بسم الله الرحمن الرحيم

رباط خيل هذا الزمان


لايخفى على ابسط الناس مدى الذل والخنوع الذي وصل اليه حكام الاعراب ومنذ زمن طويل ولكن الغريب في الامر هو تسابق هؤلاء الحكام للركوع امام اسيادهم من صهاينة وارضائهم بشتى الوسائل حتى ولو كان ذلك يستدعي مسح احذيتهم واكثر.

ان الوجوه المملة التي جثمت على جسد الدول العربية ولفترات طويلة وبالوراثة قد تسببت بنزع الكرامة عن شعوبها وافقرت هذه الشعوب والجمتها وحولتها الى شعوب مقهورة تدور في فلك الحاكم بل وتقدسه حتى وصل بها الحد الى اخذ الاذن من (الحاكم) لكي تستطيع ان تدعو ربها في الصلاة! فهل يوجد تحجيم وذل واذلال وعبودية اكبر من ان يكون القنوت والدعاء بامر الحاكم؟!

ان الحكام الاعراب باعوا فلسطين قبل ان يعطيها البريطانيون الى اليهود وهؤلاء معروفون وهم الذين حطموا العراق واصدروا فتاواهم بواسطة ملالي الحكام من اجل ذلك. وهؤلاء الحكام هم الذين تسببوا بكافة الازمات والذل الذي تعرضت وتتعرض اليه هذه الامة. وهم انفسهم اليوم يتسببون بتحطيم لبنان وقتل اهله ولكن هذه المرة بشكل علني وبفتاوى حقيرة لاتتشرف بها حتى (........).

اين هم (العرب) مما يتعرض اليه عرب امثالهم في لبنان واين هم المسلمون مما يتعرض اليه مسلمون في لبنان. ان هذه الامة اصبحت ليست امة متفرجة فقط بل وانها تشترك بقتل بعضها البعض وبايدي اعدائها. فقد افتت للقوات الامريكية لقتل العراق عام 1991 وافتت للارهابيين لاكمال ذلك ثم عملت نفس الشيء مع لبنان اليوم. والاخطر من ذلك فأن احد هؤلاء الحكام الخائبين يرسل رسائل الى (اسرائيل) ليشجعها على قتل وتدمير وقصف اللبنانيين! وهنا نترك التعليق على هذا الموقف لان كافة انواع الشتم والاحتقار والازدراء لاتكفي على وصف هذا الحاكم المعروف طبعاً.

ان هذه الامة وبواسطة حكامها اصبحت تعيش حالة من الذل ولايمكن لها ان تكسب احترام غيرها من الامم.

ان المقاومة الاسلامية اللبنانية وبقيادة حزب الله قدمت نموذجاً قد دوخ (اسرائيل) وكبدها خسائر لم يعهد لاسرائيل ان جربتها على ايدي جيوش الحكام الاعراب ولم تكن يوماً لتتوقعها وهناك المزيد الذي سيسقط حسابات اسرائيل كلياً.

في ضل هذا الواقع المرير و مع وجود غليان شعبي يتفاعل ليطيح ببعض الرؤوس ينعقد الامل على دول اسلامية من غير الدول العربية في الشرق الاوسط لكي تغير موازين القوى وعليها ان تفهم الاشارة وتسارع في هذا التغيير قبل ان تمنعها بعض الاطراف من ذلك.

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة قبل فوات الاوان ومن السلاح النووي ترهبون به عدو الله وعدوكم وتغيرون به موازين القوى وتفرضون احترامكم وثقلكم وكرامتكم لان الشأن اليوم هو للقوي وليس للضعيف الا ما يجري على لبنان من قتل وتدمير او ما يجري للبعض من اذلال وتحجيم.

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة نووية ومن السلاح النووي ترهبون به عدو الله وعدوكم وبه تنتصرون واذا عزمتم فتوكلوا على الله ولديكم كل ما يلزم ولم يبقى الا التجربة والاعلان عنها وليس افضل من هذا الوقت او بعده بقليل.

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة نووية اسمها (ذو الفقار) تنفلق عند الفجر لتقول كلمة واضحة تفرض وجودها وتجبر من تكبر واستعلى ان يطأطأ ويستمع وينحني ولايستكبر. اعدوها لهم يحملها براق ينتظر بل الف براق.

لقد حان الوقت ولامجال للانتظار فعندما اراد جبرئيل لذو الفقار ان ينزل لم يكن لينتظر لحظة واحدة وذو الفقار النووي لابد ان يكون ليشق الارض شقاً معلناً بزوغ فجر جديد ليس بعده من ليل.

لقد فشلت التظاهرات والاستنكار والزمن للاقوياء ولابد من عمل جدي لتغيير الواقع والواقع لايغيره الا الاعداد للقوة ورباط خيل هذا الزمن هو القوة العسكرية النووية الضاربة على رؤوس صاروخية ذكية وخارقة وليس ذلك عنا ببعيد وان غداً لناظره قريب ليعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

واعدوا لهم ما أستطعتم من قوة نووية


لايخفى على ابسط الناس بان المعادلة التي تجعل اسرائيل تتمادى في تدمير لبنان هو اختلال ميزان القوى بين البلدين. ولا يمكن ان تقبل أية دولة مهما كانت ان يحصل لها ما يحصل الان في لبنان من دمار من قبل القوة الضاربة الاسرائيلة التي لايتمكن لبنان من مواجهتها.

وبكلمة مبسطة لو كانت لبنان تمتلك قوة دفاع جيدة لما تمكنت اسرائيل من ايقاع هذا الدمار بها بينما لو كانت لبنان دولة نووية لما تجرأت اسرائيل على مسها على الاطلاق ولاعادة اراضيها وهي صاغرة بل لما تجرأت بالاساس على احتلالها.

ومن ناحية اخرى فان نفس الشيء ينطبق على مصر والاردن اللتان لديهما معاهدات وعلاقات مع اسرائيل. اذا ان هاتين الدولتين تتعاملان بل تعاملهما اسرائيل من موقع الاقوى الذي يجب ان يطاع رغم السلام الذي غالباً ما ترفضه شعوب هاتين الدولتين لانه سلام غير متكافيء بين دولة نووية تقوم على اساس ديمقراطي غربي ودولتين ضعيفتين من الناحية العسكرية ولهما نظامين دكتاتوريين شبه عسكريين. وينطبق نفس الشيء على دول او دويلات الاعراب الاخرى ممن تقيم علاقات سرية او تفاهمية مع اسرائيل مثل دول ودويلات الخليج النفطية الضعيفة.

ومن ناحية ثانية فأن مجرد وجود قوة صاروخية لدى حزب الله ورغم محدوديتها فانها قد احرجت (اسرائيل) وبالتالي ستؤدي الى قلب موازين القوى خاصة اذا استخدم حزب الله صواريخ قد تصل الى (تل ابيب) او مدن اخرى مما سيجعل حكومة (اسرائيل) في موقف محرج جداً وقد يسقطها سياسياً.

وبناءاً على هذه الاسس وعلى اسس الحروب (العربية الاسرائيلية) السابقة فأن الاستنتاج الوحيد الذي يمكن الخروج به هو ان اية دولة تمتلك كرامة لنفسها ولمواطنيها ولاتريد ان يقع لهم مثل ما يقع في لبنان هو ان تتسلح بالسلاح النووي. والسبب هو ليس لان اسرائيل دولة تمتلك ما يمكن ان يدمر الشرق الاوسط كله من ترسانة نووية هي مصرة على عدم التخلي عنها بل لوجود دول اقليمية عربية قد جبنت بل وصارت تستعين (باسرائيل) وتشجعها على تصفية ممن تختلف معهم عقائديا. والمثال على ذلك هو الموقف الرسمي واصدار (الفتاوى) التي تشجع (اسرائيل) بالاستمرار على عدوانها الذي يقتل به الابرياء مثل فتوى المدعو (عبد الله بن جبرين) وهو من كبار المطوعين في السعودية وهي فتوى مما لاشك فيه في صالح اسرائيل ضد الشيعة الذي يسميهم بن جبرين في فتواه ب (الرافضة) في لبنان.

هنا ظهر بما لايقبل الشك موقف رسمي خطير يسانده موقف (ديني) مسيس اعترف (حسن نصر الله) بانه لم يكن يتوقع هذا الموقف و من على شاشة قناة الجزيرة قبل يومين! ان هذا الموقف الرسمي المدعوم بموقف ديني منافق هو نفسه الذي استقدم وافتى للقوات الامريكية بان تتخذ من ارض الجزيرة منطلقاً لها لضرب العراق وبفتاوي صدرت من نفس جوقة الملالي المطوعة. هذه الجوقة كشفت بما لايقبل الشك بانها مشتركة بنفس الهدف ضد (حزب الله الرافضي) وهذا نفسه طبعاً ينسحب على باقي الرافضة اين ما وجدوا سواء في أيران او في غيرها. علاوة على ذلك هناك تشجيع واستعجال واستباق لابواق مساندة للموقف المذكور على ضرب ايران.

وهنا لايمكن لاية دولة ان تراهن او تعتمد على خطاب (الدول العربية او الدول الاسلامية) لانه اثبت فشله الذريع والذي لايستفيد من هذا الفشل لايفهم او لايريد ان يفهم.

الحل الوحيد هو ان تتغير موازين القوى في المنطقة وان يتم التعجيل والدفع بامتلاك السلاح النووي عند ذاك سيكون للشرق الاوسط شأن اخر وسيتغير الخطاب بعد ان اثبت خطاب التعويل على العرب والمسلمين فشله وبانهم مع الاقوى ضد الضعيف. كما وان خطاب التنديد والتعويل على الخطابات ومجلس اللاامن وقراراته فشلت وسوف لن تنجح خاصة وان اسرائيل لاتلتزم بهذه القرارات ان شاءت وانها تمتلك حق الفيتو بواسطة حليفتها القوية امريكا.

اذن فان الخطاب الوحيد الذي يجب العمل عليه ليل نهار وبكل جد حتى الاتيان به هو (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن السلاح النووي ترهبون به عدو الله وعدوكم وتفرضون احترامكم وان شأتم السلام فبالسلاح النووي ستكون لكم الكلمة العليا وسيكون سلامكم هو الذي يجنحون اليه). المنطقة لاتتغير الا بالسلاح النووي والحليم تكفيه الاشارة.

درس واحد فقط من الحرب على لبنان


يتعرض لبنان لليوم العاشر على التوالي الى اشرس حرب مدمرة بشكل بربري ولا اخلاقي ضد الابرياء من مواطني هذا البلد و تدميراً لبنيته الاساسية من قبل (اسرائيل) .

ان هناك دروس عديدة يمكن ان تستنتج من هذه الحرب المدمرة وكيفية ادارتها والمحاور الدولية التي تقف معها. الا ان الاستنتاجات هذه قد تختلف بين الفرقاء فالضعفاء يفسرونها على انها تهور او مغامرة يجب ان لايقعوا هم فيها علاوة على اصدار الفتاوي السياسية باسم الدين لتكفير من قاموا بها من المسلمين في لبنان بشكل لايختلف عن الفتاوي السياسية الاخرى حديثا وقديما. وهؤلاء سوف لن تقوم لهم ولالشعوبهم قائمة وسيظلون في خوف ورعب طالما بقيت المعادلة (القوة) تميل الى الطرف الاخر.

ولكن هناك من يستنتج من هذه الحرب خلاف ذلك وهو: لو كانت لبنان دولة قوية عسكرياً وتمتلك (السلاح النووي) لفكرت (اسرائيل) مئات الملايين من المرات قبل ان تتخذ قرار بضربها ومن المؤكد سوف لن تقوم بذلك على الاطلاق.

وعلى هذا الاساس فان أية دولة تريد ان تحمي مواطنيها ونفسها من امثال هذا الدمار والذل يجب ان تتسلح بما لايقل عن قدرات (اسرائيل) من السلاح النووي. بهذا فقط يمكن لها ان تأمن من ضربات كالتي يتعرض لها شعب لبنان الابي.

اما الذين يقولون بانهم لاينجرون الى مغامرات طائشة فهذا غير مضمون على الاطلاق واذا ما حصل فسوف لن يفيد الندم.

هناك درس واحد فقط لاغير من الحرب المدمرة على لبنان هو العمل بشكل سريع ودون هوادة لامتلاك الاسلحة النووية لكي يتم موازنة المعادلة المختلة في الشرق الاوسط. عند ذلك فقط يمكن ان يكون سلام دائم مبني على التوازن النووي بين قوتين تضطران لابرام معاهدة بينهما من نوع ما لكي لايحصل دمار شامل للمنطقة كافة. وعندما يكون السلام بين قوتين متعادلتين يكون سلاماً عادلاً ومتكافئاً تصان به الكرامات وهو غير السلام الذي يتم بين قوي وضعيف لان الضعيف يبقى تحت اقدام وهيمنة القوي الذي سيعمل بكل ما في وسعه لعدم تمكين هذا الضعيف من امتلاك القوة وابقاءه تحت الرقابة والهيمنة مع أيهامه بانه يحبه ويحترمه وما الى ذلك.

والسؤال هو من الذي سيفهم المعادلة ويستفيد من الدرس؟ وهل ستشهد الشهور القادمة بروز قوة نووية ضاربة تعادل التوازن المفقود في المنطقة وترسم خريطة جديدة واسلوب تعامل جديد يفرض احترامه اقليمياً ودولياً؟

لاشك ان المنطقة على اعتاب تحول جديد وسيثبت المستقبل المنظور خطأ الحسابات (الاسرائيلية) وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

هل مات الرسول (ص) ام قتل مسموماً؟


لم يكن الرسول يشتكي من اعراض قبيل مرضه الذي توفي فيه ولقد ضهرت عليه اعراض مفاجئة وحادة الله وحده يعلم سببها ولكن لنا ان نتسائل وحسب المعطيات المتوفرة فيما اذا كانت ناتجة عن دس السم له في الطعام بتخطيط مسبق.

علينا اولا ان نكون احراراً في استنباط ونقد الحالة السياسية والاجتماعية السائدة آنذاك دون التقيد بقيود بعض المتخلفين ممن يعتبرون حرية التفكير والنقد لكل ما هو من الماضي غير جائز ويضعون قيوداً تحيط بذلك المجتمع حالة من القدسية التي لم ينزل بها الله من سلطان. بل ان العكس فان الله حث الانسان على التفكير والاستنباط وعدم الركون الى امور جرت عليها عادات وتقاليد ليس لها من الدين صلة بل زقت فيه زقاً لاجل اغراض سياسية او شخصية او سلطوية او قبلية. وتبعاً لذلك جرت تربية الاجيال على امور احيطت بالقدسية الغير قابلة للنقد مما كبل العقول واخرج اجيال لاتعرف الا القهر والاستبداد والقتل والكراهية وقطع الرؤوس. ولم يسلم من ذلك حتى نبي الاسلام الذي ابتلي بالكثير من الجهلة ممن عاصروه ومن الذين جاؤوا بعده والذين شوهوا سمعته وسيرته والله اعلم ان كان القسم من هؤلاء قد تعمد ذلك كما تعمدوا قتله بالتعاون مع اطراف سياسية آنذاك.

ويجب ان يكون من المعلوم باننا لانريد من ذلك التجريح باحد ولكن يجب ان نكون احراراً كما اراد لنا الله وان لانكون كالذين يقولون هذا ما الفينا عليه آباءنا.

ان الذي يتمعن كثيراً بالحالة الاجتماعية والسياسية التي كانت تمر بها المدينة المنورة ومكة المكرمة وباقي مناطق النفوذ القريبة كانت تشهد مخططات غاية في الدقة مابين اطراف خارجية واخرى داخلية ولكل منها اهدافه التي التقت في شيء واحدة بعد بروز قوة الاسلام وتمركز القيادة بيد نبي من بني هاشم. ولقد تحدد الهدف منذ البداية وهو التخلص من هذا النبي بشتى الوسائل وقتله. وعليه فقد تعرض الرسول (ص) الى مؤامرات عديدة مثل مؤامرة (ليلة العقبة بعد تبوك) لقتله الا انها باءت جميعاً بالفشل. وعندما اشتد نفوذ الاسلام وقوته ازداد تحالف الفرقاء سراً على اغتيال الرسول (ص) ولكن يجب ان لاتنتقل ادارة الامور العامة والقيادة من بعده لمن لاتريده هذه الاطراف خوفاً من استمرار الحالة الراهنة التي تراها هي ضد مصالحها ومخططاتها وطبعاً كل حسب مصالحه.

وعلينا ان نفهم جيداً بان الكثير ممن دخلوا الاسلام وخاصة بعد الفتح لم يكن ذلك الا دخول تظاهري بسبب قوة النفوذ الجديد وتماشياً مع الجميع. وهنا ابقى هؤلاء على عادات جاهلية كثيرة ومع تراكم الايام صارت هذه العادات تعد من ضمن الدين! ومن الخطأ ان نتصور بان الدين قد اكتمل تطبيقه على الواقع فهو لم يكتمل بل اكتمل تشريعه وقرانه وجوانبه ولعل اكتمال الدين قد اوقفته العناصر ذات الاغراض الشخصية والقبلية بالقوة لانها احست ان هذا الاكتمال سيدمر طموحاتها نحو تحقيق اهدافها الفردية. وهنا لابد ان نسأل ماذا لو بقي الرسول (ص) حياً لفترة بضعة اشهر او اسابيع قادمة ان يحدث في ذلك الوسط السياسي والاجتماعي المشحون؟ فقد كان هناك جيش قد اعده الرسول (ص) ووضع على قيادته اسامة بن زيد وهو شاب صغير السن. ووضع تحت امرته العديد من الشخصيات البارزة آنذاك مثل عمر بن الخطاب وابو بكر وعثمان وغيرهم. ولقد احس هؤلاء بالانزعاج من ان يكون عليهم رجل شاب كقائد جيش وهم تحت امرته لاسيما قد استثني من ذلك علي بن ابي طالب.

ثم كان هناك صراع بارز على السلطة وظاهر على السطح وتنافس للتقرب من الرسول (ص) للحصول على بعض النفوذ. وهنا يجب قد يعترض البعض ممن اصابهم الهوس بالقدسية الفارغة ويقول بان هذا الكلام لايجوز وان كل هؤلاء كان لايهمه شيء الا الدين وما الى ذلك! وهذا تخلف وجمود عقلي لان اولئك لم يكونوا ملائكة يمشون على الارض بل بشر لايزال عهدهم في الجاهلية وتشرب انفسهم بعاداته قريب. ومن الخطأ القول بان كل ما سلف هو احسن وافضل من الذي يأتي بعده لان ذلك لايستقيم مع العقل والفطرة السليمة ولا مع العدل الالهي. فقد يوجد من هو افضل منا بعد الف سنة من الان وهناك في عصرنا من هو افضل ممن كان في عصر الرسول و ممن معه. والقران فيه الكثير مما يؤكد على مجيء اجيال او اقوام افضل من التي سبقتها من المسلمين.

بعد ان باءت كافة محاولات المشركين من الاعراب وممن يساندهم من اغتيال الرسول (ص) او قتله لجأ هؤلاء الى المؤامرات الدنيئة بتجنيد بعض الشخوص لدس السم له في الطعام. ولايخفى ان حادثة دس السم من قبل المرأة اليهودية للرسول (ص) في اللحم هي حادثة معروفة ومثبته بشكل لايقبل الشك. ولكن هذه الحادثة كانت قبل وفاة الرسول (ص) باربع سنوات على الاقل. ومن السذاجة ان نصدق بان السم بقي في دم الرسول (ص) طيلة هذه السنوات ثم استيقض ليحدث فيه تلك الاعراض الحادة قبيل وفاته والتي وصفها هو بنفسه بانها اعراض تسمم ولعه شبهها بالسم الذي دسته تلك المرأة اليهودية.

فمن المعروف بان التسمم يؤدي الى اعراض حادة تسبق التدهور بساعات او ايام لكي تحدث بعدها الوفاة. ولايمكن ان تؤدي جرعة سم واحدة الى اعراض حادة وموت بعد سنينين عديدة.

ان الرسول (ص) لم يكن يعاني من شيء قبيل وفاته بايام وفجأة اخذ يشعر بصداع شديد واصبحت درجة حرارته ترتفع بشكل شديد ثم كان يسيل لعابه قبيل الوفاة واصبح يفقد الوعي تارة ويصحو تارة اخرى ولايقوى على المشي او اسناد جسمه مما يدل على اصابته بوهن عضلي في الجسم كافة. وان هذه الاعراض جميعها تدل على تسمم حاد لايعدو اكثر من بضعة ايام. ولعل الاحداث السياسية والاجتماعية انذاك تفسر سبب الاقدام على ذلك في هذا الوقت بالذات والله اعلم.

ويجدر الاشارة الى ان بعض نساء النبي وممن معه قد عصوا اوامر الرسول (ص) خلال مرضه ومن اهم ذلك العصيان هو مخالفة الرسول الذي طلب منهم عدم (لده) اي وضع الدواء له في فمه فلم يلتزموا بذلك ولدوه!

عن ابن عباس قالت عائشة: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟!
قلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس، فإنه لم يشهدكم!! (البخاري ج 7 ص 17)

وقد اعتبر الرسول ذلك الفعل من عمل الشيطان كما جاء في التاريخ:

إنا لنرى برسول الله ذات الجنب فهلموا فلنلده ، فلدوه. فلما أفاق رسول الله قال: (من فعل بي هذا)؟ قالوا: عمك العباس تخوّف أن يكون بك ذات الجنب. فقال رسول الله: (إنها من الشيطان، وما كان الله ليسلطه علي، لا يبقى في البيت أحد إلا لددتموه إلا عمي العباس فإنه لم يشهدكم): (معجم ما استعجم لعبد الله الأندلسي ص 142).

ان الاسلام بعد رسول الله قد انقسم الى جزئين رئيسيين لاسباب عديدة على رأسها الصراع الدنيوي على السلطة والذي تحول بعد سنوات قليلة جداً الى ملك وراثي مما ادى الى استشراء الفساد في قصور مما يعرف بالخلفاء الامويين والعباسيين وولاتهم. واما الاسلام الحقيقي فقد بقي في ثلة قليلة لم يسمح لها بالظهور او ان تأثيرها قد اضمحل امام قوة السلطة الحاكمة ومرتزقتها. ولعل قراءة متأنية وبعيدة عن التعصب والانقياد الاعمى للتأريخ الاسلامي فيما بعد الرسول تعطي دليلا اخر على ان الرسول (ص) يمكن ان يكون قد قتل مسموماً قبيل ايام او ساعات من وفاته والله اعلم.

مؤشرات خطيرة تنتظر العراق والمنطقة


اصبح من المؤكد بأن الذي يحدث في العراق من قتل وتدمير وفتنة طائفية هو مخطط خارجي تشترك فيه اطراف صهيونية عربية وغير عربية وبضوء اخضر من قوات الاحتلال. وان هناك تقارير تناولتها بعض وسائل الاعلام تشير الى وجود مخطط مكتمل لاجهاض العملية السياسية الحالية في العراق وابدالها بحكم عسكري كالذي حدث في الباكستان وبتأييد امريكي كامل.

ولقد كانت بعض الاطراف المشتركة في تدمير العراق تريد ان يقسم هذا البلد على اساس طائفي الى اربعة او خمسة دويلات ولكن اطراف اقليمية اخرى سجلت اعتراضها على ذلك وتم الاتفاق على سيناريو مشابه للسيناريو الباكستاني. ويقتضي ذلك تشكيل حكومة شبه عسكرية يقودها جنرال موالي الى امريكا التي ستسانده وتقدمه على انه الحاكم الذي يمكن ان ينقذ العراق. وبالفعل فانها سوف تصدر اوامرها الى عملائها من الذين يثيرون الرعب والدمار للتوقف مما يدعم موقف الحاكم العسكري الجديد.

يقوم الحاكم العسكري بايقاف العمل الحزبي كافة ويقدم بعض عناصره للمحاكمة بذريعة عدم قيامها بما يكفي بل واشتراكها في زعزعة الامن. وفي نفس الوقت يتم ايقاف العمل بالدستور الجديد وفرض حضر العمل الحزبي مع تقديم الوعود باعادته واجراء انتخابات حرة حين استتباب الامن. عند هذا تقوم قوات الاحتلال الامريكي وحكومتها بتقديم بعض العون لانعاش الخدمات وتوفير الامن مما يعزز ثقة الشارع العراقي بالحاكم الجديد لانه يتطلع الى الامن فوق كل شيء.

هذا المخطط كتبت عنه بعض وسائل الاعلام ولكنه حقيقة قائمة موجودة في ملفات العراق داخل الدوائر السرية ذات العلاقة. ولم يبقى منه الا التنفيذ ولعل تنفيذه سيكون قبيل الانتخابات الامريكية التي لاتريد ان يبدو العراق بلد الموت والرعب والارهاب حينها لما له من تاثير سلبي على الانتخابات القادمة للحزب الحاكم في البيت الابيض.

ان بعض الاطراف الاقليمية وبالتحديد (مصر والاردن والسعودية) قد سعت وساعدت بكل قواها من اجل هذا المخطط ولعل هذا ما يفسر صمتها المطبق لانها احيطت علماً بذلك و لحين تنفيذ ما اتفق عليه. ولاينكر بان هناك اطراف عراقية متواجدة في الحكومة والبرلمان وقوات الجيش والشرطة ضالعة في هذا المخطط بل ستكون ركيزة من ركائزه الاساسية. ومقابل ذلك تم تقديم تنازلات كبيرة ستظهر في المرحلة المقبلة من قبل الاطراف الاقليمية المشتركة الى الولايات المتحدة. وسيكون الرابح الوحيد هو القوى الكبرى وكعادته سيكون الشعب العراقي هو الخاسر. ولايخفى ان البعض قد استغل الملف النووي الايراني لتحريك الملف العراقي بشكل اسرع بهذا الاتجاه. ولايخفى كذلك الضلوع الكبير للسفير الامريكي في هذه الترتيبات وبشكل فاعل.

ان العمل الوحيد الذي يمكن ان تقوم به الاطراف العراقية المشتركة في العملية السياسية الحالية هو الامساك بخيوط هذا المخطط وكشفه وتعريته وفوق هذا وذاك التطبيق الصحيح للاسس الديمقراطية الصحيحة والعمل على تفادي وقوع هجمات ارهابية تفتعلها الاطراف المعنية. ومن ناحية اخرى الضغط على المحتل لوضع جدول زمني للانسحاب تحت رعاية الامم المتحدة وفي نفس الوقت السعي لانجاز مشروع مصالحة وطنية شاملة عراقية عراقية ليس للاطراف الاخرى تدخل فيها. كما ويجب ان يتم تعرية المجموعات الارهابية والتحقق من الجهات التي تدفعها وتمولها وكشف ذلك للجميع. ومن المهم للحكومة الحالية في العراق ان تثبت جدارتها بانها حكومة مستقلة تماما بقرارها عن المحتل وان تخرج من القوقعة التي هي فيها في المنطقة الخضراء الى داخل الشعب العراقي لانها في وضع ضعيف وعزلة مريرة وهذا ما يريده المحتل وسفيره وعليها ان تتخذ ما يلزم لمنع وقوع ما يخطط له ولها.

ان الاسابيع و الشهور القادمة ستكون ساخنة ومليئة بالمفاجئات بالنسبة للعراق والمنطقة والحليم تكفيه الاشارة

لبنان بين مطرقة اسرائيل وسندانة الاعراب


لقد اشتعلت الحرب بين لبنان كشعب و على رأسه (حزب الله) وبين اسرائيل (كدولة) ذات قدرات عسكرية مسنودة من قبل الولايات المتحدة الامريكية. ومهما تكن اسباب هذه الحرب فان نتائجها الوخيمة قد طالت الابرياء من الشعب اللبناني من اطفال ونساء وشيوخ ومواطنيين لم يكونوا متواجدين في ساحة حرب وليس لهم فيها دخل.

وعليه فان هذه الحرب من حيث الواقع الانساني حرب لا اخلاقية ولايمكن ان يصدق عاقل بأن ما تقوم به اسرائيل هو بسبب وقوع معركة برية بين جنودها وجنود من حزب الله ادت الى أسر جنديين ومقتل ثلاثة او اربعة اخرين.

كيف يمكن ان يصدق عاقل بأن هذا الدمار الذي حل بلبنان هو بسبب تلك الحادثة؟! لايمكن ان يصدق ذلك احد الا اذا كان من امثال (سعود فيصل) وزير خارجية (النظام الشعوذي الوهابي) او من امثال (الدكتاتور المصري حسني) ناهيك عن (الملك الهجين).

وحتى لو صدقنا ذلك فهل يجوز السكوت على التمادي الاسرائيلي بهذا الدمار البربري البغيض تجاه الشعب اللبناني الاعزل؟! ليس ذلك فقط بل ان المتابع ولو لمرة واحدة لقنوات وأعلام (الاعراب) يرى بانهم قريبون من الماء بعيدون عن السماء قد عجنوا مع النفاق عجناً ولفهم صمت القبور ذلاً ليس بعده ذل وعاراً ليس فوقه عار.

ففي الوقت الذي تقتل فيه الطائرات الاسرائيلية طفلاً لبنانياً وتهدم فيه طريقاً لتمنع اسعاف الجرحى وتشرد العوائل من بيوتها وتعيث في الارض فساداً ينشغل (الاعراب) من آل سعود وهم الذين يخرج منهم قرن الشيطان ينشغلون بسلامة السياح السعوديون للخروج من لبنان وتمضية ما تبقى من اجازاتهم في بلد آخر مثل دمشق! هكذا اظهرت بعض القنوات السعودية الحدث تماشياً مع تصريحات وزير خارجيتهم وذلك بتحميل (حسن نصر الله) مسؤولية قتل الاطفال اللبنانيين وتدمير البنية التحتية بواسطة الطائرات (الايرانية)! وليس هذا فحسب بل ان بعض الكتاب السعودييون وغيرهم من الاعراب قد تمنوا ومهدوا واستعجلوا ضربة اسرائيلية لمفاعلات ايران النووية و شجعوا عليها. ونسى هؤلاء بان أيران اذا ضربت مفاعلاتها سوف تدك صواريخها اسرائيل دكاً لن تقوم لها بعد ذلك قائمة وسوف تشتعل المنطقة كلها بنار حامية لاتبقي ولاتذر ولن يكون فيها احد في مأمن. عند ذلك فقط سيندم هؤلاء هذا اذا بقوا على قيد الحياة.

ان الحكام الجبناء من الاعراب منعوا حتى من اراد من شعوبهم من التظاهر والتعبير من الوصول الى الشوارع وحبسوهم في داخل البنايات كما حدث في (قاهرة المعز لدين الله الفاطمي) والتي اذلها (خراب الدين) منذ ذلك الزمان باخراجها ممن اعزها الى من اذلها.

ان الاعراب أمة ميته تكالبت كلابها على قتل الابرياء من العراقيين وهي اليوم تتفرج ولم نرى احد من هذه الكلاب الجبانة يقوم بادنى عمل لمساعدة الشعب اللبناني حتى ولو بمساعدات مادية او انسانية.

ومن ناحية اخرى يستمر الاوغاد من عملاء الصهاينة في العراق بقتل العراقيين وتدمير بنيتهم التحتية وسفك دمائهم تحت مسميات المقاومة الكاذبة التي لو كانت فعلاً مقاومة لطالت الاحتلال دون غيره مهما كان هذا الغير العراقي. ففي هذا الوقت الذي يستدعي الوحدة وشد الصفوف ورصها تمتحن مجموعات ما يسمى (بالمقاومة العراقية) باستثناء عناصر القاعدة والعناصر الوهابية البغيضة والطائفية تمتحن هذه المجموعات ان كانت صادقة بمقاومتها التي تدعيها باتخاذ موقف يسجل لها وذلك بالتخلي عن كافة اعمال التدمير والعنف ضد كل ما هو عراقي تضامناً مع الشعب اللبناني ووقوفاً ضد العدو الواحد.

ان السنة والشيعة في العراق مدعوون الى رص الصف والوحدة تضامناً مع شعب لبنان ووقوفاً ضد عدو متغطرس يستهدف الجميع. كما وان هذا الدرس يجب ان يفهمه كافة العراقيين على ان عدوهم واحد ومصيرهم مرتبط ببعضه ولامجال لنجاتهم الا بالوحدة ونبذ العنف والطائفية والعمل الدؤوب على انهاء الاحتلال واخراج المحتل بكافة الوسائل.

ان العراقيين مدعوون الى تحريم اراقة الدم العراقي لان ما يمر امامهم من واقع يجري على ارض لبنان هو دليل يجدر بهم ان يدرسونه بعناية فائقة فان لم يفعلوا فلن يخسر غيرهم وهم قوم لايتفكرون ومن أهمته الدنيا ومناصبها اذله الدهر شاء ام ابى.

اننا ندعو كافة الشرفاء من العالم العربي والاسلامي بالتظاهر على الاقل ضد الغطرسة التي يتعرض لها لبنان من قبل اسرائيل وان يكسروا بذلك حواجز الذل التي تضعها حكوماتهم لتقيد بها حريتهم وخاصة دول الخليج التي وهنت شعوبها فصارت مترهلة حتى غير قادرة على التظاهر ولعل طريقة لباسهم تمنعهم من ذلك علاوة على الشلل الذي اصاب انصاف مجتمعاتهم من التكبيل والقيود.

وليعش شعب لبنان الجريح حراً وابياً وسوف يعاد بناء لبنان وسوف تتحرر كافة اراضيها وسوف لن يكون لبنان مرتعاً للجبناء من اصحاب السياحة المعروفة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter