بسم الله الرحمن الرحيم

أين هي الاحزاب العراقية؟


لابد ان يكثر الحديث عن الانتخابات العراقية القادمة ليس لكونها شيئا غريبا على المنطقة العربية فحسب بل لانها ستلد بعد مخاض عسير سبقه حمل استمر عشرات السنين وتخللته مضاعفات مرضية خطيرة ومتنوعة. ويبدو وللاسف الشديد ان من يصفون انفسهم بالاحزاب العراقية الوطنية يضعون السلطة اولى اولوياتهم ان لم تكن الهدف الاوحد الذي يفكر به البعض منهم

ان الديمقراطية الحقيقية هي ليست التي تتنافس فيها الاحزاب على السلطة بل هي سلطة الشعب لاختيار من يحقق له ما يصبو اليه. وعليه و حسب التعريف الاخير فاننا امام امر خطير للغاية سوف لن يقود الا الى ديمقراطية سوف تولد مريضة وتحيا هزيلة وتعيش معاقة. اننا مع اجراء الانتخابات باقرب وقت ولكن عن اية انتخابات نتكلم؟

اين هي برامج الاحزاب فيما يخص الاقتصاد والامن والصحة والتعليم واعادة البناء والسياسة الداخلية والخارجية والقانون والضرائب والنفط والسياحة وبناء الجيش والامن؟

صحيح ان المجتمع العراقي قد اصيب نتيجة للظلم والتعسف بمختلف الامراض الاجتماعية والفردية الى درجة اصبحت فيها الابتسامة على الوجه العراقي تبدو شيء غريب الا ان هذا لايعني ان العراقي غير مكترث بمن يحقق او لا يحقق له الرفاه والامن بل على العكس

ان عدم تقديم برامج واضحة للامور الاساسية في العراق من قبل الاحزاب يدل اما على عدم اكتراث هذه الاحزاب بتلك الامور او على عدم وجود نظرة واضحة لهذه الاحزاب في ذلك. وفي كلا الحالتين فان واحدة من اهم الاسباب هو انهماك هذه الاحزاب بالتفكير بالسلطة باسلوب غير حضاري ولايتفق مع مصلحة الشعب العراقي

ان الاحزاب المتنافسة على السلطة لم تقوم بمسؤولياتها الكافية بالتعريف ببرامجها ويبدو من النظرة الثاقبة الى مكوناتها بان معظمها يقوم على اسس طائفية او قومية او عرقية او دينية بحتة

ان العراق ليس بحاجة الى ايديولوجيات حزبية تفرض نفسها عليه وانه قد ضاق ذرعا لا يطاق بذلك

ان الحزب الناجح والذي يرغب به كل العراقيين هو الذي يحقق الرفاه والعدل والمساواة والاقتصاد الرصين والدخل الفردي الجيد والمتنامي والذي يوفر فرص العمل العديدة بواسطة المشاريع الكبيرة لكافة المواطنيين بناءا على مؤهلاتهم وخبرتهم والذي يحارب بلاهوادة الفساد الاداري والمحسوبية ويضع نفسه واعضاءه تحت طائلة المحاسبة والقانون قبل غيرهم

ان العراق ليس بحاجة الى صدام ثاني ولا الى معارضة مشردة في الاصقاع

ان المعارضة الحقيقية هي التي تقف امام الحزب الذي في السلطة وتحاسبه على اخطاءه من اجل خدمة العراق بل وعليها تقديم تحليل موضوعي للنقد و ابداء البرنامج البديل لذلك

ان الانتخابات العراقية المقبلة على ما فيها من سلبيات وعدم اكتراث الاحزاب بالبرامج فهي خطوة اولى على الطريق الصحيح
نعم وبسبب انعدام البرامج فان المُنتًخِب العراقي سوف يقترع بطريقة خاطئة للقومية والعرق والعشيرة والمدينة والمذهب ولكن هذه الامور سوف لن تدوم امام المحك الواقعي

اننا جميعا ضد الاحتلال ولكن لابد من الاشارة والاعتراف بانه لولا وجود القوات المتعددة الجنسيات فان اطراف واحزاب عديدة كان يمكن لها من ان تدخل العراق في اتون حرب طاحنة على السلطة التي لم تلد الا بدبابة على مشارف القصر (الجمهوري) الذي اصبح رمزا للدكتاتورية والتسلط والظلم

ان الوقت يضيق امام الاحزاب والجماعات لكي تقول للمواطن العراقي كيف ستبني الاقتصاد؟ وما هو مشروعها النفطي؟ وكيف ستقضي على مشكلة الامن والبطالة؟ وكيف ستتبنى مشكلة الصحة والتعليم والسياحة والضرائب والموارد الزراعية والمائية؟ وما هو موقفها من السياسة الخارجية ودول الجوار والارهاب؟

اننا عندما نتحدث عن ذلك ناخذ بنظر الاعتبار بنه لافرق بين عراقي وعراقي في الدين والمذهب والقومية والعرق واللون. فالاحزاب الكردية يجب ان لايكون لديها برنامج خاص بالاكراد فقط بل برنامج يشمل العراق كبلد. والعربي الذي يرى في الحزب الكردي ان يحقق له طموحه فانه يصوت لذلك الحزب وكذلك هو الكردي فانه ان راى ان الحزب غير الكردي هو الذي يحقق له الامن والرفاه والدخل الجيد والاقتصاد القوي فانه لابد ان يلجأ اليه ونفس الشيء ينطبق على اليزيدي والمسيحي والشيعي والسني. اي ان العراقي ان لم يكن اليوم فغدا سيبحث عمن يحقق له الرفاه وليس غير ذلك

ومن المهم جدا التنويه الى ان تأجيل الانتخابات لا يصب الا في صالح الارهاب والعنف بل سيعطيه دفعة نحو الامام خاصة واننا نعرف بان احد اهداف العنف هو تعطيل البرنامج الديمقراطي في العراق الذي تدفع اليه دول ومنظمات اقليمية وعالمية لاغراض معروفة ومشخصة. وعليه فان الانتخابات يجب ان تجرى بموعدها وعلى الاحزاب ان تعلن برامجها للشعب لكي يتعرف عليه
ا


بقي ان نذكر بان الشعب سيعطي صوته لكافة الاحزاب! فالحزب الذي يشترك في الانتخابات ولايفوز يكون قد اصبح من احزاب المعارضة التي تدخل الصراع من اجل العراق. اي ان كافة الاحزاب المشتركة سوف تخرج لتبدأ النشاط لخدمة العراق وسيكون لها دور قادم في انتخابات قادمة تكون اكثر نضوجا وحيادية. الخاسر الوحيد هو الذي لايشترك

بعد هذه الانتخابات يجب ان يتم بناء المؤسسات الوطنية ويجب ان تنتهي المعارضة التي تعارفت عليها البلدان العربية والتي تتخذ لها منفى تتعرض به لضغوطه وتملى عليها سياساته. تلك المعارضة يجب ان تنتهي وذلك باعطاء اعضائها كامل الحرية للعمل في البلاد او خارجه مالم تمس بالامن الوطني العراقي او تتلقى مساعدات خارجية مشبوهة سواء كانت في الداخل او الخارج

لو عاد رسول الله


تفخر الامم والشعوب احيانا بان لديها تاريخ عريق مليء بالعادات والتقاليد الانسانية العريقة كالكرم والجود واجارة الملهوف ومساعدة الضعيف والعفو عند الاستطاعة واكرام الضيف وصلة الرحم والقربى وغير ذلك من الصفات الحسنة
بعد مئة سنة من الان سيكون سكان الارض كلهم غير الذين يتواجدون عليها في هذه اللحظة وسنكون نحن مجرد تاريخ اما يفتخر به او يلعنه اللاعنون ولا يكون الا مثال للسوء والسخرية. وهنا لابد ان نشير الى ان التاريخ من الان فصاعدا سوف يكون مختلفا تماما عن التاريخ الذي مضى. فان البشرية اليوم ستخلف تاريخا ليس مدونا فحسب بل مسجل بالصوت والصورة وبمختلف طرق التدوين الحديثة. كان التاريخ ينقل وعليه فان السلطات الظالمة والدكتاتورية كانت هي التي تتحكم بنوعية ومدى النقل حسب ما يتماشى مع توجهاتها. اما اليوم فلا حدود ولا موانع للتدوين والنقل وسيتطور الامر الى ما هو ابعد

ماذا سيقول التاريخ عن من يقتل امرأة ضعيفة ومسنة و قد دخلت الاسلام بعد ان تركت سُنة قومها المسيحية وهجرت ارضهم لتعيش في ارض العراق؟ وخاصة اذا عرفنا ان هذه المرأة تعمل من اجل الايتام والاطفال المعوقين من العراقيين وانها متزوجة من مسلم هو من ابناء البلد الذي يعيش به هؤلاء القتلة! هل هي من شيم الانسان ان يقتل امرأة مختطفة ام هي من شيم الدين؟ هل ان ذلك سيرضي الله ام يغضبه؟ وهل سيحاسب عليه ام لا؟ ان هذه المرأة ذهبت ان لم نقل شهيدة فهي مظلومة كما ظلم غيرها. وحتى لو افترضنا ان هذه المرأة لم تدحل الاسلام اليس من الاجدر ان تُحترم وتحفظ كرامتها وحياتها حسب الاسلام؟

ان الدين لايأخذ جريرة احد باحد حتى اذا كان الاخر قريبا من الاول فكيف تاخذ جريرة مواطن بسياسات حكومته لو افترضنا ان حكومته قامت بخطأ؟! الم يقل القران الكريم

ولاتزر وازرة وزر اخرى وان تدع مثقلة الى حملها لايحمل منه شيء ولو كان ذا قربى. 18 – فاطر

وقد تكرر ذكر ذلك في القران خمسة مرات اي بعدد اصابع اليد الواحدة لتوكيد اهميتها! حيث جائت في 164 -الانعام و الاسراء-15 و 18- فاطر و 7-الزمر و النجم-38

ليس ذلك فقط بل سيحفظ التأريخ التمثيل بالقتلى بعد حرق جثثهم بالصوت والصورة! فكيف سيذكر التاريخ افعال وخصائص من يمثلون بالميت بعد قتله وحرق جثته؟ الم ينهى الاسلام عن ذلك حتى ان الرسول راح الى ابعد من ذلك ونهى التمثيل بجثة الكلب العقور

ففي احدى المعارك مع المشركين ظفر احد المسلمين بمن كان سيده الذي اذاقه الذل والهوان قبل الاسلام فقتله وفرح بذلك فعمد الى مكان قرط في اذن هذا القتيل وشد فيه خيط واخذ يسحب الرأس فراه رسول الله (ص

فزجره الرسول واوقفه بقوة قائلا له
مه!!! اي توقف!
نزعت الرحمة من قلبك؟؟
المثلة حرام ولو بالكلب العقور!

فماذا سيقول عن جماعات تقتل وتمثل وتاخذ بالجريرة والاختطاف باسمه اي باسم (محمد) وبيافطات سوداء مخطوط عليها دينه بل واسم الله؟ هل سيتبرأ من هؤلاء ام لا؟

ان هذا السؤال ليس غريب لو عرفنا ماذا سيقول هذا الرسول الكريم لو عاد بشأن امة قتلت ابن بنته الذي كان يسميه ابنه اي الحسين (ع)؟! ليس هذا فقط بل وسُبيت عياله (اي عيال النبي) من الاطفال والنساء وعرضتهم الى ابشع الضروف من الاهانات الى الضرب والتجريح من كربلاء الى دمشق عاصمة الظلم والسنة الاموية اليزيدية. بل انهم كانوا يطوفون ببنات النبي في المدن والقصبات التي مروا بها بطريقهم الى يزيد الملعون على انهم خوارج حاملين رأس بن بنت رسول الله امام عيون بناته ونساء ال الرسول (ص)؟! ماذا سيقول الرسول لو عاد وهو يرى ما حل باهل بيته؟!

ان الرسول (ص) تبرأ من افعال مشابهة الى الله كما ذكر لنا التاريخ في هذه القصة

قال
ابن إسحاق : فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيا، ولم يبعثه مقاتلا، ومعه قبائل من العرب : سليم بن منصور ومدلج بن مرة فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة فلما رآه القوم أخذوا السلاح فقال خالد ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا
قال
ابن إسحاق : فحدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال: لما أمرنا خالد أن نضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد والله ما بعد وضع السلاح إلا الإسار وما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق والله لا أضع سلاحي أبدا . قال فأخذه رجال من قومه فقالوا : يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا ؟ إن الناس قد أسلموا ووضعوا السلاح ووضعت الحرب وأمن الناس . فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد
قال
ابن إسحاق : فحدثني حكيم بن حكيم عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك
فكتفوا ، ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم

فلما انتهى
الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال

اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد

ان هذه ادلة واضحة على ان اصحاب القتل باسم الدين والمسميات الدينية انما الدين منهم براء بل انهم شوهوا الدين واعانوا اعدائه عليه. فالذين تسلطوا على الابرياء من ابناء الفلوجة واجبروهم على اتباع ملتهم الاموية انما تسببوا باعانة امريكا على ان تدخل المدينة وتهدمها كما اعان صاحبهم الاهوج صدام من قبل امريكا بحروبه الحقيرة للقدوم الى المنطقة والتمركز فيها بموافقة دول الخليج جميعا وباقي دول الاعراب

ان الرسول ودينه الكريم واخلاقه الراقية وربه الرحمن الرحيم بريء من هكذا افعال واصحابها الد اعداء الدين

ان القران الكريم انكر وحرم قتل النفس دون ان يحدد هويتها ومهما كانت

فانطلقا حتى لقيا غلام فقتله
قال: اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا! 74 – الكهف

من قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. 32 – المائدة

الحقد الطائفي البغيض


لقد اظهرت الحرب الاخيرة على العراق العديد من الامور الى حيز الوجود. ومن الامور التي كشرت عن انيابها المخفية بشكل جلي هو الحقد الطائفي لدى البعض من الاعراب المنافقين بحيث لم يتمكن هؤلاء من اخفاء مدى الحقد الدفين الذي تكنه قلوبهم السوداء على الاغلبية الساحقة من عناصر المجتمع العراقي. ولقد اصبح من الممكن الاجابة على السؤال الذي لطالما تردد سابقا وهو لماذا لم يقف هؤلاء الاعراب مع العراقين في محنتهم المعقدة على مدى اكثر من ثلاثة عقود من الزمن والتي تعرضوا بها الى حروب متكررة غير مبررة احرقت الاخضر واليابس و حصار انتهكت به سيادتهم وكرامتهم وتضاعف به عنائهم اضعاف لايعلمها الا الله علاوة على الظلم المستمر من القتل والتعسف والاعدامات والتشريد والمضايقة الفكرية التي حولهم بها النظام البائد الى ما يشبه الحشرات التي تعيش على الجدران

اننا نعلم بان الوهابية تكفر اغلبية الشعب العراقي وتكن له الحقد والعداء قبل ان يفتون فتواهم التي انزلوا بها القوات الامريكية على اراضيهم في شبه الجزيرة عام 1990 وقاتلوا تحت لواءها وقيادتها بل وانزلوا ثلاثة وثلاثين جيشا من مختلف اصقاع الدنيا ليدمر البنية التحتية للعراق ويقتل ما شاء له ان يقتل. ثم حوصرنا وكان الاعراب اول من استفاد واول من طبق الحصار ولايزالون حتى بعد زواله رسميا من قبل مجلس اللا امن يطبقون الحصار علينا. عند ذاك كانت هناك عواصم مجاورة لم تكن تعرف العمران فصارت بعد الحرب تزخر بالبناء الشاهق والاسواق والمواد والسلع الغذائية الامريكية المختلفة والبنوك الامريكية والفرنسية والبريطانية المشتركة وتضاعف عدد السيارات الامريكية لا بل فتحت فروعا لاشهر المطاعم الامريكية في مكة والمدينة مثل كنتاكي و مكدونالد الذي يدفع نسبة مئوية من ارباحه للجيش الامريكي و للتسليح النووي الامريكي

لقد سكت هؤلاء الاعراب المنافقين على ظلم النظام السابق بل وساعدوه على البقاء لانه يحقق لهم ما يضمرونه لنا دون ان يدفعوا شيئا حتى اوصلونا بصمتهم الشيطاني ونظام صدام الشوفيني الطائفي الى ما نحن عليه ولكن بعد ان انقلب السحر على الساحر واصبحوا يخافون ان يتم استهدافهم بسبب انجابهم للارهاب واحسوا بان شريكهم الامريكي قد يطلقهم اذا استقر العراق فانهم انقلبوا عليه ولكن الذي يدفع الفاتورة لهم يبقى هو الشعب العراقي كالعادة فاصبحت فتاواهم مقلوبة اي اصبح من انزلوه على ارضهم بفتوى لتدمير العراق اصبح الان هو المحتل الذي جاء ليدمر العراق ويجب ان يموت العراق لاخراجه حتى لا يصابون بداء الديمقراطية اللعينة التي تريد امريكا ان تفرضها عليهم

الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم. 39 التوبة

ان هؤلاء مصابون بالوهن الذهني والتخلف العقلي والسطحية الفكرية لانهم لو ارادوا ان يكونوا منصفين واذكياء فعليهم ان ينظروا الى القاعدة التي تنطلق منها القوات الامريكية لمحاربة العراق الا وهي قطر التي اصبحت نسبة عدد الجنود الامريكان فيها اكثر من نسبة المواطنين القطريين. ولعل هذا من اهم الاسباب التي ادت بحكامها الى الاستعانة بقناة تلفزيونية تبث ما يسمونه بالاعلام المضاد للحرب والاحتلال لكي تغطي على الفعل الذي ارتكبه هؤلاء ولازالوا بتقديم الدعم اللوجستي والستراتيجي وتوفير ارض وسماء هذه البقعة من الارض للقيادة الامريكية. اليس اجدر بال 26 بوب كليب فتوى سعودي ان يصدروا فتواهم بتحريم استضافة قيادة هذه القوات على اراضيهم ام ان قرن الشيطان يختلف عن ارض الانبياء؟

وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب اليم. 101 التوبة

وعلى هذا الاساس فقد التقت مصالح المنتفعين من المرتزقة والطائفين والمنافقين مع بعض فتمخض عن ذلك ولادة قناة الجزيرة المعادية للشعب العراقي والتي تكن عداءا طائفيا للشيعة لايمكن ان تخفيه. انه من الخطأ الاعتقاد بانهم تستروا على النظام الظالم ولازالوا لانه كان يدفع لهم فحسب بل لانه الحقد الطائفي الدفين والبغيض الذي كشر عن انيابه وسقطت عنه اوراق التوت فصار الامر واضحا للجميع بحيث لايخفى على المواطن العراقي مهما كان تحصيله ومستواه

فبالامس ظهرت المذيعة بقناة (حمد بن جاسم) (الخريرة) المدعوة جديحة تن فنة في برنامج عن العراق والفلوجة. وجديحة هذه امتهنت الدين بواسطة الحجاب قبل بضعة شهور اي في الوقت الذي اتهم به تيسير علوني مراسلهم في اسبانيا بانه ذو علاقة بتنظيم القاعدة. وللملاحظة فقط فان هذه (الشيخة) اصبحت تقدم مؤخرا برنامج الدين الاسبوعي مع القرضاوي بسبب ورعها الشديد. علما بان هذه المذيعة اصبحت اكثر تبرجا من ذي قبل اي قبل ان ترتدي الربطه وذلك بوضع المكياج الصارخ والحرص على الظهور بربطات ملونة ومتعددة في كل يوم مما جعلها تصرف اموال اكثر لشراء الربطات العديدة والمختلفة الالوان الزاهية التي تسر الناظر وتبهج المشارك في البرنامج من ضيوفها كالقرضاوي

لقد تهجمت بن كنة البارحة على المرجعية الشيعية العالمية المتمثلة بمراجع الشيعة العراقين وعلى رأسهم السيد السيستاني واتهمتها عدة مرات بانها تسعى الى العملية السياسية حتى بعد ان اراد الطائفي مجمد عياش الكبيسي مداراة موقفه الطائفي فانها (الحت عليه الحاحا) بان المرجعية المتمثلة بالسيد علي السيستاني لم تفعل شيئا للفلوجة. ثم استعانت بالمدعو غائص القرثي الذي عربد وزبد و اسرج و توهج وتوعد الشيعة بالرجم كما رجم ابو رغال. فيا لها من جاهلية اجهلت وتجهلت وفاحت رائحة النفاق من افواهها براكينا

ان جوقة ال 26 الوهابية التي لايكاد يخلو شيء من حياتها بدون ادوات امريكية الصنع ولا من موائدها ابتداءا من الويسكي والشمبانيا التي اخذوها بمسمياتها والوانها وقنانيها (بدون كحول) والله اعلم بما خفي, ان هذه الجوقة تتصور بانها تضحك على ذقوننا بسبب الترهل الفكري والذهني الذي يعانون منه. فهم في نفس الوقت الذي يدعوننا به الى قتال الامريكان لا يعترفون باننا مذهب يمكن التعبد به في الاسلام! اذن عليهم اولا اصدار فتوى تجيز التعبد بمذهب اهل بيت النبي (ص) قبل فتوى الارهاب التي اصدروها. ان غائص الكرني لم ياتي بجديد عندما قال بان التاريخ سيرجم هؤلاء ويعني الشيعة كما رجم ابو رغال فهذه هي توجهات وهرطقات الوهابية التكفيرية التي اوصلت الامة على ما هي عليه الان. ثم استنجد هذا بالحكام والعرب وقال لهم غدا سيكون عليهم مثل ما كان على صدام فعليهم التوحد لتلافي ذلك. اي ان يوحدوا الصفوف لكي يبقوا العراق مرتعا خصبا للقتال والطائفية والتدمير حتى تسلم عروشهم لانه قال لهم ان امريكا نجحت في العراق فالدور القادم عليكم. فهو يتباكى اذن على صدام وكيف لا يتباكى عليه وهو الذي جعل امريكا تبني لهم الاسواق والعمارات والفضائيات لا بل ان دولا غيرهم حصلت على اقمار صناعية بعد موافقتها و ترتيبها لضرب العراق في عاصفة الصحراء و ثعلب الصحراء ومونكا الصحراء وجربوع الصحراء وغيرها

لقد كان هؤلاء يطلبون من العراق ان يمتثل لمفتشي مجلس اللامن الجواسيس والذين امتلأت بطونهم من نفط العراق وهم يعلمون ان العراق لم يعد يمتلك سيادته والنظام لم يعد يملك السلطة الا فيما يتعلق الامر بقتل العراقيين حفاظا على وجوده

ان زمرة الشر من 26 بوب كليب سعودي لم تحرك ساكنا عندما قصفت النجف ولم يظهر عياس على شاشة الخريرة للتصدي لذلك. وماذا يقول هؤلاء عن قتل الشيعة من زوار العتبات المقدسة على ايدي الزمر المنحرفة من قطاع الطرق. نحن نعلم انهم يؤيدون ذلك لانهم لا يعتقدون بحرمة الموتى وهؤلاء الذين يذهبون لزيارة الامام علي والحسين هم كفرة يجب قتلهم

والعتب هنا على الشيعة من امثال حسن نصر الله و مقتدى الصدر الذين يرون ويسمعون ما يحدث لهؤلاء الشيعة ويسكتون. بل ان عياش قد تعرض حتى لنصر الله بالنقد لانه لم يصرح بوجوب القتال دون ولي الامر لهم. نعم فهذا ايضا ما الحت عليه حديحة الحاحا. فلتاتي هذه المنتفعة الى هنا الى العراق دون موافقة ولي امرها لكي تجاهد ونحن عندنا اساليب عديدة لتدريبها. ولا بأس عليها ان قُتِلت فهي الشهادة فاما النصر اوالشهادة التي تفضي بها الى الجنة حيث الحور العين! ولكن ماذا تعمل بالحور العين هذه؟ لعل هناك حور عين رجال فهذه يراد لها فتوى واضحة وصريحة وتفصيلية من قبل ال 26 فديو كليب سعودي. اي اذا استشهدت الشهيدة من امثال اللواتي قتلن الاطفال في المدرسة الشيشانية فكيف ستتمتع في الجنة هل سيكون لها حور عين ذكوري؟ افتونا بفتوى فديو كليب اخر تقليعة. وقبل ان تفتون فاننا نقول لكم بان رأينا في الجنة هو انها يكفي فيها رضاء الله و هي اقدس من ان تكون مكان جنس و خمر وعربدة كما تحلمون ولا يدخلها من اراق او اشترك او سكت على هدر دم من دماء اهل البيت وعلى رأسهم الحسين سبط رسول الله عليهم السلام

اترجو امةً قتلت حُسيناً شفاعةَ جده يومَ الحسابِ

ان الاعراب والعجم سائرون الى ما يفضي بتقسيم العراق الى ثلاثة دول هي دولة شيعية في الجنوب غنية بالنفط ودولة كردية في الشمال ايضا غنية بالنفط و كلاهما غني بالموارد الاخرى والسياحة الدينية وغير الدينية. وما يتبقى هو ما تطلق عليه الخريرة المثلث في الوسط وهذا سوف يكون كيان يعاني الامرين افقر من الاردن ومن سوريا ولا يجد من يهتم به بل وقد يكون عرضة لاطماع الدولتين في الشمال والجنوب. هذا هو ما يفضي اليه عمل هؤلاء الرعاع ان لم يتركوا العراق يستقر. وان عدم استقرار العراق الان يعطي الذريعة لامريكا بان تبقى. فنحن عندما يستقر العراق سنطالب امريكا بالرحيل اما في حالته هذه فانها لن ترحل وان جورج بوش ليس لديه ما يخسره هذه المرة فهوالان كاوبوي امريكي اصلي ليس لديه انتخابات مقبلة والدليل تعيين وزير خارجية متشدد هي كونداليزا رايس و الحليم تكفيه الاشارة

ولكن هل يعتقد الاعراب والعجم اذا ادى تدخلهم الى تقسيم العراق بان الامر سينتهي؟

انهم اغبياء ان ضنوا ذلك فسيبدأ فصل جديد تنفصل به المنطقة الشرقية الى دولة غنية بالنفط لصالح اهلها الذين عانوا الظلم والاضطهاد والتعسف ليصبحوا اغنى سكان المنطقة. وسيطالب شيعة المدينة بالاستقلال بمدينتهم والشرفاء باستعادة مكة وغير ذلك كثير
وسيستقيل العرب بعربستان و تكون هناك احداث كثيرة في الخليج. اما في سورية فالاكراد والاتراك لهم دولة وكذلك اكراد ايران وهناك الكثير

اذن النصيحة لهؤلاء ان يبقى العراق موحدا حتى لا تتقسم دولهم وان لا يتدخلوا بتأجيج نار الحرب الطائفية لانها ترتد عليهم وان يتركوا العراق ينعم بالاستقرار حتى يستطيع ان يطالب الامريكان بالخروج ولله دركما ودر ابيكما

مَنْ الذي يهدد الاسلام بالخطر


ولد الاسلام كما يخبرنا التأريخ ضعيفا تحيطه بيئة صحراوية معادية و دول قوية لاتقل عداءا. ولكن رغم ذلك فانه انتصر وغير مجرى التأريخ البشري حتى يرث الله الارض ومن عليها. ان قوة الاسلام لم تكن بالذين حملوه فحسب بل بذاته التي انتصرت باديء ذي بدأ برجل حاربه قومه ومن جاورهم

ان التاريخ يشهد بان العرب قوم يُصعب جمعهم وتوحيدهم وهم ذوي نفسية انفعالية سريعة ومن هنا جائت قوة الاسلام اي ان الذين حملوه لم يكونوا ليقدروا على ايصال اي فكر غيره الى ما وصل اليه الاسلام ولا لم يثبت لهم التأريخ القدرة على التوحد. وعليه فان الله شاء ان يُري البشر هذه القوة الكامنة. وان الله سبحانه وتعالى اشار الى استحالة ذلك بالاية التالية

لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم. الانفال: 63

أذ كنتم اعداءاً فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله اياته لكم لعلكم تهتدون. ال عمران : 103

لقد كان بامكان الاعراب من قريش القضاء على الاسلام منذ ايامه الاولى وألتاريخ مليء بالادلة والشواهد التي تخبرنا بمدى خطورة المخططات التي وضعت وتم تنفيذها لوأد الاسلام في مهده الا ان ارادة الله شاءت ان يستمر هذا الدين الى امد يعلمه الله

ان الدين هو تنظيم لشؤون الحياة الفردية والاجتماعية دون اكراه على اتباعها وهو ليس سلطة تفرض نفسها و تعاليمها على البشر

(لا اكراه في الدين – البقرة - 256)

(وما جعل عليكم في الدين من حرج – الحج – 78)

وبما ان الدين الاسلامي جاء لكافة العصور فانه لم يكن دينا جامدا ولايمكن ان يتوقف عند حدود تفكير شخص بذاته او مجموعة اشخاص لان العصر يتبدل علاوة على ان الناس قد تفسر الدين تبعا لمصالحها وأهواءها. وعلى هذا الاساس فان الدين صنو لايفترق عن العقل والاجتهاد واذا ما افترق عن ذلك فانه يصدأ لان العقل المُستًنبِط والمجتهد هو الذي يصقل الدين ويمنع عنه الصدأ. وعليه فان الدين هو انفتاح وليس انغلاق وتواصل مع الاديان والشعوب الاخرى وليس انقطاع عنها لان ذلك يؤدي الى التقوقع والتحجر الفكري

ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائلاً لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله خبير. (الحجرات: 13)

فالنداء الالهي هنا موجه الى الناس كلهم بلا استثناء وبضمنهم المسلمين

ان الاسلام نهى عن تزكية النفس بسبب الدين فلا يجوز ان يقال ان ماعندي من دين هو خير من فلان بسبب افعاله او مذهبه او طريقة تفكيره ولا يجوز تكفير الاخرين او توزيع مفاتيح الجنة وكأنها ملك من املاكهم او املاك ابائهم

الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا. النساء: 49

وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم. البقرة: 113

ان القران يذهب الى ابعد من ذلك في ضبط النفس حتى مع الذين يعبدون الاحجار والاخشاب وما شابه فيقول

ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم. الانعام: 108

ان الدين الاسلامي لم تهدده القوى العظمى عندما كان ضعيفا جدا مثل الامبراطورية الفارسية او الرومانية ولكن التهديد عبر التأريخ الطويل
جاء من المسلمين انفسهم او الاصح الذين دخلوا الاسلام اما بالولادة او الاعتناق بمختلف انواعه القسرية وغير القسرية

ان من اخطر الامور التي واجهها ويواجهها الاسلام اليوم هي الفهم الخاطيء للاسلام و واتخاذه ذريعة لتحقيق اهداف سياسية او شخصية ولا يستثنى من ذلك المتخصصين في الدين ان اسائوا عملهم وتجاوزوا حدودهم. لا بل كان و اصبح الدين اداة لاصدار الفتاوى التي تلزم الناس او على الاقل تحرضهم على اعمال خاطئة مثل القتل والتدمير والخراب وما شابه ذلك. واننا نرى اليوم مجرمين يمتهنون الموت والتدمير ويعمدون الى اتخاذ من يصدر لهم الفتاوى في ذلك لكي يقلل من الاثار النفسية المترتبة على الشعور بالذنب الذي يرافق الحالة السايكولوجية التي تلي الذنب. فلا احد يشك بان الذين يذبحون الابرياء وهم يكبرون باسم الله انما الله منهم ومن افعالهم براء وانه سيحاسبهم لاشك يوم الحساب ليس لارتكاب القتل العمد بغير ذنب وانما لانهم شوهوا اسم الله وجعلوا الناس تكره الاسلام وتسبه وتستهدفه بشكل اكبر من ذي قبل

ان علم النفس البشري يفسر استخدام هؤلاء للذبح وذكر اسم الله بانهم يمتلكون نفوسا مريضة وسادية تتمتع وترتاح اذا رأت الاخرين يتعذبون ومما يزيد في متعتهم هو القتل باسم الله للتخفيف من وطأة تأنيب الضمير كما وتصور لهم نفوسهم المريضة بان فعلتهم هذه ستدخلهم الجنة. والاغرب من ذلك فان اول شيء يحلمون به في الجنة هو الجنس والنكاح وكأن الجنة خلقت للتناكح فقط! ان علم النفس يفسر ذلك بعقدة الحقارة والحرمان الذي يؤدي الى الشذوذ. ان اهم شيء يفكر به العقل السليم بالجنة هو رضى الله عن العبد. فاذا رضي الله عن العبد يكون قد سَعِدَ في الدنيا وفي الاخرة وهذا التفكير لاتجده عند النفوس المريضة التي تقتل باسم الله بل هي لاتفكر الا بدافع الشهوة الغريزية. وهذا هو الذي دفعها لان تتخذ مواقف متطرفة من المرأة التي لم تخلق من اجل النكاح فقط بل هي طرف في الحياة وطرف في النكاح وليس الة لاجله كما يتصور اصحاب النفوس المريضة

ان العالم يعيش اليوم في عصر غير عصر الجواري والعبيد والاماء والغلمان وما ملكت الايمان ولايمكن ان ينطبق ذلك على هذا العصر و ان وجد عند بعض المتخلفين. ان المسلم الجيد لايحتاج لان يكون في مجتمع منغلق على نفسه لكي يمارس دينه بل انه قد يكون في مجتمع غير اسلامي مثلا في الغرب ولكنه يؤدي دينه على اقدر ما يستطيع من صلاة وصيام وزكاة وحج واحترام الاخرين والاخلاص في العمل وغير ذلك من اخلاق كريمة

الاسلام لم ياتي لكي يتقوقع بل جاء للناس كافة من اتخذ اليه سبيلا بالحب والود والكلمة الطيبة وليس بالاجبار والقسر ويجب ان لا نقرأ التاريخ بعقول منغلقة بل بالنقد والتحليل الذي يشمل نقد افعال المنصرمين للاستفادة منها. ان باب الابداع في الحياة لم يغلق وانه من الخطأ القول بان السلف كلهم كانوا خيرا من الخلف بل يجب ان يُمَحَصوا فمنهم من كان نموذجا يقتدى به ومنهم من ارتكب اخطاءا فادحة لاتغتفر

واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه اباءنا اولو كان ابائهم لايعلمون شيئا ولايهتدون. المدينة: 104

اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. المنافقون: 1

وهذا دليل على ان الاسلام لم يهدد من داخله حديثا بل ان ذلك كان على امتداد العصوروالتهديد الذي يتعرض له الاسلام اليوم هو من الذين ينتسبون اليه بغير علم ولا هدىً ولا عقلٍ مستنير

قرن الشيطان


ورد عن رسول الله (ص) انه اشار الى ارض الجزيرة العربية التي تعرف اليوم بالسعودية وقال : من هنا يخرج قرن الشيطان

فان عجب المسلمون انذاك من هذا القول فاننا لانعجب اليوم ابدا ومعنا العالم كله يشهد بذلك

اننا بحاجة الى كتب ومجلدات لكي نستطيع ان نكتب عن الدمار الذي الحقه المكر والغدر والخبث الوهابي الذي انطلق من السعودية لتدمير الدين الاسلامي وهاهو يجني نتائج ذلك الدمار. فالدمار السعودي الوهابي لم يشمل المواطن السعودي كشخص وانسان مسخت شخصيته باسم عائلة واحدة واجبر على تقييد تفكيره بما نتج عن عقلية بن تيميية و بن عبد الوهاب بل ان ذلك الدمار شمل البلاد العربية وخاصة منها العراق

لقد لعبت السعودية دورا خبيثا في مساندة صدام بحربه ضد ايران وكان الذي دفع الثمن لاصدام ولا الخميني بل الشعب العراقي. وعندما انتهت الحرب بل قبيل ذلك التقت مصالح السعودية بمصالح الفرس و مرة اخرى الذي دفع الثمن هو الشعب العراقي بعد ان افتى رعاع السعودية الذين لايفقهون من الدين الا الاجتراء بانزال القوات الامريكية على الارض التي اشار اليها الرسول لا لتحرير الكويت من ايدي الطاغية الجبان بل لتدمير العراق. وعندما تم تدمير العراق كانت السعودية وايران من اول الدول التي ساعدت وخططت لابقاء صدام في الحكم مع ابقاء الحصار ليقتل الشعب العراقي ويهدم ما تبقى من بنيته مما جعل الشعب المظلوم للوقوع ما بين عزرائيل صدام وخزنة ابواب الحصار. وكم تمنت السعودية الوهابية وايران الشاهنعمائمية ان يستمر الموت في العراق كما كانت تلك اماني الرئاصات والكدعان والعشائريين من اصحاب طائرات كسر الحصار الذين ضاعفوا عدد الجيوب في ملابسهم ذكرانا واناثا من كل حدب وصوب

ان الفتوى التي صدرت عن الرعاع الوهابييون ال (26) هي ليست الاولى من نوعها لتدمير شعبنا فقد سبقتها فتاوى ولكن عكس هذه الفتوى اي ان فتوى حرب الكويت كانت تجيز انزال قوات امريكية في اراضيهم لابل تجيز لهم ان يكونون تحت قيادتها. فقاتل الوهابيون تحت قيادة صليبية (كما يدعون اليوم) والفتوى اليوم صارت بها هذه القوات غازية. ان هؤلاء الرعاع تنكروا للعاق الذي علمهم كيف يلبسون الخف (النعال) كما تنكر الخميني للعراق الذي اواه لسنوات طويلة فقتل اهله دون صدام

اننا لانشك بقرن الشيطان ولكن لابد ان نسأل هنا أين كان هؤلاء الرعاع بفتواهم عام 2003 عندما وقعت مدن مثل الرمادي وتوابعها لدخول القوات الامريكية دون قتال؟! لماذا لم يصدروا فتواهم الفلته عند ذاك

ان قرن الشيطان لايقف عند هذا الحد بل لننظر الى الارهاب الذي يقتل الاطفال والنساء والشيوخ ويهدم الكنائس والجوامع والاثار التأريخية التي لم يهدمها المسلمون الاوائل ويقوم باستخدام المسافرين بطائراتهم كقنابل للقتل العشوائي وغير ذلك كثير. الجميع يعرف من هو منبع الارهاب وما هو الفكر الذي افرزه ويموله. ولعل الفتاوى الارهابية ومنها فتوى المنافقين ال (26) اقرب دليل على ذلك

ان الارهابيين الذين قتلوا اطفال المدرسة الشيشانية ومن على شاكلتهم هم امتدادا مدعوم ماديا لمستنقع التكفير اللااسلامي. لقد وجدت فحوصات الطب العدلي ان اجسام هؤلاء الارهابيين كانت مشبعة بالمواد المخدرة كالافيون والهيروين بجرع قاتلة تدل على ادمانهم عليها بشكل كبير وطويل وذلك لكي تساعدهم بالقيام باعمال القتل بابشع صورة وبدم بارد فهل من شك بما قاله رسول الله حول قرن الشيطان

لقد اصبح غير المسلمين يكرهون الاسلام لانهم يتصورون بان الاسلام هو هذا القتل والذبح والتدمير! ولا نلومهم لان المسلمين انفسهم من الذين لايعرفون من الاسلام الا الظاهر اصبحوا يشككون بهذا الدين ولكن للاسف فان الدين من هذه الافعال براء. فهل من شك بعد ذلك بقرن الشيطان

هناك فرق كبير بين الايمان بالله وبين عمارة المسجد الحرام! فيجب ان لانخدع بالمظاهر مثل نقل الصلاة من مكة والكعبة وعمارتها وبناء القصور الملكية المطلة عليها والمهيمنة على قدسيتها!! فقد قال تعالى

اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لايهدي القوم الظالمين. (اية 19 من سورة التوبة)

ان الحج يدر باموال طائلة على السعودية ولكن الحجاج يعنون من ضروف قاسية جدا عند الحج لقلة اماكن الراحة او الجلوس وشحة المرافق الخدمية والمرافق الصحية والحمامات وعدم معالجة مسألة الزحام وعدم توفر وسائل الامن مما يتسبب بموت العديد من الحجاج نتيجة للزحام والحرائق والتدافع. علاوة على ذلك فانهم وضعوا شرطة دينية تعرف بالمطوعين والمطوعات قلوبهم غلف يعاملون الحجاج بافض الاساليب والاهانات ويسومونهم بالشرك والبدع فيما لو قبلوا الكعبة او لمسوا قبر الرسول او زاروا بعض الاماكن التي للرسول بها علاقة مثل غار حراء او جبل احد وما شابه

ان الاجدر باصحاب الفتوى الارهابية ان ينظروا الى ما يجري من تعامل مع العمالة الاسيوية والوافدة اليهم من سوء معاملة لاترقى الى ما يطلبه الدين ولا الى ادنى الحقوق الانسانية. انهم يتعرضون للاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي فاين اصحاب الفتاوي النارية من ذلك. واينهم من القوات الامريكية التي في الظهران والتي نزلت الى شوارع الرياض لتنظيم السير والسيطرة على كل شاردة وواردة في حرب الكويت.

ان المواطن الحجازي والنجدي والمديني والشرقي قد مل مللا شديدا مما يملى عليه من السلطات الوهابية الجاهلة وهو ينتظر بفارغ الصبر تحرره من هذه الكوابيس الشيطانية التي يسببها قرن الشيطان

اضطهاد المواطنيين الشيعة في السعودية



يعيش الشيعة في السعودية فوق اغنى منطقة بالنفط في المنطقة الشرقية وكذلك في المدينة المنورة وخاصة في منطقة العوالي
بالنسبة للمدينة المنورة كانت نسبة الشيعة فيها قبل سيطرة ال سعود والوهابية علها اكثر من 75% من السكان وقاومت الهجوم السعودي لاطول فترة. ولقد تمت عمليات تطهير عرقي شديد وتوطين غرباء فيها مما قلب الموازين وصار الشيعة اليوم اقلية مضطهدة لا يسمح لها ببناء الجوامع بل ويتم هدم جوامعها التأريخية التي كان اخرها جامع الشمس الذي اقيم في المكان الذي يعتقد ان الشمس اشرقت به للامام علي لكي لاتفوته الصلاة. وان هذه ظاهرة فلكية ممكنة الحدوث حتى عصرنا هذا الا ان الاستثناء هنا انها حصلت عندما فاتت علي عليه السلام الصلاة لانشغاله بقتال المشركين من الاعراب فحزن ولكن الظاهرة المذكوره حصلت في ذات الوقت مما جعله يستغلها ويصلي. يعتز الشيعة من اهل المدينة المنورة بهذا الجامع كثيرا الا ان ايدي الغدر والتهديم قامت بمساواته بالارض بفتوى وهابية لاتقل عن الفتوى التي اصدرها 26 وهابي بخصوص تهديم العراق وقتل ابناءه بالامس

يوجد في المنطقة الشرقية اغنى ابار النفط في بلاد نجد والحجاز الا ان اهلها مضطهدون غاية الاضطهاد من قبل المؤسسة الدينية الرسمية والوحيدة التي لها كافة الحقوق وهي الوهابية ومن قبل الدولة الرسمية. ان المواطنينين السعوديين الشيعة الذين يشكلون 20% من السكان واكثر من 90% من سكان الاحساء والقطيف وباقي المناطق الشرقية يعانون من وطأة الاضطهاد والعنصرية والتمميز الطائفي. فهم حسب المذهب الوهابي كفرة يجب قتلهم! انهم غير مسموح لهم بالتعبير عن مذهبهم باي شكل من الاشكال لانه لايعتبر مذهبا اسلاميا حسب التفكير الوهابي! يعيش قسم من هؤلاء المواطنيين في الرياض طلبا للرزق والوضيفة الا انهم غير مسموح لهم ببناء او اتخاذ جوامع لهم ويمارسون الاحتفال بالمناسبات الدينية المقدسة عندهم كمقتل الامام الحسين (ع) سرا في بيوتهم التي لو احس بها المطوعون من البوليس لتم اعتقالهم

ان الشيعة الذين يعيشون على اغنى المناطق نفطا يعانون من الفقر ولا يسمح لهم بتولي اي مناصب مهما كانت بسيطة حتى على مستوى مدير مدرسة او معهد بل ان ابناءهم لايسمح لهم بالتقديم للكليات العلمية مثل الطب حتى وان كانت معدلاتهم عالية جدا واذا تقدموا فانهم يرفظون. اما في الوضائف فانهم يتم التعامل معهم بتعالي واذا تواجدوا في مناطق كالرياض مثلا فانهم يضطرون الى اخفاء انتمائهم الى المذهب الشيعي لانهم سوف يضطهدون اذا ما عرفوا

ان اهل المنطقة الشرقية اذا ما سيطروا على ثروتهم النفطية فانهم سوف يكونون اغنى سكان المنطقة كافة خاصة وان مناطقهم تتميز بوجود الاراضي الصالحة للزراعة وبالذات زراعة النخيل و بعض الحمضيات. علاوة على ذلك فانها تصلح لان تكون مناطق رائعة للسياحة البحرية والصحراوية التي لاتسمح بها السلطات

الغريب هو ان اهل الشرقية ليسوا مضطهدين ومحرومين من المناصب العليا فحسب بل انهم في في مجالسهم البلدية التي تم تكوينها مؤخرا في السعودية محكومين من قبل الوهابيين بشكل مباشر

ان دعوة الشيخ حسن الصفار (سعودي من القطيف) مؤخرا (قبل بضعة شهور) لحضور ما يسمى بمؤتمر المصالحة او ما شابه الذي دعى له ولي العهد السعودي الامير عبد الله كان لذر الرماد في العيون وهو لم يغير في الامر من شيء بل وان من افتى لتهديم العراق بالامس وقتل ابناءه قد اعترض على مشاركة ممثلين عن الشيعة كالشيخ حسن الصفار وهددوا بعدم الاشتراك. اننا لانشكك بنية الامير عبد الله ولكن لاشك لدينا بالتوجهات الوهابية

انه من الاجدر رفع مظلومية هؤلاء الناس الى المنظمات المختصة بحقوق الانسان خاصة في امريكا والامم المتحدة لكي ينالوا حقوقهم غير منقوصة وعدم التدخل بشؤؤونهم الداخلية التي هم اجدر بادارتها وحكم انفسهم

مَنْ هم الذين استثناهم الله من حدود دينه؟!


الدين هو مجموعة تعاليم الهية هدفها الحفاظ على الانسان كروح وجسد باحسن حال ممكن. فاذا استطاع مجتمع ما ان يطبق حرفيا ما موجود في الدين فان البشر يصبحون عبارة عن ملائكة تسير على الارض! اذن فان الدين شيء جيد لضبط السلوك والحفاظ على الفرد من السوء الذي يضر في جسده او روحه ولكن الدين يصبح اخطر من اللادين اذا صار بايدي الجهلاء والطائفيين للافتاء به. هنا يصبح خطر الدين كخطر قنبلة شديدة الانفجار بيد معتوه لايفهم مدى خطورتها او يتعمده

ان الله تعالى لم يقل لرسوله ولا لانبياءه من قبل بان يقتلوا الناس ويجبروهم على الايمان بل ينصحوا ويذكروا فقط. قال تعالى
(ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. اية: 99 سورة يونس)
(فذكر انما انت مذكر. لست عليهم بمصيطر. اية: 22-23 الغاشية)

ان الله تعالى يعلم بان الدين لو اصبح بأيدي طائفية ومنافقة فانها تكون اخطر من اللادين ولهذا وقد يستغرب البعض لماذا قال الله تعالى
الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم (اية: 9 سورة التوبة)

ولعل احدنا لو قرا الاية يستغرب لماذا قال الله ذلك؟ لماذا يريد هؤلاء ان لا يعرفوا حدود ما انزل على رسوله رغم ان الدين جاء للناس كافة كما وصفه الله تعالى
(وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لايعلمون. اية: 28 سورة سبأ)

فاذا كان الدين للناس جميعا لماذا جاء الاستثناء للاعراب ولم ياتي للهنود او الصينين او النيبالينين او الاروبيين او الاسكيمو او الشياطين؟! ان الله يعلم حيث يجعل رسالته فالو صار الدين بايدي طائفية ومنافقة فانها سوف تكون اخطر من الدين

ان اصحاب الفكر التكفيري والطائفي ومخرجي الارهاب الذين افتوا عام 1990 بدخول القوات الامريكية الى بلدانهم وتدمير العراق هم انفسهم الذين افتوا البارحة بمباركة الارهاب في العراق وبحماية الارهابيين القتلة. وهم الذين لم يحركوا ساكنا للافتاء بعدم جواز الحصار الذي قتلوا به العراقيين لكي يتمتعوا بالسيارات الامريكية الفارهة ولكي يتمتعوا بوجبات كنتاكي ومكدونالد وامريكانا التي فتحت لها فروعا خاصة في مكة والمدينة. لا بل لكي تبني لهم الشركات الغنية عن التعريف الفنادق المجاورة للحرم في مكة! هؤلاء الذين افتوا بالارهاب هم انفسهم الذين يعاملون الشيعة في المنطقة الشرقية وفي المدينة كمواطنيين من الدرجة الرابعة ولو سنحت لهم الفرصة لقتلوهم. انهم اجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله! فهل اشد نفاقا من ان يفتون للامريكان بالنزول في بلدهم لضرب العراق وبعد ان تحرر العراق من النظام الذي احتل الكويت صار الذين افتوا لهم بتحطيم العراق محتلين للعراق بعد ان حرروه من ذلك النظام. فيا له من نفاق شديد! انها الطائفية البغيضة التي صارت واضحة كالشمس في منتصف النهار

لقد انتظرنا 12 عاما في شهر رمضان المبارك نستمع الدعاء من مكة لعلنا نسمع دعاء صغير جدا لرفع الحصار عن المحاصرين في العراق ولم نسمع شيء حتى جاءت البارحة بالمفاجأة عندما دعى شيخ او امام الصلاة في مكة بالدعاء لرفع الحصار عن المحاصرين!! فيا للعجب العجاب لقد نام هذا الشيخ نومة اهل الكهف فاستيقض وتذكر حصارنا ودعى لنا!! بل انه الدعاء للمحاصرين منهم ممن جاؤوا الى ارضنا لقتلنا! فياسلام على هكذا اسلام! ولله دركما ودر ابيكما

حكام مدى الحياة


لاشك ان العالم المعاصر قد تقدم بخطى متسارعة ليكون اشبه بقرية صغيرة اذا ما قورن بالعالم عام 1900 او حتى في منتصف الخمسينات وما تلاها. ومع تطور الاتصالات اصبح التعلم من تجارب وخبرات الشعوب الاخرى اسهل واكثر تأثيرا. لقد تغيرت الكثير من المفاهيم وسقط العديد من الدكتاتوريات ولكن للاسف فان العرب يراوحون في نفس المكان مما جعل الهوة بينهم وبين الشعوب الاخرى تتسع كثيرا

بالامس رأينا كيف تمت الانتخابات الامريكية وكيف تنافست الاحزاب الامريكية لخدمة الشعب وقبل ان تعلن النتائج سلم الطرف الاقل اصواتا بتلك النتائج واتصل بالجانب الاخر ليبارك له. ان الديمقراطية قوة وعليه فانها لا يرقى لها الا الشجعان ذوي الحكمة والبصيرة والذين يبغون خدمة بلدانهم. فلو اخذنا بريطانيا على سبيل المثال نجد ان مجلس العموم يظم الحزب الحاكم والاحزاب المعارضة التي تعمل كصمام امان لصالح الشعب. فلا يستطيع الحزب الحاكم ان يمرر شيئا الا اذا كان قد محصه وفكر في انه يستطيع ان يثبت بانه لصالح بريطانيا وشعبها. علاوة على ذلك فان امامه دورة انتخابية اخرى اذا لم يحسن العمل واقناع الشعب بانه عمليا قد خدمه فانه سوف لن يفوز

الديمقراطية هي اختلاف مبني على احترام الراي الاخر مهما كان مغايرا ومادام بحدود القانون والاخلاق. وهذا هو الاختلاف الذي اشار اليه الرسول (ص) بان في اختلاف امته خير! انه لم يقصد اختلاف المذهب والعقيدة والدين لان هذه الامور واحدة في اطار الدين الواحد والتاريخ يؤكد لنا ان الاختلاف فيها ما ادى الا الى التكفير والقتل والدمار. ولا يقع الاجتهاد في الدين هنا ضمن الاختلاف لان الاجتهاد هو اعطاء رأيين متغايريين في ثابت متفق عليه اما الاختلاف فقد يشمل الثابت نفسه. اذن فان الاختلاف المشار اليه هو احترام راي الغير وتفعيل الديمقراطية التي تؤدي الى خدمة الانسان وارساء دعائم مجتمع له كرامته الفردية والجماعية بغض النظر عن الفكر والمذهب والوضيفة والانتساب والعشيرة والقوميه وما شابه. اليس هذه هي التي يطالب بها الدين الاسلامي
اذن اين العرب والمسلمين اليوم من تراثهم ومن العالم الذي يحيط بهم؟

للاسف الشديد ان التطرف العربي والاسلامي هو نتاج مؤكد للواقع الشمولي والدكتاتوري في الحكم والذي اصبح مقرفا بشكل تشمأز منه النفوس. ففي العصر الذي يتجه به البشر الى الديمقراطيات والتغيير والتي تكون فيه وضيفة رئيس دولة مجرد وضيفة عادية كغيرها فاننا للاسف الشديد نجد ان العرب لا يراوحون في نفس المكان فحسب بل يسيرون الى الوراء. فهم يغيرون القوانين ان تطلب الامر لتنصيب الحكام بالوراثة! ليس هذا فحسب بل بدلوا حتى التوجهات التي سارت عليها الدنيا والتاريخ وذلك بجعل الجمهوريات وراثية

و لابد ان نعترف ونشير الى ان الحكام هم من صنيعة الشعوب وان العقلية الشرق اوسطية والعربية بالذات تحب تأليه بل وحتى عبادة الفرد. فلا لايخفى على احد الشعارات والصور وبالروح بالدم نفديك ياحمار وما الى ذلك! ان الشعوب مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تغيير واقعها فالله لاينزل وجبات طعام جاهزة بل يعطي مواد اولية لمن يعمل ويشقى والبشر هي التي تعمل ما فيه مصلحتها

ان الدكتاتوريات العربية لاتقتصر على الحكام بل تشمل الافراد كل في موقعه. اننا اذا اعترفنا بذلك انما نبتغي تصحيح التفكير العربي لما فيه منفعة الجميع وللتغيير نحو الاحسن. فالعربي بشكل عام دكتاتوري التفكير وانفعالي التصرف وسرعان ما يثيره الرأي الاخرفينفعل ويحاول ان يبسط رأيه بشكل خاطيء يخلو من الاقناع. واذا يأس من ذلك قد يعمد الى الاساءة الشخصية للاخر. والامثلة كثيرة على ذلك مما تعرضه شاشات الفضائيات العربية من مناطحات هستيرية. فالدكتاتورية موجودة في البيت والمدرسه والجامعة والمعمل والدائرة والشارع وهي موجودة عند رجل الدين قبل غيره وعند كل شخص بل ويربي عليها ابناءه. وهي موجودة عند الرجال والنساء على حد سواء. ورغم ان الرجل الشرق اوسطي والعربي اكثر دكتاتورية من النساء الا ان قسم من النساء تتفوق على الرجال في هذا الجانب سواء في البيت او في العمل. اننا اذا قرأنا بعض كتب التاريخ نجد صفحة كاملة عن القاب وصفات واوصاف من يريدون النقل عنه وسطر او بضع كلمات عن قول لا يصلح لأن يكون اكثر من عفطة عنز

ان الدكتوتاريات العربية لا ينتزعها من الحكم الا الموت او الانقلاب. وبما ان العصر ليس عصر الانقلابات او لان الحكام صاروا لا يتحسبون الا لكي يدفعوا عنهم الانقلابات و بصرف اموال طائلة لذلك فلم يبقى الا الموت لانتزاعها منهم بل انهم يبقون حكاما حتى عندما بعد الموت عندما يكونون في وحدات العناية المركزه ليتسنى للابن ان يتسلم المقاليد. ان الكتاتوريات تبني المؤسسات الامنية لحماية انظمتها من السقوط فاذا ما سقطت انهار كل شيء. اي ان كل شيء لخدمة الدكتاتور حتى حزبه. فعندما هرب صدام مثلا وسقط في بالوعة من البالوعات انهارت كافة المؤسسات الامنية لانها لم تبنى الا لحمايته وتقديسه فانهارت عندما هرب

ان الشعوب العربية هي التي خلقت دكتاتورياتها ومن الخطأ تحميل امريكا او غيرها كل اخطاءنا وخير مثال على ذلك هو الشعب العراقي فانه لو رفض صدام بشكل اجماعي بعد ان زجه في مطحنة الكويت التي سبقتها مطحنة الخميني لما صار حال الشعب العراقي ما هو عليه الان. والسبب لبقاء صدام هو نحن الذين تداخلت دكتاتورياتنا مع دكتاتوريته. ان صدام كان يمتلك يدين اثنين فقط ولكنه حكمنا بايدي المنتفعين الذين يقاتلون اليوم بسبب فقدان منافعهم و هم انفسهم الذين قمعوا من انتفض بعد تتابع المصائب منذ عام 1979 . وما هؤلاء الا انقلابيون يقاتلون من اجل دكتاتورية اخرى لهذا نراهم يرفعون صور الدكتاتور. وللاسف فان الشعب العراقي بشكل عام لم يتعلم الدرس بل ان بعضهم سنحت له الفرصه لرفع صور قائده حتى صار عددها اكثر من صور صدام ونفس الذين صفقوا لصدام و قالوا له بالروح بالدم نفديك ياهدام هم انفسهم قالوها لغيره وصفقوا له بعد ان دخل هذا الغير العراق بعد هروب هدام

هناك نوعان من الدكتاتوريات اما دكتاتور يبني وهذا لابأس به على الاقل شعبه سعيد ودكتاتور يهدم ولسوء حظ العراق ابتلي بهدام وصدام (اي يصدم الناس بالبلاء والكوارث). والسؤال هو هل ان الشعب العراقي بعد كل هذه البلايا مستعد لتقبل حمار اخر له قرون ناطحة كانها قرون الشيطان ام قد تعلم الدرس؟ اذا يبدو ان الجواب على هذا السؤال لايزال للاسف غير واضح! وهناك خطر قائم لا على نفس اسس الدكتاتور العشائرية والعرقية والمذهبية. فاننا نجد الناس اليوم كل يغني على ليلاه وكل يتبع بشكل اعمى ولاءات ما كان منها الا الدمار. اننا لا ندعو الى فك الارتباط بالولاء للعشيرة والقومية والنسب والمذهب لانها جزء من الانسان اينما كان ولكن يجب ان لا تحل هذه الولاءات محل العراق كبلد يضم اعراق مختلفة. فلا باس ان يرتبط المرأ بولاءات عديدة ليستمد منها ما يشاء ولكن يجب ان لا يعطي ولاءه بالتصويت على الحاكم لانه شخص يقرب اليه وهو غير كفوء. يجب ان يخذا بنظر الاعتبار من هو الاكفأ في قيادة السفينة الى شاطيء الامان والا ما فائدة انتخاب الاقرب بالولاء لو كان يتسبب بغرق السفينة ومن فيها! وحتى بعد فوز الاكفأ او المنتخب فانه يجب ابقاء الرقابة عليه لنرى ماذا انجز للشعب والعراق. وبما ان هناك جولة انتخابية اخرى بعد 3 او 4 سنوات فانه حتما سيجد لاثبات قدرته. اذا نجحنا بذلك سنكون اول بلد عربي يتم فيه ازالة الدكتاتورية وتداول السلطة بالتنافس الشعبي وكما هي او على الاقل اقرب الى الدول المتحضرة

اننا كشعب عراقي اذا اردنا ان نغير العراق فلا بد ان نغير ما بانفسنا اولا وقبل كل شيء. هذا شيء ليس بالسهل ولكن المطلوب هو تثقيف الشعب على الامور التالية

اولا
كل واحد مسؤول ولافرق بين رئيس ومرؤوس ابدا. فاذا جاء الرئيس الى مكان ما فانه يجب ان لا يزيح الادنى منه مسؤولية ولا على الادنى ان يقدم تنازلات تتعدى حدود الاحترام الواجب والاداب الاجتماعية المقبولة

ثانيا
القانون فوق الجميع بمن فيهم رجل القانون نفسه

ثالثا

انتزاع الشعارات البراقة وابدالها بالعمل والانتاج ومحاسبة المقصرين

رابعا
اصدار قانون لايسمح بوضع الصور وتأليه الشخوص وعلى الرئيس او رئيس الوزراء اذا رأى صورته على جدار ان ينتزعها بيده ويمزقها بنفسه ويحاسب المخالف

خامسا
ترك كافة الشعارات التي على شاكلة بالروح بالدم نفديك ياحمار

سادسا
الوطن والارض لخدمة المواطن وليس المواطن مشروع قتل من اجل الارض الا اذا اعتدي على الوطن فذلك شيء مختلف والكل تهب للدفاع عنه

سابعا
تعليم الجيل القادم على تقبل الرأي الاخر والاستماع له وعلى قراءة التاريخ بفكر ناقد وليس بشكل اعمى فلا احد احسن من احد

ثامنا
على كل حزب من الاحزاب العاملة ان يوضح بشكل واسع النطاق برنامجه للعراق من النواحي الامنية و الاجتماعية والصحية والتعليمية والضرائب والنفط والسياحة والسياسة الخارجية عربيا ودوليا وان يقوم بدوره بالتوعية المطلوبة لتعليم الناس اسس الديقراطية

تاسعا
رجل الدين هو ليس كل من تزيا بزي رجل الدين وعليه مسؤولية بالتوعية والارشاد والمشاركة في البناء والتثقيف ليس بمذهبه قصرا ولا متخذا من الدين وسيلة عيش بل من اجل توحيد الناس ولم شملهم حتى وان كانوا لا دين لهم. ويجب تربية الجيل وتثقيف الناس على ان كل الناس خطائيين ومنهم رجل الدين فلا تتم اطاعته بشكل اعمى لان في ذلك خطر رأيناه بالامس ونراه اليوم شاهدا امامنا

العمل المطلوب شاق ولكنه بالتاكيد لو وجد من يعمل من اجله فسيكون العراق منارا للاخرين

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter