بسم الله الرحمن الرحيم

اسواق الخضر والفواكه اهداف يقرها دين الشيطان


على مدى الاسابيع الماضية تم استهداف اسواق الخضر الشعبية في المناطق الشيعية وكان اخرها في بلد وفي الحلة اليوم في يوم الجمعة والناس يتهيأون لصوم رمضان.

ولقد نتج عن تلك الجرائم الارهابية الاخيرة مقتل المئات وجرح الالاف اغلبهم من النساء والاطفال والشيوخ وكلهم من العراقيين الابرياء من الشيعة.

هناك فشل شديد وليس خلل فحسب في عمل الذين تصدروا الواجهات الحكومية وخاصة التي تتعلق بالامن والقضاء ناهيك عن الذين يتربعون على عرش السلطة الهرمية المنخورة. ولقد اصبحنا نقرف من هؤلاء المتمترسين خلف الكتل الكونكريتية والاسلاك المكهربة الشائكة وهم يظهرون على شاشات التلفاز لايعرفون كيف يتكلمون وهمهم الوحيد هو خدمة مصالحهم ومصالح احزابهم وهم يضعون خلفهم علم (الدكتاتور صدام) الذي خط عليه (عبارة الله اكبر). تلك العبارة التي يلهج بها المجرمون بعد واثناء تنفيذ افعالهم القذرة من اغتصاب وقتل وقطع رؤوس وتفجير ابرياء وهي اسمى من كل ذلك.

اننا نعلم جيداً بأن الاجهزة الامنية والحكومية الاخرى مخترقة بشكل كبير ونعلم جيداً بانه لم يتم تطهير حقيقي لهذه الاجهزة من العناصر المندسة التي تعمل لصالح الارهاب. ولكن الامر الغريب حقاً هو تكرر حصول العمليات الاجرامية الارهابية تحت نفس الضروف وبنفس الاماكن وباستخدام نفس الوسائل!

الغريب هو ليس فشل الاجهزة المعنية ولانعني هنا الشرطة والجيش فحسب بل القضاء والمؤسسات الاخرى, بل الغريب هو فشل الشعب العراقي كافراد ومجموعات من تشخيص ومنع وقوع الجرائم الارهابية رغم تشابهها. ولقد دلت الجرائم الاخيرة على سهولة تنفيذ مثل هذه الاعمال الارهابية.

أن الذين جاؤوا الى السلطة والذين سعوا الى التنافس على الواجهات السلطوية لايمثلون الا انفسهم وقد اثبتت الايام بانهم في وادي والشعب العراقي في وادي اخر. ان وادي هؤلاء هو التنافس المستميت على القصور الصدامية في المنطقة الخضراء وعلى سرقة اموال الشعب تحت مختلف المسميات. ان العراق تم فيه تغيير صدام باكثر من الف صدام و(صداديم) صغيرة ان صح التعبير. وما المعركة التي كادت تنشب بين حرس الجعفري وحرس الطالباني بسبب قصر من القصور اخلاه الامريكيون الا دليل على ذلك. فهل يرتجى حل لمشاكل العراق من هؤلاء اومن (عبد العزيز الحكيم) الذي لايقدر الا على ارسال تصريح (استنكار) نعم (استنكار)!! على جريمتي (بلد) و(الحلة). المهم بالنسبة الى هؤلاء هو اصبحت لكل واحد منهم فضائية وقصور وحصة في النفط وليذهب الشعب الى الجحيم فلا ماء ولاكهرباء ولا امن حتى اصبح الناس يترحمون على ايام الطاغية! ولقد تم زج اسماء يعض علماء الدين مثل (السيستاني) بشكل غير متحضر ولا مقبول في اناشيد في بعض هذه الفضائيات مثل (الفرات) وبشكل لايفعله الا الدكتاتوريون الذين يحبون ان يتغنى الناس باسمائهم. ان على (السيد علي السيستاني) اومن يقرأ هذا من جماعته ان يوصلوا له بان من المقرف زج اسمه باغاني تشبه اغاني صدام المقرفة والتي لاتمثل الا التدليس والتملق والنفاق. ويجب ان يصدر تصريح بمنع مثل هذه الاشياء التي تمجد الاشخاص وتختزل الناس بشخص واحد فقط مهما كان هذا الشخص.

أن الحل يتمثل بتفعيل دور الشعب بكافة شرائعه وافراده بمكافحة الارهاب والجرائم واعطاء مكافئات لم يدلي بمعلومات تؤدي الى القاء القبض على الارهابيين او على ابطال مفعول جرائمهم قبل وقوعها. وهنا يجب ان يتم تثقيف الشعب بكافة الوسائل المتوفرة على كيفية تشخيص الاعمال غير العادية او تصرفات الافراد او المجموعات المشبوهة وألاخبار عنها.

وهنك امر مهم جداً هو ان القضاء على الارهاب لايمكن ان يتم دون القضاء على الابواق التي تشجع عليه. وهناك الكثير من هذه الابواق في العراق على المستوى الرسمي والديني وتحت مسميات الدين والجهاد والطائفية.

يجب تفعيل القضاء والعراق بحاجة الى قضاة شجعان لايخافون في احكامهم لومة لائم. اننا بحاجة الى قاضيٍ شجاع يصدر حكمه على القاتل الذي يفجر الناس مثل سوق الحلة او بلد اوغيرها بأن يقول (ينفذ حكم الاعدام بالمجرم الكلب فلان بن علان وذلك برجمه وهو معلق يتدلى في وسط مكان جريمته ويتم رجمه ببعض اجزاء الحديد والحجارة التي تسبب هو بها خلال التفجير ومن قبل اهالي الضحايا, على ان يشاهد اعدامه من يريد من الناس ويعرض على شاشات التلفاز, وبعد ان يتأكد من موته يترك معلقاً لمدة لاتزيد على 48 ساعة وبما ان بعض ضحاياه لم يتم العثور لهم على اشلاء فانه لايترك له قبر معروف ولايدفن على الطريقة الاسلامية او اي دين آخر وتصادر امواله وممتلكاته لحق الضحايا). هل من قاضي شجاع متميز يأخذ ذلك مأخذ الجد ولاتأخذه في العدالة لومة لائم ويأتينا بما لم يتمكن القضاء العراقي الضعيف على الاتيان به؟

ان استهداف الاسواق الشعبية وقتل الابرياء يتم من قبل شياطين يتبعون ملة الشيطان تلك الملة التي بها قُتِل الحسين بن علي وبها تم سبي نساء آل بيت رسول الله (ص) وبها تم قتل عمار بن ياسر وبها سيطر الظالمون على رقاب العباد.

وسوف يسجل التاريخ بحروف العار والخزي أولئك الذين يدعمون هذه الجرائم الارهابية من امثال النظام السوري والوهابية السعودية والاعراب وبعض الجماعات الاعجمية والعراقية.

العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص


صدر في بريطانيا بعد الهجمات الارهابية ليوم 7/7/2005 مجموعة من القوانين الرادعة ومنها ان يعاقب كل من لديه معلومات عن الارهاب ولم يخبر بها السلطات المختصة ويشمل ذلك من يعرف شيئاً ولو كان مشكوكاً به عن الارهاب ولم يخبر به.

ان اكثر البلدان بحاجة الى قوانين صارمة لحماية نفسها من الارهاب هو العراق وبدون شك. ولكن للاسف الشديد فان القضاء العراقي يكاد يكون ليس ضعيفاً فحسب بل فاشلاً كفشل حكومته في هذا الصدد.

ان العراق بحاجة الى تطبيق اشد العقوبات الصارمة واسرعها تنفيذاً بحق المجرمين والارهابيين وفي الساحات العامة.

يجب ان يتم وفوراً اعادة النظر بالعملية القضائية في العراق برمتها بحيث يتم وضع عقوبات صارمة وفورية ومماثلة للجرم. فهل يعقل بان يترك المجرمون دون عقاب لفترات طويلة ويتسرب منهم الى المجتمع من يتسرب ثانيةً بينما تصدر في من تبقى عقوبات مخففة بعضها لايتعدى سنة او سنتين سجن كعقوبة لاعمال ارهابية؟!

ان ما تعرضه الفضائيات (كالعراقية والفيحاء) من ارهابيين يدلون باعترافاتهم التي يندى لها الجبين وقل مثيلها لايكفي بل ولقد اصبح يزيد الشرفاء حنقنا من القضاء ومن الحكومة العراقية الضعيفيين.

ان العقاب الرادع هو حق من حقوق الشعوب للعيش بسلام ويجب ان يكون حسب احتياجات ذلك البلد الى نوع الردع. فبلد مثل (سويسرا) مثلا لايمكن مقارنتها بالعراق. هناك يمكن ان ياخذ التحقيق والقضاء وقتاً كافياً لتنفيذ العقوبة التي يمكن ان تكون شدتها اقل بكثير لانها تعطي ما يراد منها من ردع. اما هنا في العراق فالحالة بحاجة الى فعالية اكبر وعقوبات اكثر صرامة وشدة. ان الالتهاب هنا شديد فهو بحاجة الى مضاد حيوي قوي جداً او اكثر من مضاد للقضاء على الجراثيم التي اكتسبت مناعة بسبب ضعف المضادات التي استخدمت دون جدوى بينما في (سويسرا) الالتهاب بسيط اومعدوم ولايحتاج الا الى علاج بسيط. وما ان نصل نحن هنا في العراق الى ذلك المستوى او حتى ادنى من ذلك فيمكن تغيير القوانيين لتصبح اقل شدة.

ان الردع هو عامل نفسي يضع حاجز بين الشخص وبين القيام بالجريمة يجعله يفكر مئات المرات قبل ان يقدم على جريمته وفي الغالب لايحدث التنفيذ لان المسألة هنا تتعلق (بالوقاية التي هي خير من العلاج). ولكن هل يتحقق العامل الردعي بالوقاية المطلوبة ما لم يتم تحفيز النفس بالجرعة المناسبة للقاح. وبما ان الردع معناه الخوف من العقاب والمصير فيما لو تم القدوم على الجرم فان ذلك التحفيز بحاجة الى التغلل في النفس. وهناك نفوس لايتم التغلل بها الا اذا رأت ذلك المصير بعينها. وهنا بيت القصيد اي ان المجرم الذي يفجر عبوة ناسفة ويقتل بها ابرياء يجب ان يأخذ ويتم قتله في نفس المكان وبنفس الطريقة. والذي يذبح الناس يجب ذبحه بنفس الطريقة والذي يغتصب النساء يجب اولاً قطع اعضاءه الذكرية بما في ذلك خصيتيه بحيث بعدها يتحول الى خنثي يشبه النساء عندها يمكن قتله اذا كان قد قتل ضحيته والسبب انه قتل انثى بعد ان اعتدى على عفتها وعليه فانه يعتدى على اعضاءه الفاعلة ويتم تحويله الى انثى ثم يقتل. اما بالنسبة لغير العراقيين من الارهابيين فيجب ان تكون العقوبات مضاعفة. بهذا الشكل فقط نحمي الناس وهذا واجب انساني والهي.

وبكلمة قصيرة فان الارهاب لايتوقف الا اذا طبقت عقوبات صارمة يتم فيها تعليق المجرمين على المشانق في الساحات العامة لكي تؤدي الغرض منها. اننا نريد ان نرى المجرم (على سبيل المثال) الذي عرضته فضائية العراقية ليوم 28/9/2005 وهو يطالب بالعفو عنه بعد ان اغتصب وقتل العديد من النساء والرجال ان يتم عرض طريقة اعدامه بعد المقابلة معه.

ان جميع الارهابيين الذين عرضوا كانوا يقولون بانهم يخافون من الرؤوس الارهابية الكبيرة من ان تبطش بهم وباهلم بعد تهديدها لهم وبهذا يتم دفعهم للقيام بالافعال القذرة. وهذا من ناحية صحيح وعليه يجب قلب المعادلة عليهم ولقلب المعادلة يجب وضع قوانين كما فعلت بريطانيا لكي يكون الردع شاملا ووقائياً. اما ان ننتظر المجرم لتحقيق غرضه فهذا ليس ردع وليس وقاية بل علاج ما بعد المرض.

ان العراق بحاجة الى علاج مع لقاح للوقاية في نفس الوقت. العلاج معروف واللقاح يجب ان يكون فعال ومتواصل ويشمل من يساعدون ويشجعون الارهاب بكل الوسائل وحتى الذين يتسترون عليه او يعرفون عنه ولايقومون بالاخبار.

لمحات مهمة من تاريخ ال سعود والوهابية


من المعروف بشكل لايقبل الشك بان الامبراطورية البريطانية عندما استعمرت الدول اعتمدت على اسلوب (فرق تسد) و استندت على قاعدة (اذا سيطرت على دكان الفخار الصيني فانه صار لك). وهنا يرمز الانكليزي الى بعد الصين عن بريطانيا والى تدني قيمة محل لبيع الفخار. اذن فكيف اذا كانت الارض ارض العرب القريبة وكانت القيمة هي الذهب الاسود اي النفط؟! ناهيك عن امور تراثية وتاريخية لانريد الخوض فيها ليس لعدم اهميتها بل لانها سوف تعرف من خلال الاشارة اليها.

ومما لاشك فيه فقد تحركت بريطانيا تجاه منطقة (نجد والحجاز) لكي تحقق ثلاثة اهداف تتعلق بالنفط والتأريخ والسيطرة. وكما هو معروف فأن هذه الامبراطوية تزرع بؤر توتر تستطيع ان تنفذ من خلالها في اي وقت تشاء حتى بعد انسحابها اذا اقتضى الامر. وهي لذلك تسعى الى ايجاد شركاء محليين من قطاع الطرق او المطاردين والهاربين من القانون و ماشابههم. ومن هؤلاء الشركاء في (شبه الجزيرة العربية) كان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب.

محمد بن سعود:

يرجع نسبه الى (مردخاي بن ابراهيم بن موشي) وهو تاجر حبوب عراقي من البصرة انضم الى عشيرة (المساليخ) من (عنزة) عندما قدموا للبصرة للتبضع عام 851 هجرية مدعيا بانه ابن عم لهم طرده اهله مع ابوه منذ زمن. وفي نجد غير اسمه الى (مرخان) وانتقل بعد ان جمع اتباع له الى (ام الساهك) قرب القطيف واسماها (الدرعية) نسبة الى الدرع الذي باعه احد الاعراب الى (يهود بني القينقاع) بعد معركة احد مدعياً بانه درع الرسول (ص)!

لقد نصب (مردخاي) نفسه ملكا على اتباعه وبعض البدو ممن سكنوا الدرعية مما جعل قبيلتي (العجمان وبني هاجر) ان تتعاون مع قبائل اخرى لطرده. ففر الى (المليبيد) (الرياض حالياً) واستجار بصاحب الارض هناك. وبعد شهر غدر بصاحب الارض و قتله هو وعائلته. ثم اطلق على الارض اسم (الدرعية) مرة ثانية!

لقد قام (مردخي) بتصفية من لايتماشى مع خطه ومنهم (الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي) الذي قتله وهو راكع اثناء صلاة العصر في المسجد في بلدة (الزلفي). وقد جمع له اتباع بالتخويف والاموال. وقد تزوج من بنات هؤلاء الاتباع عدد لايحصى من النساء كعادة اهل البداوة من الاعراب في المصاهرة من اجل المال والجاه مع ذوي النفوذ والقوة.

وكان من جملة ابناءه الذين جاؤوا معه من (البصرة) ابنه المدعو (ماك رن) والذي اسماه فيما بعد (المقرن) والذي انجب له ابنا اسماه (محمد) ثم (سعود) الذي منه جاءت (عائلة ال سعود) وعليها سميت بلاد نجد والحجاز. ولقد انجب (سعود) ولدا اسماه (محمد) الذي اطلق على نفسه لقب (الامام محمد بن سعود) والذي بقي يسكن الدرعية الى ان التقت مصالحه مع مصالح (محمد بن عبد الوهاب).

محمد بن عبد الوهاب:

ان جد هذا النكرة هو تركي الاصل اسمه (شلومان قرقوزي) الذي ينتسب الى يهود الدونمة. اذ ارتحل الى سوريا وسجن فيها ثم فر منها الى مصر وطرد منها فارا الى ارض (العيينة) في نجد حيث ادعى بانه من سلالة (ربيعة) ووجد في السحر والشعوذة وغطاء الدين عملا مربحا له. هنا انجب ابنه (عبد الوهاب) الذي هو ابو (محمد).

كان (محمد) اكثر شعوذة من ابوه وجده مما جعل بعض اهل نجد تستاء منه ففر الى العراق ثم طردوه اهل العراق ليفر الى مصر التي هي الاخرى طردته ليفر الى الشام التي منها طرد ليستقر في (العيينة) حيث وضعه حاكمها تحت الرقابة المشددة لكنه افلت ووجد ضالته في (الدرعية) مع (محمد بن سعود).

هناك عقدت اول صفقة بين الشريكين بحيث تكون الامامة في السلطة لابن سعود والامامة في الدين لابن عبد الوهاب. وبدأ حينها مسلل الاغتيالات لزعماء القبائل وشيوخ الدين وتم الاستيلاء على الارض واحدة تلو الاخرى. واستخدم بعض الخونة من القبائل لتهيئة الامور للسيطرة على القبائل مقابل بعض المناصب او الاموال.

جيش الاخوان:

تم تشكيل جيش يلتزم فتاوي (الامامين) وشيوخهم شعاره القتل والموت والدمار وبقر بطون الحوامل واخذ النساء سبايا واستباحة الحرمات وكان شعاره (هبت هبوب الجنة وينك يباغيها). وليس من الغريب ان يكون اول قائد لهذا الجيش هو (الكابتن شكسبير) والذي اخلفه (الكابتن جون فلبي) الذي غير اسمه فيما بعد الى (عبد الله فلبي)!

ولقد اشاع هذا الجيش موجات من القتل والتعسف والفساد والتهديم في كافة انحاء الجزيرة العربية والشام والعراق. واردف اعماله بهيئة تسمى (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي كانت بالحقيقة تنهى عن المعروف وتامر بالمنكر. فكل ماهو منكر يحلل لآل سعود وآل الشيخ وكل ما هو معروف يحرم على العامة. ومن الامور الغريبة التي حرمتها هذه الهيئة هو ركوب الدراجات الهوائية والتجول بعد حلول الظلام وفرض ضرائب غريبة على الناس مثل ضريبة حماية الاعراض وضرائب على الحجاج تذهب الى جيب بن سعود وابن عبد وهاب.

وقد ثارت عدة قبائل عربية ضد التعسف والظلم السعودي في الجوف والقصيم وحائل وغيرها ولكن مساندة الاسطول البريطاني ومدفعيته وضباطه افشلت الكثير من هذه الثورات.

لقد كان عبد العزيز آل سعود ينفذ خطط يضعها له الانكليز وكان اذا عسكر جيشه لحصار قرية او منطقة يخرج (دربيله) ويأخذ بالنظر الى نساء تلك المنطقة مناديا اصحابه بان (الحور العين) موجودة تنتضرهم هنا. فيتسابق البلهاء لقطع رؤوس الناس واستباحة اعراضهم. وكان من يجرح من جيش الاخوان الوهابي يقوم رفاقه بطعنه وقتله قائلين له ان يحجز لهم بيتا عند ربهم في الجنة! فهل يوجد اكثر من هذا الغباء والتشويه للدين الحنيف؟!

ماذا فعلوا بقبيلة مطير؟:

قاومت هذه القبيلة جيش الاخوان واعتبرت دعوته باطلة لاتمت للدين بصلة بل وانها الكفر بعينه. وعندما تمكن منهم بن سعود وبن عبد الوهاب بمساعدة بريطانيا تم قتل بعض اعيانها وسجن البعض الاخر. وبعد فترة جاء عدد من ابناء عمومتهم للتوسط لدى بن سعود لاطلاق سراحهم. فامر بن سعود بالقدور لتطبخ تكريما لهم. ولكن المفاجأة كانت عندما تم تقديم الموائد فعندما فتحت وجد انها عبارة عن رؤوس ابناء اعمامهم السجناء الذين جاؤوا لاجل اطلاقهم. فامرهم بن سعود ان يأكلوا منها وعندما ابوا قتلهم جميعاً.

العراق وآل سعود:

هاجم جيش الوهابية السعودية العراق ودمر حرم الامام الحسين (ع) والكثير من المراقد وقتل اهالي كربلاء وبقر كعادته بطون الحوامل واعتدى على الاعراض وفعل نفس الشيء في بلاد الشام واليمن الا انه فشل في البقاء لعدة عوامل منها عوامل جغرافية وستراتيجية وبشرية تكره هذا التعسف الاعرابي الضحل. اضافة الى كل هذا فان التاريخ العراقي ومنذ الملك (سرجون) يشير الى ان حدود مملكة العراق تمتد حتى البحر الاحمر غربا وحتى الرياض جنوبا بعد ان قضى الملك سرجون على قطاع الطرق والبدو والغزاة من الذين كانوا يطمعون بثراء الدولة السومرية والبابلية بعدها باعتبارها القوى العظمى في العالم انذك وام الحضارة البشرية.

الاستعمار السعودي للاحساء والقطيف:

المنطقة التي تعرف حاليا (بالشرقية) اي بلاد (الاحساء والقطيف) هي بلاد الماء والخضرة والنفط وهو ما تريده بريطانيا وما يريده الشريكين بن سعود وبن عبد وهاب. وقد عمل (جون فلبي) بكل وسعه ووسع جيشه ان يسيطر على تلك المنطقة الستراتيجية ليس لكونها غنية بالنفط فقط بل لانها نقطة ارتكاز ووصل بين نجد والحجاز والجوف (المحميات الانكليزية).

لقد تم الاستيلاء على الاحساء من جانب (الهفوف) بالتعاون مع عدد من العملاء في المنطقة الذين هدموا جدار المدينة مما سهل على بن سعود والف من مرتزقته من الدخول تحت ستار الليل واحتلالها. فحل بذلك الاحتلال السعودي للاحساء محل الاحتلال العثماني البغيض.

واول ما فعل بن سعود هو انه قطع رؤوس البعض ممن تعاونوا معه وقدم رؤوسهم مع الاكل في وليمة اعدها لارهاب الناس حيث عندما رأى الناس الرؤوس المقطوعة الى جانب الاكل امتنعوا مما جعل بن سعود ومرتزقته الى ان يسلوا سيوفهم مهددينً الناس بان يأكلوا الطعام. تلا ذلك تعسف وظلم وسجون واغتيالات قل نظيرها مما اضطر ما يزيد على (مليون) شخص بالنزوح الى جنوب العراق.

هدم الاماكن التاريخية:
لقد عمل آل سعود والوهابية بهدم العدد الكبير من المعالم التاريخية الاسلامية وطمس معالم المتبقي منها. ومن الامثلة
البسيطة على ذلك:

البيت الذي ولد فيه الرسول
بيت خديجة
بيت ابو بكر
بيت علي
بيت ولادة فاطمة
بيت حمزة و بيت الارقم وقبور الشهداء وقبور شهداء بدر
تدمير بقيع الغردق وقلع اشجاره
الكثير من المساجد التاريخية بشكل لايعد ولايحصى
سرقوا الذهب الموجود في القبة الخضراء واستخدموه حلي لنسائهم وسيوفهم

ولقد ارادوا ان يهدموا القبر النبوي الكريم ولكن الناس استماتوا ضده فسيطروا عليه واحالوا بين الناس وبينه الى يومنا هذا.

وتم احراق مكتبات من اثمن المكتبات في مكة والمدينة ومنها (المكتبة العربية) التي تعد من اثمن المكتبات في العالم حيث كان فيها اكثر من 60,000 كتاب نادر واكثر من 40,000 مخطوط نادر جدا منها معاهدات خطت بين قريش واليهود ما قبل الاسلام وكلها احرقوها ودمروها.

يوم الجمعة هو يوم الاذلال والحزن:

منذ الاحتلال السعودي لارض نجد والحجاز تقام يوم كل جمعة بعد صلاة الجمعة حفلات لقطع الرؤوس والايدي والارجل في ارجاء البلاد. وهناك ساحة خاصة لذلك في الرياض تقام عليها هذه الامور كل يوم جمعه. وكل ذلك ليس لتطبيق الشرع بل لاذلال الشعب واستعباده فبينما تقرع الكؤوس ويتم تعاطي كافة اشكال الفساد في القصور والفلل الفاخرة ليلة الجمعة يستيقظ الشعب المسكين على حفلات قطع الرؤوس مما يحول يوم الجمعة الى يوم حزن وكابة وظلم وتعسف في هذه البلاد.

حدود العراق الحقيقية:

في 10/11/1922 اجتمع (برسي كوكس) و (عبد عزيز سعود) وممثل عن العراق هو (صبيح بيك) لترسيم الحدود. فذكر صبيح بان حدود العراق منذ بداية التاريخ هي حتى (الرياض) وتشمل حائل والمدينة وينبع وجزء من ساحل البحر الاحمر. ولكن ذلك لم يرضي كوكس الذي حدد غير ذلك. ومع هذا فان بن سعود اراد تحديد الامر على شكل قبلي لم يرض به كوكس و حينها اخذ بن سعود يقبل بيدي ورجلي كوكس قائلاً له (انت امي وابي وكل شيء) وانا اقبل بما تحدده!

المكر السعودي والفساد المستمر:

منذ الاستعمار السعودي لارض نجد والحجاز والى اليوم وهم منهمكون بالمكر والمكيدة لكافة الدول الاقليمية المجاورة دون استثناء. واضافة الى ذلك استمرار الفساد والظلم في البلاد التي استعمروها.

فقد بنى هؤلاء الاعراب من البدو القصور الفارهة في كافة انحاء المعمورة بدون استثناء كتلك القصور التي توجد في ماربيلا في اسبانيا وشيدوا الى جانب هذه القصور جوامع وهابية عبارة عن امتداد للعهد الوهابي السعودي وكتغطية على كل مايدور في هذه القصور من فساد لايمكن ان يوصف.

وتشهد على اموال الشعب السعودي المسروقة (كازينوهات الغرب) مثل (مونتكارلو) التي خسر فيها (فهد) ولمرة واحدة في ليلة واحدة فقط ستة ملايين دولار على موائد القمار كما جاء في (مجلة التايمز) الامريكية ليوم 19/10/1974.

وتحت مسيمات الدين نشأت جمعيات وجماعات خاصة في الغرب لاتمثل من الدين الا ما يريد آل سعود وآل الشيخ من فتاوي ودعاية انتخى لها الكثير ممن صاروا يعتاشون على تربية اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة وتمجيد هؤلاء الاوغاد.

ولقد لعب هؤلاء دورا كبيرا في تجارة الرقيق وبيع وشراء النساء والغلمان الذي كان يتاجر فيه علناً في (البطحاء) في الرياض الى حد اعوام الستينات والسبعينات ثم صار يتاجر فيها بالسر حالياً.

ان الدور السعودي في تخريب العراق اليوم ما هو الا امتداد لذلك الدور الاستعماري الذي استعمر هذه البلاد. وما على اهل نجد والحجاز الا التحرر من هذا الاخطبوط الذي جثم على بلادهم ردحاً طويلا من الزمن وخاصة اهالي المنطقة الشرقية المنكوبين به.

وعلى المسؤولين العراقيين الذين تسابقوا بذل ومهانة لتشييع جثمان (فهد) ان يعتذروا الى الشعب العراقي من هذه الذلة والمهانة التي كانت تسير من خلفهم ومن امامهم ومن جوانبهم وكانهم امعات يسيرون بذل ولايمثلون الا انفسهم وليس الشعب العراقي.

ماذا أراد سعود فيصل بتصريحه؟


لم يأتي تصريح سعود فيصل ال سعود وزير خارجية (السعودية) بشأن العراق انطلاقاً من حرص هذا على سلامة او وحدة العراق على الاطلاق. أن مواقف هذا الشخص وحكومته من الشعب العراقي لاتتعدى حدود اشتراكهم بقتل الشعب العراقي منذ اشتراكهم مع صدام لحرب ايران في الثمانينات وذلك بدفع من اسيادهم ومن خوفهم على الوهابية. وقد اعترف هذا بشكل صريح بمشاركتهم بهذه الحرب ودون خجل. ومن ثم جاء دورهم في التخريب الثاني للعراق وهو استقبالهم للقوات الامريكية والقوات المتحالفة معها في التسعينات على اراضيهم بحجة تحرير الكويت والتي دمروا بها ماتبقى بعد حرب ايران.

ثم لايخفى على احد دور سعود فيصل وملكه فهد في تشديد الحصار على الشعب العراقي بعد دورهم المشبوه بالابقاء على صدام مما نتج عنه مقتل اكثر من مليون عراقي مابين طفل وشيخ وأمرة وشاب. ناهيك عن تدمير البنية الاجتماعية والاساسية للبلد.

وبعد كل هذا التأريخ الاسود ضد الشعب العراقي اصبحت السعودية الدولة التي تمول الارهاب في العراق عن طريق منضماتها الاهلية المدعومة من قبل الحكومة و ارسال ارهابيها الى العراق لقتل ابناءه. ناهيك عن دور البوب كليب من ال 26 شيخ سعودي في فتاويهم الداعمة والداعية للارهاب في العراق تلك الفتاوي التي صبت ولا تزال تصب لتمزيق وحدة العراق بشكل طائفي قبيح. ولم يكن سعود فيصل من المحتجين حينها على هؤلاء البوب كليب من شيوخ الوهابية الذين افتوا بجواز القتل او الارهاب في العراق.

ولكن الاهم من كل هذه فان هناك سبب رئيسي في تصريح سعود ال سعود وهو تزايد الضغوط على الحكومة السعودية من قبل المنضمات الدولية والانسانية باعطاء الحقوق الاساسية للشيعة الذين يشكلون نسبة 25% من السكان ونسبة 90% من سكان الشرقية التي تعتبر اغنى منطقة بالنفط ولكنها افقر منطقة هناك.

أن الاجدر بسعود الفيصل ان يعتذر للشعب العراقي عن القتل الذي تسببه هو وحكومته لهذا الشعب خلال العقود الماضية ولايزال وان يلتفت الى حل ازماته مع شعبه في المنطقة الشرقية واعطاءه ابسط الحقوق لهم في العيش لا ان يتهرب من ذلك.

ويجب على سعود بن فيصل ان يفهم بأن في الشعب العراقي رجال ومفكرون وعلماء لايقبلون بان يسلمهم احد لاحد كما ادعى هو. فالعراق بشيعته وسنته ليس ايران وايران ليست العراق ولايقبل العراقيون ان يملي عليهم احد طروحاته سواء كان من ايران او امريكا او الاعراب فالعراق للعراقيين كلهم بكل اطيافهم. وعلى الاخرين ان يتعاملوا ويعاملوا شعوبهم كما امر الدين الاسلامي بالتساوي والمساواة وان يسمحوا لشيعتهم بتسلم المناصب الوزارية والادارية حسب الكفاءة والمنافسة الحرة التي تفتقر لها حكومتتهم.

الى شيعة وسنة العراق


لقد سمعتم البارحة المجرم المأبون الفلسطيني الاصل والهارب من العدالة في الاردن المدعو ابو مصعب الزرقاوي وهو يعلن عن شن حرب ضد الشيعة في كافة انحاء العراق.

والسؤال هو هل انتم جبناء الى هذه الدرجة بحيث لا تفعلون شيئاً وتبقون تنتظرون ان يحميكم الجعفري ووزراءه الذين يحتمون بين الكتل والترسانات الكونكريتية والشوارع المسدودة؟

أم انكم ستبقون لا تعرفون شيئاً الا البكاء واللطم وكأنكم تنتظرون الموت واحداً بعد الاخر؟

لعلكم تقولون باننا لانريد الانجرار الى حرب طائفية مقصودة! ولكن وكما ذكرنا سابقاً فأن هناك فرق بين اهل العراق من السنة الشرفاء والطيبين وبين من يقدم الدعم ويشارك مع الارهاب. حيث يجب ان تعلموا بأن الزرقاوي لايمكن لوحده عمل اي شيء ويهدد وينفذ دون وجود ايدي كثيرة من العراقيين وغير العراقيين تعمل معه وتروج لارهابه. فأينكم من هذه الايدي؟ اقطعوها قبل ان تقطعكم. اذا اردتم الزرقاوي فخذوه من خلال مرتزقته الذين يعملون معه. اخرجوهم من تحت الارض ومن البيوت ومن الطرقات واقتصوا منهم.

لقد صادقت بريطانيا اليوم على قانون يعاقب باقصى العقوبات كل من يساعد الارهاب او يؤيده ولو بالكلام. وان كافة الدول اذا تعرض امنها الوطني للخطر تتحد معارضتها مع حكومتها ضد ذلك خاصة اذا تعرض المدنيون الى القتل والدمار. اما في العراق فنرى عدد هائل من الذين لايترددون لحظة واحدة من تأييد الارهاب بشكل او باخر والدليل على ذلك وجود تأييد واضح للزرقاوي من قبل بعض المجموعات المعروفة.

ياشيعة وسنة العراق أن الزرقاوي تحداكم وهو ليس منكم ولا من بلدكم ويعيش بينكم وفي ارضكم ويأكل من خيراتكم ويشرب من مائكم بل ويشرب من (دمكم) فهل انتم عليه ساكتون؟ وهل على من يعمل معه انتم متفرجون؟

الحكومة لاتحميكم ولاتحمي نفسها وهي اعجز من أن تفعل شيء غير اصدار (تنديد)! فماذا انتم فاعلون للزرقاوي وأعوانه ومن يأيده؟ هل ستقبضون عليهم واحداً بعد الاخر وتنفذون فيهم حكم الشعب ام انتم كحكومتكم عاجزون؟ الم يكفيكم اللطم والبكاء؟ ألا تثبتون للعالم بأنكم لايقهركم جربوع و انتم قادرون على اخراجه من جحره لينال ما يستحق من جزاء هو وكل من يصطف معه؟

وكلمة الى سنة العراق. اذا افترضنا انكم رضيتم بهارب من العدالة يتأمر عليكم ولكن ألا تخجلون بأنه يدعوكم الى قتل اخوان لكم في الوطن فتقبلون. وماذا تسمون اصطفافكم وراء فاشل وقاتل محترف غير شن حرب مذهبية وطائفية حقيرة ضد اخون لكم على الاقل بالوطن؟

واخيراً وليس آخراً اذا كان هذا هو الاسلام الذي يقتل به السفاح المجرم الهارب ومن سار معه العمال الابرياء والناس البسطاء والتدمير فلا خير بهكذا اسلام ولابارك الله فيه ولا بالذين يتبعونه من القتلة والانذال من قطاع الطرق (والسرسرية السفلة) من الساقطين والمتسكعين والفاشلين مهنياً ودراسياً واجتماعياً واخلاقياً. أن محمد (ص) وكافة الانبياء براء من هؤلاء ومن اسلامهم المنحرف. وان هؤلاء ملعونون في الدنيا والاخرة ولهم مستقر في جهنم ولهم بئس المصير.

أن الله يمهل ولايهمل وسوف يقتص الابرياء من القتلى من عمال (مسطر) بغداد من قاتليهم في الدنيا قبل وقوفهم امام الله في الاخرة لكي يقتص لهم ممن قتلهم. وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

ماذا قال الاعراب لفضائية العربية عن تلعفر؟


ان ما حدث ويحدث في العراق من خراب ودمار على مدى العقود الماضية اصبح لايحتاج الى دليل على ان السبب الرئيسي فيه هم الاعراب ولاسباب طائفية مذهبية صرفة لاترقى الى ادنى درجة من درجات التحضر. فعندما قام المجرم الحقير صدام بدفع الشعب العراقي نحو محرقة الموت مع ايران الخميني بدفع غربي معروف وضع الاعراب كل ثقلهم لقتل الشعب العراقي وعلى ثلاثة محاور. المحور الاول وهو محور دول الخليج ومصر والتي ايدت صدام فتحملت تلك الدول مسؤولية قتل العراقيين والايرانيين على حد سواء. والمحور الثاني كان محور الشر السوري الليبي الذي اصطف مع طهران الخميني فكانت تلك الدول مسؤولة بشكل مباشر عن قتل ودمار الشعب العراقي. واما المحور الثالث فهي الدول التي ايدت صدام والتي قامت بسرقة خيرات العراق ونفطه واستفادت من (الترانسيت) الحربي مثل الاردن والسعودية أو التي ارسلت افرادها للاحلال محل العراقيين الذين زُجُوا في اتون الحرب الصدامية الخمينية القذرة. حيث كان في هذا الطرف صدام ينسج لنفسه قادسية حقيرة هي عبارة عن الارهاب والسجون والقتل وانتشار الصور الشخصية التي بالتالي اصبحت (مباول) يبول عليها الاطفال والجنود الامريكيون ويضربها العراقيون بالاحذية و(النعول). وكان على الجانب الثاني الخميني الذي يوزع مفاتيح الجنة على الاطفال والشيوخ المغرر بهم ويعتبر ايقاف الحرب والقتل بين المسلمين عبارة عن تجرع قدح من السم! فيالها من مأساة كان يجب ان تكون بين صدام والخميني وزمرهم وعلى حلبة يتفرج عليها كلا الشعبيين بدلاً من تفرج هؤلاء الاوباش على قتل كلا الشعبين.

وبعد انتهاء حرب (قادسية الجرذ) و (مفاتيح جنة الخميني) كان الاعراب اول من تدخل جيوشهم الى العراق لقتل العراقيين او دفنهم وهم احياء على طريق الموت بعد ان وقف حكامهم من امثال حسني مبارك مواقف سلبية جداً. فبدلاً من التعاون لتخليص العراق من مجرم الحرب صدام قبلوا بالمنح المالية الكبيرة التي دفعتها لهم جهات دولية معروفة لقاء تمهيدهم لضرب العراق. وقد اثبتوا لاسيادهم المانحين بانهم اهلاً لذلك فكانت جيوشهم تقف جنباً الى جنب مع الجيش الامريكي لتحطيم ما تبقى من بنية تحتية للعراق من جسور وطرق ومعامل ومحطات الماء والكهرباء والمستشفيات والمدارس ولم تسلم منهم حتى دور العبادة. فكانت محرقة حرب عالمية ثالثة بكل معنى الكلمة. وخلال هذه الفترة بنيت بعض العواصم الاعرابية كالرياض من الحضيض وانطلق النايل سات وغيره كهدية على الاشتراك باحراق العراق الذي وللاسف الشديد لايزال ضمن جامعة الاعراب الهرمة والمترهلة والتي لعبت ولاتزال دوراً لايقل عن ادوار حكوماتها بقتل الشعب العراقي على اساس طائفي و مذهبي!

وبعد كل هذا وذاك في (معركة ام المهالك) او (عافطة الصحراء) لم يمل الاعراب الحقراء من تدمير وقتل العراقيين بل اوحوا الى سيدهم مجرم الحرب الهرم جورج بوش الاب بان صدام يجب ان يبقى بعد تحطيم العراق لا لشيء بل لكي يمنع الشيعة من حكم هذه البلاد وقد اتضح ذلك جلياً مؤخراً. فاستمر مسلل الاعراب بقتل الشعب العراقي وسرقة خيراته تحت الحصار الذي لايوجد له مثيل في التأريخ البشري منذ نشوء آدم وحواء على وجه الارض. واصبح العراق خلال فترة الحصار ارض مباحة للمفتشين الدوليين من الجواسيس والانذال الذين كانوا يقبضون من اموال العراق ومن الدول التي تجندهم للتجسس اذ لم يكونوا سوى كلاب سائبة حقيرة ومستهترة. وصار كلما طال الحصار يكثر عدد الذين يقتلهم الاعراب ومجلس اللاأمن وجواسيس فرق التفتيش حتى وصل العدد الى اكثر من مليون عراقي قتل بواسطة حصار (اولبرايت الشمطاء والاعراب), كما وكثرت السراق من (الحرامية) من الاعراب وغير الاعراب مما زاد الشعب العراقي بؤساً وحرماناً وتعسفاً وظلما.

أن الاعراب لم يتبدلوا ولن يتبدلوا فهاهم اليوم انفسهم الذين جاؤوا بالقوات الامريكية لتدمير العراق على مدى عصور المجرم بوش الاب والزاني كلنتن ووزيرة خارجيته المعتوهة اولبرايت هاهم اليوم يقفون ليدمروا العراق تحت مسميات المقاومة والتحرير والاحتلال. فلا يقتل جندي محتل ولا تدمر قاعدة احتلال بل يُدَمر ويُقتَل العراقيون بل ويسعون الى بث الفرقة واشعال حرب طائفية حقيرة.

أن الدور السوري بالخصوص وفي هذه الايام له اخبث واكبر الاثر في اعداد وتدريب وتمويل وتسليح الارهابيين الاعراب السفلة تحت مسمى المقاومة والمقاومة من ذلك براء. أن العراق ليس بلد محتل باعتبار ان تعريف الاحتلال حسب معاهدة جنيف هو: أبدال حكومة البلد بحاكم عسكري اجنبي تابع الى القوات المحتلة. وان هذا لاينطبق على العراق لان في العراق اليوم عملية سياسية ودستورية يكتبها ابنائه وسوف يشهد انتخابات لايوجد لها مثيل في تأريخ الاعراب. علاوة على ذلك فان من يتولى حكمه اليوم هم عراقيون منتخبون وان اختلفنا معهم في الرأي والتطبيق فهم ليسوا أجانب وأن القوات الاجنبية قوات سوف ترحل ولكن ما يعرقل رحيلها هم الارهابيون الاعراب القادمون من سوريا او العراقيون الذين يتم تجنيدهم من قبل هؤلاء والدفع طبعاً يتم بالدولار الامريكي.

أن الاعراب لايفرقون بين المقاومة وبين الارهاب لان عقليتهم ارهابية تحب العنف وتميل الى القتل وقد جاء ذلك على لسان المدعو (طلعت أمسلم) الذي لم يجد له وضيفة تناسبه غير استضافته من قبل فضائيات الشر الاعرابية كالعربية التي استضافته بالامس. حيث عبر هذا الاعرابي عن حقده الدفين على الشعب العراقي وكما هي عادته وامثاله بخلط الاوراق والمسميات فانه اعتبر الارهاب مقاومة وقتل الشعب العراقي تحرير وكما كان يكذب ويغالط في عام 2003 عند سقوط بغداد وعندما هرب رأس النظام فانه وعد اعرابه بنصر كبير وتهاوي للدبابات الامريكية على مشارف بغداد التي ستطول فانه يمارس نفس الاسلوب الكاذب اليوم. فهو يدعي بان امريكا لاتقدر على ضرب سوريا وانها اعجز من تفعل ذلك. وبدى هذا الاعرابي متأسفاً على تحرير (تلعفر) من الارهابيين بقوله (ان المقاومة سوف لن تتوقف بعد عملية تلعفر كما حصل سابقاً في الفلوجة)! فلقد خلط هذا الاعرابي بين المقاومة وبين الارهاب أو بالاحرى فانه سمى الارهاب مقاومة وهو يعلم علم اليقين ما يفعله الارهابيون بابناء الشعب العراقي يومياً من قتل وتدمير للبنية التحتية والخدمية وتفجيرات في محطات المسافرين ودور العبادة والدوائر والطرقات ومن اغتصاب للنساء والاطفال والخطف من اجل المساومة على الاموال ومن ضرب مراقد الاولياء والائمة بالصواريخ ولم تسلم منهم حتى مجالس قراءة الفاتحة على ارواح الموتى! فاذا كان هذا حسب رأي (أمسلم) مقاومة فعلى ما تبقى من كرامة عند الاعراب السلام.

وفي نفس الفضائية الاعرابية استضيف المدعو (صابر فلحوط) عضو المجلس السوري واعترف ضمنياً وبشكل واضح بانهم في سوريا يدعمون اخراج المحتل الامريكي البريطاني وتقديم العون للشعب العراقي في هذا الاتجاه وهذا معناه انهم فعلا يمولون عمليات الارهاب بدعوى انها مقاومة. ولقد نسى هؤلاء بان تعريف الاحتلال حسب اتفاقيات جنيف هو تنحية حكومة البلد وتنصيب حاكم من قبل القوات الاجنبية لحكم البلد. اما في حال وجود حكومة من اهل البلد فان القوات الموجودة في ذلك البلد تصبح قوات مرابطة بشكل مؤقت سواء كانت صديقة او باتفاقية او مساندة لهذا البلد الى حين استباب الامن. ولقد نسوا كذلك بان هذه القوات موجودة في دول الاعراب الاخرى وخاصة الخليجية كتلك التي تنطلق منها بعض الفضائيات المنافقة والتي تدعم الارهاب.

أن العراق سوف لن يستقر مع وجود النظام الشوفيني الطائفي في سوريا ولا يمكن ان يستقر لبنان ولا كل منطقة الشرق الاوسط. ان الارهاب يتم تصديره اليوم من سوريا الى المنطقة العربية المجاورة. وما قتل رفيق الحريري الا شاهد على ذلك ناهيك عن شواهد عديدة اخرى غير العراق الذي لم يعد يحتاج الى دليل لاثبات التورط السوري فيه مع اعترافات المسؤولين السوريين بذلك ضمناً ناهيك عن الادلة القطعية من قبيل اعترافات الارهابيين والمعسكرات الارهابية التي يتدرب وتدرب بها هؤلاء في سوريا.

ان الشعب السوري المبتلى بالنظام القمعي الدكتاتوري الجاثم على صدره منذعقود طويلة يتطلع الى يوم الانعتاق والحرية القريب والذي اصبحت وامست تعد له بعض جماعات المعارضة السورية العدة من داخل وخارج سوريا بالسر والعلن. ان النظام السوري يعيش في الماضي وكأن الزمن قد توقف لديه وانه لايتعلم من اخطاء امثاله من الانظمة القمعية ولا يريد ان يرى نهايته المحتومة الا من خلال تدخله السافر في العراق بقتل العراقيين تحت مسمى المقاومة وهو لايدري بان ذلك ان ادى الى شيء فأنما يؤدي الى التعجيل بحتفه وأن غداً لناظره قريب.

من الذي تسبب بفاجعة جسر الائمة؟


قبل الاجابة على هذا السؤال يجب ان نذكر بأن على الحكومة العراقية أن لاتكون عقليتها كعقلية الحكومات الدكتاتورية الشرق اوسطية المتخلفة والتي تفتعل الدعاية الاعلامية المنافقة للتغطية على اسباب الحوادث المشابهة. فهناك فرق بين القضاء والقدر وبين العمليات المفتعلة او التقصير الذي يتسبب بالحوادث. ونحن نعلم بأن في البلدان التي تحترم نفسها وشعوبها وكرامة الانسان وقدسية حياته لايمكن ان يقال للشيء قد حصل دون سبب او بقضاء وقدر ودون تحقيق.

أن على العراقيين وخاصة الشيعة أن لايركنوا الى اللطم فقط وينسوا بان الاهم في امثال هذه الحوادث هو اجراء تحقيق عادل ومستقل لكي يحدد السبب والتقصير ثم يضع الاسس اللازمة لتجنب حدوث أمثال هذه الحوادث. ولابأس ان تستعين الحكومة العراقية في هذا الشأن بخبرات بعض البلدان ذات الخبرة العلمية المستعدة لتقديم العون العلمي المتعلق بالتحري عن الجريمة والحوادث ومتسبباتها. وعليه فأن على الشعب العراقي بكافة اطيافه أن يضغط على الحكومة الحالية لكي تكون جادة وشفافة باجراء تحقيق دقيق وعادل واعلان نتائجه دون ابطاء.

لقد دارت عدة شائعات حول الحادث وهي امور يجب ان يتم توضيحها من قبل اللجنة التي قيل بانها تشكلت للتحقيق. ومن هذه الامور التي تم تداولها هي:

اولا: وجود ارهابي انتحاري بين الجموع على الجسر
ثانيا: وجود متفجرات على الجسر
ثالثاً: الشك بتسمم البعض بمواد كيمياوية قادمة من الجهة الاخرى من النهر قبل وفاتهم
رابعا: لماذا ومن الذي اصر على فتح الجسر المغلق بساعات قبل الحادثة
خامسا: القاء القبض على الذين اطلقوا الصواريخ على الكاظمية وليس بعيدا عن مكان وزمان الحادث لمعرفة علاقة ذلك بحادثة الجسر؟
سادسا: لماذا لم يتم التقليل من حجم الخسائر البشرية؟
سابعا: لماذا لم يتم تحديد العدد الذي يمكن ان يتحمله الجسر وبشكل مسبق لمنع تواجد هذا العدد الهائل في نفس الوقت على الجسر رغم وجود تهديد امني خطير جداً.
ثامناً: من هي الجهات المسؤولة عن تنظيم هذا الحشد الهائل من البشر ومن هي الجهات الحكومية المناطة بها عمليات المراقبة والصيانة؟
تاسعاً: ماهي مسؤولية رجال الدين في ذلك باعتبار ان المناسبة هي مناسبة دينية؟

هناك اسئلة عديدة ومهمة يجب ان تحدد و على القنوات العراقية والشعب ان لايكتفي باللطم وماشابه من امور لامتصاص الازمة بشكل لايؤدي الا الى افلات المقصرين والمتسببين من الحساب.

لقد كان دور الاعلام المرئي العراقي بتغطية الحادثة دور لايتناسب وحجمها. فان فضائية العراقية ركزت على التبرع والحشد الجماهيري المنفعل للتعبير عن وحدة الطيف السني الشيعي وهذا شيء جيد ولكنها اهملت تماما استدعاء متخصصين بالامن والتحقيق الجنائي وهندسة الجسور والارهاب وغير ذلك من متخصصين لمناقشة الحادثة واستبيان مسبباتها. ولم نرى لقاءات مع الاطباء والمستشفيات والدفاع المدني وغير ذلك لمعرفة طبيعة التدابير المتخذة وان كان هناك تقصير وكيف يمكن ان يتم تلافي ذلك لو تكرر. ولم نرى لقاءات مع الناس الذين شهدوا الحادثة للادلاء بشهاداتهم عما حدث. هناك امور مهمة كثيرة كان الاجدر ان يتم تغطيتها مع استمرار التبرع. ان بعض الجهات استغلت الحادث للاعلان عن نفسها هنا وهناك.

واما بالنسبة لفضائية الفرات فرغم ترديدها للخبر وبعض التعليقات عليه فانها لم يكن اهتمامها بمستوى الحدث وكان اهتمامها بالاشخاص من امثال عبد العزيز الحكيم اكبر من اهتمامها بمقتل اكثر من الف عراقي اخذين بنظر الاعتبار بان هذا الاخير هو الذي يمولها.

واما قناة الشرقية فعليها تحفضات كبيرة ولها وجه طائفي لايمكن ان تخفيه وان جاهدت نفسها لتغطية ذلك. ولم تقدم شيء يذكر رغم ابداءها الحزن على الضحايا. ولقد كانت زيارتها الى مدينة الثورة (الصدر) يوم امس زيارة غير موفقة ركزت على اضهار حالة البؤس والفقر التي تلف تلك المدينة. وكانت تدور كامرتها حول قدور الطبخ والتركيز على عيون الاطفال بشكل يثير اكثر من سؤال خاصة وان الكاميرا كانت تتحرك دون وجود شخص يقدم الناس او يجري لقاءات معهم مما تسبب باحراج للكثير منهم. فهل كانت غاية الشرقية لحاجة في نفس يعقوب؟

اما بالنسبة لقناة الديار فلم تهتم بالحادثة في بداية الامر ولم تعطها ما يتناسب من اهتمام غير نوع من الحزن الذي لايعدو كونه مجاملة جماهيرية او بعض الشعور الانساني.
وكان هذا ديدن القنوات الاخرى دون ذكر الاسماء.

أما موقف الاعراب فلا يحتاج الى تعليق ليس لانه لم يعبأ ولم يقدم شيئاً يذكر بل كان قسم منه شامتاً وان أظهر غير ذلك بينما اظهر قسم من الاعراب شماتتهم العلنية في منتديات الانترنيت وفي منتدياتهم الخاصة ولعل بعضهم سجد شكراً لمقتل هؤلاء (الرافضة) كما يسمونهم.

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (101) سورة التوبة

{وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (98) سورة التوبة

اما الانظمة الاعرابية الدكتاتورية وشيوخ النفط فهي تعلم ان من سند الارهاب ودعمه منهم هو السبب بالذي حصل فلولا ارهابهم لما حصل ذلك. وهذه الانظمة القمعية والظالمة لشعوبها والمنافقة بدينها وبشعاراتها القومية من اجل مصالح افرادها سوف تعلم بعد حين اي منقلب تنقلب فالله بالمرصاد لمن ظلم وهو يمهل ولايهمل.

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (74) سورة البقرة

{ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} (131) سورة الأنعام

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (42) سورة إبراهيم

{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (14) سورة الفجر

فاجعة الجسر عمل أرهابي أريد له أن يشعل حرب أهلية


لم تكن فاجعة مقتل اكثر من الف عراقي على جسر الائمة خلال دقائق حادثاً عرضياً أو بدون سبب او اسباب. وبغض النظر عن كونها فعلاً ارهابياً مدبراً وهو الارجح ام لا فان السبب ودون شك هو الارهاب التكفيري الوهابي البغيض. أن تعرض العراق والعراقيين وخاصة الشيعة منهم خلال السنتين الاخيرتين الى حملات ارهابية اعرابية واعجمية بغيضة هو السبب الرئيسي في حدوث هذا الحادث المدبر تدبيراً محكماً لكي يقتل اكبر عدد من هؤلاء الناس البسطاء. ولكن هذا طبعاً لايعفي مسؤولية الجهات العراقية المختصة بالتقليل من نسبة الاصابات والوفيات وخاصة عملية تنظيم الحشود البشرية الهائلة للعبور على جسر لم يتم التأكد من سلامته قبل الحادث.

لم يعد خافياً على احد ان المراد من عملية جسر الائمة وحسب المعلومات المؤكدة كان من اجل اشعال فتيل حرب طائفية تصب في صالح جهات ارهابية معروفة الا ان الذي حصل هو العكس. فبسبب حجم الكارثة الانسانية تم تجاوز حصول ما خطط له المجرمون الارهابيون من وقوع حرب تبدأ بين الزوار الشيعة وبين سكان الاعظمية السنة في وقت ينجم عنه سقوط الاف الضحايا مما يسبب امتداده بشكل جارف الى كافة انحاء العراق. ولكن يبدو أن الشيعة من زوار الامام موسى الكاظم وسكان الاعظمية من السنة قد استوعبوا الدرس بسرعة كبيرة ولعل انشغال الجميع بانقاذ الجرحى والغرقى اسهم بدفع المحذور فتوحد الجميع واستلهم الاخرون كظم غيضهم من الامام الكاظم (ع). ولعل هذه الحادثة اكبر ما راهن عليه الارهابيون لكي يفرقوا الشعب العراقي ويزجونهم بحرب طائفية ومذهبية وقد تكون اخر امل لهم يجهض مخططاتهم في هذا الشأن. فلم يظهر تكاتف العراقيين بين السنة والشيعة والعرب والاكراد فقط بل كافة الطوائف العراقية الاخرى دون استثناء ما عدا المجرمين من الارهابيين والتكفيرين ممن غررت بهم الوهابية البغيضة والدخيلة.

ولم يكن مستغرباً ابداً صمت الاعراب حيال هذا المصاب ولكن تم عمداً التقليل من حجم الكارثة بواسطة الوسائل الاعلامية الاعرابية المرئية والمسموعة والمقروأة في كافة بلدانهم وخاصة تلك المعروفة بكراهيتها للشعب العراقي كالجزيرة القطرية. والغريب ان بعض الاعراب يتعمد او لايعرف كيف يلفظ حرف (الكاف) فلقد سمعنا مذيعي بعض فضائياتهم (كالعربية) يلفظون كلمة (الكاظم) (بالقاظم) و(الكاظمية) (بالقاظمية)! فهل تعمد هؤلاء ام انهم جميعاً لايعرفون كيف يلفظون الكاف؟ .

واما جامعة الاعراب فقد صمتت حيال هذه الفاجعة وأنكشف نفاقها الذي لايحتاج الى كشف خاصة وأن رئيسها لايعدو كونه منافق ذو عقلية اعرابية دكتاتورية متشبثة بالسلطة اياً كانت.

ولانستغرب تعليقات بعض الاعراب وشماتتهم بنا وفرحهم بمقتلنا وكيف لا وهم الذين يذبحوننا وذبحونا مع المجرم صدام لكي يسرقوا طعامنا و بلدنا. فقد فرحت الوهابية لانها هي التي خططت لذلك الا ان ارادة الله والشعب العراقي افشل مخططها الاجرامي الرامي لتمزيق العراقيين بحرب قذرة لاتخدم الا الذين يمولون الارهاب.

بقيت لنا كلمة اخيرة بتقصير الاعلام التلفزيزني العراقي بتغطية هذه الفاجعة واضهار اثرها ما عدا فضائية العراقية خاصة بمبادرتها بجمع التبرعات.

ولنا نقد كبير جداً لابراهيم الاشيقر الجعفري ليس لانه قام بزيارة بعض مجالس العزاء في (مدينة الصدر الفقيرة) ولكن لكونه قبل من البعض ان يقوم (بالهوسات الشعبية) بمدحه. فان كانت هذه الهوسات لاتمثل ادنى مستوى حضاري مقبول وتذكرنا بصدام وهو يدخن السيجار الكوبي امام المنافقين او المجبرين بانشاد الشعر الشعبي والعربي فان موقف وجود الجعفري في (سرادق فاتحة) كان الاجدر به ان يقول لهذا الذي اخذ بمدحه بان الموقف لايسمح بالشعر كون الشعر مديح لايتماشى مع حجم الفاجعة والمكان مكان فاتحة! كنا نتوقع من الجعفري وللاسف ان يمنع هذا المداح ويقول له (من الان فصاعداً لانريد احد ان يمدح رئيس وزراء او رئيس او ما شابه) ولكن يبدو انه تمتع بذلك و يبدو ان بعض العراقيين قد تعودوا على خلق دكتاتوريين بعلم او بدون علم وان قسم منهم ينسون موتاهم عندما يرون حكامهم فبدلاً من الفاتحة يلجأون الى مدح الحاكم.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter