بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم هي الجلسة الحقيقية الاولى لمحاكمة صدام وعصابته


لقد كانت بداية محاكمة صدام وعصابته الاجرامية برئاسة القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن اكثر حزماً وكان واضحاً بما لايقبل الشك بان القاضي (عبد الرحمن) كان اكثر تركيزاً وانتباهاً على ما يجري في قاعة المحكمة من القاضي المستقيل (رزكار محمد امين).

وكان واضحاً بان القاضي يدير المحكمة بخبرة اكثر ويوجه الشهود بشكل مركز لاستنباط ادلة واضحة بدلاً عن استرسال مترهل.

والاهم من ذلك كله ان القاضي حاول اعادة هيبة للقضاء العراقي التي اثر عليه اسلوب القاضي (امين) وذلك بعدم السماح للمتهمين من امثال (صدام وبرزان وطه وعواد) وغيرهم بالتهكم والاستهزاء والاعتداء بالكلام البذيء.

ولقد نجح القاضي (عبد الرحمن) دون ان يتجاوز حدود صلاحياته القانونية ان يوقف محاولات المتهمين او الدفاع لاخراج المحاكمة عن مسارها الفعلي. وان قراره باخراج المتهمين الذين يسؤون الادب هو قرار صائب لاسيما بان هؤلاء هم الذين ارادوا الخروج وهذا ليس بصالحهم مع ان خروج محامي الدفاع يدل على غباء هؤلاء المحامين لان ذلك ليس بصالح موكليهم.

ان القاضي (عبد الرحمن) كان جيداً ومصيباً وقراره الصائب بابعاد هؤلاء بعد طلبهم بالخروج يتماشى مع قوانين كافة المحكامات الدولية والعراقية. وهو بذلك يرسم طريق جديد لسير المحاكمة كان من المفترض ان يكون منذ البداية. وعليه فانه يقول للمتهمين والدفاع والشهود وغيرهم بان المحكمة المترهلة لامكان لها وعليهم ان يعرفوا ذلك. وسواء حضر صدام وعصابته ام لم يحضر فان ذلك لايعني شيء ويمكن للحكم ان يصدر بغض النظر عن ذلك.

ان القاضي (رزكار امين) يتحمل مسؤولية ترهيل المحكمة وعدم ضبطها ويبدو ان محكمة صدام وعصابة الاجرام قد بدأت فعلاً اليوم ونحن نطالب وندعم بتثبيت القاضي (عبد الرحمن) لرئاسة المحكمة.

مهزلة القضاء العراقي يجب ان يضع لها حداً


لاشك بأن الانتقال من حالة النظام التعسفي والذي لامثيل له في العصر الحديث الى حالة مقبولة وحضارية من الديمقراطية والحرية عملية صعبة للغاية وتحتاج الى وقت ليس بالقصير. وان من متطلبات عملية الانتقال هذه ولكي لاتتكرر مآسي الانظمة الدكتاتورية هو بناء دولة المؤسسات وليس مؤسسات الدولة وبشكل جدي.

ان كل بناء قد تصاحبه سلبيات غير مرغوب فيها خاصة اذا كان الهيكل العام قد ورث سلبيات عديدة سواء من الانظمة السابقة او من الموروث الاجتماعي الفاسد مثل تقديم المحسوبية والمنسوبية على الكفاءة والخبرة وما شابه. وبالاضافة الى التوعية الجماهيرية فان بناء المؤسسات يجب ان يتم بدقة تجعلها خالية من كافة انواع الفساد والا فان ما يبنى على الفساد سوف لن يكون نافعاً حتى للذين يستفيدون منه على المدى البعيد. ان كل شيء يبنى على الخير والصدق والاخلاص وتكافؤ الفرص والمساواة يكون مباركاً يعم خيره على الجميع وكل شيء يبنى على الكذب والرياء وعدم الاخلاص والفساد يكون نحساً يصيب شره حتى الذين يستفيدون من فساده باديء الامر و مهما طال الزمن.

ان من اهم المؤسسات التي يجب ان تكون نظيفة وقوية وحازمة هو القضاء. فالقضاء يجب ان يكون ذا قوة فوق الجميع بما في ذلك القائمين على القضاء انفسهم. ونحن نعلم بان القضاء يحتاج الى قوة امنية مساندة ومحايدة ولاتتدخل في الشؤون السياسية وغير متحزبة وان كانت عناصرها تنتمي الى جهة ما. وعلى هذا الاساس فان القضاء والشرطة او ما شاكلها من قوات عسكرية وامنية لحفظ النظام يشكلان عنصرين لايستغني احدهما عن الاخر في دول المؤسسات. واذا ما اصاب احدهما الضعف فان ذلك ينعكس بشكل سلبي ومباشر على الاخر.

ان القضاء العراقي يبدو لكل من يراقبه حتى و ان لم يكن متخصصاً بالقضاء, يبدو ضعيفاً وكأن ضعفه وضعف القضاء على الارهاب والجريمة من قبل قوات الامن شيئان لاينفصلان!

وان من اهم القضايا التي وضعت القضاء وقوات الامن على محك الاختبار هما مكافحة الارهاب ومحاكمة صدام وعناصر عصابته الاجرامية.

ان من الخطأ تصديق الذين يجاملون في كتاباتهم واحاديثهم بان القاضي (رزكار محمد امين) يمتلك خبرة كبيرة وماشاكل ذلك لان الخبرة التي يمتلكها لاتتعدى كونها خبرة معقولة في قضايا على مستوى محافظة كردية واحدة لاتتعدى قضاياها الجرائم الفردية والعادية البسيطة. ولقد تعرض هذا القاضي الى ضغوط نفسية لم يتمكن من مقاومتها ولم يستطع ان يوازن بين حجم الجرائم المرتكبة في قضية الدجيل وبين ادارة جلسات المحكمة مما حولها الى مهزلة مهاترات لصالح المتهمين الذين لم يتمكن القاضي من ضبطهم وايقاف تعرضهم البذيء للجميع يمينا وشمالا!

ان القاضي الذي يمتلك الخبرة العالية لايكون ليناً فيعصر ولاصلباً فيكسر. ويشمل ذلك كافة الضغوط حتى ولو كانت من جهات حكومية او ماشابهها. حسناً فعل (القاضي رزكار) باستقالته ولكن هذا لايعفيه من مسؤولية تهاونه خلال الجلسات السابقة واعطائه صورة ضعيفة للقضاء العراقي تم انتقادها من قبل مؤسسات قضائية واعلامية عالمية.

ان أي قاضي يجب ان يضع في حساباته بان قضية محاكمة صدام ليست بالامر الهين بسبب حجم الجرائم وعليه فانه يجب ان يضع بالحساب تعرضه للضغوط المختلفة وهذا ما لم يتمكن القاضي (رزكار) من حسابه فلم يتمكن من الصمود ولعل لديه عوامل شخصية فهذا شيء آخر.

ان تنصيب (سعيد الهماشي) بديلاً (لرزكار امين) واتهامه بالبعث ثم عدم حضوره جلسة المحكمة وتنصيب قاضي اخر كل ذلك اضاف الى القضاء العراقي ارتباكاً وضعفاً قد يكون مقصوداً من جهات تحاول تصويره كذلك تمهيداً للضغط لنقل محاكمة صدام الى بلد آخر.

ان المطلوب من القضاء العراقي الان هو ان يثبت قوته وان ينصب قاضي يمكن الاعتماد عليه وان يضع لهذه المحكمة آلية ترسم بدقة وباخذ كافة الاحتمالات بحيث لايمكن لاي عارض او استقالة او ماشابه ان تؤثرعلى سير المحكمة. ان الدقة والحزم والقوة والسرعة في تقديم الادلة التي في الحقيقة هي واضحة حتى للاعمى والاصم هي امور حيوية لاي قضاء فما بالك بجرائم كبيرى ضد شعب بل ضد شعوب كاملة.

ان القضاء العراقي لايزال ضعيفاً في تحقيق العدل ضد مرتكبي جرائم القتل والارهاب وهذا سبب لتفاقم الجريمة والارهاب وعدم وجود الردع اللازم للوقاية من ذلك. وقد يكون هذا تهاوناً لحماية الشعب من الجريمة.

ان الامن ليس من مسؤولية الشرطة والجيش لوحدهما بل يتحمل القضاء مسؤولية كبيرة لاجتثاث الجريمة. وهذا يتطلب الحزم والقصاص العادل والسريع خاصة اذا كانت الجرائم كبرى وكان صاحبها يتحمل مسؤولية كبرى في ذلك.

ان مهزلة القضاء العراقي يجب ان تنتهي ابتداءاً من محاكمة صدام ومرتكبي الارهاب ومروراً باصدار القبض على مرتكبي الفساد والجرائم والسرقات ابتداءاً بالرئيس ثم الوزراء والمدراء ورجال الدين بمختلف درجاتهم وبغض النظر عن مواقعهم وغيرهم فيما لو تحقق انهم ارتكبوا سرقات لاموال الشعب او ارتكاب الفساد. وعلى وزارة الداخلية وقوات الامن تنفيذ ومساعدة القضاء فيما لو اصدر امراً بالقاء القبض على مرتكبي الفساد مهما كان اصحابها بل وعرض قضايا الاجرام على القضاء ثم اعلام الشعب بذلك لكي يعرف الجميع بان القضاء عليه مسؤولية الاضطلاع بها وتنفيذها.

هل ادركت قناة الفيحاء الدرس ام لا؟


لانشك بأن قناة الفيحاء يوجد فيها عراقيون لديهم القدرة الكبيرة على الابداع وعلى العمل الجاد من اجل العراق في هذه المرحلة المهمة ولكن كنا دوماً نتساءل كيف يمكن لقناة تنشد الحرية والديمقراطية ان تنطلق من بلاد الاعراب؟!

لايوجد في بلاد الاعراب نظام او دولة واحدة على الاقل ذات نظام ديمقراطي حر لاتتحكم فيه المنسوبية والمحسوبية والسلطوية والبيروقراطية على اقل تقديرات. ويشمل ذلك مشايخ النفط والخيل (والبعران) واماراتها المختلفة. ان هؤلاء ليس لهم منة ولافضل على العراقيين ومن يتصور ذلك او يقول به فأنه اما مخطيء او ينطلق من تفسير شخصي محدود. ان العراقيين الذين يتواجدون على اراضي الاعراب يعملون بجد واخلاص وبقابليات لانظير لها في هذه البلدان في مجالات اختصاصاتهم المختلفة كالطب والهندسة والاقتصاد والتعليم والتنمية والتكنولوجيا المعوماتية وغير ذلك. ولقد حصلت هذه البلدان (الاعرابية) على هؤلاء العراقيين كمن يحصل على كنز كبير بالصدفة وذلك بسبب الضروف التي كان ولايزال هؤلاء الاعراب احد اسبابها. ان كل فرد من هؤلاء العراقيين قد افنى من سني عمره و دفع له العراق مبالغ كبيرة لكي يكمل تعليمه ثم ان قسم كبير منهم تحمل اما هو او اسرته او بلده مصاريف كبيرة لكي يتعلم في البلدان الاوربية وبالتالي اصبح جاهزاً لكي يعمل في دول الاعراب ومشايخها!

اننا ننصح قناة الفيحاء ان لاتتوسل بفلان وعلان فلافائدة من التوسل بهؤلاء (الاعارب) من اصحاب (السمو والجلالة والمعالي والسيادة وما الى ذلك من القاب ومسميات تجعل الاخرين يشعرون بالعبودية امامها) بل في الحقيقة انها تدعو الى التقيؤ والغثيان والاشمئزاز.

يجب على قناة الفيحاء ان تدرك الدرس وتبدأ جدياً بنقل مقرها وبثها الى البصرة (الفيحاء) او الى (بغداد) لانها سوف لاتستطيع ان تعمل في مشايخ الاعراب بعد ذلك الا بشروط قد تكون وهابية!

ان هذه هي فرصة الفيحاء لكي تكون في احضان الوطن وسيكون ذلك ضربة توجهها الى الارهاب ومؤيديهم من الاعراب. وعلى الحكومة العراقية ان تقوم بمساعدة هذه القناة الجيدة مادياً ومعنوياً لانجاز هذا الهدف.

لندن تنقذ المعبد المتحرك وبن لادن واعوانه يفجرون المعابد الثابتة في العراق


تجري في هذه اللحضات عملية اقاذ معقدة وطويلة لانقاذ حياة (حوت) قد اضل طريقه ودخل (نهر التيمز) في (لندن) عن طريق الخطأ. يشترك في العملية الانسانية التي ينظر اليها الله فيحبها ويحب عمل من يقوم بها, يشترك متخصصون من فرق الانقاذ والطب الحيواني والشرطة والغواصون والفرق النهرية والبحرية والاعلامية والطائرات الرئسية وغيرها.

لم يكن الحوت المسكين مفخخاً بواسطة (بن لادن او الزرقاوي او فرقهما الارهابية العفنة) ولكنهم لو تمكنوا من تفخيخه وارساله لقتل اكبر عدد من البشر لما ترددوا ولو للحظة واحدة!

السؤال هو: مَنِْ هم الذين يعملون باخلاق الاسلام ويحب الله عملهم الذين قاموا بهذا العمل الانساني ام الذين يقتلون ويذبحون البشر باسم الدين والجهاد؟

لاشك ان الجواب لايحتاج الى عناء للبحث عنه. فالسافل الذي يعتبر قتل الابرياء في العراق بانها حرب مستعرة ضد الامريكان لايمكن ان يرتقي الى لمسة لعلاج (الحوت) من لمسات النساء اللواتي شاركن في عملية الانقاذ في ميزان الاخلاق والانسانية فقط. اما في ميزان الجريمة والقتل والارهاب فلامجال للمقارنة بين الاثنين. وينطبق نفس الشيء على اولئك الذين يؤيدون هؤلاء السفلة من الارهابيين وشيوخهم الذين لايفقهون من الدين الا التكفير والقتل والتعالي والعصبية والوجوه الكالحة المكفهرة وباقي الصفات الذميمة.

الاسلام ليس فقط ترديد الشهادة فالذين ذبحوا الحسين بن بنت رسول الله (ص) هم من (المسلمين) الذين يرددون الشهادة ليلاً ونهاراً والذين قتلوا اخاه (الحسن) بالسم هم الذين اوصلوا عموم الدين خارج نطاق الارض العربية بل ان الذين آذوا الرسول (ص) واحدثوا ما احدثوا قبيل وبعد وفاته هم اصحابه. ولحد الان لايوجد بحث حقيقي وجدي وعلمي يعطينا الجواب فيما اذا كانت الاعراض التي عاني منها رسول الله (ص) كانت اعراض مرض ام انها تتعلق بمادة سامة لعله تعرض اليها والعلم عند الله.

والخلاصة هو ان الدين هو الاخلاق والعمل الطيب والرحمة تجاه الانسان والحيوان بغض النظر عن طبيعة تفكير هذا الانسان لان ذلك متروك لله تعالى. وليس الدين هو اللحى الطويلة والمظاهر الخارجية من عمائم ترافقها خطب وكلام لايلتزم به قائله واذا خلا مع نفسه لم تكن اخلاقه الا ذميمة.

ان عمل الذين انقذوا الحوت في لندن اليوم هو من صلب الدين الاسلامي ويحبه الله وان عمل (بن لادن) ومن لف لفه من زرقاويين ومؤيدين لهم هو ليس من الدين ولايحبه الله.

نتمنى (للحوت) ان يصل الى بحر السلام له وان يكون بصحة وعافية ونذكر بأن الحوت هو (المسجد المتحرك الوحيد) الذي صلى به (يونس) (ع) لله وسبح باسمه واستجيب له في داخله دعائه وهذا متفق عليه في الاديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام.

واخيراً فان هذا الحوت قد يكون اذا نجى محظوظاً لانه لو وقع في احد انهار الدول الاعرابية لمات بايدي الناس.

{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} (142) سورة الصافات

{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} (48) سورة القلم

الانتقادات التي تعرض لها رزكار محمد امين واسعة النطاق !


كان يمكن لبلد مثل العراق ان يكون جنة الشرق الاوسط التي يعيش فيها مواطن هو صاحب اعلى دخل سنوي في المنطقة ومن بين المستويات المعيشية العالية في العالم لو كان يحكمه نظام حكيم وان كان دكتاتوريا! ولكن السبب الرئيسي في ما وصل اليه العراق لما هو عليه الان من فقر وتجهيل وامراض وتخلف في كافة النواحي هو وجود حاكم مستبد وجائر وانفعالي ومتسلط ولايملك شيء من الحكمة او التعامل السياسي المرن مما دفع بهذا البلد الغني بثرواته الطبيعية والبشرية الى التخلف والظلام بعد ان دمرته الحروب والسياسات (البلطجية الغير متحضرة).

ان المسؤول الاساسي في هذا الدمار هو (صدام) وزمرته التي حولت (حزب البعث) الى مطية لتنفيذ مصالحها بل وحولت هذا الحزب الى مجرد منضرين وابواق تتغنى باسم الدكتاتور وليس الحزب او الوطن.

ان محاكمة الطاغية المتسبب بكل هذا البلاء لم تكن مطلب فئة سياسية معينة ولا مجموعة اشخاص في حزب او حكومة بل انها كانت ولاتزال وستبقى مطلب شعبي كبير. ومن الخطأ القول بأن الانتقادات والضغوط التي مورست على (القاضي) رزكار هي من قبل بعض الاحزاب او الافراد الموجودين في التشكيلة الحكومية.

ان الانتقادات التي وجهت الى (رزكار محمد امين) كانت انتقادات شعبية عريضة. ومن الخطأ الكبير القول بأن السبب يعود الى ان العراقيين تعودوا على القضاء المتشدد السريع لان الانتقادات جاءت من قبل خبراء ومتخصصين في القضاء. كما وتم انتقاد الطريقة التي ادار بها رزكار المحكمة من قبل مؤسسات قضائية واعلامية عالمية. حيث وصفت هذه الجهات الطريقة التي اديرت بها المحكمة بانها ضعيفة او متهاونة او متراخية بل وحتى متجاهلة للاهانات التي وجهها المتهمون الى المحكمة والى الحضور. هناك الكثير قيل وسيقال بهذا الشأن ولعل التاريخ سيكشف ماهو ادهى وامر!

وعليه فان استقالة (القاضي رزكار) كان لابد منها رغم ان هناك ضروف غير التي ذكرت و تتعلق (بالقاضي المستقيل نفسه). فالقاضي (رزكار) كان يعاني اثناء المحكمة من ضغوط نفسية من نوع اخر سوف يكتب عنها هذا القاضي عندما ينشر مذكراته! اضافة الى ذلك لم يكن (امين) متحمساً لمجريات المحكمة خاصة في الجلسات الاخيرة ولعل ذلك يعود الى هذه الضغوط النفسية ولو جزئياً. لقد كان هذا القاضي يبدو وكأنه متعباً وليس لديه من التركيز مايكفي لادارة شبه ناجحة.

لم يكن (رزكار محمد امين) هو القاضي الوحيد الذي يتنحى لغيره في القضاء ولعل هذا شيء يحسب له وليس عليه. فالمختص بمجال عمله عندما تعترضه ضروف لايمكن له ان يحقق معها نتائج صائبة لابد له من ان يفسح المجال لغيره.

أن القاضي يجب ان يكون حيادياً والحيادية في محاكمة مثل هذه تتطلب ليس الخبرة بالقضاء فحسب ولكن الحكمة والحزم والادارة القوية والاحاطة التامة بكل مايدور داخل المحكمة وهذا يتطلب التركيز والانتباه. ان في محكمة من هذا النوع يتحتم ان لاتخرج الامور عن نطاق الموضوع وان لايتحول المتهم الى الضحية وان لايستهان بالمشتكي او الحضور لمجرد ان المتهم اصيب بهستيريا ضدهم. ويجب عدم السماح للدفاع او غيرهم باضفاء صيغة رسمية على المتهم لان المتهم والمشتكي امام العدل سواء مهما كانت الصفات الرسمية وخاصة اذا كانت قد الغيت او سقطت.

نتمنى بعد اسدال الستار على (رزكار) ان نرى محاكمة عادلة و حازمة ولاتخاف في الله لومة لائم وان تقدم الى العالم نموذج من القضاء العراقي المتمرس والعادل والذي ينصف الضعيف من الظالم ويرد الحقوق دون تعسف ولاظلم ولاحيف وان لايسمح بان يكون مطية لتمرير الخطب السياسية او الشعارات المزيفة

النفاق السعودي في خدمة الحجاج


بلغ عدد القتلى من جراء انهيار عمارة لؤلوءة الخير في مكة المكرمة اكثر من 76 حاجاً لحد هذه اللحظة. وهذه ليست المرة الاولى التي تحصل فيها تلك الاحداث في مكة.

ان تبجح آل سعود في قنواتهم الاعلامية والابواق التي تنعق معهم بانهم يقدمون خدمات للحجاج في المشاعر المقدسة ما هو الا تضخيم لخدمات أساسية ناقصة ولاتتناسب مع العدد الهائل من الحجاج والمعتمرين. اضف الى ذلك أن توفير هذه الخدمات هو ليس نوع من المنة التي تمن بها سلطات آل سعود لان الحج يمثل موسم اقتصادي يدر موارد مالية كبيرة جداً على (السعودية) كما ويتم بيع وتصريف مواد تجارية متدنية كالالبسة وما شاكلها وباسعار بهيضة على الحجاج. ليس ذلك فقط بل انهم يبيعون الماء باعتباره ماء زمزم وحتى عيدان الاشجار على اعتبار انها (مساويك).

هناك مسألة مهمة يجب الانتباه اليها الا وهي اهمية التفريق بين الايمان وبين توفير الخدمات الى الحجاج, فكلاهما شيء مختلف.

{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (19) سورة التوبة

ان الخدمات التي تقدمها السلطات السعودية للحجاج هي دون المستوى المقبول بشكل كبير.

المطارات والمواصلات:

يعتبر مطار جدة هو المطار الوحيد الذي يستقبل معظم حجاج الدول الاخرى وهو مطار تقليدي صغير لايكفي لاستيعاب وتقديم الخدمات حتى الى ربع العدد القادم وغالباً ما يؤدي الى انحصار الحجاج في داخله عند المغادرة لايام او حتى اسابيع بسبب عدم تمكنه من استيعاب العدد الكافي من الطائرات. ويبقى الحجاج في المطار لعدة ايام يفترشون ارضيته وتنفذ نقودهم وهم يتوسلون بحكوماتهم للتدخل. ولايوجد في هذا المطار سلالم توصل بين الطائرات وصالة الاستقبال الوحيدة. حيث يعتمد نقل الحجاج بواسطة السيارات مما يؤخر من اجراءات الدخول والمغادرة. وبالنسبة للحجاج الذين يريدون تأجير سيارة من المطار يواجهون باسلوب من اصحاب التكسيات غير حضاري وليس له نظام.

والمسألة المهمة هي ان (جدة) ليست بميقات وكان الافضل اعتماد مطار (الطائف) بعد توسعته لانه يقع على مشارف ميقات (قرن المنازل) او (السيل الكبير) الذي يمكن توسعته ايضاً مما يوفر حلاً لمشكلة عدم الاحرام من ميقات من (جدة). علماً بان الطائف اقرب الى مكة وترتبط معها بطريق مشابه لطريق (جدة - مكة).

اما بالنسبة للمواصلات في موسم الحج فهي غير منضمة مما يؤدي الى اختناقات شديدة وتلوث في الجو ويتم اغلاق الكثير من الطرق بدلاً عن ايجاد السبل الكفيلة بحلها. وبسبب مشاكل المواصلات يقوم بعض اهالي مكة والمقيمين فيها باستغلال الحجاج الذين يرومون الوصول الى الحرم او اماكن اخرى فيفرضون عليهم اجور عالية تصل الى اكثر من خمسة اضعاف الاجرة العادية. ولاتتخذ السلطات السعودية اية تدابير سلامة لحماية الحجاج خلال استخدامهم وسائل النقل فترى الكثير من الحجاج يركبون فوق سيارات النقل المحملة باكثر من طاقاتها مما يؤدي الى حدوث حوادث مؤسفة. كما وانه رغم تكرر مواسم الحج فأن شوارع مكة تكاد تكون خالية تماماً من اماكن العبور المخصصة للمشاة علاوة على عدم وجود أرصفة جيدة حول الطرق للمشاة وقد تعرض الكثير من الحجاج الى حوادث الطرق وبشكل مستمر لايتم الاعلان عنه طبعاً. والارصفة متعبة جداً تضيق احياناً وتسدها العوائق او البنايات احياناً اخرى!

الخدمات العامة واماكن الراحة:

يحتاج الكثير من الحجاج وخاصة كبار السن الى اماكن للراحة كالمصطبات او المناطق المشجرة التي يمكن الجلوس فيها وهذه معدومة تماماً. والمطاعم الموجودة هي نوعين اما نوع ذو اسعار باهضة لايستطيع معضم الحجاج عليها او مطاعم عادية تكاد تخلو من ادنى شروط الصحة والنظافة التي هي من الايمان! وهناك افتقار كبير لدورات المياه.

اما دورات المياه في (عرفات) و (المزدلفة) و (منى) فهي حدث ولاحرج! حيث ان عددها لايكفي حتى الى اقل من ربع العدد. ويقف الحجاج على شكل طوابير طويلة منتضرين دورهم لقضاء الحاجة في دورات مياه تفتقر الى ادنى مستويات الصحة العامة والنضافة ومعضمها تم تركيبه من مواد معدنية كالحديد. هذا في الوقت الذي تطل به قصور آل سعود وضيوفهم على مرتفعات تلك المناطق المقدسة.

واذا ظل الحاج في ايٍِ من هذه المناطق خاصة في (عرفات) فقد كتب عليه التعب والنصب وقد لايجد جماعته الابشق الانفس. اذ غالباً ما تتوقف اتصالات الهاتف الجوال بسبب عدم كفاية الشبكة المزودة لاستيعاب العدد وبسبب عدم الاهتمام بتوسعة ذلك. واذا لم يتمكن الحاج من استخدام الهاتف فانه يعمد الى سؤال ممن يسمون (بالكشافة) او (الشرطة) وهؤلاء لايرشدون الحجاج بالشكل الصحيح خاصة اذا كان الحاج لايعرف مكان تواجد بعثته او لاتوجد عنده هوية مثبت بها العنوان بسبب فقدانها او نسيانها. اضف الى ذلك فأن عرفات لاتوجد فيها علامات واضحة لارشاد الحاج. اما موضفي وزارة الحج الموجودة قرب (مسجد نمرة) فيضعون فيها بعض الكشافة الذين لايقدمون المساعدة الجيدة اضافة الى انها بعيدة ولاتوجد علامات دالة عليها. اذ يفترض ان يجعلون مراكز استعلامات عديدة عند بداية ونهاية كل طريق في (منى وعرفة) و مزودة بالكومبيوترات التي تغذى بالمعلومات عن كل بعثة وتواجدها ليس بناءاً على سجلات وزارة الحج بل يتم ادخال البيانات عند وصول البعثة الى ذلك الطريق. ويجب ربط تلك الاستعلامات بشبكة واحدة يتم استخراج المعلومات من اي منها.

هناك تقصير كبير في العديد من المرافق الخدمية والسلامة لايتسع المجال لذكرها.

الاماكن المقدسة:

ان من اولى اولويات الخدمات التي يمكن تقديمها للحجاج هو الحفاظ على تأريخهم الاسلامي وعلى التراث الدال على ذلك وهذا ما تعتز به جميع الامم والشعوب. ولكن ماقام به (آل سعود والوهابية) من تهديم ودثر متعمد ادى الى اختفاء الكثير من التراث الاسلامي واندثار معالمه الواحدة تلو الاخرى. ولقد كان اخر ما دثر هو (بئر ماء زمزم) الذي اغلقه (السعوديون) بدعوى توسعة دائرة الطواف! ويعود تأريخ البئر الى (ابراهيم عليه السلام) بعد ان انبثق ماءه لاسماعيل وهو طفل رضيع مع امه هاجر التي جاهدت بين الصفا والمروة لتجد له ماءاً. فلقد صار من المستحيل على اي حاج ان يرى الموقع الفعلي للبئر ما عدا علامة مكتوبة على بلاطة فقط! ولقد كان هذا البئر والاسالة التي بجانبه يوفر مايشبه (محطة الاستراحة) وتجديد الوضوء والاغتسال من ماءه بعد الطواف وقبل السعي للحجاج والمعتمرين علاوة على رؤية البئر القديم والصلاة عنده. اما اليوم فقد وضعوا (حنفيات) الى جانب من الحرم بعد ان كان البئر يدخل اليه الى الاسفل مما يجعله بعيداً عن ارضية الحرم.

ومن الاماكن التي دمرها (الوهابيون و آل سعود) هو مكان ولادة الرسول (ص) حيث حولوه الى مكتبة ذات بناية قديمة محاطة باسلاك كهرباء عديدة تقع على بعد عدة امتار من (باب بني شيبة عند الحرم) بموازاة سوق الليل. علماً بان هذا المكان غير مناسب لعمل مكتبة وهم يشكون بكل واحد يدخل اليها ويراقبونه لكي لايذهب للوقوف عند مكان ولادة الرسول (ص)! اما (سوق الليل) فيضم اماكن مساكن بنو هاشم وشعب ابي طالب التي تم فيها الحصار وفيها بيت خديجة (ع) التي ولدت فيها فاطمة الزهراء (ع) وهذه كلها دثرت وامحي اثرها وبنوا فوقها سوق شعبي يقع بالقرب من البناية التي انهارت قبل ايام.

هناك الكثير من التراث والاماكن الاسلامية في مكة قد محيت او بدلت. وان اول مكان نزل به الوحي على الرسول (ص) الا وهو (غار حراء) فانه لولا قدرة الله على حمايته لانهار فلا توجد فيه اية عناية وقد عمد بعض (الوهابيون) الى استقدام نوع من (القردة) كثير التكاثر فوضعوها هناك مما جعلها تتكاثر وتشكل خطراً عليه اضافة الى تدنيس قدسية المكان. وقد قام البعض الاخر باستقدام الكثير من المعوقين من افغانستان دون (اقامة) فوضعوهم هناك كشبكات للاستجداء من زوار المكان وقام البعض منهم برمي الازبال على طول الطريق الشاق الصاعد اليه. وينطبق نفس الشيء على (غار ثور) الذي اختبأ فيه الرسول (ص) قبل ذهابه الى المدينة.

اما في المدينة فهناك جريمة تجري خيوطها الان وهي ان المساجد (السبعة) في موقع معركة الخندق مهددة بالزوال بعد بناء (الوهابيون) مسجد جديد في مواقع هذه المساجد التأريخية المهملة تماماً. ومنها مسجد الامام علي (ع) الذي بقي هو الوحيد ومسجد فاطمة مغلقين لفترة طويلة. وقد اندثرت معالم اثرية كثيرة منها اثار معركة (احد) ومواقعها وغار جبل (احد) الذي وضعوا فيه (روث) الحيوانات! اما بستان (سلمان الفارسي) وفيه نوع من النخيل قديم وطويل جداً فقد تم تهديمه وقتل نخيله. وتم تجريف (مسجد الشمس) الذي صلى به الامام علي (ع). وهناك الكثير من المواقع الاثرية جرفت واندثرت اضافة الى تدمير قبور بقيع الغردق وقلع اشجاره.

ان عدم احترام التراث الاثري الاسلامي هو اعتداء كبير على تأريخ هذا الدين الذي لايخص فئة دون اخرى علاوة على ان الاثار الاسلامية هي تراث عالمي يجب رعايته من قبل الهيئات الدولية المختصة باعتباره تراث يخص البشرية.

ان مكة والمدينة وجميع مايتعلق بالاسلام هو ليس ملك لاحد بل يجب ان تكون تحت ادارة اسلامية مشتركة من كافة الدول الاسلامية وتشترك برعايتها وادارة الخدمات واقامة الصلاة فيها من قبل كافة المذاهب السنية والشيعية. كما ويجب ان لايتم تهديم او اهمال او تجريف شيء منها بل العكس من ذلك مع اشراك كافة المذاهب والدول بالحفاظ على هذا التراث!

واخيراً على المسلمين ان يبادروا بسرعة بحماية (المساجد السبعة) عند موقعة الخندق قبل ان يتم تجريفها لان المسجد الذي انشأوه في الموقع قرب على الانتهاء! فهل من مغيث لهذه المواقع الاثرية المهمة؟!

الجعفري بين ارهابي السعودية ومرام داء الخرف: فما هو الحل؟


ابراهيم الجعفري و(السعودية):

صرح (ابراهيم الجعفري) بأن الحكومة العراقية تتعامل مع (السعوديين) وهم من اكثر الارهابيين قدومأ الى العراق لقتل ابناءه بشكل يختلف عن تعامل الحكومة السعودية مع الحجاج العراقيين!!!

ان هذا تصريح خطير! فمن سمح لحكومة (الجعفري) بان تتعامل مع الارهابيين السعوديين بالود والاحترام و(الاخذ بالحضن)؟ او من سمح لها بتخفيف عقوباتهم او ردهم الى (الارض التي يخرج منها قرن الشيطان)! كنا نتسائل, لماذا لاتصدر عقوبة واحدة بحق ارهابي سعودي واحد وقد تبين بأنهم يعاملون بشكل مختلف.

أن غالبية الشعب العراقي تطالب بأنزال اقصى العقوبات بحق (الارهابيين السعوديين) واعدامهم في الساحات العامة التي يقتلون فيها العراقيين الابرياء. ولعنة الله على من يخفف عن المجرمين والقتلة ولاخفف الله عنه عذاب النار.

عدنان دليمي والارهاب:

صرح المدعو اعلاه وبدون خجل في مؤتمر عقده سيده (الدكتاتور الجديد علاوي) بانه يشكر (المقاومة العراقية) على توفير مناخ خالي من التفجيرات لانجاح الانتخابات مكرراً ما قاله من قبل!

يبدو ان (دليمي) الذي هو دائماً بحاجة الى (دكتاتور يسدي اليه الطاعة) مصاب بداء ال Dementia او داء الخرف فهو من جانب يعترض على الانتخابات ولايعترف بها ومن جانب اخر يتقدم بالشكر الى (اللذين قتلوا أبناء الرمادي وكربلاء بالامس) ومن ضمنهم الاطفال التي قطعت اشلاء لانهم حموا هذه الانتخابات! و قد ينكر (دليمي) ذلك ويقول بانه يقصد مقاومة الامريكان! وهنا نسأله هل ان الامريكان موجودون في صناديق الاقتراع او في أماكنها وهل هم اللذين قٌتِلوا في الرمادي وكربلاء؟!

ان (علاوي) ومن التف حوله من اهل (مرام) يمتلكون عقليات متخلفة لايهمها الا السلطة وعلى القوائم التي فازت في الانتخابات ان لاتسمح لهؤلاء وامثالهم بالدخول في اية تشكيلة حكومية على الاطلاق. كما وعلى الشعب العراقي ان يقتص فوراً ودون تهاون من الذين يحاولون عرقلة مسيرته السياسية والتلاعب باصواته واهانته.

ما هو الحل؟:

الشعب العراقي بغالبيته اثبت بانه شعب متحضر خاض الانتخابات بشكل رائع في الداخل والخارج. والسياسيون اثبتوا بانهم منافقون لايحترمون رأي الشعب شأنهم شأن جميع طالبي السلطة في العالم (النائم) وخاصة الذين ينعقون مع (مرام) وهم تراهم جمع وقلوبهم شتى. وعليه فالحل بيد الشعب العراقي ماذا هو صانع بالذين لايحترمون رأيه. فهل هو ساكت عليهم كما سكت على الطغاة من قبل فاستهجنوه وقتلوه واذلوه ام انه سيواجههم بكافة الوسائل السلمية وأن لم ينفع معهم ذلك فعليه ان يجتثهم من الجذور لكي لايعود دكتاتور ثاني يحكمه.

الشعب العراقي مطالب بسنته وشيعته وعربه واكراده وغيرهم بايقاف واجتثاث من يعرقل مسيرته السياسية السلمية وان يطالب الفرق الفائزة في الانتخابات ان تحزم امرها او ان تعترف بانها ضعيفة ولا تستطيع حزم ذلك الامر.

العراق بحاجة الى حكومة تعيد اليه الامن وتعجل من رحيل المحتلين وليس الى منافقين لايهمهم الا السلطة التي عندما ينالونها لايكون همهم الا السرقات ومصالحهم الشخصية.

الاستنكارات لاتغني والحسين (ع) علمنا غير ذلك!


لم يعد السكوت والتستر على المسميات مقبولاً فأن الوهابية السلفية (من سنة الشيطان) في العراق يقتلون الشيعة والاشراف من السنة وبشكل علني وبواسطة عدة طرق ودعم من دول الجوار. ومن هذه الطرق هو تسهيل مهمة الارهاب تحت مسيمات المقاومة التي لاتتعدى كونها مقاومة الشيعة والجهاد ضد الرافضة. ويدخل ضمن التشجيع على هذا الارهاب الاحزاب السنية المعروفة وبعض ملالي (يزيد بن معاوية) والفضائيات الطائفية الشوفينية (العراقية) والاعرابية.

أن جريمة كربلاء والرمادي اليوم يختلط فيها الدم الشيعي مع الدم السني الشريف. وهذه الفاجعة لاتحتاج الى ادانة من قبل (عبد العزيز الحكيم او من ابراهيم الجعفري) لانهم مسؤولون ويتطلب منهم ليس الادانة ولكن العمل الصحيح لايقاف مثل هذه الجرائم التي يندى لها الضمير والتي تتكرر تحت نفس الضروف وفي نفس الاماكن والازمنة ويتكرر معها الاستنكار والادانة.

اذا كانت هناك حكومة حازمة تخاف الله وتشعر بالمسؤولية فان عليها واجب اشاعة الامن والعدل والقصاص من المجرمين وبشكل حازم وان لاتخاف في الله لومة لائم في اقامة الحق والعدل واشاعة الامن. وهذا ما يجب ان تكون عليه المرجعية الدينية. فلايمكن ان يسكت على هذه الجرائم ممن يعتبرون انفسهم مراجع للأمة مثل (السيد علي السيستاني وغيره) فهؤلاء مسؤولون امام الله للحصول على نفس النتيجة من الامن والعدل والقضاء على الفساد وذلك باساداء النصح والفتوى للعاملين على القضاء والامن بتنفيذ القصاص العادل بحق المجرمين واتخاذ كل مايردع ذلك.

ان المطلوب ودون تأخير هو تفعيل قانون (القضاء على الارهاب) وتطبيقه على كل فرد يعيش في العراق دون اي استثناء بل والبدأ بتطبيقه فوراً على اولئك الذين يشجعون على الارهاب تحت مسميات المقاومة والجهاد من الذين يتسترون تحت يافطات الاحزاب والدين وهم لايمثلون الا نفوسهم المريضة. ويجب فوراً اتخاذ التدابير التالية للحفاظ على سلامة البلد من التفكك والحرب الاهلية وحفظ الامن:

اولاً: تنفيذ حكم الاعدام بجميع من تثبت عليهم تهم القتل دون ادنى تأخير

ثانياً: التسريع بمحاكمة الطاغية واعوانه وتنفيذ مايستحقون من عقوبات على ان تسير المحاكمات بكافة الجرائم في آن واحد عن كافة التهم ولاداعي لتجزئتها.

ثالثاً: تحديد المناطق التي ينطلق منها الارهاب وهي معروفة والقيام بتطويقها بنفس الطريقة التي قامت بها بريطانيا بتطويق واخلاء المناطق المشبوهة حتى يلقى القبض ويتم التحقيق مع المشبوهين ثم القيام بنشر قوات أمن وشرطة متعددة فيها وابقائها شبه مغلوقة حتى يتم التأكد من خلوها تماماً من الارهاب وعدم عودته اليها

رابعاً: تطهير كافة الاجهزة الامنية والعسكرية من الخونة ونزال القصاص العادل بحقهم

خامساً: القاء القبض على الذين يروجون لزعزعة الامن بأي شكل كان وتحت اي مسمى وبغض النظر عن مسمياتهم. ويجب ان يتم غلق كافة وسائل الاعلام المشجعة على الارهاب واغلاق مكاتب الاعلام الاعرابي والاجنبي المشبوه.

سادساً: تطبيق عقوبات صارمة على كل من يعلم او يتستر على اعمال اجرامية دون ان يبلغ عنها وهذا البند موجود في القانون العراقي ويطبق في جميع البلدان حتى على الجرائم الصغيرة

سابعاً: حصر المتواجدين من العرب والاجانب في العراق والقيام بتسفير من يشك فيه اما الاخرين فعليهم بان يقوموا بالتسجيل كل شهر في مراكز الشرطة لتجديد اقاماتهم على ان يقوموا بابلاغ والحصول على تصريح مكتوب من الشرطة في حالات سفرهم بين المحافظات.

ثامناً: نظراً للواقع الامني الاليم في العراق فيجب ان يتم فوراً تطبيق عقوبة الاعدام بحق كل من يكتشف بانه دخل الى العراق بشكل غير شرعي مع ضبط الحدود وانزال اعداد هائلة من الشرطة والجيش والامن السري في مناطق العراق كافة.

تاسعاً: تحميل رؤساء العشائر واصحاب الاراضي والمزارع المسؤولية في حين انطلاق الارهابيين من مناطقهم او اراضيهم خاصة اذا كانوا من المتسترين عليهم.

عاشراً: تتبع رؤوس الارهاب من امثال (الزرقاوي) والذي اختفت اخباره واخبار البحث عنه وانزال القصاص بحقهم مما ينزل بالارهابيين ضربة شديدة وينطبق نفس الشيء على الاحزاب المحضورة والمساندة للارهاب.

حادي عشر: تحميل الدول التي ترعى الارهاب مثل (سوريا) و (الجماعات التكفيرية السعودية) المسؤولية المباشرة وابلاغ ذلك رسمياً الى الجهات الدولية مثل (مجلس الامن) وكذلك (جامعة الاعراب – رغم عدم وجود الثقة بها). ويجب في نفس الوقت انزال اقصى العقوبات بمواطني هذه الدول من الذين يلقى القبض عليهم وذلك لكسر هيبة تلك الدول ولاشعارها بأن نفس المصير ينتظر من سترسلهم لعمل نفس الشيء ولكي يرتدع من ينوي القيام بنفس العمل

ثاني عشر: تطوير الجيش وقوى الامن العراقية بكافة اصنافها واعادة صنوف الجيش بما في ذلك الطيران والدفاع الجوي والدروع والمدفعية والصواريخ والاستخبارات العسكرية مع باقي الصنوف كالطبابة والميرة والمشاة والانضباط العسكري واستحداث قوات ضاربة للتدخل السريع. ويجب الضغط على قوات الاحتلال بكافة الاشكال بتسهيل ذلك بل والمساعدة عليه.

هناك امور كثيرة يجب العمل على تنفيذها ليل نهار ومن اهمها التعجيل بتشكيل حكومة على ضوء نتائج الانتخابات الاخيرة دون الالتفات الى محاولات الذين يريدون تمييعها. كما ويجب ان يتم التشديد على بناء مشاريع اعادة البناء والاسراع بها في المناطق التي لاينطلق منها الارهاب.

أن ما حصل في كربلاء اليوم عند مرقد الامام الحسين (عليه السلام) هو جريمة نكراء وان الذين نفذوها هم احفاد (يزيد بن معاوية بن آكلة الاكباد) واحفاد بنو أمية المفسدين منهم واحفاد (عبيد الشيطان بن زياد بن ابيه لعنه الله والملائكة والناس اجمعين). ان كلمات الحسين بن علي لاتقبل الغلط وهي ان الاعراب اصبحوا أمتين عندما قال (عليه السلام) (كنتم امة وكنا امة) اي عند وقوع السيف منهم لقتل اهل بيت رسول الله (ص).

أترجو أمةً قتلت حُسيناً شفاعةَ جدهِ يوم الحسابِ

الفاتحة لارواح شهداء فاجعة كربلاء والرمادي اليوم واللعنة الابدية لقتلتهم من اللقطاء والانذال والمأجورين والموت والخذلان لمن يؤيدهم من السفلة والمنافقين وعتاة المجرمين والابواق التي لاتميز بين معاطسها ومفاسيها.

سوف لن تنجح حكومة (عراقية) وليدة الدهاليز السرية التوافقية


{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (53) سورة المؤمنون

{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (32) سورة الروم

كل حزب من الاحزاب العراقية بما لديهم فرحون ولايهمهم من أمر الشعب العراقي المظلوم شيئاً! الشعب يجازف بحياته وينتخب والاحزاب تتمترس خلف الكتل الكونكريتية والاسلاك المكهربة والسيارات المدرعة والحماية الشخصية والمتاريس!

المواطن العراقي البسيط يعاني من الفقر والبطالة والمرض والتجهيل والقتل والارهاب والاغتصاب ورغم ذلك فأنه يتحدى كل ذلك فيقدم للعالم مثال حضاري رائع لانجاح العملية السياسية الديمقراطية. وفي نفس الوقت تضرب الاحزاب العراقية هذا النجاح الحضاري الذي حققه الشعب عرض الحائط لاهثةً وراء مصالحها وهي تتفاوض مع بعضها بشكل سري لاختيار حكومة (عوراقية) (توافقية) ليس لها علاقة بالانتخابات كما جاء على لسان البعض ممن شاركوا بهذه المفاوضات وممن يدعمون الارهاب بشكل مباشر وعلني تحت مسميات (المقاومة او الجهاد)!

ان الهدف من تكوين حكومة تسمى (توافقية) هو لتهميش واضعاف صوت الشعب العراقي وهذا بالضبط ما صرح به المدعو (عدنان دليمي) بقوله انه اتفق مع (مسعود برزاني) لتكوين حكومة لاتعتمد على الانتخابات السابقة.

أن تعرض الشعب العراقي وخاصة الشيعة الى عمليات القتل والابادة الجماعية كما حصل اليوم في (شهربان في مقبرة المجداد) هو الاجدر بأن يتم به التحقيق الدولي لتحديد الاحزاب والافراد التي تنضوي تحت هذه الاحزاب لتحديد مسؤوليتها عن ذلك وليس للتحقيق بنتائج انتخابات هي مرفوضة من قبل (البعض) سواء اقرتها لجان دولية ام لم تقرها. وهذا البعض معروف بعقليته الاعرابية الشرق اوسطية الدكتاتورية حتى على مستوى حياته العادية اليومية.

أن الطرف الاخر المسؤول عن البيروقراطية التي تقتل وتدمر هو (الهيئة العليا للانتخابات) وذلك بسبب تأخرها في اعلان النتائج بشكل كبير جداً لايتماشى حتى مع امكانيات العصور الوسطى! اننا لو سلمنا بان العد والفرز يقوم به طلاب مدرسة ابتدائية لما تأخروا كل هذا الوقت للوصول الى النتائج النهائية. وان التحجج بان اعلان النتائج في بعض الدول النائمة من العالم الثالث والتي لاتوجد لديها بنية تحتية سليمة غير مقبول على الاطلاق. ان الوقت الذي يتطلبه (السيد فريد ايار وجماعته) لاعلان النتائج النهائية هو وقت مبالغ فيه جداً اللهم الا اذا كان (فريد ايار وجماعته) يجرون اختبارات يتم فيها اعلان نتائج الانتخابات العراقية من على سطح المريخ!

ان النجاح الوحيد الذي حققته الاطراف (المتناطحة) على السلطة هو الذي حققته تلك الاطراف الداعمة للارهاب والرافضة لصوت الشعب العراقي والدليل هو ما حصل من عمليات قتل خلال الايام الماضية وعملية تمييع نتائج الانتخابات. حيث تتم عملية التمييع هذه على عدة مستويات منها (الرفض) (ولجنة التحقيق) (والتصريح بان الحكومة القادمة وليدة دهاليز سرية توافقية) (والتاخير باعلان النتائج) وغير ذلك من تمييع مقصود من قبل الاطراف المعروفة ومسكوتٌ عليه من قبل الاطراف الفائزة ضناً منها بانها لامحالة ستكون في قمة السلطة دون الالتفات الى مشاعر اولئك الذين صوتوا لها او الى الشعب ككل وهذا خطأ كبير سوف تدفع ثمنه عاجلاً ام اجلاً وهذه غاية يريد تحقيقها الغريم الاخر ضدها دون ان تشعر.

فلله در الشعب المبتلى ببلاء كبير اصبح على قمته احزاب لايهمها الا مصالحها الضيقة حتى لو ذبح هذا الشعب الذي عليه ان ينتفض لينفض عنه غبار الارهابيين الاصفر ويجتث من يدعمهم او من يهادنهم او الشياطين الخرسان الذين يسكتون عليهم.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter