السياسي المستبد بينما المشايخ يأخذون السلطة الدينية المستبدة وبالمقابل يصدرون الفتاوى التي تجعل من الشعوب مجرد ادوات بيد الحكام يحركونهم كيفما يشاؤون بأسم الدين والفتاوى والدين من ذلك براء. وصدرت فتاوى باسم الطاعة العمياء لولي الامر بحيث اصبح الفرد لايستطيع حتى الدعاء لنفسه ولغيره الا بموافقة ولي الامر بينما هؤلاء الولاة يقدمون طاعتهم ليس لله ولكن للسادة في الدول المسماة (بالعظمى) والعظمة لاتليق الا لله وحده.

اصبحت الشخصية العربية شخصية ممتهنة ومكبوته بل ومقهورة ومهزوزة من جراء سياسات الحكام وبمساعدة الدول الاستعمارية لهؤلاء الحكام. ولقد تمكن هؤلاء الحكام من تسخير كافة المقومات في دولهم بما في ذلك الاعلام من اجل خدمة اهدافهم في الاستمرار في الحكم. ومن اهم الوسائل التي استخدمها هؤلاء الحكام هو منع شعوبهم من كل ما يتنافى مع توجهاتهم المعروفة. ومع تبدل الزمان اصبح من الصعب على منع الشعوب من القراءة او الاطلاع على الامور بما في ذلك ما يدور في قصور وحياة الحكام وحواشيهم المترفة. لقد جاء الزمن الذي اصبح فيه الحكم الفردي او الاسري شيء شاذ لايمكن معه ان تتقدم الدول او الشعوب فكيف لو كان هذا الحكم يحاكي العصور السالفة ما قبل الحرب الباردة؟! ان استمرار الحكام العرب على ما هم عليه من تفرد في الحكم ودكتاتورية مطلقة وسلطة دينية مرتبطة بالحكام يعتبر مهزلة لاتنسجم على الاطلاق مع مقومات التحضر والكرامة ناهيك عن تناقضها مع مقومات الدين التي تأمر بالقيم واحترام حقوق الانسان.
أن الشعوب العربية قد سأمت اوضاعها المتردية ورأينا كم انها مستعدة لتقديم اغلى التضحيات لكي تسترد حريتها وكرامتها ومقومات تقدمها وهذا افضل لها من الموت البطيء. واذا كانت هناك شعوب عربية لاتزال صامته تجاه اوضاعها فهذا لايعني انها ترتضي الذل والقهر والهوان والدكتاتوريات المطلقة ولكن ساعة نهوضها لم تحن بعد. فلا يوجد احد في هذا الزمن المفتوح يرتضي ان تكون حقوقه الانسانية مجرد هبة يهبها الملك او الرئيس او الحاكم بينما يتلاعب شيخ السلطان بتلفيق فتاوى لاتمت للدين بصلة لتخدير الشعوب. لقد جاء الدين ليحرر الشعوب من العبودية وليس لكي يستعبدها مجموعة من الافراد والاسر والحكام.

ان الشعوب لاتحترم الا اذا كانت اراداتها فوق ارادة حكامها وليس العكس فالحاكم السياسي في وقتنا هذا هو موضف في الدولة ينتخبه الشعب لفترة محدودة فقط لا استمرارية الحاكم في الحكم تؤدي الى التسلط والظلم والجمود السياسي والفكري والثقافي والاقتصادي والاجتماعي على حالة واحدة تتفاقم مع الاستمرارية. لقد صدق الشاعر الذي قال اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر وكأن لسان حاله هو الذي يلهم الشعوب العربية للتحرر وللحرية ثمن باهض فهي لاتعطى بل تأخذ.
أن زمن العبودية والاستفراد بالحكم قد ولى واصبحت الدكتاتوريات ظواهر شاذة في هذا العصر. فهل سيرعوي الحكام العرب ولهم في القذافي وعلي عبدالله صالح لعبرة لانهم خربوا بلدانهم وسوف يحاكمون في الدنيا والاخرة. ولو ان عبدالله صالح والقذافي كانوا اكثر تحضرا مثل حسني مبارك وبن علي لما صار في بلدانهم ما صار وهم بالتالي سوف يزاحون لامحالة. ومن يتصور نفسه من الحكام العرب بأنه بعيد عن الثورة فهو مخطيء تماما. وعلى هذا الاساس فأن الحكيم منهم كما ذكر العديدون سابقا هم اولئك الحكام الذين يسبقون الاحداث ويبادرون هم بانفسهم الى فتح صفحة جديدة مع شعوبهم تؤدي الى التداول السلمي الديمقراطي للسلطة ودون تأخير. فلو كان بشار الاسد سارع الى ذلك قبيل هذه الاحداث وكما ذكرنا سابقا لكان هو رائد التغيير ولكنه تأخر فسوف يلاقي مصيرا الله وحده يعلمه. وعليه فعلى باقي الحكام في السعودية وقطر والامارات والاردن وعمان والجزائر والمغرب والكويت بالمبادرة السريعة قبيل فوات الاوان لفتح صفحات تؤدي الى الديمقراطية وتداول السلطة السلمي. وهذا نفسه ما دعت اليه العديد من الدول والمختصين والجمعيات بحقوق الانسان لانها وحسب خبرتها بالاوضاع تعلم بما ينتظر هؤلاء ان هم لم يفعلوا بما فيه الكفاية لخلاص انفسهم وشعوبهم وبلدانهم. اما بالنسبة للبحرين فهي ذات وضع مختلف لأن حكامها تمادوا بقهر الشعب البحريني وهم يمارسون معه ابشع الجرائم والارهاب والقمع بعد ان قمعوه بشكل وحشي مما افقدهم المشروعية الكاملة بحكم هذا الشعب وهم بذلك يسعون الى ما لاتحمد عقباه فالشعب سوف لن ينسى لهم ذلك وسوف يستمر بثورته وقد اصبح هؤلاء شواذ في عصر لايقبل بالقهر ولايخفى ذلك القهر عن البشرية. ولم نذكر العراق ليس لانه بلد ديمقراطي ولكن حكومته تأسست على اسس خاطئة مستمدة من الطائفية والعرقية وبواسطة احزاب واشخاص تفشى معهم الفساد الاداري والقتل والانتمائات الطائفية والاقليمية مما غابت عن ذلك كافة الاسس الوطنية. فالعرق لايختلف عن غيره بحاجته الى حكومة منتخبة غير طائفية تسعى لبناء البلد ولاخراجه من الاحتلال الامريكي نهائيا واخراجه من كافة التبعيات الاقليمية. اما لبنان فهو كذلك يجب ان يخرج من الطائفية وهو البلد الذي كان يضرب به المثل بالديمقراطية ووجود هامش من الحرية اذا ما قورن بباقي البلدان العربية.

الحرية تأخذ ولاتعطى والكرامة تسترد ولاتمنح والذات المسلوبة لابد لها من العودة الى قيمها يوما ما!







بن لادن مات منذ عام 2001







بعد ان فشلت امريكا وحليفاتها الغربيين في افغانستان وبعد ان شعرت بأن اتخاذها الاسلام والمسلمين كاعداء سيسبب سقوطها الذي اصبح قريبا جائت بفبركة قصة قتل بن لادن. والسبب هو لكي تتمكن من تنفيذ سياسات جديدة بعد ان اصبحت السياسات الماضية بتدمير العراق وافغانستان وغيرها من بلدان المسلمين تشكل عبئا ثقيلا جدا عليها. ان الجميع يعرف بأن امريكا هي التي جائت بطالبان وان القاعدة واسامة بن لادن ما هي الا ادوات استخدمتها لتفعيل سياساتها الخاطئة ضد العالم الاسلامي وخاصة في العراق الذي دمرته منذ عام 1991 بعد مسرحية الكويت المفبركة. لقد قتلت امريكا في العراق وحدها منذ عام 1991 ما لايقل عن ثلاثة ملايين عراقي منهم مليون طفل قتلوا اثناء الحصار البربري بعد حرب الكويت. وبعد ذلك تم تدمير البنية التحتية للعراق ولاتزال هذه الدولة تحت الاحتلال والحرب الامريكية التي اسالت فيها الدماء والقتل والرعب والارهاب وتم قتل الالاف الجنود الامريكيين فيها ناهيك عن الذين اصابتهم امراض نفسية وعاهات جسدية.

لقد كان بن لادن مصابا بمرض السكري وكان يعاني من مرض كلوي ومصاب بمرض في الرئة. ولقد ظهر مريضا جدا منذ عام 2001 ثم بعدها غاب عن الانضار ولكم تتمكن المخابرات الامريكية وغيرها من التقاط ما يدل على وجوده. لقد اختفى اثره. ولقد تم اعلان موته عدة مرات من قبل الرئيس الباكستاني مشرف والرئيس الافغاني كرزاي ومن قبل وكالة المخابرات الامريكية ف ب آي وغيرها. ولقد تم اعلان وفاته عام 2001 من قبل قياديين في تنظيم القاعدة ونشر هذا الخبر حينها حيث تم تشييعه ودفنه في جبال افغانستان.

اليوم وبعد الفشل الامريكي ولغايات معروفة بالسياسة الامريكية يتم ترتيب وفبركة قصة قتل بن لادن من قبل قوة امريكية! والقصة للاسف غير محبوكة ولامفبركة بشكل جيد فقد اظهرت الصور بأن بن لادن القتيل عبارة عن شاب له لحية سوداء وتتطابق صورته مع صورة اخرى قديمة اخذت منها الفبركة. وبعد ذلك وخلافا لما يعلنه الرئيس اوباما على انهم سوف يراعون التعاليم الاسلامية بالتعامل مع جثته يقال بانهم القوا بجثته في البحر! انها فبركة غير موفقة على الاطلاق. أن بن لادن مات منذ زمن طويل ولكن امريكا لم تعلن ذلك واخفته لكي لا تتأثر سياساتها العسكرية وغيرها في العالم واليوم هي بحاجة الى هذا الاعلان ولكن عوضا عن اظهار الحقيقة بموته منذ زمن تم ترتيب قصة بطولية هوليودية للتغطية على فشلهم الذريع وللتغطية على ما يجري في العالم العربي ولكي ينفذوا سياسات اخرى. وسوف تكشف الايام القادمة هذا الكذب ومع الزمن سوف ينكشف الفاعل الرئيسي في احداث سبتمبر عام 2001 في نيويورك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter