بسم الله الرحمن الرحيم

وبالنهاية قتل صدام نفسه وعلى الشعب ان يفهم الدرس


تضاربت التصريحات والاراء حول أعدام (صدام حسين) بين مؤيد ومعارض ومتوعد ولكن الجميع نسى حقيقة واحدة هي أن صدام حسين قد قتل نفسه بنفسه وبمن حوله من الذين دفعوه نحو الهاوية. تلك الهاوية التي دفع ويدفع ثمنها الشعب العراقي الذي يجب ان يتحمل جزء من المسؤولية ليس لانه شارك صدام بجرائمه ولكنه صفق له ورقص على انغام اناشيد تمجيده وصمت على جرائمه بل ونافق حتى جعل من شعوب البلدان الاخرى تخبر العراقي الذي كان يسافر اليها بأن العراقيين يحبون صدام ويرقصون فرحاً له! و قد يقول قائل بان الشعب دفع دماء كثيرة من اجل التخلص من الحكم الدكتاتوري وهذا صحيح الا اننا نتحدث عن الوضع بشكل عام. وعلى هذا الاساس فان نهاية صدام لاتعني بداية جديدة دون نقد للذات سواء كانت على مستوى الفرد او الجماعة. فنحن العراقييون قد ساهمنا بشكل مباشر وغير مباشر بخلق الدكتاتورية لاسباب متعددة منها بلاشك الخوف من المصير المجهول او العقوبة او لاسباب مادية وسلطوية وماشابهها. لاشك ان الخوف قد بثته الاجهزة الصدامية المختصة بشكل مرعب ولكن لم تأتي هذه الاجهزة من المريخ ولامن (اسرائيل) فقد كانت باجمعها تضم عناصر عراقية سنية وشيعية وكردية وغير ذلك.

في عام 1968 وعند سماع العراقيين للبيان رقم واحد فجر يوم 17 تموز قال الناس بالحرف الواحد (بس لا البعثية)! وكان السبب واضحاً أذ ان سنوات الحرس القومي لاتزال ماثلة و لم يمر عليها سوى اربع سنوات فقط وهي التي شهدت ترويع وسجون وتعذيب شهده الواقع العراقي تحت ضل حكم (البعث) آنذاك. وبالفعل فقد ظهر ما خاف منه العراقييون وهو ان الحكام الجدد هم من (البعثييون) وبالذات جماعة الحرس القومي. ولكي يطمأنوا الشعب فانهم حاولوا باديء ذي بدأ الاعتراف باخطاء عام 1963 ولكنهم بدؤا بافتتاح مسلسل قتل رهيب بعد ايام فقط وتم نصب المشانق في وسط بغداد وهي تحمل الاجساد المتدلية لمن سمته محاكم الثورة بالجواسيس. ويبدو انهم عملوا ذلك لاختباراً رد فعل الناس و لما سيقوم به الشعب فعندما سكت الناس بل وخافوا من ملاقاة نفس المصير تشجع صدام واخذ يطبق نفس الاسلوب وبشكل مستمر حتى انه بعد ذلك اعتبر (انقلاب شباط هو عروس الثورات) واعادها عطلة رسمية بعد ان الغيت في زمن البكر. ولم يصمت الشعب فقط بل هلل وصفق ورقص للدكتاتور فهو يتحمل جزء من المسؤولية. وهذه مسألة مهمة يجب ان لاتنكر لكي لاتتكرر ثانية مآسي هذه التصرفات ولكي لايصفق هذا الشعب لاحد مرة اخرى سواء كان هذا الاحد هو (الحكيم) او (الصدر) او (الرئيس) او اي رمز مهما كان دينياً او ساسياً ولايعني هذا عدم احترام الشخوص المخلصة او الدينية ولكن عدم تأليهها. كما وان نفس الشيء ينطبق على كل من يتبوأ مسؤولية حزب او فئة او جماعة او حكومة أن لايسمح لاحد بتمجيده او التهليل له وان لايستبد برأي سواء تجاه حزبه او غيرهم.

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأنفال : 53 )

لم يكن صدام حسين هو الرئيس الدكتاتوري الاوحد في الدول العربية لان جميع دول العرب تحكمها انظمة شمولية دكتاتورية مستبدة وبدون استثناء ولكن بدرجات متفاوتة كان اطغاها هو نظام صدام. ولعل هذا هو السبب الذي دعى نظام (معمر قذافي) في ليبيا ان يعلن الحداد العام على صدام ولعل ذلك يعود الى ان هذا النظام يقارب ولو بدرجة اقل ماقام به صدام ضد شعبه. فلم يتردد القذافي من عرض بيانات الاعدامات بحق معارضيه على الشعب الليبي وفي فترات الافطار خلال شهر رمضان وزجه بحروب ولو على درجة اقل! وهو الذي بدد ثروة ليبيا النفطية بنفس الاساليب التي بدد بها صدام ثروات العراق بما في ذلك شراء الاسلحة وبناء مصانعها ألا ان صدام هدمها بالحروب ولكن (القذافي) تبرع بتسليمها الى امريكا طوعا وتطوعا وهو الذي خلق لليبيا اعداء اكثر من الاصدقاء كما فعل صدامً. أن الدكتاتوريات العربية ابتدعت على مر العصور وسائل غريبة في الحكم لم ينزل الله بها من سلطان بل واصبحت اضحوكة من اضحوكات الزمن لغيرها من الشعوب. فالوراثة في الحكم لم تعد قائمة على الملكية وسميت الدول باسماء العوائل المالكة وابتدعت انتخابات كانت نسبها تفوق ال 99.99% لكنها عدلت قليلاً واضيف منافسون اصطناعيون للرؤساء لكي تتماشى مع العصر لكنها لم تنطلي على احد.

ان المطلوب من الشعب العراقي بعد رحيل (صدام) ان يبدأ مرحلة جديدة يتقبل بها النقد الذاتي واصلاح النفس كما ويجب على (البعثيين) القيام بمراجعة شاملة للفترة الماضية وتشخيص الاخطاء والعودة للذات الحقيقية ومن ثم للوطن كوطن وناس وليس كدكتاتور واحد لم يتسلط على الشعب فقط بل وعلى الحزب كذلك. ان العراقيين مطالبون كاحزاب وجماعات وافراد ان يتعايشوا اولاً دون اراقة دماء ثم ان يشاركوا في بناء العراق ساسياً واقتصادياً دون تدخل الاجنبي مهما كان وبذلك يمكن لهم ان يقولوا للمحتل نحن قادرون على ان نحكم انفسنا بانفسنا دون الحاجة اليكم ووضعنا مستقر فاخرجوا من بلدنا مع البقاء على علاقات صداقة واحترام متبادل وتعاون. اما اذا بقيي العراقييون متناحرون ولم يتعلموا من الدروس فسوف لن يكونوا قادرين على ادارة شؤونهم بانفسهم دون الحاجة لوجود المحتل.

( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة : 2 ).

ثلاثة محاكمات لاتزال تنتظر صدام


لقد انتقل صدام حسين من محكمة اقصى ما يمكنها ان تعاقب به هو الاعدام الى محكمة اخرى عقوبتها نار الجحيم حيث يتمنى فيها المرأ الاعدام فلا يجده. ان عقوبة الاعدام لوحدها لاتكفي لبعض المجرمين لانها لاتساوي مقدار ما قاموا به من جرائم كما فعل صدام.

ومع ان صدام قد انتهى وطويت صفحة وجوده الا ان التأريخ سيضل يحاكمه مهما قيل او كتب عنه من قبل بعض المنتفعين والاتباع. صحيح ان التاريخ تكتبه ايادي متعددة ومتقاطعة وكل حسب ميوله ولكن الحكم على هذا التاريخ سيكون بيد اجيال ليس لها مصلحة متبقية مع الاشخاص الا بمقدار انتفاعهم منهم وهذا بالتأكيد سيضمحل. علاوة على ذلك فأن التاريخ في عصر التقدم والاتصالات لم يعد مقتصراً على فئة دون اخرى وهي عادةً ما كانت تضل بيد الفئة الحاكمة كما كان في السابق. ومن ابسط الامثلة على مغالطات التاريخ وتحريفه لصالح جهات حاكمة هو التاريخ العربي والاسلامي الذي اصبح اليوم في متناول الجميع ويمكن تمحيصه وانتقاد شخوصه دون قيد او شرط ودون قدسية غير مناسبة تحاط ببعض الشخوص التي حتى اذا اخطأت بحق الناس قيل ان لها أجراً لانها اجتهدت واخطأت!

التاريخ لايرحم وسيظل يحاكم الطغاة حتى بعد ناهاياتهم ومن هؤلاء صدام لان جرائمه وعنجهيته وتسلطه وما فعل بحق الشعب العراقي لاتنتهي ولايمكن ان يتم تغطيتها بمحكمة بسيطة. كما وان محاكمة الطاغية ستستمر وذلك بمحاكمة من اعانوه على تنفيذ جرائمه في الانفال والقتل الجماعي بحق الشيعة في الجنوب والوسط على مدى سني حكمه وخاصة خلال التسعينات ما بعد حربه مع الكويت ومحاكمة من تسببوا باعدام خيرة أبناء العراق من الشباب والمثقفين والمفكرين وغيرها من جرائم لاتعد ولاتحصى. هذه كلها ستكون جرائم محسوبة على صدام وان كان قد اعدم وانتهى.

ان نهاية صدام حسين هي عبرة يجب ان يعتبر بها كافة الطغاة ومن لف لفهم رغم انه كان اطغى الطغاة واكثرهم استهتاراً بحق شعبه. فقد تعمد صدام وبشكل متواصل على اذلال العراقيين سواء الذين يعملون تحت يديه او الذين لاعلاقة لهم به. ولقد تجبر وتكبر حتى وهو في داخل قفص الاتهام كان يحاول ان يسوق نفس الاسلوب الذي اتخذه فيما لو اتيح له ذلك.

ذهب صدام وبرزان وعواد بنفس الطريقة التي قتلوا بها الناس رغم ان ذلك اقل بكثير مما فعلوا هم بالابرياء من ضحاياهم. ولقد ذهبوا ملطخة ايديهم بالدماء وهم يحملون اوزاراً و الويل لهم مما حوت تلك الاوزار.

الله والتاريخ وما تبقى من محاكمات عراقية ستستمر بمحاكمة صدام رغم انتهاء وجوده من هذه الحياة.

وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين!

العراق على عتبة مرحلة جديدة والكابوس لم يبقى له سوى ساعات


بعد قرار محكمة التمييز العراقية العليا بتثبيت حكم الاعدام على المدان (صدام حسين مجيد) يقترب العراق من الدخول الى مرحلة جديدة خالية من وجود صدام ان لم يكن قد دخل فيها فعلاً بتنفيذ هذا الحكم بعيد اقراره. وعندما نقول بان العراق يدخل مرحلة جديدة ليس لاهمية صدام بالنسبة للعراق بل لانه جثم طوال اكثر من ثلاثين سنة كابوسا مرعباًً لايوازيه كابوس على كاهل كل عراقي وعراقية.

لم يكن صدام دكتاتوراً فحسب بل انه فاق بظلمه وتسلطه وعنجهيته وتعسفه وماشابهها كافة الطواغيت عبر العصور الحديثة والقديمة. ولا نغالي اذا قلنا ان طغيانه قد فاق طغيان (فرعون) الذي لم ينفك القران يذكر ظلمه رغم ان فرعون مصر كان يحاور خصومه مثل (موسى وهرون) ولم يقتلهم مباشرةً كما فعل صدام بخصومه او بمجرد الشك بانهم خصوم له. فهو الذي قال في (محمد عايش) ومن كان معه من رفاقه في الحزب , قال بانه (يرى في عيونهم نقطة سوداء منذ فترة طويلة) وعلل بان لديه فراسة يستطيع فيها ان يعرف مناوؤيه من خلال نظرات عيونهم ليقتلهم فيما بعد!

لقد عمد صدام الى فرض كابوسه على عقول العراقيين حتى اصبح العراقي لايستيقض في الصباح الا وكابوس صدام يصبح ماثلاً امامه يرعبه في كل خطوة يخطوها او لقمة يأكلها او جرعة ماء يشربها حتى يأتي المساء لينام غير آمناً على نفسه ولاعلى اهله من صدام وعصاباته. لم يكن صدام يحكم بيديه لوحده فقد استخدم اجهزة سلطها على رقاب الشعب وسلط بعضها على البعض الاخر وجعل نفسه على هرم سلطة مرعبة تبث الخوف والرعب والموت والاعتقالات. كما وانه حول (حزب البعث) الى مجرد بوق ينعق باسمه ليلاً و نهاراً واعدم كوادره التي عارضت ذلك بما في ذلك خاله (احمد حسن بكر) الذي اجبره على التنازل له ثم قيل انه دس له السم ليقتله. ولايخفى على احد بانه قد تسبب بقتل ابن خاله (عدنان خير الله طلفاح) في حادث الطائرة المعروف لانه احس منه ريبة ليس الا!

لم يكن صدام في بداية سيطرة (البعث) على السلطة الا فرداً من افراد حماية خاله (البكر) ولكنه وبمساعدة بعض المخابرات الكبرى هو واخيه (برزان) استطاعوا بث الرعب والتخلص من اعضاء انقلاب عام 1968 المهمين من امثال (النايف والداود) لكي يتسنى له الامر. ثم استمر مسلسل الرعب بالتصاعد ابتداءاً بذلك ومروراً (بابو طبر) حتى اكتمل بالقتل الجماعي للشيعة والاكراد وبعض السنة. وشمل ذلك شن حروب ثلاثة رئيسية منذ عام 1979 الى عام 2003 مع ايران ثم الكويت ثم امريكا مروراً بالحصار الذي يعادل تاثيره على العراق حرباً رابعة اخرى. ولقد وجد صدام حربه مع ايران ذريعة للتخلص من كل من يختلف معه او بمجرد الشك في ذلك وبابسط الامور. ولعب في ذلك دوراً وقوف امريكا والغرب معه ضد (الخميني) مما تسبب بدفع الشعب العراقي نحو محرقتين في آن واحد, محرقة الحرب (الصدامية- الخمينية) ومحرقة الاجهزة الصدامية المتعسفة. ولقد وقف (الاعراب) وخاصة دول الخليج وبضمنها (الكويت) مع صدام ضد الخميني غاضين اعينهم عما يتعرض له الشعب العراقي بل وقسم منهم مرحباً به وان كان ذلك سراً.

ولقد جثم صدام على صدور العراقيين في كافة مجالات الحياة وفي كل مكان بصوره وتماثيله وسيطر وجوده على التلفاز والاذاعة والصحف وكافة وسائل الاعلام وحتى على الاجتماعات الحزبية والمؤتمرات العامة والخاصة وكل شيء و بدون مبالغة. ولم يتوانى صدام من اعدام خيرة علماء ومثقفي ومفكري العراق وخاصة الشيعة منهم من امثال (محمد باقر الصدر واخته) (رحمهم الله) وغيرهم. وشملت الاعدامات خيرة شباب العراق من طلبة الجامعات وحملة الشهادات وضباط الجيش وكافة قطاعات الشعب. لقد كانت عناصر الامن تدخل الى حرم الجامعات عنوة وتعتقل الطلاب من قاعات الدراسة او من الامتحانات وحتى من الاجتماعات الحزبية الخاصة بحزب البعث! ولقد تم ولمئات المرات اعتقال الاطباء في اثناء خفاراتهم الليلية كما وشمل نفس الشيء المهندسين وغيرهم في اثناء عملهم. وفي الوقت الذي حارب به صدام خيرة مثقفي ومتعلمي ومفكري العراق وحاصرهم عمد الى جعل عناصر غير متعلمة على هرم القيادات وفي نفس الوقت دس لهذه العناصر من يراقبها ويتسلط عليها من الذين هم ادنى منها.

ولم يستثني صدام احداً من ظلمه وتعسفه التي طال حتى الاطفال الذين اعتقل وعذب وقتل منهم الكثير وهم لايزالون طلاباً في المدارس المتوسطة وحتى الابتدائية. بل ولقد شمل الاطفال الرضع الذين اخذوا للسجون مع امهاتهم وولد القسم منهم في المعتقلات والسجون.

وشملت جرائم صدام تغيير الواقع البيئي مثل تجفيف الاهوار لا لسبب بل لكي يعاقب اهل الاهوار ولكي يسهل عليه تعقب من يهرب اليها من مناوؤيه او من حروبه ومعتقلاته. والمعروف ان (أهوار العراق) هي الارض التي انطلقت منها اولى الحضارات البشرية التي علمت البشرية القراءة والكتابة والزراعة وتخطيط المدن والبنوك والبريد والتعامل بالعملات وسن القوانيين وعلوم الفلك والرياضيات والطب والتخاطب والدين والمؤسسات الاجتماعية والمهنية وتنظيم العمل وغيرها مما يحتذى به اليوم. ليس هذا فحسب بل تسبب هذا التجفيف بقتل الحيوانات المائية والبرية والنباتيه خاصة نخيل العراق المعروف بجودة انواعه في العالم.

ولقد امتد ظلم (صدام) الى البلدان المجاورة كما وانه خلق للعراق عداءاً مع معظم الدول العربية و غير العربية ولم يعتني الا ببعض المرتزقة والشراذم من الذين اشبع بطونهم ونفخ (كروشهم) من كوبونات النفط واموال الجياع واليتامى والمشردين من ابناء العراق. حتى اصبح هؤلاء المنافقين يتاجرون باطفال العراق الذين كان صدام يشييع جثثهم بالجملة في شوارع بغداد فصار هؤلاء المنافقين يتاجرون بما كان يعرف (بفك الحصار) وذلك باستئجارهم لطائرات (جارتر) او تاجير باصات تجوب البلدان وهي تجمع الاموال بطريقها وبعد الوصول الى بغداد يتضاعف لها الاجر اضعاف مضاعفة علاوة على سرقتهم لنفط العراق بالجملة. اضف الى ذلك اغداق صدام على بعض دول الاعراب بالنفط المجاني لمجرد الحصول على بعض التأييد الاعلامي له.

لقد أهدر (صدام حسن مجيد) ثروات العراق ودمر اقتصاده وقتل اهله وفسخ عراه الاجتماعية و أوقعه في أيدي الاحتلال والارهاب والتشرذم بينما هرب هو ذليلا جباناً في احقر حفرة عرفها التاريخ. لم يكن العراق بلداً فقيراً بل كان بلداً غنياً بموارده النفطية والمائية والزراعية اضافة الى المعادن والتمور والسياحة الدينية وغير الدينية. اضف الى ذلك فان العراق يمتلك من الطاقات البشرية التي تعمل بجد والعقول المبدعة التي حتى وهي تحت طائلة الدكتاتورية والتعسف والحصار استطاعت ان تبني افضل انظمة في المنطقة خاصة بالتعليم والصحة والبناء.

كان يمكن للعراق ان يكون افضل بلدان منطقة الشرق الاوسط من كافة النواحي وخاصة بالنسبة الى المستوى المعيشي للفرد حتى مع وجود (دكتاتور) لو كان هذا الدكتاتور غير ظالم ولا متعسف ولا قاتل ولم يزج البلد بحروب متتالية. وان ذلك ليس غريباً اذا ما عرفنا بان الانظمة الخليجية (امثال مشايخ النفط) هي كلها انظمة دكتاتورية ولكنها لم تقم بما قام به صدام فاستغلت مواردها التي تعتبر محدودة بالنسبة لموارد وحضارة العراق وتمتعت بهذه الموارد ولم تحرم شعوبها من ذلك التمتع فلم تضطرها للنزوح ولا للمعارضة ولا ماشابه ذلك.

ان صدام كعصابة وليس كشخص قد دمر العراق بكل معنى الكلمة وبشكل لايمكن حصره بين دفتي المئات من المجلدات وليس مقالة كهذه وعليه فان العراق وبالتخلص من صدام سيدخل مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة مابعد صدام او (العراق بدون وجود صدام) بحيث يمكن القول بانها ستكون بداية الطريق لزوال الخوف والرعب والظلم وبناء عراق جديد مختلف تماماً عن العراق تحت الكابوس الصدامي. ولكن ومع هذا يجب ان لاينسى العراق ما فعله به صدام ويجب ان تستمر محاكمات صدام دون وجوده ولكن مع الذين ساعدوه على القتل والظلم والدكتاتورية من امثال (علي حسن مجيد) وغيرهم. قد لانرى (صدام) في جلسات المحكمة القادمة ولكن يجب ان يحاكم باعوانه وعن كافة الجرائم الاخرى دون اهمال أي منها.

أن صدام كابوس مرعب لم تبقى له سوى ساعات اخيرة لينتهي و بلا رجعة.

محاكمة صدام ومن معه لم تنتهي بعد


أن الجرائم التي قام بها صدام حسين لاتعد ولاتحصى وقد شملت كافة شرائح المجتمع العراقي بمن فيهم بعض اقاربه ورفاقه في الحزب بل وامتدت تأثيراتها الى اجيال قادمة. ولم تكن قضية الدجيل الا واحدة من تلك الجرائم لاتمثل الا نقطة في بحر كبير من تلك الجرائم.

ان الوضع العراقي الحالي لم يكن ليكون لولا الحروب المتتالية والتعسف والدكتاتورية التي تسبب بها صدام ومن سانده في ذلك. أي ان صدام يتحمل المسؤولية الاولى بما صار اليه العراق من وضع مأساوي لم يترك عائلة ولافرداً فيه غير متأثر وبشكل مباشر من ذلك. وعليه فأن صدام يتحمل كافة الاوزار التي نتجت عن سياساته الخاطئة. أن العراقي الذي تعرض للموت او المصائب المختلفة بسبب تغربه عن وطنه بسبب صدام او نتيجة لحروبه او وضع العراق الذي نتج عن سياساته الظالمة انما يكون صاحب حق ضد صدام ولكن وبسبب محدودية القضاء البشري فأن ذلك سيكون حسابه في يوم تشخص فيه الابصار. اي ان عقوبة الاعدام في هذه الحياة لاتكفي لحجم الجرائم المرتكبة وتعقيداتها المتشعبة. وعليه فان هناك محكمة الهية اخرى سوف لن تغادر صغيرة ولاكبيرة الا اتت بها.

(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف : 49 )

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء : 47 )

(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان : 16 )

ان صدام ومن ارتكب جرائم ضد البشرية دون ادنى حق سوف يكون امامهم يوم عسير يتمنون ان لايكونوا فيه الا عدماً. ليس هذا فحسب بل ستكشف للخلق هناك اسرار لم يعرفها احد خاصة اذا كان الامر يتعلق بالحاكمين اذ ان هناك ما لم يطلع عليه احد من جرائم وجرائر لهؤلاء.

(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (الطارق : 9 )

هناك سوف تشهد عليهم اعضائهم التي بها ارتكبوا الجرائم والمعاصي وسوف تنطق بأذن الله وبكلام لالبس فيه.

(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النور : 24 )

(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (فصلت : 21 )

ان مابين الانسان وبين يوم القيامة مقدار ما يعيش من عمر وهو قصير فليتعظ او الو الالباب.

هجوم القوات البريطانية على المؤسسات الامنية العراقية استهتار ام حرب جديدة؟


لاشك ان امريكا وحلفائها خاصة البريطانيون في البصرة قد فشلوا في ادارة الوضع في العراق في الفترة التي تلت اسقاط نظام صدام واحتلال العراق. ولكن يبدو ان هذا الفشل آخذ بالتفاقم المستمر الذي قد يؤدي الى عواقب وخيمة اصبحت تلوح في الافق القريب.

أن معركة امريكا في العراق اصبحت متعددة الوجوه ومع جهات كثيرة ومتداخلة مما جعل الوضع العراقي معقداً للغاية وخطيراً. ومن الجهات التي اصبحت تلوح في الافق منذ فترة ولكنها ظهرت على السطح اخيراً هي (ايران). أذ ان الاخيرة لاتتوانى من نقل معركتها مع امريكا الى العراق بل فانها اعدت لذلك الكثير من الخطط المسبقة لتحقيق ذلك. وبسبب الغباء الامريكي الذي لايمتلك الا القوة فان امريكا اخذت بالانجرار الى معركة مع ايران داخل العراق وهي بذلك تضيف خطئاً فادحاً الى اخطائها السابقة الا ان هذه المرة سيكون الخطاْ هو بداية النهاية ليس للعراق فحسب بل لامريكا في المنطقة ككل. فالعراق سوف يحترق بين نارين اكثر مما هو محترقاً الان مما سيحرق المصالح والوجود الامريكي الى درجة ستكون امريكا مجبرة في النهاية الى جر اذيال الانسحاب والخيبة وستدمر لها القطع البحرية والقواعد مما لامثيل له في تأريخها وكأن ذلك يبشر بمعركة (ماجدولين) او معركة المسيح الدجال والمهدي المنتظر وجيش السفياني التي اكتملت عناصرها في العراق.

وبغض النظر عن المعركة الموعودة وان كان وقتها قد حان ام لا فان امريكا قد فشلت في العراق كما فشلت حكومات ما بعد صدام بل وحولت العراق الى بلد الخراب والموت والقتل والجثث المجهولة والدمار والفساد الاداري والاجتماعي الذي لامثيل له.

ان الهجوم الذي شنته القوات البريطانية المحتلة على (دائرة شرطة البصرة الرئيسية) وتدميرها للبناية وللمتلكات العراقية وسيارات الشرطة هو استهتار فاضح لايمكن ان يوصف بكلمات. وبغض النظر عن الذرائع البريطانية في مديرية الجرائم الكبرى في البصرة فهل تبرر هذه الادعائات الكاذبة القيام بتهديم البناية والسيارات والمحتويات التي هي ملك للشعب العراقي وتمثل سيادته الامنية؟! ان هذا ليس الا استهتاراً بسيادة الشعب والحفاظ على امنه وسوف لن يكون الا جزءاً من العوامل المتراكمة التي ستؤدي الى مقاومة الاحتلال بكافة الاشكال العسكرية وغير العسكرية لاخراجه هو ومن يتبعه من (حرامية) وببغاءات ودمى يحركها الى حيث لارجعة.

لقد جاء في الانباء بأن وزارة دفاع (المالكي) قد ايدت الهجوم على تلك المديرية في البصرة فاذا كان هذا صحيحاً يبدو ان هذه الوزارة لاكرامة لها ولاوزن اذ كان يجدر بها ان تكون اول المعترضين. كما وان حكومة (المالكي) الضعيفة الى درجة كبيرة لم تحتج على هذه الجريمة وتطالب الاحتلال البريطاني بالاعتذار والتعويض تماشياً مع ضعفها المخجل.

يبدو ان العراق يسير على خطى ثورة قادمة ضد الاحتلال واعوانه تجتث جميع العملاء والارهابيين وتطرد المستهترين بكرامته من المحتليين الذين مزقوا الشعب العراقي ايما ممزق. وتجتث هذه الثورة الذين تربعوا في القصور الصدامية يتنافسون على السلطة والتسلط والمراكز البراقة في المنطقة (الصفراء) بينما تحول العراق الى بلد الموت والرعب والقتل والتهجير والفساد.

فتاوي جوقة الشر ومؤتمرات الفتنة الطائفية اشد من القتل


أصدرت جوقة من (المطوعين السعوديين) من ملالي البداوة والتخلف العلقي الارهابي الوهابي وبالتحديد الثمانية وثلاثين (متخلفاً عقلياً) فتوى شيطانية تبيح قتل مسلمي العراق من الشيعة وتأجج الصراع الطائفي والمذهبي. أن هذه الفتوى هي فتنة وهي بذلك اشد من القتل. كما وانها لم تكن بأي شكل من الاشكال غير متوقعة لان فتاوي التكفير الوهابي لم تقتصر على (شيعة رسول الله وآل بيته (ص)) بل شملت وعلى مر العصور العديد من المذاهب الاسلامية السنية والشيعية ناهيك عن تكفير واستباحة دماء الاخرين من غير المسلمين وتطبيق ذلك عملياً كلما سنحت لهم الفرصة. ان هذا النوع من فتاوي الشيطان الذي يريد ان يوقع الفتنة والبغضاء بين المسلمين بل وبين البشر عامة تثبت ما قاله رسول الله (ص) كما جاء في صحيح البخاري :

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَأَشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَةَ فَقَالَ هُنَا الْفِتْنَةُ ثَلَاثًا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالَ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالَ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ قَالَ هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ

ولابد هنا ان نذكر ماقاله الله تعالى في محكم كتابه العزيز:

(لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (التوبة : 47 )

(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء) (المائدة : 91 )

(فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ) (آل عمران : 7 )

ان (مطوعي) الفكر التكفيري الوهابي المذكورين خاصة يتصفون بالانغلاق والمحدودية الفكرية التي لاتتناسب مع ما اراده الاسلام من البشر من بحث وتحليل نقدي يحترم رأي الاخرين وبشكل متحضر ولطالما اشار القران الكريم للتدبر والتفكر والتعلم والبحث والتحليل وللالباب وماشابه. فالله سبحانه وتعالى لم يخلق البشر لكي يجبروا على فكر يكفر الاخرين ويقتلهم بل جعلهم احراراً وما كان واجب الرسل (عليهم السلام) الا واجب الدعوة بواسطة الحوار والتذكير ما لم يعتدى عليهم.

(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) (يونس : 99 )

(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود : 118 )

(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ. لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية : 22-21 ).

لايوجد ادنى شك بأن هؤلاء سيلقون ربهم بأيدي ملوثة بالدماء لانهم دعاة قتل وتفريق بين المسلمين. فاذا كان الارهابيون القتلة سيواجهون ضحاياهم في يوم لامفر منه فان (جوقة مطوعي الارهاب والتكفير والتفرقة من ملالي السعودية) سيكون يومهم ذلك عسيراً لانهم يدفعون نحو الفتنة والتكفير وهذا اشد من القتل.

ان هناك فرق بين ما تم ادخاله على الدين من عادات قبلية وعشائرية وعائلية وسلطوية وبدوية حشرت على الدين حشراً فصارت وكأنها جزءاً منه فتربت عليها الاجيال بشكل خاطيء, وبين الدين الفطري الحق الذي يحترم حق الانسان ويترك حسابه على الله على ان يكون أنساناً سوياً لايترك بسلوكه او تصرفه اذىً على غيره اي يحترم القانون الذي ينظم علاقات البشر بشكل سلمي. وهنا بيت القصيد اي ان الدعوة الى الاسلام يجب ان تنطلق من الكلمة الطيبة والحوار البناء ويترك الحساب على الله فلا يمكن لاحد ان يزكي نفسه او غيره الا الله. قد يقول قائل بأن البلدان الاسلامية اذا ما تعرضت الى الاحتلال يكون الامر له شأن آخر ألا ان هذا لايجيز بأي حال من الاحوال تكفير او قتل المسلمين وتهديم ممتلكاتهم.

لم يكن نصيب مؤتمر الفتنة الذي عقد في (اسطنبول) بالاحسن من فتاوي الفتنة الوهابية من مطوعي السعودية بل كان حضه من التعاسة ما يكفي لعدم الحديث عنه ولكن اللافت للنظر هو اشهار بعض الذين يشتركون في العملية السياسية العراقية لتوجهاتهم الطائفية المعادية لشيعة اهل البيت المحمدي (ع). ولقد كنا نتجنب ذكر الاسماء في اكثر من مرة الا ان وقوف (عدنان الدليمي) وهو يصرخ ويزعق ويهدد ويتوعد ويكشف عما في داخل نفسه من عداء لشيعة الرسول (ص) في العراق واصفاً اياهم بالصفويين, يتطلب وقفة رغم ان حجم هذا الشخص لايستحق بعد حديثه هذا ان يتوقف عنده الانسان لان ذلك جعل من وزنه لايتعدى الحضيض الطائفي الذي اعترف به هو. واذا كانت هناك وقفة واحدة تستحق الاشارة فهي اننا سعداء بهذا الحديث لانه كشف عن حقيقة هذا الشخص ومن يتبعه على انها حقيقة ارهابية تكفيرية طائفية تسلطية تهدف الى اقصاء 90% من الشعب العراقي بمن فيهم السنة الشرفاء الذين لايقيمون وزناً لهذه الفتنة الطخياء التي يريدها امثال الدليمي. ان الواجب على مؤسسات الدولة العراقية (ان كانت هناك مؤسسات ودولة تحترم نفسها ولها قرارها) ان تتخذ اجراءات حاسمة ومناسبة تقدم بها الدليمي الى القضاء لانه يريد الفتنة ويسعى لها ويتاجر ليس بدماء الشيعة فحسب بل بدماء السنة كذلك ويشجع على الارهاب والفتنة والقتل. لاشك ان بين هذا الرجل وبين يوم الحساب مقدار ما يعيشه من عمر وقد اخذت منه الشيخوخة زمناً كبيراً قد لاتترك له الا القليل ولكن يجب ان يحاسب قبل حسابه من الله على ما اتى به من فتنة وطائفية وحساب امثاله سيكون عسير هناك وعلى رؤوس الاشهاد لانه يتكلم باسم الدين وهذا خطر شديد لانه من اخطر الامور التي اريقت بها الدماء وخربت بها الموارد. وبسبب هذا الامر فان الدين قد انيط باشخاص سماهم الله بالائمة وهو الذي اختارهم لانه يعرف مدى خطورة لو انيط الدين بغيرهم وبمن هب ودب. فالتاريخ يشهد على مر العصور بان اكثر الدماء التي اريقت هي بأسم الدين ولكن الدين منها براء. ان هذا الموضوع يتطلب نقاش طويل ولكن نكتفي بهذا ونطالب المسؤولين العراقيين بتقديم كل من يتسبب بالفتنة الطائفية سواء كانت سنية او شيعية او غير ذلك الى المحاسبة. وامثال (الدليمي) لايمكن له ان يترك سدىً لان ذلك سيؤدي الى انفلات الامور بشكل يصعب السيطرة عليه.

واخيراً لابد من كلمة الى الشيعة في السعودية فهم مدعوون الى التحرر من السيطرة الوهابية ويجب ان يسندوا ليس اخوة لهم في العراق بل انفسهم من امثال (الجوقة الاخيرة) التي دعت وبشكل واضح وعلني الى قتل شيعة آل بيت محمد (ص) في العراق. ان شيعة آل بيت الرسول (ص) في السعودية يجب ان يقولوا كلمتهم ويجب ان يطالبوا اما بتغيير الموقف الوهابي السعودي من (الشيعة) ومحاسبة (الجوقة) الاخيرة او اذا لم يتم ذلك فان لديهم النفط والموارد وعليهم بالتحرر بدولة مستقلة على كامل تراب المنطقة الشرقية الغنية ولعل شيعة المدينة وغيرهم من مذاهب تتعرض للارهاب والتكفير المطالبة بالتحرر بشكل او بآخر. ان على المسؤولين السعودين ان يقوموا بمحاسبة من يثير التكفير والفتنة بين المسلمين على مختلف مذاهبهم والا فانهم شركاء في ذلك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter