بسم الله الرحمن الرحيم

المتربصون


يبعث بعض الاعراب بعشرات الرسائل الالكترونية (ايميل) الى بعض المواقع العراقية والاشخاص الذي يكتبون من اجل الديمقراطية والتحرر من عبودية الحاكم الظالم ومن اجل الاستقرار والازدهار والسلام وضد الارهاب والتخلف والتدمير. و لاتحتوي هذه الرسائل الخبيثة الا ما يدل على نفوس هؤلاء المريضة لما تحمله من شتائم وسباب واوصاف لاتليق الا بمن ارسلوها

ان الفرق بين الانسان المتحضر والانسان المتخلف هو ان الاول يؤمن بمبدأ الاختلاف والحوار الحضاري واما الثاني فانه لايعرف غير اسلوب واحد هو العنف والاساءة لمن يختلف معه في الرأي او المبدأ. ان الاول يتمسك بمباديء الدين والثاني لامبدأ له لأن الدين لا أكراه فيه ويعني الحرية الفكرية ما لم تؤثر سلباً على الآخرين. فان الله تعالى علمنا في القران الكريم بانه تحاور حتى مع ابليس عند معصيته واستجاب لطلبه رغم ان ابليس كان يضمر شرا يعلمه الله

ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين
قال: ما منعك الا تسجد اذ امرتك
قال: انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
قال: فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين
قال: انظرني الى يوم يبعثون
قال: انك من المنظرين
قال: فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرون
(الاعراف: 11-17)

ومن المفارقات ان تأتي معض هذه الرسائل من اعراب يسكنون في دول الغرب (الكافرة) ومنهم من باع كل ما لديه من كرامة وجازف بحياته لكي يحصل على موطأ قدم في هذه الدول ويعيش على هبات اهلها من اموال دافعي الضرائب من (الكافرين حسب اعتقاده هو) او يلجأ الى طرق غير قانونية ولا مقبولة من اجل التجنس علما بان بعض هذه الدول قد تعطي حق البقاء لديها لمن يدعي بانه (لوطي او مثلي) ومن يتزوج من (مومس) وغير ذلك كثير

يكتب هؤلاء الذين يعيشون على (هبات دافعي الضرائب من الكافرين) متهمين ألعراقيين الاشراف بالخيانة وعدم محاربة المحتلين و يدعون للقائد الفذ الذي اوصل المنطقة والعراق الى ما هي عليه قبل ان يهرب مختبئا في جحر ضب طالبين من ربهم ان يرجعه لكي يقتص من هؤلاء (الكلاب) الخونة. وهؤلاء بعملهم هذا يثبتون بانهم اما حمقى لايفهمون شيئاً مما عمل قائدهم او انهم منافقون همهم ما كان يدخل في جيوبهم من سيد نعمتهم و يتعلقون بكل قشة بسبب الاحباطات المتتالية والضروف التي اوصلتهم اليها سياسات التعسف والدكتاتورية التي توالت منذ وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم

ان منافقين امثال هؤلاء يدفعون كل شيء في سبيل العيش في بلاد الغرب ولكنهم في ذات الوقت يمارسون ارهابا من نوع اخر الا وهو الارهاب الفكري او تأيدهم للارهاب الفعلي. ان الذين يسمون تدمير انابيب النفط والفنادق الجامعات والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومحطات تنقية المياه والجسور والمواد الغذائية ومراكز الشرطة ومواطني البلد الابرياء في الجوامع والكنائس ودور العبادة الاخرى وقتل غير المسلمين من ابناء البلد يسمونها بالمقاومة انما هم ارهابيون لايقلون عن الذين يقومون بهذا التدمير. وخير مثال على ذلك منافقي قناة الارهاب والارهابيين الجزيرة التي اوردت تسجيل صوتي لابن لادن البارحة يدعو فيه لتدمير ثروة الشعب العراقي من النفط بتدمير انابيبه ويبارك فيه افعال (الزرقاوي) التي تركزت على قتل متعمد للعراقيين الشيعة خاصة وتفجير المساجد والكنائس والبنية التحتية للبلد ومحاولة خلق حرب طائفية بغيضة و قطع رؤوس الابرياء دون ذنب والقتل مع سبق الاصرار وغير ذلك من افعال يسمو عليها الاجرام العادي. فهل يتناسب هذا مع الدين الاسلامي ورسالته السماوية العضيمة

ولو شاءَ ربُكَ لامَنَ مَنْ في ألارض كلهم جميعاً أفأنتَ تُكرِهُ الناسَ حتى يَكونوا مُؤمنين. يونس: 49

ان هؤلاء المنافقين يعتبرون كل عراقي يطالب بالديمقراطية والحرية ونبذ التسلط والدكتاتورية خائن لا لشيء بل لان تركيبة عقولهم تركيبة سطحية متخلفة لاتمت الالواقع التسلط والدكتاتورية بصلة. ان الذين ينظرون الى تدمير البنية التحتية للعراق وقتل الابرياء من العراقيين وتهديم الجوامع والكنائس على انه مقاومة انما يعبرون عن الحقد الدفين الذي يكنونه لغالبية الشعب العراقي والدليل هو التقدير الذي يعلنوه للجلاد وتمنياتهم بان يعود هذا الجلاد لكي ينال من الشعب. ان هؤلاء الشراذم من الذين يعيشون على هبات دافعي الضرائب انما هم اكبر شرا من المنافقين ومن المتخلفين عقليا

ومِنَ الاعرابِ مَن يَتَخِذُ ما يُنفِقُ مَغرَمَا ويَتَرَبصُ بِكمُ الدوائِرَ عليهم دائِرَةُ السَّوءِ واللهُ سميعٌ عليمٌ. التوبة: 98

ان الله يمهل ولايهمل


الانسان مخلوق ضعيف خلق من ضعف وبني على وهن ويمكن لاضعف المخلوقات (الفيروسات) ان تفتك به فتكا لا ينفع معه دواء كما وان خلل بسيط في انزيم ما يمكن ان يتسبب بفقدان التوازن الجسدي والذهني والسلوكي بشكل كبير

والعجب كل العجب ان هذا الانسان ومنذ خلقه يمتلك في داخل نفسه مقومات التجبر والطغيان التي لاتتناسب مع قدرته الجسدية الحقيرة والمحدودة والتي تنتهي به الى ضعف ثم الى موت. وهو بعد الموت يصبح روح وجسد حيث تدخل الروح الى عالم اخر يسمى (البرزخ) لاتسري عليه احكام الزمن والمكان. فالزمن عبارة عن ناتج لتحول المادة ويقاس بالعلاقة التي تربط الارض بالشمس والكون المادي الموجود. فاذا اصبح الشيء خارج هذا النطاق صار في حدود اللازمن اي يكون الزمن عليه صفرا. وعليه فان هذه الروح اذا رجعت الى جسدها فان الانسان يشعر وكأنه مضت عليه ساعات فقط وان كانت الاف السنينين

وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما او بعض يوم - الكهف: 19

قال كم لبثتم في الارض عدد سنين. قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فسئل العادِّين. - المؤمن: 112- 113

ورغم ذلك فان الانسان ليطغى ويظن انه خالدا الى الابد وحتى لو فكر انه سيموت فانه يظن ان الحساب الذي ينتظره سوف لن يكون الا بعد الاف السنين. والحقيقة ان مابين ذلك الحساب وبين الانسان هو فقط معدل مايعيش في هذه الحياة مضافا اليها صفر وهو زمن اللازمن الروحي البرزخي ثم يجد نفسه بانه كان في الحياة الدنيا مجرد طالب في قاعة امتحان بعث الان ليلقى نتيجة ما عمل

وهناك سيكون العمل مسجلا بالصوت والصورة وعند ذاك يطول حساب بعض الناس ومنهم الطغاة والذين يتحملون مسؤولية حكم الناس امثال الملوك والرؤساء ومن لف لفهم خاصة الذين ينصبون انفسهم على الناس غصبا او وراثةً او تسيسا للدين

ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه
ويقولون: ياويلتنا! ما لهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة الا احصاها
ووجدوا ما عملوا حاضرا
ولا يظلم ربك احدا. - الكهف: 49

ان اقصى عقوبة ينالها المجرمون في هذه الحياة هي الموت ولكنه يتمنى الموت هناك فلا يجده لان الله يبدل فسلجة الجسم هناك فينزع عنه المورثة الجينية المسؤولة عن الشيخوخة والموت والتي تخلق مع الانسان في هذه الدنيا فاذا نزعت نزع الموت عنه وخلد في عذاب لم يعذب به احد من قبل

ان الله يمهل ولا يهمل
فكم طغى وتكبر وتجبر (علي حسن المجيد). انه لم يراقب الله والضمير والانسانية لحظة واحدة في حياته المليئة بالاجرام. كم قتل من البشر الابرياء وكم شرد وكم يتم وكم ارملة اوجد وكم دمر من الحرث والنسل؟! والان وفي شيخوخته المليئة بالاجرام يجلس لينال ذليلا عقاب الدنيا وحسابها ولكنه سينال ويحاسب بما لايستطيع احد ان يحيط به في هذه الدنيا مهما كان قضاءها عادلا ودقيقا هناك في الحياة الابدية التي من اجلها خلقت هذه الحياة القصيرة. هناك سيرى الظالمون ما عملوا بلا محامين ولا مدافعين ولا اعراب الا مهطعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم كل يقول يانفسي

ان الله يمهل ولايهمل
فهل يتعض اللاحقون ام ان الانسان هو الانسان فانه ليطغى ان رءاه استغنى وينسى ان الى ربه الرجعى ويظن ان ماله اخلده. كلا لينبذن بالحطمة وما ادراك مالحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة. لقد كان مشغولا عن ذلك بالملذات التي من اجلها قتل حتى صار عنده القتل بحد ذاته متعه لارضاء نفسٍ اصبحت سادية حتى ظنت ان القتل يرضي الله ويدخل الجنة لا لشيء بل من اجل (النكاح الحوري) الذي لاتكفي به انثى واحدة ولا اثنين ولا حتى اربعة بل اكثر من سبعين ملكة جمال والاف غيرها. حتى صاروا يسمون نساء الدنيا بنساء الطين ونسوا انهم من طين كذلك! واول ما يتبادر الى اذهان المجرمين اذا ماتوا هو ليس الحساب والكتاب بل النكاح فهم يحسدون ذلك الذي قضى لانه الان مشغول فقد اعطي قوة لاتنتهي و (***) طويل اذا انتصب لا يرتخي وشهوة لايملكها حتى الف بعير و (***) يدوم اكثر من خمسين سنة

ويلٌ للمجرمين الا يعلمون بان الله يرى

ان الله يمهل ولايهمل
فياله من فرق بين (علي حسن المجيد) بالامس و (طلي بخس الذليل) اليوم وما اذله يوم الدين

حكومة اياد علاوي


لم تنجح حكومة اياد علاوي في احتواء الوضع العراقي على الاقل لمنع التدهور الحاصل في كافة مجالات الحياة الامنية والخدمية ناهيك عن تدهور الوضع الاقتصادي والامني بشكل مريب

ان الوزراء في حكومة علاوي يفتقرون الى المبادرة في العمل وكانهم طلاب مدرسة ابتدائية ينتظرون ما يملى عليهم بل هم بحاجة الى مدارس خاصة لذوي الاستيعاب البطيء فهم لايتعلمون حتى من التجارب

فمثلا وزير الداخلية لايعرف عدد الذين قتلوا من شرطته ولا يدري بان الطرق التي استخدمت للقتل كانت مكررة وبنفس الطريقة واحيانا في نفس المكان! فكم من الشرطة قتلوا وهم ينقلون في باصات نقل على الطرق الخارجية او الداخلية؟! وكم مواطن قتل بنفس الاسلوب؟ فلماذا لم يتخذ هذا الوزير الاجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الحوادث على الاقل؟! الا يتحمل هذا الوزير الجزء الاكبر من مسؤولية الانفلات الامني؟

ولقد تكررت نفس الحوادث ضد العناصر العراقية المتطوعة للعمل في الجيش عدة مرات فحصد مئات المتطوعين واثارت الرعب في قلوب غيرهم! واما اعداد الذين هربوا فهو غير معروف من قبل وزير دفاع حكومة علاوي. اننا نعرف مدى ضلوع ايران وسوريا والسعوديين وقسم من الكويتيين والاردنيين وباقي العرب في زعزعة الامن العراقي واحداث الارهاب ولكن اليس الاجدر بوزير الدفاع ان يعرض على الشعب وثائق تدين ايران مثلا بدلا من استخدام تصريحات نارية تشبه تصريحات صدام وتهديداته؟ ان من واجب وزير الدفاع وكجزء من مسؤوليته امام الشعب العراقي اذا صرح بشيء ان يثبته بالوثائق لكي يطلع عليه الشعب ويثبت مصداقيته. ان العراق ليس بحاجة الى صدام ثاني يخلق له العداء مع الاخرين بمجرد التصريحات. ان وزير الدفاع مطالب بان يقدم دلائل واضحة تثبت تورط المتورطين افضل من التهديد الذي لايسمن من جوع ولا يغني من فقر. ان ايران اضرت بالعراق منذ زمن الشاه حتى الان ولكنهم ليسوا العدو الاول فالشعب الايراني لايمثل سياسة حكومته. انه شعب طيب وجار وقد اصابه الضرر الكبير كما اصابنا من جراء حرب صدام و الخميني

اما باقي وزراء علاوي فهم صورة بلا صوت! اين وزير النقل من ازمة المواصلات وحماية الطرق وفتح المطارات وتدهور الخدمات؟

وياسلام على وزارة النفط! العراق بلد النفط الاول في العالم لان نفط نجد والحجاز في شفط مستمر ورغم ذلك يستورد العراق النفط والبترول ولادليل على ازمة الوقود الا محطات الوقود البالية والازمة الخانقة في التزود بالوقود! ناهيك عن تدمير انابيب النفط وغيرها كثير

اما الوزارات الاخرى والجامعات فتعشعش فيها المحسوبية والمنسوبية والرشاوي وقد نخرها الفساد نخرا. فهل سبب هذا الفساد هو الارهاب والوضع الامني او الدول الاخرى ام هو مرض داخلي خطير

ان العراق اشبه بالجسم المريض الذي عانى من المرض على مدى قرون. وان هذا المرض قد اثر على البنى الاساسية للبلد ومنها البنية الاجتماعية التي اصيبت بخلل كبير من جراء العنف والقتل والحروب والظلم والتعسف الاجتماعي والسياسي والذل والهوان السلطوي. والذي عانى من تناقضات غريبة فالذي قتله بالامس بواسطة مساندة صدام في البدأ والحصار وحرب عام 1991 وحرب (**) مونكا لونسكي و ضربة (جربوع) الصحراء وعاصفة (********) جاء اليوم ليحرره بعد ان خذله عام 1991 استجابة لطلب رعاة الابل وتدخل العجم

اننا يجب ان لانهمل العقلية الشرق اوسطية الغير مرنة والتي لاتعرف لغة الحوار والتي رسخها صدام في الشعب العراقي. وعليه فان العراق بحاجة الى وزراء ومسؤولين اكفاء وذوي خبرة ومبادرة لاتقف عند حد وعمل جاد لايتحدد انتاجه بالساعة واليوم بل بالثانية واللحظة حتى يكون انتاج ساعة واحدة يعادل عمل ساعتين او اكثر في كافة المجالات. وحتى نصل الى مرحلة يعمل بها العراقي ضعف ما يعمل الياباني او الكوري الجنوبي. فقط بذلك نستطيع ان نبني ونتطور. يجب قلع جذور الفساد الاداري واسناد المسؤوليات الى من هم اجدر بتحملها

وفي نفس الوقت فان من لايجد بنفسه القدرة على التغيير والتطوير نحو الافضل يجب ان يمتلك الشجاعة الكافية لكي يستقيل ويشير الى مكامن الضعف التي اخفق فيها. وان هذا جزأ من النجاح اي اذا اعترف الشخص بذلك واستقال على العكس من البقاء فوق الفشل ومحاولة تغطيته بالقش

ولله درك ياعراق!

التدخل الاردني الطائفي السافر بشؤون العراق الداخلية


ان معاناة العراق من الدول المجاورة له لاسباب عديدة لم تكن جديدة بل استمرت لاجيال عديدة ولكن الذي يميز هذا العصر عن غيره هو ان العراق ومنذ ان حكمه صدام تكالب عليه النابحين والمصابين بمرض داء الكلب بسبب الغباء الاحمق والانفراد الدكتاتوري بالسلطة

وان من بين الذين نهشوا في عظام العراقيين وامتصوا دمائهم هو الاردن. فان اول الذين استفادوا من حرب (صدام الخميني) التي دامت 8 اعوام مريرة هو الاردن. لقد صب ملك الاردن حسين الزيت على النار لكي يؤجج تلك الحرب وكان من ضمن الذين اطلقوا بايديهم قذائف المدفعية باتجاه المسلمين من الشيعة الايرانيين. وفي الوقت الذي كانت به اموال اهل الخليج والسعودية تتدفق على صدام كانت الاردن تفتح افخاذ ميناء العقبة لكي تتدفق منه الاسلحة والمعدات والمواد المختلفة لتساعد صدام في حربه ضد الخميني. وكذلك كانت الحدود السعودية العراقية والكويتية العراقية التي شهدت تدفق ما لا يحصى من العتاد والسلاح والمواد الكيمياوية التي قتل بها ليس الجنود الايرانيين فقط بل الشعب العراقي من الاكراد والشيعة

ان البضائع لم يكن لها منفذا مناسبا بسبب سيطرة ايران على معظم السواحل في الخليج العربي مما وفر موردا لم تكن الاردن لتحلم به طيلة تاريخها الفقير والذي كانت ولاتزال تعتمد فيه على المساعدات الامريكية مقابل تنفيذ ما يراد منها من سياسات في المنطقة. فقد كانت تمر البضائع من والى العراق مما وفر للاردن دخلا اصبح يدر عليها ذهبا. ليس ذلك فحسب بل ان صدام قد منح الاردن النفط العراقي مجانا وكانه ملك ابيه او امه! وعندما انتهت الحرب الصدامية الخمينية بعد ان حصدت ملايين من ارواح الابرياء من العراقيين والايرانيين وحطمت اقتصاد البلدين دفعت امريكا صدام لغزو الكويت واعطته الضوء الاخضر لذلك. وكالعادة كانت الاردن من المستفيدين فهلل حسين للغزو باديء الامر لانه كان بضوء اخضر امريكي ولان حسين طمع بكعكة الكويت. وعندما احس حسين بان تلك الكعكة لم تكن حلوة المذاق كما تمنى اراد الاستمرار لاكل كعكة العراق فاستفاد الاردن من الحصار ايما استفادة لان الاردن صار المنفذ الوحيد لعراق طلقت امريكا نظامه العميل لها في حربها ضد الخميني بعد ان انتهت اوراقه مع انتهاء جلبه للقوات الامريكية الى نجد والحجاز بطلب سعودي كويتي

لقد استمر النفط مجانا ايام الحصار على العراق الى الاردن التي تذرعت بانقطاع نفط الخليج عنها. وكان العراقيون بسبب الظلم الصدامي والحصار الاقتصادي يتسللون الى الاردن طلبا للنجاة من الموت او الرزق مما جعل الاردنيين يستغلونهم ايما استغلال كعمالة ذات اجور زهيدة لاتكفي لسد الرمق مقابل ايوائهم لديهم والا فانهم يسلمونهم الى البووليس الاردني الذي شائنه شأن اية شرطة عربية لاترحم ولا تعرف التعامل الحضاري او حقوق الانسان

وقبل ان يسقط الصنم الصدامي القبيح اسفرت الاردن عن تدخلها السافر بشؤون العراق الداخلية عندما صدرت تصريحات من المخلوع من وراثة عرش اخيه (حسن طلال) بانه يطمع باعتلاء عرش العراق وكأن العراق ليس فيه رجال تحكمه ولا كفاءات تدير شائنه الا بوجود هذا الشخص. والاغرب من ذلك كيف يحق لاحد من دولة اخرى ان ينصب نفسه ملكا على غيره!؟ ان ذلك لايُفَسَر الا بقصر النظر والنظرة الاستعلائية الفارغة والسطحية في الفهم

وبعد ان سقط هبل المرتزقة والطائفيين من الاعراب بكى من بكى عليه في قنوات التلفاز ونبح من نبح ولازال نباح البعض يتعالى مبحوحا من كثرة الزعيق. وكالعادة بادر الاردن الى محاولة الاستفادة من الوضع الجديد فارسل المستشفى الاردني ليس حبا بالشعب العراقي بل كيدا له وتدخلا في شؤونه خاصة وان الاردن نقل سفارته الى الفلوجة بعد تعرضها للتفجير في بغداد. ولقد رأينا كيف ان العراقيين حطموا صور حسين (ملك الاردن السابق) في السفارة لانهم يعرفون كيف تسبب لهم الاردن بالويلات وسرق نفطهم واستفاد من ماسيهم

لقد قلنا منذ البداية بان تدريب الشرطة العراقية في الاردن خطأ كبير وقد كان من ضمن ما استفادت منه الاردن باستيفاء اموال باهضة مقابل ذلك التدريب الرديء

ان تصريحات المسؤولين الاردنيين ومنهم ملك الاردن لمجلة الواشنطن بوصت والمخلوع من عرش الوراثة لمجلة الدستور تعتبر تدخل غير مسبوق بالشأن العراقي لكونها تتصف بالصراحة الطائفية والمذهبية وبشكل مباشر لايقبل الشك

ان المخلوع من وراثة العرش من قبل اخيه صرح للدستور بان الشيعة اذا فازوا بالاغلبية في حكومة منتحبة لايشترك فيها السنة بسبب عدم اشتراكهم بالانتخابات انما يمثل عدم شرعية هذه الانتخابات وسيعطي المقاومة مصداقية اكثر بعد ذلك! فهل يوجد اكثر من هذا التدخل السافر والتصريح الذي يعترف به هذا الشخص بمصداقية الارهاب ضد الشيعة. ان هذا اعتراف واضح لايقبل الشك بان هؤلاء يفهمون المقاومة بانها مقاومة السنة للشيعة والهدف هو ابقاء العراق تحت سيطرة دكتاتورية شمولية

ان ضروف اليوم تختلف عن ضروف العشرينات حينما استوردت بريطانيا ملكا للعراق من خارج العراق. ولا مجال بعد اليوم للنفط المجاني او المخفض وان الذين يتدخلون بشؤون العراق الداخلية عليهم دفع الثمن

ان الاردن احوج الى ان يفتح ابواب التفاهم والصفح مع شعبه الذي خرج في عدة مناسبات للتظاهر ضد عدم وجود الحرية والديمقراطية وفرض سياسات لايقبل بها الشعب الاردني دون الرجوع اليه قبل تطبيقها. ان سياسة القمع في الاردن لاتختلف عن مثيلاتها في الدول العربية والشرق اوسطية الا ان الاردن بسبب فتح ابوابه لعلاقة ودية مع اسرائيل وتطبيق ما يراد منه قد خُفِفَت عليه الضغوط الدولية وخاصة الامريكية المنادية بحقوق الانسان. فالاردن اليوم بامس الحاجة الى فتح حوار صريح مع شعبه واعطاءه الحرية للتعبير عن رأيه اكثر مما هو محتاج للتدخل بشؤون العراق وسوريا ولبنان وايران خاصة عندما يكون التدخل لصالح طائفة او مذهب

ان رائحة الطائفية البغيضة التي ينادي بها الاردن على لسان ملكه وخليع الوراثة العرشية ومن لف لفهم غير موجودة في العراق. فالعراق بسنته وشيعته وعربه واكراده ومسيحيه ويزيديته وصابئته وتركمانه وارمنه واشوريه وغيرهم من الاطياف هم عراقييون اولا واخيرا ولم نعرف المذهبية هنا في العراق الا بعد ان تكلم بها الطائفيون والمذهبيون والتكفيريون. ان العراق الجديد لايهمه من سيحكمه ان كان شيعيا او سنيا او كرديا او مسيحيا او غيرهم ان كان عادلا غير ظالم فالحكم يبقى مع الكافر العادل ولايبقى مع المسلم الظالم - شيعيا او سنيا كان

ابطال المقاومة العراقية البواسل


لقد برهن الذين يسمون انفسهم بالمقاومة في الايام الماضية على انهم مقاومون حقا! ليس ذلك فحسب بل ان تعريف المقاومة ينطبق عليهم بشكل لايقبل الشك. فالمقاومة هي مجموعة او مجموعات ترتبط مع بعضها باهداف او هدف واحد على الاقل مشترك و تتحرك حسب خطة منسقة لتحقيق تلك الاهداف

وعليه فاننا امام نوعين من المقاومة هنا. مقاومة الاحتلال او مقاومة الشعب العراقي للتحرر والانعتاق من كل شيء وبضمنه الاحتلال
ولكي نعرف اي المقاومتين تحدث الان علينا ان ننظر الى النتائج التي تحققها هذه المكاومة

فمن المنطقي ان الاستقرار في البلاد ينتج عنه دفع عجلة البناء والديمقراطية التي ينتج عنها حكومة منتخبة. وهذا الاتجاه يدفع لانهاء الاحتلال والمطالبة بعدم الحاجة لبقاء القوات الاجنبية في البلاد. وعلى العكس من ذلك فان تدهو رالامن يؤدي الى اعطاء ذريعة لتلك القوات للبقاء بل لزيادة اعدادها وكذلك تتوقف معه عجلة البناء

وبناء على ذلك فان المقاومة ان صحت التسمية هي مقاومة الشعب العراقي للانعتاق والتحرر والتقدم. وهذا هو ما يدعو بعض اطراف لها علاقة بتلك المقاومة لاسباب ذات مصلحة فردية او مذهبية او عرقية بالقول دائما يجب التفريق بين هذه الافعال والمقاومة الشريفة (وذلك لان اللي بحزته طلي يمعمع)

ولاتمت هذه المقاومة بشيء للدين ولا للاخلاق ولا للتحضر لان المقاومة لا تقتل النساء والاطفال ولا تحرق دور العبادة مهما كانت ولو اراد الاسلام حرق الكنائس لما بقيت كنيسة مشيدة الى يومنا هذا في البلدان الاسلامية على الاقل. ولكن هذا الفعل من افعال العقول الاجرامية المتخلفة جدا ممن تشبع فيهم الفكر التكفيري بسبب ما اصاب عقولهم من امراض العقد النفسية كعقدة الحقارة والكراهية والبغضاء

لقد تعايش العراقيون لالاف السنين دون مساس احدهم بدين او معتقد الاخر ولم نسمع من قبل بكنيسة او جامع تعرض للحرق

ان الذين يفعلون هذا هم من اصحاب العقول المتحجرة والمتخلفة التي عشعشت فيها الامراض النفسية والعصابية التي قدمت للعراق من اصقاع مختلفة موبوءة بالعنصرية البدائية والقبلية الحقيرة والسلفية بلا تمييز بين رديء وجيد والتكفيرية القذرة

احذروا الحرب الاهلية واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا


ولدت اولى الحضارات البشرية كما هو معروف في بلاد وادي الرافدين في سومر التي تقع في جنوب البلاد. ومنها ابتدأ الانسان الكتابة والتدوين وتخطيط المدن واختراع العجلة البرونزية. وفيها اسست البنوك لاول مرة ووضعت اسس الزراعة والري والبريد والمؤسسات الاجتماعية والدينية وسنت القوانين المدونة ومنها قانون حمورابي الذي يعد اول قانون بشري يصلنا بشكل كامل ومكتوب ويشمل كافة نواحي الحياة. كما وتم في ما يعرف بالعراق اليوم اختراع علم الرياضيات والفلك وما مقاييس الزمن الحالية بالنسبة للثواني والدقائق والساعات الا هي نفسها التي وضعها السومري الاول. في بلاد ما بين النهرين وضع اول تقويم سنوي

وهنا ايضا وجد ان العراقيين اول من اخترع البطارية التي تولد تيارا كهربائيا يعود تأريخها الى ماقبل اكثر من الفي عام ويعتقد انها كانت تستخدم للعلاج في الطب. هنا وضع اول قانون لتنظيم المهن كافة ومنها مهنة الطب

ولاغرابة ان يكون العراق مهبط الرسالات السماوية حيث يوجد فيه اكثر من اثر يدل على ان اول انسان استعمر الارض ترعرع فيه وهو (ادم). ثم يكاد ان يكون قد مر به جميع الانبياء ومنهم نوح (عليه السلام). ومن مواطنيه السومرين ابو الانبياء ابراهيم (عليه السلام) وعليه فان اصل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو من العراق بل من جنوب العراق بالذات. ولعل هذا هو السبب الذي يجعل من ذريته (ال محمد) يحبون ذلك الجزء من العراق بل والعراق كله على مر العصور حتى يومنا هذا لانه بلد جدهم الاصلي ابراهيم

ولقد جاء ذكر العراق في كافة الكتب السماوية وخاصة التوراة وكتب العهد القديم وذكر في القران في اكثر من مرة

ان الفرق بين حضارات وادي الرافدين وخاصة السومرية والحضارة الفرعونية هو ان بلاد وادي الرافدين صدرت علومها بواسطة الكتابة والرقع الطينية الى ابعد نقطة في الصين والى اصقاع اخرى في الشمال والغرب والجنوب من اوربا وافريقيا واسيا. ففي الوقت الذي بقيت فيه الكتابة الهيروغليفية في مصر انتشرت الكتابة المسمارية في الارض. اضف الى ذلك فان الملك (الفرعون) في مصر كان يملك كل شيء وبضمنه الارض والبشر كحق مطلق بينما كان الملك في بلاد وادي الرافدين يتملك كباقي الناس وليس له الحق المطلق بل كانت الارض والاملاك تعد ملكا للرب. وكان للمرأة مكانة خاصة ومميزة في المجتمع السومري والبابلي

ومنذ بداية الحضارة الاولى التي جلبت الرخاء صار العراق محط اطماع القبائل المجاورة التي كانت تحسده وتطمع في خيراته فاخذت تعد العدة للانقضاض عليه. وقد تنبه الملك سرجون لذلك فمد سلطان ملكه الى حدود مصر وفلسطين وجمع الذين لاعمل لديهم فوضع لهم برامج ضخمة في الري او الزراعة وغيرها ووضفهم بشكل جماعي كبير مما حسن احوالهم الاقتصادية ودفعهم الى نبذ العنف والاقتتال والسرقة وقطع الطرق. فحولهم من غزاة و قطاع طرق وسراق الى حرفيين ذوي مهن واعمال

ومع مرور الزمن تكالبت العصابات وقطاع الطرق والتقت مصالحها مع مصالح الدول البعيدة والقريبة فاخذت تدمر هذه الحضارة طمعا في خيراتها

وعندما انهارت تلك الحضارة وولدت غيرها مر العراق بفترات لايحسد عليها ومنها فترات مظلمة. فلم يمت ذلك الحقد والحسد على بناة الحضارة الاولى

ان الله عندما استخلف الانسان في الارض انما اراد منه اعمارها وليس تدميرها. ان الارض هي فندق (عشرة نجوم) او (مليون نجم) مجاني واغلى شيء فيه هو الانسان. والانسان عبارة عن مخلوق معقد التركيب والطبع وغريب الاطوار ولايزال مجهولا كما قال فيه الكسيس كارل وسيبقى كذلك. فيه تجلت قدرة الله وخاصة بعقله الذي سيحاسب به بناءا على كيفية توجيهه

ومن الفترات المظلمة التي مر بها العراق هي فترة السنوات السابقة وخاصة بعد سقوط نظام بهلوي في ايران حيث وجدت امريكا في صدام مطية طيعة لتنفيذ مخططها بالقيام بتهديد ايران ثم دفعت الطرفين للاقتتال الذي دام ثماني سنوات عجاف سقط فيها ملايين القتلى بلا هدف ولاذنب. وبعد ان توقفت الحرب ورأت واشنطن بان عميلها صدام قد انتهت مهمته رفض الاخير ذلك فدفعته بسهولة (بسبب غباءه) لغزو الكويت التي مدته بالمساعدة في حربه ضد ايران على مدى الثمان سنوات. فصارت حرب الخليج الثانية (الحرب العالمية الثالثة) والتي استخدمت بها كافة الاسلحة المحرمة والجديدة ومنها اليورانيوم المنضب. وتم تدمير العراق بالكامل وذلك بخروج قرن الشيطان من ارض نجد والحجاز

ولم تكتفي امريكا بتدمير العراق ولم تسقط صدام بل بالعكس سمحت له لقمع الانتفاضة وابقته في السلطة ثم داست على كرامة العراقيين على مدى سنوات الحصار. حتى ان الملعونة وزيرة خارجيتهم عندما سألت عما اذا كان قتل ملايين الاطفال في العراق يبرر الحصار قالت نعم

لاغرابة ابدا ان امريكا هي السبب الاول في معاناتنا منذ ان نصبت عميلها صدام. وهي الان وبعد اكثر من عام على احتلالها للعراق تتضح ملامح استعمار من نوع اخر لاتهتم فيه امريكا الا بمصالحها وامن جنودها فهاهو العراق يسير في نفق مظلم جديد لاندري ما نهايته

ان الحكومة المؤقتة الحالية يجب ان تعلن استقلاليتها عن الطرف المحتل وان توفر الامن واعادة البناء وتطهير نفسها من العملاء والمندسين والضعفاء

ان الشعب العراقي مصاب بالاحباط سواء شيعة او سنة او عرب او اكراد او مسيحيين او تركمان او صابئة او غيرهم. وان امريكا كان بامكانها ان تمنع الارهابيين ولكن لايهمها الا امن جنودها وبناء القواعد العسكرية الدائمة في العراق

ان المطلوب من العراقيين اليوم هو الوحدة لان عدوهم يستخدم قاعدة فرق تسد. لقد كان المستعمر البريطاني يرسل الهندي لكي يطالب العراقي بالضرائب فيذهب العراقي الى البريطاني ليشتكي لديه وياخذه الاخير بالاحضان والصداقة ليصور له بان الهندي هو العدو والبريطاني هو الصديق الحميم. وكذلك فعل بارسال السوداني الى المصري


ان الشيعة والسنة في العراق اخوان وابناء بلد واحد وهناك طرفان دخيلان عليهم هما الارهابيون من العرب وغيرهم ومنهم التكفيريون والمستعمرون وكلاهما لايهمه مصالحنا

ايها الاخوة في العراق ان مصالحنا لاتهم غيرنا فانتبهوا جيدا لان هناك بوادر حرب اهلية تعد لها بعض الاطراف المعروفة وغير المعروفة على قدم وساق. وعلى الاخوان الشيعة والسنة وكبار رجال دينهم ان يلتحموا وان لايتحزبوا بشكل طائفي وان يعملوا لنبذ الارهاب لقتل العراقيين او تدمير ممتلكاتهم. ولنعمل الان بتاسيس دولة دستورية وحكومة منتخبة بشكل حر لكي تعمل بمطالبة المحتل والمحافل الدولية على رحيله

ان الارهاب لايخدم الا بقاء المحتل كذريعة للامن ويتخذ من ذلك ذريعة لعدم البدأ بالاعمار. اذن فلنعمل على ايقاف الارهاب لكي لايبقى عذر للاحتلال وحذار من حرب اهلية تطبخ في مطابخ قريبة وبعيدة وداخلية. وعلى رجال الدين السنة الانتباه وادانة قتل الشيعة بل والعمل على ايقاف ذلك قبل فوات الاوان وقد اعذر من انذر

ولله درك ياعراق

الارهاب احد اسباب التنصير في الجزائر


تعرض الدين الاسلامي منذ ايامه الاولى التي جاء بها الى الوجود لهجوم شرس شنته عليه عصابات الجريمة المتعددة. وكاد ان يتعرض للوأد لولا مشيئة الله في ذلك

ان اول من حارب الاسلام واراد وأده هم الاعراب في مكة ومن حولها. وبعد ان قويت شوكة الاسلام بمشيئة الله تعالى وصار قوة لايستهان بها دخل فيه الناس بلا ادراك لمبادئه وتعاليمه. وهناك من انضم اليه من اجل المنفعة او الكيد. حتى انه مع مرور الزمن اصبح الطلقاء الذين لم يدخلوا في الدين يعدون من المسلمين على مقولة حشر مع الاسلام عيد

والطلقاء كما هو معروف هم الذين اطلقهم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بعد فتح مكة وان لم يدخلوا الاسلام. هؤلاء لم يتخلوا عن منافعهم الشخصية وان كانت ضد الدين بل بالعكس فان قسم منهم اتخذ سياسة جديدة تستند على الدخول للدين من اجل تحقيق ما كان يحققه من قبل من سلطة وجاه واثراء مادي مع الابقاء على مفاسده خلف الاضواء او تطويع وتسيس الدين ان استطاع لخدمة تلك المفاسد

واستنادا على ذلك صاروا يضعون الاحاديث والافعال المنسوبة للرسول (ص) لتبرير افعالهم. ودست تلك الافعال بالسنة لكي تنسب الى رسول الله. و في حقيقة الامر كانت هذه السنة توضف من قبل الحكام لاغراضها الخاصة ومع مرور الزمن صارت توضف من قبل جماعات عديدة غير الحكام. فصار الدين سمفونية يعزفها القتلة والمجرمون والمتسلطون وغيرهم لتحقيق غايات الدين منها براء

ومع مرور الزمن اصبحت الامور التي دست في الدين تبدو وكانها من صلبه مما شوه الدين واعطى نظرة خاطئة عنه

ومن اخطر من شوه الدين في وقتنا الحاضر هم المجرمون الذين يقتلون ويبثون الكراهية والحقد باسم الدين والذين يدمرون الحرث والنسل ويكرهون الناس على اتباع ملتهم باسم الدين. هؤلاء الارهابيون التكفيريون هم ابعد الناس عن الدين واخلاقه وثوابته واخطر على الدين من الكافرين

يوم امس بثت قناة العربية برنامج عن الجزائر يتعرض الى مسألة التنصير التي تتعرض لها تلك البلاد وخاصة منطقة القبائل. حيث تنصرت مناطق بكاملها هناك. ومما اثار الانتباه هو تعليق احد السكان هناك عندما سأله مقدم البرنامج عن السبب فقال بان السبب الرئيسي هم الارهابيون الذين شوهوا الاسلام. واضاف قائلا بان الشباب اصبح ينظر الى الاسلام من خلال هؤلاء القتلة فلا يرى الا القتل والارهاب والعنف والكراهية والدكتاتورية وكراهية هؤلاء المتشدقين بالدين للديمقراطية مما دفع الشباب للتشكيك واصبحوا لقمة سائغة بيد الاخرين. وعندما جاء هؤلاء الاخرون كانوا يتكلمون بالحب والحرية والديمقراطية بلا تعسف او سيطرة او دكتاتورية

ان الاسلام يتعرض الى تشويه من قبل الارهابيين والذين لايفهمون من الدين الا الثياب القصيرة واللحى الطويلة والكراهية والعنف وكذلك من قبل الذين يتخذون من الدين وسيلة لتحقيق السلطة والتسلط والذين يفتون بالجهاد الانتحاري لقتل الابرياء لغيرهم بينما يجاهدون هم جهادا خاصا في غرف النوم المغلقة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter