بسم الله الرحمن الرحيم

البرلمان العراقي سبب من اسباب الازمة ومنهم ضالع فيها


هناك أسباب عديدة للارهاب والجرائم المتنوعة التي تحصل في العراق وللوضع المتردي في كافة النواحي . ولاشك بان هذه الاسباب معقدة ومتعددة فمنها ما هو معروف وظاهر ومنها ما هو مستور ومخفي مما يجعل الحل للوضع العراقي غير يسيير. ولاشك فأن جزء كبير من الاسباب يتعلق بمن امتهن السياسة بشقيها الحكومي والنيابي. فالحكومة العراقية الحالية لاشك ضعيفة وفاشلة بالسيطرة على الملف الامني ولكن افشل منها من يعتبر نفسه رقيباً عليها بينما يظم بين دفتيه نسيج متهالك من الفرقاء اللذين يجمعهم سقف واحد وبلد واحد بينما يدافعون هم عن مصالح ضيقة مما يجعلهم غير جديرين ولامؤهلين للجلوس تحت قبة البرلمان لتمثيل هذا الشعب وامنه الوطني والقومي.

نكتب هذا عن البرلمان العراقي ليس كردة فعل لما يحدث ولا لما حدث فيه يوم امس ولكن يأتي هذا الحكم من خلال المتابعة المستمرة لعمل واداء هذا البرلمان الالعوبة الذي قام على اسس طائفية من المحاصصة وبقي كذلك. ان البرلمان العراقي قد تعسرت ولادته بعد الانتخابات بسبب المحاصصة الطائفية مما جعله يقدم الى هذه الدنيا وهو معاقاً. فالبرلمان العراقي يضم عناصر مؤيدة للارهاب والطائفية ومساندة له. ولقد ظهرت فضائح وسرقات حول عدد من اعضائه بينما يتم التستر على البعض الاخر والنفاق بالابقاء على آخرين رغم وضوح الدلائل حول اشتراكهم بالقتل الجماعي او القبول به على اقل تقدير.

ان المراقب البسيط لايجد صعوبة ابداً ومنذ اللحظة الاولى التي اختير بها رئيس هذا البرلمان بأن يرى وبشكل واضح ان أسوأ شيء في هذا البرلمان هو رئيسه. ان اي برلمان في العالم يجب ان يكون اعضائه وخاصة رئيسهم على درجة عالية من المرونة. ففي كل برلمان يتوقع ان يتواجد عدد من الاعضاء يختلفون في الرؤية السياسية والمذهبية والاقتصادية وغيرها بينما يجمعهم شيء واحد هو الامن الوطني والقومي. وبما ان الاختلاف شيء طبيعي في كل برلمان فان رئيسه يجب ان يكون على درجة عالية من المرونة بحيث يستطيع ان يكون اقرب الى الحيادية ان لم يكن محايدا بشكل تام. في الواقع ان المرونة السياسية شيء مطلوب عند كل من يتبوأ موقعاً قيادياً مهما كان صغيراً. فالقائد للمجموعة هو الشخص الذي يستطيع ان يقنع مجموعته برأيه رغم اختلافهم ونضوج افكارهم ويستطيع ان يقنعهم ويبرهن لهم على انه يستطيع التوجه بهم بسلامة للوصول الى الهدف. ان رئيس البرلمان العراقي شخص حاد و عصبي المزاج وذوعقلية سريعة الاستثارة تتفجر دون تفكير وبشكل سريع ودون حنكة. انه وفي لقاءات كثيرة مع بعض الفضائيات يستخدم كلمات نابية وغير ملائمة لوصف خصومه او بعض الجماعات وهذا لايمكن ان يحصل من شخص في موقع مهم ويحترم نفسه وعمله ووضيفته.

ان ما حصل في البرلمان العراقي يوم امس من خصومة بين بعض الاعضاء ورئيسهم هو نتيجة طبيعة لتركيبة هذا البرلمان ولطبيعة التنافس الذي لايحترم رأي الشعب وامنه الوطني . وكما كان رئيس هذا البرلمان شخصاً انفعالياً فان الاعضاء الذين خرجوا من جلسة البرلمان كانوا مخطئين لانهم كانوا يمثلون الاكثرية والاكثرية لاتخرج اعتراضاً على رئيسهم بل يمكن لها ان تقصيه من رئاسة هذا البرلمان باتباع الوسائل البرلمانية وان احتاج ذلك الى التصويت فهي تمتلك ذلك.

هناك لغة استخدمت في البرلمان لايمكن ان يتقبلها حتى الاطفال في المدارس الابتدائية ولا حتى المتخاصمين في الشارع فكيف يمكن لرئيس برلمان ان يستخدمها مع من يترأس هو عليهم.

فاذا كا هذا رئيس برلمانك اذن لله درك ياعراق.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter