الزمن المتسارع ينذر بعواقب وخيمة على البشرية ليس لها الا المهدي المنتظر الذي اقترب!
لايختلف اثنان على ان الزمن في العصر الحالي يمر بشكل سريع جداً وهذه علامة من علامات اخر الزمان. قبل حوالي خمسون سنة او اربما اقل لم يكن احداً يمتلك التفسيرات العلمية الكافية التي تبرهن او تؤيد ما ذكر عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وغيره من الانبياء والكتب السماوية حول اخر الزمان وحول ظهور المسيح الدجال او الاعور الدجال ثم ظهور المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف). واما اليوم فلقد تحققت جميع علامات الساعة الصغرى دون استثناء ولم يبقى الا العلامات الكبرى التي اصبح تفسيرها وادراكها علميا من المسلمات التي لايمكن انكارها. فمثلا شروق الشمس من الغرب اصبحت حقيقة علمية يمكن ان تحدث خلال ساعات فقط بل وان علماء الفلك قد اكدوا بان الشمس كانت تشرق من الغرب قبل ملايين السنين ولكن حدث شيء ما غير قطبية الارض فجعلها تتحرك بالاتجاه المعاكس وهذا سيحدث يوما ما لايعلمه الا الله.
ان (الانسان ليطغى) فهو قد تمادى في غيه وفي ظلمه لذاته ولغيره وقد استمكن منه ابليس بحيث اصبح هو الذي يتحكم فيه. ولقد صار لابليس جنود على اعلى المستويات وهم الذين يملكون المال والسلطة ووسائل الاعلام بحيث صاروا يتحكمون بالناس كيفما يشاؤون ويشاء سيدهم ابليس. اما الناس فهم بين نيام لايدرون وبين مسحورين لايعلمون كانهم الريش في مهب الريح يعملون بهم كيفما ارادوا وهؤلاء هم اغلب سكان الارض خاصة في المجتمعات الغربية. وهؤلاء كالدمى اذا قيل لهم انهضوا نهضوا واذا قيل لهم اجلسوا جلسوا واذا قيل لهم اقدموا اتوا واذا قيل لهم ابتعدوا ابتعدوا. انهم يتبعون الشهوات ويميلون مع الرغبات فرحين بما لديهم من وضائف وما يمتلكون من ملذات جسدية. كما وانهم يساقون نحو الموضة او الجنس او المخدرات او ما تنتجه المؤسسات الامريكية الصهيونية الماسونية من رعب وقتل وجريمة وعنف وموسيقى البوب وما تجود به مؤسسات (الخشب المقدس) او (الهولي وود) التي تنطوي على السحر وعبادة الشيطان. وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر! والسحر لايعني فقط ما نفهمه من كلمة سحر ولكن يعني (الخداع) اي خداع الناس بكافة الاشكال والوسائل وهذا بالضبط ما يفعلونه بالناس وللاسف فأن الناس صرعى كأنهم اعجاز نخل هاوية!.... الكلام عن ذلك يطول ولكن قراءة بسيطة للتاريخ توضح لنا مدى ايغال المؤسسات الامريكية والغربية وحكوماتها والصهيونية والشركات العالمية المنتجة للخمور والمخدرات والمؤسسات الربوية وما شاكلها مدى ايغال هذه المؤسسات بخداع الناس وتجهيلهم وابعادهم عن القيم المثلى والانسانية الصحيحة وتكبيلهم بقيود المادية والموضة مما يعني سلب حرية التفكير الصحيح منهم واستعبادهم لكي تبقة هذه المؤسسات الحكومية والمتسلطة هي صاحبة القرار والسلطة. حيث انهم يسخرون جميع ما توصل اليه علم النفس من اجل تجهيل واحراف الناس عن التفكير السليم والقيم الصحيحة. هل تدرون لماذا؟ ....... لان السيطرة على الانسان الذي يمتلك التفكير الصحيح وحرية العقل المتنور لاتكون يسيرة. فهم يريدونكم دمى او آلالات تعمل بشكل مطيع من الصباح حتى المساء ثم تدفع لهم الضرائب ليتركوا لكم بعض الشيء ثم يخططون لاسترداده عبر مطاعمهم ومشاربهم وشركاتهم واسواقهم وفنادقهم وشركات النقل والطيران التي تعود لهم. انهم يعرفون كيف يطوعونكم لاغراضهم وهذا من علامات اخر الزمان الذي تلد فيه ألامة ربتها ويتطاول الحفاة العراة بالبنيان (هل رأيتم برج دبي)!؟ وهل سألتم انفسكم كيف كان حال اهل دبي قبل خمسون سنة؟! انها علامات لاتقبل الشك. فلو ان اموال هذه الابراج اعطيت للفقراء من المسلمين او للتبليغ عن الاسلام لما وصل السوء الى ما وصل اليه اليوم ولما انهارت اسواق المال في دبي! هذا فقط مثال وليس حصرا ولاتحديدا فالعلامات اكبر من ان تكون برج واحد ولكن ذكرناه على سبيل المثال حيث ان هناك المئات من الابراج في مناطق العالم المختلفة وجميعها تشابه بعضها البعض.
ولقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال واصفا اخر الزمان:
إذا كثرت الشرط ، وملكت الإماء ، وقعدت الحملان على المنابر ، واتخذ القرآن مزامير ، وزخرفت المساجد ورفعت المنابر ، واتخذ الفئ دولا ، والزكاة مغرما ، والأمانة مغنما ، وتفقه في الدين لغير الله ، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأقصى أباه ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل اتقاء شره ، فيومئذ يكون ذلك ، ويفزع الناس يومئذ إلى الشام يعصمهم من عدوهم ، قلت : وهل يفتح الشام ؟ قال : نعم وشيكا ، ثم تقع الفتن بعد فتحها ، ثم تجئ فتنة غبراء مظلمة ، ثم يتبع الفتن بعضها بعضها ، حتى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له المهدي فإن أدركته فاتبعه وكن من المهتدين...... صدق رسول الله!
لاشك ان جميع ذلك قد صار واقعا وحقيقة بعد ان كان شيئاً غريبا يستهجن منه! نعم ولقد صارت الفتن تتلاحق كقطع الليل المظلم ولقد اصبح الرجل يبيع دينه ببضعة دراهم (دولارات) ولقد اصبح علماء الامة ينادون بالفتنة والطائفية وصار الرجل يقتل القتيل ولايدري لماذا قتله وعاد قوم لوط بشدة واصبحت الكنائس تزوج الرجال بالرجال والنساء بالنساء وحدث ولاحرج. لقد انقلبت الموازين كلها فصار الباطل حقا والحق باطلا!
ان علامات ظهور المهدي والمسيح عليهما السلام اصبحت اليوم لايشك فيها بل واصبحت المناداة بظهور مخلص للبشرية ليست مطلب يخص المسلمين لوحدهم بل هو مطلب لكافة المظلومين في الارض. ومن الواضح فان المعركة صارت اليوم بين المسيح الدجال وبين المسلمين بشكل واضح وهناك جيش الدجال على ارض المعركة الموعودة كما هو مذكور. اما جيش الامام فهو اغلبه من الملائكة الذين سوف يعطلون كافة الازرار الالكترونية للسلاح النووي وللصواريخ وللطائرات وكافة الاسلحة الحديثة لكي. حيث ستكون هناك معركة وحرب عادلة لايتم القتل فيها عن بعد بالصواريخ بل بالخيل والسيف وعلى اجنحة الملائكة التي ستقاتل كل ظالم متجبر لتسحق انفه في التراب وتقتله فتنتصر للمظلومين. وهذا هو الفرق بين حرب الجبناء التي يفعلونها بالصواريخ والطائرات والمرتزقة واستخدام القنابل النووية والعنقودية وما شابه وبين حرب الشجعان التي بها سيظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون. فحرب الجبناء تقتل الانسان دون تمييز بين طفل وعاجز وشيخ كبير وأمرأة وقاعد عن القتال بينما حرب الامام المهدي (عليه السلام) حرب ضد الظالمين والمتكبرين والجبابرة والطغاة فقط حيث لايقتل فيها صغير ولا يهدم فيها بناء الا ما يستخدم للشيطان وللفساد. انها ليست كحرب الجبناء التي ترسل صواريخها على (ملاجيء الاطفال مثل ملجأ العامرية في بغداد) فتحرق الاطفال حرقاً. وهي ليست حرب استخدام السلاح النووي ضد سكان هيروشيما ونكازاكي وفيتنام. وهي ليست حرب الجبناء الابادية في لبنان وفلسطين وغزة وافغانستان والعراق وغيرها.
ان كافة العلامات لهذه المعركة قد بدت الان واضحة ولاتحتاج الى برهان. وعلينا ان لانننتظر وقت الظهور للامام وللمسيح عليهما السلام بل يجب ان نعمل ونؤسس ونوطيء لهذا الظهور وفوق هذا وذاك ان نهيأ انفسنا له. ان امريكا اصبحت دولة منهارة بحاجة الى من يعلن انهيارها ويصرح به كحقيقة موجودة ولكن المؤسسات الرسمية التابعة لها والموالية والمؤسسات التي يمكن ان تتضرر بذلك تخفي هذه الحقيقة لانها ستحدث انهيار تام في اقتصاد الدول والمؤسسات التابعة. ولايخفى الانهيارات التي اخذت تتكرر واخرها انهيار اسواق بعض الدول التي ارتبطت بالعولمة الامريكية والمسيح الدجال واخرها (اسواق دبي).
هل رأيتم صورة العين الواحدة على الدولار الامريكي؟! انها عين الاعور الدجال قد بدأت تنهار. غداً سوف يسمع العالم الصيحة بالحق من مكان قريب! غدا سوف يظهر المنقذ الذي بشر به عيسى وموسى وتغنى به سليمان وبشر به الحبيب المصطفى! غدا سوف ينتصر منقذ آل محمد لكافة المظلومين وسوف يلتحق به كافة الاحرار في الارض وسوف ينتقم من كل جبار متكبر عنيد مناع للخير معتد اثيم وزنيم! غدا سوف يطهر الارض من الرجس لكي لايعبد بها غير الله الواحد الاحد ولكي تنقش فيها القيم العليا والحرية الفكرية بحروف من ذهب.
فهلم الينا يامنقذ البشرية من رجس الشيطان وياموحد المسلمين تحت رايتك ويامظهر الدين ولو كره المشركون! هلم ..... فيا اهلا ويامرحبا ونفوسنا لك الفداء. ياخير الموجودين من البشر على وجه الارض اظهر ليظهر الله بك الحق قريباً ونحن مشتاقون لقدومك متوقعون له بين لحظة واخرى. اهلا بك يامعز المؤمنين ومبيد الجبارين وقاصم ظهور المتكبرين ومظهر دين الله على الدين كله. اللهم اجعل ذلك اليوم قريباً لكي يرتفع اسمك وتعبد في كافة انحاء الارض ولكي تطهر الارض من رجز شياطين الانس والجن. اللهم اعزز مظهر دينك على الدين كله بملائكتك الاشداء واجعل له من الجن من يقاتل بين يديه لكي ينكل بالكافرين تنكيلا. اللهم ان تجعل معه الملائكة الذين قاتلوا ببدر والجن الذين قاتلوا مع سليمان فما أن يسخر منه احد من الطغاة الا ويراه الناس قد صرعه جني مؤمن او ملك شديد لايراه احد مما يجعل الجميع يخشاه بل ويخشى ان يمسه بسوء حتى وان كان في داخل نفسه فالله يكشفه ثم يذله. انها ارادة الله وهو تحديه الذي وعد به (ليظهره على الدين كله)!!! فهل سألتم انفسكم مرة: هل ظهر الدين الاسلامي على الدين كله الى الان؟ الجواب لا! ولكنه سيظهر في زمن المنقذ. والاكثر من ذلك فأن الله سيعيد المجرمين على مر التاريخ لكي تتم محاكمتهم ومحاسبتهم في الدنيا قبل الاخرة. فالصهيونية التي بررت بأن قتل مليون طفل عراقي هو شيء مقبول لدى مؤسساتها الماسونية والصهيونية سوف تعود لكي تحاكم والمجرم جورج بوش الاب والابن سوف يحاكم ومن لف لفهم سوف يحاكمون ثم يكونون اذلاء ثم يرمى بهم في قعر جهنم خالدين فيها وبئس مثوى المتكبرين. ان ذلك وعد على الله يسير انه يوم يسمعون الصحية بالحق ذلك يوم مشهود ذلك يوم المظلومين على الظالمين.
اتدرون لماذا اخفى الله المهدي المنتظر (عليه السلام) طيلة هذه الفترة؟ هل فكرتم كم قصير هو عمر الانسان بحيث لايستطيع ان يدرك فيه جميع ما مر من التاريخ؟ وهل وصل الينا التاريخ كما هو دون تحريف؟ وهل فكرتم يوما لماذا لبث نوح (عليه السلام) ما يقارب الف عام يدعو قومه؟ وهل تعرفون الفرق بين رجل معمر وبكامل قواه العقلية ولفترة تتجاوز الالاف السنين وبين رجل يعيش ثمانون سنة فحسب مع فقدان للذاكرة وتراخي في التفكير؟ هل المعمر الاول اكثر حكمة وتدبرا ام الاخر؟ وهل فكرتم برجل عاصر جميع الازمنة كم بلغ به العلم والتدبر والمعرفة؟ وهل فكرتم يوما بالذي اعده الله لكي يحكم الارض بحكومة واحدة وينشر بها العدل بعد الظلم والقيم بعد الفساد؟ هل يتوقع ان يكون ذلك الرجل مثلا على اقل تقدير قد عاش مثل عمر نوح (عليه السلام) ام اكثر؟
اذا عرفتم الاجابة على هذه الاسئلة سوف تعرفون لماذا اختفى المهدي (عليه السلام) باذن الله ولماذا سيظهر ومعه المسيح (عليه السلام) كما هو الحال بالنسبة للخضر (عليه السلام). انها خطة الهية واعداد رباني لكي يسود دين الله على كافة انحاء الارض ولكي يسود العدل ولكي تقام الحجة على من سيرتد بعد ذلك بشكل كبير. فالله سبحانه وتعالى لايعذب حتى يقيم الحجة وهذا جزء من فضله وعدله وهو الذي يمهل ولكنه لايهمل فاحذروه فهو الذي حذركم نفسه (ويحذركم الله نفسه).
