الاحتلال الوهابي لقبر الرسول وتدميرهم لقبور أهل البيت والصحابة في البقيع
لايخفى على أي زائر للمدينة المنورة ومنذ الوهلة الاولى مدى التدمير الذي حصل للعديد من الاثار الاسلامية على أيدي المجاميع الوهابية وخاصة لبقيع الغرقد وقبور أهل البيت. حيث تم هذا التدمير بشكل مبرمج وعلى مدى السنين التي تلت الاحتلال الوهابي للمدينة المنورة والى حد هذه الساعة. ولقد طمست آثار عديدة تعود الى الفترة النبوية الكريمة سواء في مكة المكرمة والمدينة المنورة او غيرها من الاماكن. ولايمكن عمل قائمة واحدة للاماكن التأريخية التي تم هدمها او ازالتها تماماَ بشكل متعمد او بسبب عدم الاكتراث خاصة فيما يتعلق بأهل البيت.
ومن الامثلة على ذلك تهديم القباب في بقيع الغرقد ومقبرة المعلا ومحاولة تهديم قبة قبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بينما تستمر الدعوات لاخراج قبر الرسول من المسجد مثل دعوة بن عثيمين ورفض البعض منهم الصلاة بمسجد المدينة لان فيه قبر هو قبر الرسول!!! كما وتم هدم بيت السيدة خديجة الذي عاش فيه الرسول 28 سنة قبل هجرته الى المدينة وتحويل البيت الذي ولد فيه الرسول الى مكتبة تقف بنايتها بشكل مهمل تحيطه اسلاك عديدة للكهرباء او التلفون لايشك الزائر عندما يراها بطبيعة الاهمال المتعمد. ولو اراد الدخول باعتبار انها مكتبة لكي يلقي نظرة على المكان الذي ولد فيه الرسول فأنه سوف يجابه بمجرد دخوله من الباب باحد المطوعين الوهابيين ليرمقه بنظرات خالية من الرحمة التي جاء بها الدين الاسلامي ثم يبادره عما قليل بالسؤال عن سبب قدومه وبشكل جلف وغير متحضر!
ومن الاماكن الاسلامية التي تم هدمها وازالتها من قبل الوهابيين هي غلقهم لبئر زمزم الذي كان يمثل رمزاً من رموز الحج منذ أن أجراه الله لأسماعيل وهاجر الى أن تم اغلاقه قبل ثلاثة او اربعة سنوات. ومن الخطط التي اعتمدها الوهابيون و آل سعود هو أنشاء مساجد جديدة محل المساجد الاثرية ليتم هدم الاخيرة بعد حين وهذا ما يحصل الان للمساجد السبعة عند معركة الخندق بالقرب من جبل سلع حيث يوجد مسجد سلمان الفارسي ومسجد الفتح الذي استجيبت دعوة رسول الله به بالفتح وهما مسجدان صغيران جداً ومهملان تماماً بينما تم هدم مسجد فاطمة الزهراء (عليها السلام) بشكل تام وأزيل سقفه واغلق بابه بالطابوق كما وتم وضع سياج على مسجد علي بن ابي طالب (عليه السلام) لمنع الدخول اليه وأزيلت المساجد الاخرى وتم بناء مسجد كبير جديد يبدو ان الهدف منه للتخلص من المساجد الاثرية السبعة. وفي نفس المنطقة محيت تماماً آثار معركة الخندق المهمة. كما وأزيلت آثار مسجد المستراح ومسجد الفسح والاماكن التي جلس بها الرسول (ص) بعد معركة أحد أضافة الى ترك جبل الرماة عرضة للتآكل المستمر وانشاء موقف للسيارات بالقرب منه مما يعرضه للتآكل بشكل أسرع. كما وأن آل سعود والوهابيون يمنعون الزوار من زيارة غار حراء وغار ثور بشكل مباشر او غير مباشر.
ولقد قامت مجاميع من الوهابيين حديثاً بالاعتداء على مقبرة العريضي وتم نبش قبرعلي بن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وقبور اخرى تعود لأهل البيت وهو أمر مفزع ومقلق ولايمت للدين ولا للانسانية بصلة. ولقد تم هدم وازالة بيوت بني هاشم في مكة المكرمة وتحويل اماكنها الى سوق شعبي وبارك سيارات ودورات مياه!!! وكانت ولاتزال الحجة التي يتحجج بها الوهابيون هي ازالة آثار الشرك والتي بها تم تهديم وطمس معالم التاريخ الاسلامي واثاره. وهذه جرائم يجب ان يتم تقديم الذي يقومون بها الى المحاكم الدولية لأن الاثار التي تزال هي أرث تأريخي أنساني قبل ان تكون اسلامي فحسب. كما وان الامم تفتخر بآثار عضمائها فما بالك بالرسول واهل بيته واصحابه الابرار؟!
كما وأن آل سعود والوهابيون قد هدموا قبر آمنة بنت وهب أم الرسول (ص) في منطقة الابواء؟! والامر يطول بسرد جميع الاثار التي تمت ازالتها وهدمها من بيوت وآثار اسلامية، علماً بأن آثار آل سعود والوهابية مثل المصمك والدرعية وغيرها لم يتم التعرض لها بشيء وهي قائمة تزار! أضف الى ذلك بناء آل سعود لأبراج وقصور تحيط بالحرم المكي أدت الى تقزيمه واختناقه بين أسوار من الابراج العالية والانكى من ذلك هو أحاطته باسواق كلها امريكية واوربية بل والاسواق الجديدة التي تم بنائها على ارض مغتصبة لانها كانت تمثل القلعة العثمانية فحولوها الى وقف وتم بناء اسواق الكثير منها يهودية صيهيونية. والحاج او المعتمر يمكنه ان يطلع عليها ولايخفى عليه من الوهلة الاولى طبيعة واسماء هذه الاسواق التي تحيط مباشرة بالحرم المكي الشريف. علماً بأن الحاج البسيط قد لايفهم ذلك ولكنه لايخفى على العديد.
وعلى صعيد معاملة الزوار والحجاج والمعتمرين فحدث ولاحرج عن التعامل الغير متحضر والاسلوب الغليض والفج الذي تستخدمه عناصر المطوعين والشرطة والهيئة التي هي شرطة وهابية خاصة في الحرم وعند قبر الرسول والبقيع. ففي المنطقة التي تقع عند البقيع يتخيل الى الزائر وهو يمشي عندها بأن آل سعود في حرب مستمرة وذلك عندما يرى الاجراءات المتشددة التي وضعوا من اجلها قوات خاصة بلباس عسكري خاص يرتديه حرسهم الوطني وبكثافة كبيرة عند اسفل البقيع! بينما يجوب المنطقة نفسها اشخاص ينتمون الى الشرطة الوهابية بزيهم المعروف وهم يعاملون الزائرين بشكل متعالي ومتغطرس ويحاولون تكفيرهم وفرض آرائهم عليهم ومنعهم من قراءة الدعاء او الزيارة. وغالباً ما يجوبون الحرم النبوي داخل المسجد فعندما يرون زائراً من أهل البيت يقرأ بكتاب زيارة او مصحف يطلبون منه تفتيش الكتاب فاذا امتنع يقذفونه باساليب ممقته ومؤلمة جداً ويسحبون منه الكتاب عنوة وقد يأخذونه لجلده او الاعتداء عليه بالضرب والاهانات. وغالباً ما يتدخل الشرطة لصالح المطوعين عند دخولهم بجدال مع الزوار. انهم قوم لايعرفون كلمة رجاءاً او اسلوباً متحضراً وغالباً ما ينادون على الزوار بكلمة (هيي) علماً بأنهم ممكن ان يقولون له أخي او أختي او ما شابه ويتم التعامل بهذا الشكل خاصة مع النساء!
اما اذا اراد المسلم الوقوف للسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهو لايسلم من الاهانة على الاطلاق. والاهانة هنا تأتي باشكال مختلفة كالاسلوب الغير متحضر واللاانساني الفج او بنعته بانه قد اشرك بالله او بالكلام البذيء وذلك امام قبر رسول الله!! فكم من مسلم تعرض للقذف والشتم والاهانة داخل الحرم النبوي من قبل عصابات الوهابية وزبانية آل سعود. واقل ما يقال للمسلم الزائر هو (أنكلع) اي اخرج وقد يضرب امام الزائرين على يده علماً بأن من هؤلاء الذين تعرضوا الى الاهانات اساتذة جامعات واطباء وعلماء دين وغيرهم ولدينا امثلة على ذلك. ومن الامثلة انه في احدى المرات التي قام بها استاذ جامعي من كبار الاطباء ومن الذين لديهم مؤلفات في الدين ايضاً فعندما قام يصلي عند محراب النبي (ص) وكان يحمل قرآناً فوضعه على الرف المخصوص لذلك لاحظه احد المطوعين من الشرطة الوهابية وعرف هذا الوهابي بأن صاحبنا هذا الذي قام يصلي هو شيعي بل (هو من أهل البيت يصلي في محراب جده الذي احتله الوهابيون) فقام هذا الوهابي فمسك هذا المسلم الذي يصلي في محراب جده من صدره ودفعه رغم أنه كان قد دخل في الصلاة بعد تكبيرة الاحرام!! فهل هذا يجوز؟
المهم فأن ما حدث عند البقيع في الاسابيع الماضية لشيعة أهل بيت النبوة هو ليس غريباً على الوهابية ولا على آل سعود ولكنها بداية النهاية لفصل قد طال أمده. وأدناه بعض الصور لهذه الاعتداءات الاخيرة دون تعليق.
