بسم الله الرحمن الرحيم

حكومة المالكي تستهزيء بالشعب العراقي وتكرم وزرائها الفاشلين وتغطي على فضائحهم


انه مما يدعو الى السخرية والخزي والعار ان يتم تكريم وزير مستقيل بسبب فشل وزارته وعدم تمكنها من تقديم الخدمة الاساسية ولو بادنى مستوياتها. لا بل يتم سرقة الملايين من خزينة الدولة من قبل العديد من وزرائها الذين منهم من هرب ومنهم من ينتظر. ولم يسجل التاريخ حالة واحدة من مسؤول فاشل يتم تكريمه الا من قبل حكومة (نوري المالكي) في عراق ما تحت الاحتلال الانكلوسكسوني! فبعد استقالة وزير الكهرباء (كريم وحيد) الذي فشل ومن سبقه وعلى مدى سبعة سنوات او اكثر من تحسين حالة الكهرباء بل اصبحت شوارع العراق عبارة عن امتدادات عنكبوتية متشابكة ومشوهة بسبب الاسلاك الممتدة من المولدات الاهلية الى البيوت وبشكل عشوائي خطير لايسد نقص ولا يشغل مبردة! اضف الى التلوث البيئي الناشيء من الوقود (الشهرستاني) والصوتي وغير ذلك بسبب ضجيج وعوادم المولدات التي احتلت لها اماكن على الارصفة المتهرئة وفي ابواب المحلات والبيوت!

ان تكريم (الشهرستاني) وزير نفط المالكي للوزير الكهربائي السابق هو مهزلة يراد بها توبيخ الذين تضاهروا من الشعب العراقي ضد فشل حكومة المالكي. وكيف لايتم ذلك والشهرستاني وكريم حميد كسيدهم المالكي باعوا العراق للاجنبي وخير مثال على ذلك هو بيع نفط العراق الى الشركات الاجنبية دون ان يرى العراق تقدما ملموسا من ذلك!

ان الفساد ينخر في جسد العراق كنخر (العث) للخشب القديم والذي سوف نرى سقوط سقفه بعد حين قريب! والامثلة لاتعد ولاتحصى ولايمكن ان يشتمل عليها قلم! ولكن كلها تشترك في شيء واحد فقط هو التغطية عليها. ويضاف للتغطية اليوم التكريم للفاشلين وذلك عندما لايكون هناك غطاء للفضيحة حيث يتم تكريمها على مبدأ اكذب اكذب حتى يصدقك الناس وهي وسيلة للتغطية ولكنها مفضوحة هذه المرة.

وبالامس كانت هناك فضيحة كبيرة تمت بها سرقة اموال طائلة تقدر بمئات الملايين من العملة الصعبة من قبل (هيئة نزاع الملكية) ورئيسها فاضل براك ولقد تم بعد ذلك حل هذه الهيئة وذلك لكي يتم التغطية على الفضائح المالية والفساد. ولم تهتم هذه الهيئة الا بتعويض الذين ادعوا بانهم فقدوا ممتلكاتهم بسبب النظام السابق. علما بان قسم ممن عادوا بعد الاحتلال من ايران قاموا بالاستيلاء على ممتلكات وبيوت مدعين ملكيتها دون ان يقدموا ادلة على ذلك وتركوا اصحاب هذه الممتلكات حسب سجلات الطابو لا حول ولاقوة لهم الا ان يتقدموا بدعاوي التعويض. وهؤلاء العراقيين الذين تم طردهم من بيوتهم وقيام الذين قدموا من ايران بالاستيلاء عليها هم الذين تمت سرقة تعويضاتهم من قبل هيئة نزاع الملكية (والافضل تسميتها هيئة نزع الملكية)! علما بان غالبية هذه الممتلكات تمت السيطرة عليها في النجف وهي لاتزال باسماء مالكيها العراقيين الذين اشتروها ومسجلة باسمائهم بينما استولى عليها الذين جاؤوا بعد الاحتلال ولايزال معظم هؤلاء يعيشون في ايران في قم وطهران بينما قاموا بتاجيرها واكل اموالها وهي لاتزال باسماء غيرهم بينما هذا الغير وهم المالكين الحقيقين حسب الطابو قد تم وضع ملفات تعويضهم فوق رفوف وخزانات (هيئة نزع الملكية) رغم انهم هم المالكين للعقارات والحليم تكفيه الاشارة! وهؤلاء الذين وضعوا ايديهم على ممتلكات يدعون بانها بيوتهم كان عليهم هم انفسهم تقديم طلبات اثبات ذلك لكي يتم الحسم وليس الاستيلاء. وعليه فانهم ياكلون في بطونهم نارا حامية وحراما لاشك فيه ولاتقبل لهم فيه صلاة ولاعبادة ما داموا على ذلك الحرام قائمين لو كانوا من اهل العبادة اصلا! ولاندري اين ذهب عن ذلك اصحاب الفتاوي ام انهم افتوى لهم بالتحليل بالاستيلاء باعتبارهم (مسفرين) ولاندري ماذا يقول اصحاب الفتاوي بشأن العراقي الذي اشترى العقار ولايزال مسجلا باسمه كما ولاندري ولا احد يستطيع ان يثبت ادعاء قد يكون كاذبا.

على اية حال فالفساد في حكومة المالكي حدث ولاحرج وليس ببعيد سرقات البنوك وحرق الوثائق واكبر دليل هو عدم اكتراث المالكي وكتلته وغيرهم من الذين يدعون السياسة في عراق (الخربطات) الجديد مثل عمار عبد العزيز وعادل عبد المهدي وجلال طالباني وخالد عطية وطارق الهاشمي واياد علاوي وشهرستاني وابراهيم الاشيقر ومن لف لف هؤلاء من اصحاب الجلالة والشيوخ والسيادة والرؤساء والمدراء والوزراء واصحاب السعادة والامناء والرتب العالية وغيرهم.

وللتذكير اخيرا يبدو ان التاريخ يعيد نفسه فبالامس كان هؤلاء يعيبون على صدام حسين نفس ما يمارسونه هم اليوم وعلى المستويات الفردية التي خلقت دكتاتوريات متعددة داخل بلد ممزق لاسيادة له ولاحماية لمواطنيه. وعليه فعلى هؤلاء الاستعداد لمواجهة الشعب اذا انتفض وهو الان يضيق ذرعا بهم ولانرى ساعة الانفجار الا قادمة.

مسافر الى بغداد كيف وجد العراق؟


بعد غياب طويل عن الوطن الذي تعرض الى حروب واحداث كارثية لاتزال تدميه وتنكأ جراحه كلما اراد منه جرحاً أن يلتأم لايتصور المرأ أن يجد ذلك الوطن كما هو عندما تركه اكثر من ربع قرن من الزمان. وفي ضروف كهذه لايمكن للمرأ ان يقارن بين البلدان التي تطورت دون مشاكل خلال ربع قرن وبلده الجريح ولكن المؤلم هو ان يجد ذلك البلد يغوص في مشاكل اكبر مما كان يتوقع ومعضمها لاحلول له لانه يتعلق بنفسية المواطن وهيكلية المجتمع التي دمرتها الاحداث المتتابعة والسياسات الفاشلة. بالاضافة الى ذلك يكتشف المرأ وبسهولة الهوة السحيقة بين ما يعانيه الوطن من مشاكل وبين الذين يتبوأون المناصب السياسية والادارية فيه. فالفساد الاداري مستشري على امتداد الهيكلية الادارية وفي كل مكان ناهيك عن البيروقراطية والمحسوبية والمنسوبية وما شاكل ذلك. وفي الوقت الذي يتقوقع فيه سياسيو ما بعد الاحتلال بين ترسانات الكتل الكونكريتية في المنطقة الخضراء وفي مناطق اخرى من بغداد والمحافظات ويتمتعون بكافة انواع الخدمات والرواتب العالية جدا يقبع الشعب العراقي في سجن كبير اسمه العراق. وفي هذا السجن لايوجد امن ولا خدمات بل موت وقتل واختطاف وخوف وتشرذم وسرقات وحر لاهب بسبب التلوث البيئي ونقاط تفتيش وكتل كونكريتية.

هناك مشاكل عامة اصبحت مزمنة ودون حلول رغم مرور اكثر من سبع سنوات على تعاقب حكومات ما بعد الاحتلال وما بعد السقوط. ومن اهم هذه المشاكل هو مشكلة الكهرباء (الوطنية) التي لاتعطى الا لساعات قليلة جداً وحتى عند اعطائها فانها تتعرض الى تقطعات. فمثلا اذا جاء وقت الكهرباء الوطني لمدة ساعتين كل اربع ساعات فان هذه الساعتين تصبح ساعة او اقل في كثير من الاحيان بسبب عدم استمراريتها على مدى الساعتين. ولقد لجأ اكثر العراقيين الى الاعتماد على مصدرين اخرين لسد حاجة محدودة (كهرباء اضعف غير قادرة على تحمل الكثير) من الكهرباء وذلك من المولدات الاهليه الخاصة او من مولدات في البيوت تعتمد على الوقود. ولاتخلو المولدات الاهلية من انقطاعات بالاضافة الى عدم قابليتها لتشغيل المبردات ذات القدرة المتوسطة والعالية او ما شابهها. ولقد اصبحت واجهات البيوت والمحال التجارية والشوارع تغوص في وحل من الاسلاك المتشابكة من اسلاك الكهرباء التي تمتد من المولدات او من التجاوزات. ويشكل هذا خطرا كبيرا يضاف الى التلوث البيئي الكبير الذي اصبحت تعاني منه المدن العراقية كلها علاوة على التلوث الصوتي والمكاني الذي تسببه المولدات في كل مكان. ان ازمة الكهرباء تنعكس بشكل سلبي على كافة المجالات الحياتية للمواطن وبشكل لايعد ولايحصى ابتداءا من فساد الاطعمة الذي يشكل خطرا كبيرا على الصحة.

والحديث عن فساد الاطعمة لايكفي له موضوع واحد وهو بالاضافة الى عامل الكهرباء فانه يتعرض الى عوامل كثيرة جدا اقل ما يقال عنها هو غياب الرقابة الصحية بشكل تام. اذ لايوجد رقابة على المطاعم واللحوم المذبوحة ولا على المحلات والاماكن التي تقدم بها الاطعمة علاوة على عدم اهتمام اصحابها بابسط الشروط الصحية الغذائية. فاللحوم تباع وهي معلقة ومعرضة لحرارة الصيف لساعات طويلة وللجو المكشوف ولايكاد يخلو مكان او مطعم من الذباب الذي يجعل وجبة الاكل معركة متواصلة حتى النهاية.

وتمتد مشكلة الطعام المفتوح حتى الى مطار بغداد الذي لايوجد فيه سوى كافتريا صغيرة قريبة من مكتب الخطوط الجوية العراقية والتي يباع فيها بعض السندويتشات كتلك التي تباع في اماكن المناطق الشعبية وبشكل مفتوح! كما ويوجد بعض العصائر والشاي وقطع الحلوى والماء. ومن الجدير ذكره هو ان تعامل البائعين فيها وخاصة الذي يستلم النقود لايستوي الى خصوصية المكان وفيه الكثير من الخشونة وانعدام التعامل المرن والابتسامة! ولايوجد سوى عدد قليل من الطاولات والكراسي امام هذه الكافتريا اليتيمة.

ومن المفارقات فان هذا المسافر الى بغداد قال: كنت قد اشتريت كوبا من الشاي وصمونة فارغة لعدم ثقتي بالسندويتشات المفتوحة خصوصا اثناء السفر في حال التعرض الى اسهال! وعلى خلاف الاسلوب الحضاري الذي يستوجب الانتظام في طابور للدفع او الشراء فانني عندما كنت انتظر حاملا الشاي والصمونة دخل احدهم دون احترام للدور ثم التفت التفاته تسببت بسكب الشاي على يدي وهو يغلي مما احدث حروق مؤلمة وتبللت الصمونة والغريب ان هذا المتسبب لم يعتذر وكل ما قاله بانه لم يقصد! ولم يحرك احدهم ساكن في هذا الموقف الا واحد من الباعة اخذ الصمونة وابدلها وهو موقف يحسب له! وهناك موقف اخر ولكن ايجابي لبائع اخر في محل لبيع العصائر والحلوى في الطرف الاخر من القاعة فهو عندما رئاني في اليوم التالي بسبب تاخرنا ومبيتنا في المطار لوجود عاصفة رملية اخرت بعض الطيران تذكر اني اشتريت منه في اليوم السابق فوقف وسألني وابدى تاسفه واستعداده للمساعدة.

وعلى ذكر الخطوط الجوية العراقية والعاصفة الرملية فان تعامل موضفي هذه الخطوط والطريقة التي يستخدمونها في تمشية العمل على مختلف المراحل بحاجة الى الكثير من التدريب من اجل الوصول الى حالة مقبولة للتعامل مع الزبائن. فبالاضافة الى اسلوب بعضهم الفض مع المسافرين فان اصابع المنسوبية والمحسوبية والتعامل على تلك الاسس مع المسافرين يشوه ليس صورة الخطوط فحسب بل البلد. كما ويفتقر الكثير من المسافرين انفسهم الى الالتزام بالدور (الكيو) مما يزيد الطين بلة! وللذكر هنا فقد كان يوم العاصفة الرملية 7 حزيران 2010 قد تاجلت فيه رحلات الطيران بشكل عام ثم تم فتحها قبيل المساء الا ان رحلات خطوط العراقية الى دمشق تاجلت الى اليوم التالي. وقد تحول المطار الى هرج ومرج ولم يتم اطلاع المسافرين بشكل مستمر على حالة الطقس بالاضافة الى افتقاره الى شاشات عرض جيدة ما عدا شاشتين او ثلاثة صغيرة لاتصلح كشاشات عرض حتى للباصات! ولم تكن القاعة تستوعب العدد الكبير من المسافرين العالقين. وعندما فتحت بعض الخطوط قبيل المساء لم نكن نعرف ذلك الا بعد حصول ضجة وحركة سريعة ثم تم الاعلان عن فتح الخطوط الا ان العراقية ضلت مغلقة. وعندما قمنا بالسؤال عن ذلك وبمصيرنا من قبل الشخص المسؤل ذلك المساء كان هذا الاخير عصبياً الى درجة كبيرة ولمجرد الطلب منه بتوضيح الامر فانه يرد عليك بشكل عصبي ومثير ومنزعج! وقد حصل ذلك للعديد من المسافرين بينما كانت سيدة على نفس الجانب تعمل بمفردها لترتيب امور المسافرين او لتاجيل حجوزاتهم والاجابة على اسئلتهم بينما كان شخصا اخر يجلس الى جنبها دون قيامه بعمل شي على الاطلاق. ورغم ان هذه السيدة لم تكن تملك اجابات كافية او معقولة عن اسباب تاجيل الرحلات بعد فتح المجال الجوي وذهاب العاصفة الا انها تمكنت من تمشية امور بعض المسافرين الذين تطلب ان يراجعوا للاستفسار او لوجود مشاكل في حجوزاتهم. علما بان وجود موضف واحد فقط يعرضه للضغط وهذا ما لم تراعيه الخطوط العراقية (المنحلة)!

ولم يكن مكتب الخطوط في المطار يتصف بوجود موضف متشنج وعصبي ولكن ينطبق نفس الشيء ان لم يكن اكثر على موضف الخطوط الجوية العراقية في فرعها الموجود في محافضات اخرى وبغداد حيث ذهبنا لتاكيد الحجز وكان الموضف المسؤول عن ذلك متشنجا وعصبيا ولايمكن التعامل معه بسهولة. وكان لمجرد سؤاله او الكلام معه يثيره رغم عدم وجود مراجعيين غيرنا حيث كان مشغولا بالمكالمات وكان يقول بانه يستخدم تلفونه الشخصي ويدفع لذلك من جيبه فعندما قلنا له بان لاعليه فاننا سوف ندفع له حق ذلك اذا شاء الا انه اخذ يسب ويشتم وزيره (وزير النقل) مدعيا بانه هو السبب في كل معاناته تلك. وبالتالي وبعد انتظار طال اكثر من ساعة طلب منا ان نعود اليه غدا لكي يعمل تاكيد الحجز وعندما رجعنا اليه في اليوم التالي كان لايختلف عن اليوم الذي قبله ويتعامل بفوقية واستعلاء وتشنج وكما يقول المثل (بازع الحياة). وقد طلب منا بعد تاكيد الحجز ان نقوم بالاتصال به قبل يومين للحصول على موعد الاقلاع فعندما سالناه عن اسمه الكريم رفض بشدة وتشنج وصار عصبيا وقال ان نخابر على الرقم وحسب!

وبالعودة الى مسألة الطعام في (مطار بغداد) فهناك مطعم واحد فقط في الطابق الرابع او الثالث من بناية المطار والعلامات المشيرة اليه غير كافية. وبسبب وجود المطعم في الطوابق العليا مع عدم وجود مصعد يصل اليه بل الى الطابق الاسفل منه فالوصول اليه غير ميسور. حيث يحتاج المسافر الذي لديه حقائب ثقيلة او عربة دفع الى ان يقوم باصعادها الى المطعم على مدرجات سلم حاد وملتوي! وعند الوصول الى المطعم بشق الانفس مع الحقائب يجد المرأ نفسه في مطعم كأنه (بار قديم) وليس مطعم في مطار. ويباع فيه الكحول ويكاد يكون خالي من المسافرين ما عدا بعض موضفي المطار والعسكريين وبعض الاجانب ممن يعملون في المطار او شركات الامن. وما ان تجلس فيه حتى ياتيك الذباب من كل صوب وليس من العجب ان تسمع بعض رواد المطعم من العراقيين (ربما سكارى) يتكلمون بكلام بذيء ولايراعون حدود الادب الاجتماعي في مكان عام كهذا. اضف الى ذلك فانك عندما تطلب طعام ما يأتونك بنوع اخر لم تطلبه علما بان التي تأتيك بالطعام ليس لديها علم ولا معرفة بقائمة الطعام ولا بما تطلبه!

من الملاحظ ان هناك استياء عام يسود كافة قطاعات الشعب العراقي حيث يتمكن المرأ ان يعرف ذلك من خلال معايشته اليومية للناس دون الحاجة الى عمل استفتاء عام ولو اجري ذلك الاستفتاء بشكل حر لما كان اقل شأننا كدليل على ذلك الاستياء الشعبي المتزايد. ويعود الاستياء المتصاعد والخطير الى الى انعدام الخدمات وعدم الثقة بالمسؤولين والوضع الامني وما يرتبط به من نقاط تفتيش وكلاب بوليسية واجهزة سونار فاسدة وما شاكل بالاضافة الى الفساد الاداري والتشرذم السياسي الذي انعكس حتى على افراد العائلة الواحدة. ولايخفي المواطن مثل سائق سيارة الاجرة او صاحب المحل او الفندق استيائه من سيطرة بعض الكتل السياسية وميليشياتها وافرادها على الممتلكات العامة مدعين ملكيتها حتى وان كان ذلك يعطل ما كانت تقدمه تلك الممتلكات من خدمات كالكهرباء للمواطنيين! وقد استولت بعض الاسر القادمة من خارج الحدود على اراضي وممتلكات بحجة عائديتها لها. ولم تراعي هذه التي استولت على ممتلكات غيرها مدعية بانها صاحبة الحق او الملك مصالح الشعب العراقي في حال وجود ممتلكات خدمية عامة في هذه الاراض التي تم الاستيلاء عليها بحجة عائديتها لها. حيث ان بعض هذه الممتلكات كانت تحتوي على محطات توليد كهرباء كبيرة تغذي احياء عديدة ودوائر تعود للدولة وقد تم الاستيلاء عليها وقطع هذه الخدمات عن الناس دون الاكتراث بما سببه ذلك من ضرر كبيرعلى الكهرباء و باقي الخدمات. ومن الامثلة على ذلك الاستيلاء على مبنى البلدية ومبنى توليد الطاقة الكهربائية في النجف قرب نصب ساحة ثورة العشرين وقيام عائلة الحكيم على تشييد مرقد كبير الحجم جدا (لمحمد باقر الحكيم) وهو اكبر من مرقد الامام علي (عليه السلام) واضخم شكلا وحجما وبناءا!

اما في بغداد فهناك مناطق غير المنطقة الخضراء تختفي خلف الكتل الكونكريتية الضخمة وعلى امتداد مساحات شاسعة تعود الى اصحاب (الفخامة) من امثال عمار الحكيم الذي لم يكن يعرف عن العراق قبل عام 2003 وسقوط بغداد الا ما كان يسمعه وهو في قم وطهران. وتتوزع الاماكن الاخرى المتخفية خلف تلال الكتل الكونكريتية على همام حمودي وجلال طالباني والعامري وابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي وطارق الهاشمي وغيرهم وغيرهم مما لايعد ولايحصى. وهذا يدعوك الى التفكير بصراحة بان العراق كان بدكتاتور واحد واصبح بعشرات الالاف منهم!

المهم هذا هو جزء من الفساد المستشري في طول البلاد وعرضها وفي كافة دوائر الدولة والذي ينذر باندلاع استياء شعبي عارم هو في الحقيقة يغلي على نار يزداد اوارها مع حرارة صيف العراق اللاهب. واذا ما اندلعت ثورة الشعب فلا يفيد المالكي ان يسميها (شغب) او غوغاء كما سميت الانتفاضة الشعبانية ب (الغوغاء) والمالكي يعلم ما هو مصير من قام بتسميتها كذلك! فالشعب اذا ثار سوف يحطم عروش الطغاة والطغاة في عراق اليوم كثيرون ولايختلفون عن طغاة الامس الا بالاسم والمسميات. والذي يطلع على اوضاع العراق بصورة قريبة يعجب لماذا لايزال هذا الشعب لاينتفض ولكنه يجد بانه شعب يغلي واذا انتفض لاتستطيع لا دبابات السلطة ولا الاحتلال الذي يريد الرحيل بسبب فشله وخسائره ولا تدخلات ايران او الكويت او دول الجوار الاخرى من منعه من انجاح ثورته وتحطيم الكتل الكونكريتية وتحرير المنطقة الخضراء ليقوم بعدها باصلاح خدماته وبلده واعادة نفطه من ايدي الشركات الاجنبية. وعندما يقول الشعب كلمته سوف يحترمه العالم وسوف لن تتمكن سلطات مطار دمشق باذلال العراقيين وهم ذاهبين الى بغداد ولن تقوم ايران بارسال سفير لها يتصرف وكأنه حاكم عام في بغداد ولا بقصف وحرق القرى العراقية ولا باحتلال ابار النفط او تلويث مياه شط العرب او قتل صيادي السمك في المياه العراقية او ارسال المخابرات الايرانية لتعيث في العراق فسادا كما تفعل الموساد والمخابرات الاخرى. انها ماساة الدهر ان يصبح العراق بلد بلا سيادة ولاحكومة قادرة على حماية شعبها بل مجاميع من السراق والمفسدين والقتلة. انه مخاض سيسفر عن صبح وان كان ليله طويل.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter